العدد : ١٧١٩٠ - الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٠ - الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

محددات اهتمام دول الخليج بالمفاوضات النووية الإيرانية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬توصل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإيران‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬سيكون‭ ‬أمر‭ ‬محل‭ ‬ترحيب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬إقليمية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تعج‭ ‬بالأزمات‭ ‬المزمنة‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً،‭ ‬فلطالما‭ ‬دعت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬لذلك‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البيانات‭ ‬الختامية‭ ‬لاجتماعات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بل‭ ‬ومطالبة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬اضطلعت‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لاستضافة‭ ‬وتسهيل‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬قبل‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منه‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬

تتعدد‭ ‬مخاوف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشأن‭  ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ولعل‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬تلك‭ ‬المخاوف‭ ‬تأثير‭ ‬امتلاك‭ ‬إيران‭ ‬للسلاح‭ ‬النووي‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أساس‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬الأزمات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬للإخلال‭ ‬بتوازن‭ ‬القوى‭ ‬لصالح‭ ‬طرف‭ ‬ما،‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬تبعات‭ ‬أمنية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ (‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬1980‭-‬1988‭) ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬امتلاك‭ ‬طرف‭ ‬إقليمي‭ ‬ما‭ ‬للسلاح‭ ‬النووي‭ ‬تتعاظم‭ ‬مخاطره‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬ذلك‭ ‬الطرف‭ ‬الصواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬الرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬لمسافات‭ ‬بعيدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحوادث‭ ‬النووية‭ ‬وخاصة‭ ‬التسربات‭ ‬الإشعاعية‭ ‬حال‭ ‬تعرض‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬لضربة‭ ‬عسكرية‭ ‬أو‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬طبيعية‭ ‬مثل‭ ‬الزلازل،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬سيكون‭  ‬انتشار‭ ‬تلك‭ ‬الإشعاعات‭ ‬سريعا‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الحالية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭ ‬ولكنها‭ ‬معنية‭ ‬بنتائجها،‭ ‬ففي‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬يراعي‭ ‬السياق‭ ‬الإقليمي‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لاستهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فالتوترات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ليست‭ ‬المسألة‭ ‬النووية‭ ‬فحسب،‭ ‬فهناك‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭  ‬والتي‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬لعمل‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمضمونها‭ ‬ويعيد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬تصريحات‭ ‬نايف‭ ‬الحجرف‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الأسبق‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬‮«‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬المصالح‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬تعارض‭ ‬امتلاك‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬بشرط‭ ‬اتخاذ‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬ضمانات‭ ‬سلامة‭ ‬المرافق‭ ‬النووية‭ ‬وفقاً‭ ‬للمعايير‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬مطالباً‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمنطقة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬المعنى‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬تضمنه‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لاجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬حيث‭  ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬مشاركة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المفاوضات‭ ‬والمباحثات‭ ‬والاجتماعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬وأن‭ ‬تشمل‭ ‬المفاوضات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬والشواغل‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬احترام‭ ‬السيادة‭ ‬وسياسات‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬لضمان‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬مطلب‭ ‬خليجي‭ ‬جماعي‭ ‬وبند‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬اجتماعات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الخليجيين‭.‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬وهو‭ ‬سيناريو‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬يظل‭ ‬مستبعدا‭ ‬فإن‭ ‬المطروح‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬العسكري‭ ‬برغم‭ ‬صعوبته‭ ‬ولكنه‭ ‬يضع‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭.‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬ماذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬القيام‭ ‬به؟

تؤكد‭ ‬الخبرة‭ ‬التاريخية‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬الحياد‭ ‬لا‭ ‬يدوم‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬ترغب‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬احترامه‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬عسكري‭ ‬سوف‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬حيث‭ ‬سيكون‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬مستهدفاً‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬القواعد‭ ‬أو‭ ‬القوات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬أدواراً‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مهمة‭ ‬تجاه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المساعي‭ ‬الحميدة‭ ‬لإبعاد‭ ‬شبح‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬عن‭ ‬المنطقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المطلوبة‭ ‬وخاصة‭ ‬تأمين‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬وتفعيل‭ ‬تدريبات‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭.‬

ولا‭ ‬يعني‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬انتهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مسارات‭ ‬المصالحة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬متطلبات‭ ‬يتعين‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغليب‭ ‬عوامل‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والجوار‭ ‬على‭ ‬متطلبات‭ ‬السياسة،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬هيكل‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يضم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ودول‭ ‬الجوار‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬إيران‭ ‬يظل‭ ‬خياراً‭ ‬تكتنفه‭ ‬صعوبات‭ ‬عديدة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬صياغة‭ ‬قواعد‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ترسيخ‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬حوارات‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬مختلفة‭.‬

دول‭ ‬الخليج‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬سابقاً‭ ‬لا‭ ‬تعارض‭ ‬حق‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬ذلك‭ ‬مشروطاً‭ ‬بانتهاج‭ ‬الشفافية‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لمفتشي‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬المنوطة‭ ‬بهم‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬سلمية‭ ‬تلك‭ ‬البرامج،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬كل‭ ‬معايير‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الأمان‭ ‬النووي‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬تجنب‭ ‬الكوارث‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬آثارها‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والإنسان‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬لمسألة‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭- ‬وهي‭ ‬التحدي‭ ‬الأهم‭ ‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقدمة‭ ‬نحو‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬التعاوني‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاث‭ ‬حقائق‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬أولها‭: ‬استنزاف‭ ‬الصراعات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬ومنها‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وثانيها‭: ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬الراهنة‭ ‬والتي‭ ‬أوجدت‭ ‬مفاهيم‭ ‬جديدة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬ومنها‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والصحي‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬حتماً‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الإقليم‭ ‬الواحد‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬مواجهتها‭ ‬بمفردها‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬إمكاناتها،‭ ‬وثالثها‭: ‬احتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كانت‭ ‬‭ ‬ولاتزال‭ ‬‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وشهدت‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أنهت‭ ‬تهديدات‭ ‬ولكنها‭ ‬كرست‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أساسا‭ ‬لبنا‭ ‬ء‭ ‬أمن‭ ‬إقليمي‭ ‬مستدام‭.‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا