العدد : ١٧١٨٨ - الاثنين ١٤ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨٨ - الاثنين ١٤ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

درس بليغ

يعد‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬جلال‭ ‬مدرب‭ ‬طائرة‭ ‬المعامير‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬القلائل‭ ‬في‭ ‬ساحتنا‭ ‬المحلية‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يهوون‭ ‬التذمر‭ ‬ولا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬أعذار‭ ‬لتبرير‭ ‬أي‭ ‬تعثر‭ ‬أو‭ ‬إخفاق،‭ ‬عرفناه‭ ‬دائمًا‭ ‬صاحب‭ ‬عزيمة،‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬بروح‭ ‬التحدي،‭ ‬ويجتهد‭ ‬لتوليد‭ ‬الحلول‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬العقبات،‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬المعيقات،‭ ‬بل‭ ‬يتخطاها‭ ‬بأفكاره‭ ‬وإيمانه‭ ‬برسالته‭ ‬كمدرب‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬الثانية‭ ‬لفريقه‭ ‬المعامير‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬ضمن‭ ‬منافسات‭ ‬مربع‭ ‬دوري‭ ‬الاتحاد،‭ ‬بدا‭ ‬المشهد‭ ‬مختلفا،‭ ‬بدت‭ ‬ملامح‭ ‬الحزن‭ ‬والانكسار‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬وكأن‭ ‬لسان‭ ‬حاله‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬الآن‭ ‬انكسر‭ ‬ظهري‮»‬‭. ‬فقد‭ ‬تفجّرت‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬ظروف‭ ‬قاهرة،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬إصابات‭ ‬طالت‭ ‬أبرز‭ ‬ركائز‭ ‬الفريق،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬لقريب‭ ‬أحد‭ ‬اللاعبين‭ ‬الأساسيين‭. ‬عناصر‭ ‬كان‭ ‬يعول‭ ‬عليها‭ ‬كثيرا،‭ ‬لعلهم‭ ‬يعيدون‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬ويقلبون‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬خصم‭ ‬عنيد‭ ‬كفريق‭ ‬الشباب‭.‬

هذه‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬مدرب‭ ‬المعامير‭ ‬ليست‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬التدريب،‭ ‬بل‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المدربين،‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬دروسا‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬منها‭:‬

‭ ‬أولا‭: ‬غياب‭ ‬البدلاء‭ ‬المؤهلين‭ ‬مشكلة‭ ‬حقيقية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التشكيلة‭ ‬الأساسية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تجهيز‭ ‬مقاعد‭ ‬بدلاء‭ ‬قوية‭ ‬تستطيع‭ ‬سد‭ ‬الفراغ‭ ‬وأي‭ ‬طارئ‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬

ثانيا‭: ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬دائمًا‭ ‬سيناريوهات‭ ‬بديلة،‭ ‬وتخطط‭ ‬للمجهول،‭ ‬فالمنافسات‭ ‬لا‭ ‬ترحم،‭ ‬والظروف‭ ‬الطارئة‭ ‬لا‭ ‬تستأذن‭ ‬أحدا‭.‬

‭ ‬ثالثًا‭: ‬إن‭ ‬التماسك‭ ‬النفسي‭ ‬للمدرب‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الفريق،‭ ‬ومدرب‭ ‬كالكابتن‭ ‬محمد‭ ‬جلال‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬بدا‭ ‬عليه‭ ‬الانكسار‭ ‬في‭ ‬لحظة،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بصمت‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الصعوبات‭ ‬يبقى‭ ‬درسا‭ ‬للجميع‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬تبقى‭ ‬الرياضة‭ ‬ساحة‭ ‬للصراع‭ ‬الشريف،‭ ‬والتجربة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تبنى‭ ‬وقت‭ ‬الشدة،‭ ‬فمن‭ ‬يحسن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬للنجاح‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا