العدد : ١٧١٩٢ - الجمعة ١٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٢ - الجمعة ١٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تهديدات ترامب.. خطاب إبادة جماعية بحق سكان غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

منذ‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬زاد‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬من‭ ‬تجاهله‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬خطاباته‭ ‬السياسية،‭ ‬حيث‭ ‬أيد‭ ‬علنًا‭ ‬نية‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬وضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بزيادة‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬الكبير‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬دعم‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬فيما‭ ‬تفاخر‭ ‬بقدرة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬‮«‬السيطرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نشر‭ ‬فيديو‭ ‬مُولّد‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يُظهر‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬بفنادق‭ ‬ومنتجعات‭ ‬فاخرة‭.‬

ومع‭ ‬انهيار‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بسبب‭ ‬تنصّل‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬التزاماتها‭ ‬السابقة‭ -‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬برعاية‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬لترامب‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬ويتكوف‮»‬‭- ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬حماس‭ ‬للمطالب‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرفة‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جيسون‭ ‬بيرك‮»‬،‭ ‬و«أندرو‭ ‬روث‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬وجّه‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬مارس‭ ‬2025،‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬تروث‮»‬‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬‮«‬إنذارًا‭ ‬عنيفًا‮»‬‭ ‬لحركة‭ ‬حماس،‭ ‬مطالبًا‭ ‬بالإفراج‭ ‬عن‭ ‬الرهائن‭ ‬المتبقين،‭ ‬مهددًا‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إن‭ ‬لم‭ ‬تفعلوا‭.. ‬انتهى‭ ‬أمركم‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬فيليسيا‭ ‬شوارتز‮»‬،‭ ‬و«نيري‭ ‬زيلبر‮»‬،‭ ‬و«أندرو‭ ‬إنجلاند‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬التصريحات‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬عدوانية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية‭ ‬تجاه‭ ‬حماس‭ ‬وسكان‭ ‬غزة‭ ‬المدنيين،‭ ‬وهو‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬روث‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بدء‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬مفاوضات‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬حماس‭.‬

وتعكس‭ ‬تدوينات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬تهديداته‭ ‬السابقة‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬العنيفة‭         -‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أو‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭- ‬كلما‭ ‬سعت‭ ‬بلاده‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬شروط‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬حلفائها‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬وقبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي،‭ ‬توعّد‭ ‬بأن‭ ‬حماس‭ ‬‮«‬ستدفع‭ ‬ثمنًا‭ ‬باهظًا‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفقًا‭ ‬لشروط‭ ‬إسرائيل‭. ‬وبعد‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر،‭ ‬جدد‭ ‬دعمه‭ ‬المطلق‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيدعمها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬لإنهاء‭ ‬المهمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬حماس‭ ‬بأمان‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تفعلوا‭ ‬ما‭ ‬أقول‮»‬‭. ‬وبالفعل‭ ‬كانت‭ ‬إدارته‭ ‬قد‭ ‬صعّدت‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الموافقة‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬على‭ ‬صفقة‭ ‬ذخائر‭ ‬بقيمة‭ ‬تقارب‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬متجاوزة‭ ‬شرط‭ ‬التدقيق،‭ ‬والموافقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكونجرس‭ ‬على‭ ‬الصفقة‭.‬

وبحسب‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬أسوشيتد‭ ‬برس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الشحنات‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬تشمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭.‬000‭ ‬قنبلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬إم‭ ‬كيه‭ ‬84‮»‬،‭ ‬و«بي‭ ‬ال‭ ‬يو‭ - ‬117‮»‬‭ ‬زنة‭ ‬2000‭ ‬رطل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذخائر‭ ‬أخرى‭ ‬تزيد‭ ‬قيمتها‭ ‬على‭ ‬675‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬و«مبيعات‭ ‬طارئة‮»‬‭ ‬لجرافات‭ ‬بقيمة‭ ‬تقارب‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬أيّد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬ماركو‭ ‬روبيو‮»‬،‭ ‬نية‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬‮«‬القضاء‮»‬‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬متفاخرًا‭ ‬بموافقة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬على‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬دولار‮»‬‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬الضخمة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وكما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬خالد‭ ‬الجندي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬تاون‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تصريحاته‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬إنذار‭ ‬نهائي‭ ‬لحماس‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬تمثل‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‮»‬،‭ ‬بالموت‭ ‬والدمار‭ ‬لشعب‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬بأسره‮»‬‭. ‬ففي‭ ‬بيانه‭ ‬الموجه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬جميل‭ ‬ينتظرهم‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬اشترط‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬بعدم‭ ‬احتجاز‭ ‬الرهائن‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬فعلتم‭ ‬ذلك،‭ ‬فأنتم‭ ‬ميتون‮»‬‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬تهديده‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ندد‭ ‬الصحفي‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬كوك‮»‬،‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬اختفاء‭ ‬فلسطين‭.. ‬التجربة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬إخفاء‭ ‬البشر‮»‬،‭ ‬بالأسلوب‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬زعيم‭ ‬أقوى‭ ‬ديمقراطية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬خاطب‭ ‬المدنيين‭ ‬مهددًا‭ ‬إياهم‭ ‬بالموت؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بشأنه‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتصريحاته‭ ‬التي‭ ‬توعد‭ ‬فيها‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بـ«جحيم‭ ‬سيدفعونه‭ ‬لاحقًا‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُفرج‭ ‬حماس‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الرهائن؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جون‭ ‬هوفمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬كاتو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬جحيم،‭ ‬بفضل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬إدانته‭ ‬لأوضاع‭ ‬مليوني‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬القطاع‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬الجندي‮»‬،‭ ‬لغة‭ ‬التهديد‭ ‬التي‭ ‬استخدمها،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خطاب‭ ‬يتبنى‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬متسائلًا‭: ‬‮«‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬تهديد‭ ‬شعب‭ ‬بأكمله‭ ‬بالموت،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لمفهوم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية؟‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬ندد‭ ‬‮«‬كوك‮»‬،‭ ‬بنواياه‭ ‬‮«‬الواضحة‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرسال‭ ‬كافة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الممكنة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ترامب‭ ‬يتفاخر‭ ‬فيه‭ ‬بنيته‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬واضح‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬بريان‭ ‬كاتوليس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬نهجه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬منتظم‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬التناقض‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬مواقفه‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يهدد‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حماس،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بالموت‭ ‬والدمار‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يذعنوا‭ ‬للمطالب‭ ‬الجديدة‭ ‬بشأن‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬تفاوضت‭ ‬إدارته‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬بشأن‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الرهائن،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬روث‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تجاوزت‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬قام‮ «‬آدم‭ ‬بوهلر‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬عيّنه‭ ‬ترامب‭ ‬مبعوثًا‭ ‬خاصًا‭ ‬لشؤون‭ ‬الرهائن،‭ ‬بمحادثات‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬حماس،‭ ‬فيما‭ ‬أفادت‭ ‬مصادر‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬مبعوثه‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أجرى‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬لمناقشة‭ ‬القضية‭ ‬ذاتها‭.‬

وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬أول‭ ‬تواصل‭ ‬مباشر‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وأمريكا‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬صنّفتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬دولية‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1997‭. ‬وبينما‭ ‬دافعت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮«‬كارولين‭ ‬ليفيت‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بوصفها‭ ‬‮«‬جهدًا‭ ‬صادقًا‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬واقعية‭ ‬تلبي‭ ‬رغبة‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‮»‬؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جريج‭ ‬كارلستروم‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬غياب‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‮»‬‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لو‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لكانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غضب‭ ‬شديد‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬تريتا‭ ‬بارسي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬كوينسي‭ ‬لسياسات‭ ‬الحكم‭ ‬المسئول‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليفكر‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬أبدًا»؛‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يثيره‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬غاضبة‭ ‬لدى‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المؤيدين‭ ‬لإسرائيل‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬توقعات‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيين،‭ ‬بشأن‭ ‬تحقيق‭ ‬اختراق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬لاستعادة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬بانكوف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تخيل‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‮»‬،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬حماس‭ ‬هو‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬و«الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‮»‬،‭ ‬مقابل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬المتبقين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬وفرضه‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بيرك‮»‬،‭ ‬و«روث‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬عازمًا‭ ‬فعليًا‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاتفاق،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬‮«‬إنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬قد‭ ‬يهدد‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬ترامب،‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬شروط‭ ‬أفضل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬استعادة‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الرهائن‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬كبيرة‮»‬‭. ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تساءل‭ ‬‮«‬الجندي‮»‬،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬تهديدات‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬تصريحًا‭ ‬ضمنيًا‮»‬‭ ‬للقيام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كاتوليس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إخفاق‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬اختراق‭ ‬بشأن‭ ‬مفاوضات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬له‭ ‬‮«‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخارجية،‭ ‬لكنه،‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬تبدو‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بدعمها‭ ‬المطلق‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬وتأييد‭ ‬أفعال‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬فرانسيسكا‭ ‬ألبانيزي‮»‬،‭ ‬المقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬‮«‬الضروري‮»‬،‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬بمنع‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬لكنها‭ ‬تساءلت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الإجراءات‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬ستتخذها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬لوقف‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬‮«‬في‭ ‬ظل‭ ‬مواصلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬وتهديدات‭ ‬ترامب‭ ‬المستمرة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬سولو‭ ‬أفطال‮»‬،‭ ‬منشئ‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬نشره‭ ‬ترامب‭ ‬ويتباهى‭ ‬فيه‭ ‬بمستقبل‭ ‬غزة‭ ‬المفترض‭ ‬تحت‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية؛‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفيديو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سوى‭ ‬‮«‬سخرية‭ ‬سياسية‮»‬،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬انتقاد‭ ‬‮«‬نزعة‭ ‬العظمة‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وسعيه‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفق‭ ‬رؤيته‭ ‬الخاصة‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتهديداته،‭ ‬وسجل‭ ‬تصريحاته‭ ‬العدوانية‭ ‬والتحريضية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بالموت‭ ‬والدمار‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تطلق‭ ‬حماس‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن،‭ ‬فقد‭ ‬شدد‭ ‬المعلقون‭ ‬الغربيون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬الجندي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تصريحاته‭ ‬‮«‬تنسجم‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تأييده‭ ‬الضمني‭ ‬لأعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬واستمرار‭ ‬إسرائيل‭ -‬بدعم‭ ‬أمريكي‭- ‬حملتها‭ ‬العسكرية‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا