وقت مستقطع

علي ميرزا
درس بليغ
يعد الكابتن محمد جلال مدرب طائرة المعامير من المدربين القلائل في ساحتنا المحلية الذين لا يهوون التذمر ولا يبحثون عن أعذار لتبرير أي تعثر أو إخفاق، عرفناه دائمًا صاحب عزيمة، يتعامل مع الظروف الصعبة بروح التحدي، ويجتهد لتوليد الحلول بدلا من التوقف عند العقبات، لا يتوقف عند المعيقات، بل يتخطاها بأفكاره وإيمانه برسالته كمدرب.
لكن في المباراة الثانية لفريقه المعامير أمام الشباب ضمن منافسات مربع دوري الاتحاد، بدا المشهد مختلفا، بدت ملامح الحزن والانكسار على وجهه، وكأن لسان حاله يقول: «الآن انكسر ظهري». فقد تفجّرت في وجهه ظروف قاهرة، تمثلت في إصابات طالت أبرز ركائز الفريق، إضافة إلى حالة وفاة لقريب أحد اللاعبين الأساسيين. عناصر كان يعول عليها كثيرا، لعلهم يعيدون الأمل في المنافسة ويقلبون الطاولة على خصم عنيد كفريق الشباب.
هذه الحالة التي مر بها مدرب المعامير ليست غريبة على عالم التدريب، بل مر بها الكثير من المدربين، وهي تحمل في طياتها دروسا مهمة يجب أن نستفيد منها:
أولا: غياب البدلاء المؤهلين مشكلة حقيقية، إذ لا يكفي الاعتماد على التشكيلة الأساسية فقط، بل من الضروري تجهيز مقاعد بدلاء قوية تستطيع سد الفراغ وأي طارئ في أي وقت.
ثانيا: على الأجهزة الفنية أن تضع دائمًا سيناريوهات بديلة، وتخطط للمجهول، فالمنافسات لا ترحم، والظروف الطارئة لا تستأذن أحدا.
ثالثًا: إن التماسك النفسي للمدرب وقت الأزمات ينعكس على الفريق، ومدرب كالكابتن محمد جلال يحتذى به، حتى وإن بدا عليه الانكسار في لحظة، فإن ما قدمه من نموذج في العمل بصمت والابتكار في وجه الصعوبات يبقى درسا للجميع.
وفي نهاية المطاف، تبقى الرياضة ساحة للصراع الشريف، والتجربة الحقيقية تبنى وقت الشدة، فمن يحسن التعامل مع الأزمات هو من يمهد الطريق للنجاح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك