العدد : ١٧٢٧٥ - الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٥ - الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

مقترحات لحل معضلة الصراع النووي في الشرق الأوسط

بقلم: د. نبيل فهمي {

الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

الاعتداءات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬واستهداف‭ ‬المرافق‭ ‬النووية‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬عديدة‭ ‬تصحبها‭ ‬احتمالات‭ ‬متعددة‭ ‬لسيناريوهات‭ ‬متباينة،‭ ‬حسب‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬النووية،‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬لنتائج‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بعدما‭ ‬تتضح‭ ‬وتظهر‭ ‬الأدلة‭ ‬والنتائج‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المهاترات‭ ‬السياسية‭ ‬السريعة‭ ‬والتقديرات‭ ‬المبدئية‭.‬

لا‭ ‬خلاف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الخسائر‭ ‬الإيرانية‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بكثير،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تخفي‭ ‬خسائرها‭ ‬عن‭ ‬عمد،‭ ‬لأن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الضغوط‭ ‬المعنوية‭ ‬للحشد‭ ‬المجتمعي‭ ‬الكامل‭ ‬واستهداف‭ ‬مواقع‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬قد‭ ‬تقل‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬قدرة‭ ‬استيعاب‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭.‬

وأتوقع‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬البرامج‭ ‬والسياسات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬لنفسها‭ ‬بحق‭ ‬المبادرة‭ ‬عسكريًا‭ ‬واستهداف‭ ‬المواقع،‭ ‬وستعمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬ساحات‭ ‬توتر‭ ‬محكومة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وفى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بغرض‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الداخلي‭ ‬والدعم‭ ‬الغربي‭ ‬لمواقفها،‭ ‬والتركز‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬مع‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬بمختلف‭ ‬جوانبها،‭ ‬وتحتفظ‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الاهداف‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬محاسبة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬المواقف‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬فإذا‭ ‬انتفت‭ ‬مخاطر‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬يفضل‭ ‬تجنب‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬المباشرة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬اليد‭ ‬الطولي‭ ‬والذراع‭ ‬الأمنية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مع‭ ‬يقينها‭ ‬أن‭ ‬التحرك‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬دائمًا‭ ‬مخاطر‭ ‬سحب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومن‭ ‬العناصر‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬موقفها‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬التخصيب‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬وتوفير‭ ‬الشفافية‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬موسعة‭ ‬للتفتيش‭ ‬والضمانات‭ ‬الدولية‭.‬

والمواقف‭ ‬الإيرانية‭ ‬لها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬ويفضل‭ ‬الغرب‭ ‬تنازلها‭ ‬عن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬مع‭ ‬تسليم‭ ‬المواد‭ ‬العالية‭ ‬التخصيب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬إيران‭ ‬استسلامًا‭ ‬سريعًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتستبعده‭ ‬وفقًا‭ ‬لتصريحات‭ ‬المرشد‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬وإنما‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مصلحتها‭ ‬الدخول‭ ‬سريعًا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مباشرة،‭ ‬بعد‭ ‬الخسائر‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمادية‭ ‬والسياسية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬عراقجي‭ ‬كانت‭ ‬أهدأ‭ ‬وأكثر‭ ‬واقعية،‭ ‬لذا‭ ‬أرجح‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬إطالة‭ ‬مدة‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض،‭ ‬لاعتبارات‭ ‬سياسية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ماء‭ ‬الوجه‭ ‬إذا‭ ‬اختارت‭ ‬سبيل‭ ‬المهادنة‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬والعسكرية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬من‭ ‬السرية‭ ‬الشديدة‭.‬

ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تقلق‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأن‭ ‬تسعى‭ ‬لترتيب‭ ‬أوضاعها‭ ‬أمام‭ ‬مختلف‭ ‬السيناريوهات‭ ‬المحتملة‭ ‬وهى‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬احتمالات‭ ‬التسريبات‭ ‬النووية،‭ ‬أو‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬العسكرية‭ ‬الخفية،‭ ‬أو‭ ‬تجدد‭ ‬المعارك‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج،‭ ‬وكلها‭ ‬امور‭ ‬مقلقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها،‭ ‬لذا‭ ‬تعد‭ ‬العدة‭ ‬لتكون‭ ‬أكثر‭ ‬استعدادًا‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تطوير‭ ‬إمكانيات‭ ‬الوقاية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬ويمتد‭ ‬القلق‭ ‬والمراجعات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬ومصر،‭ ‬لأن‭ ‬الصدام‭ ‬التكنولوجي‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭.‬

للأسف‭ ‬أرى‭ ‬صعوبة‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬النظرة‭ ‬العدوانية‭ ‬الإقليمية‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مواقف‭ ‬أمريكية‭ ‬متحيزة،‭ ‬وإنما‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬وتداعيات‭ ‬الأحداث،‭ ‬بإخراج‭ ‬المعادلة‭ ‬النووية‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان‭ ‬من‭ ‬الاشتباك،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المعرقل‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمعالجة‭ ‬المخاطر‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وهي‭ ‬إسرائيل،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬الأمور‭ ‬كلية‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬ونشهد‭ ‬تنامى‭ ‬للبرامج‭ ‬النووية‭ ‬العسكرية‭ ‬الخفية‭.‬

رغم‭ ‬المماطلة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتوقعة،‭ ‬وبعضها‭ ‬مشروع‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وسوء‭ ‬أداء‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬لن‭ ‬تهدأ‭ ‬الأمور‭ ‬أو‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استئناف‭ ‬التطبيق‭ ‬الكامل‭ ‬لضمانات‭ ‬التفتيش‭ ‬الخاصة‭ ‬بالوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الإيضاحات‭ ‬على‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الوكالة‭ ‬حول‭ ‬الدراسات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لعسكرة‭ ‬برامجها‭ ‬النووية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬توضيح‭ ‬مصير‭ ‬المواد‭ ‬النووية‭ ‬المخصبة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬60%،‭ ‬ووقف‭ ‬التخصيب‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬الإيرانية‭ ‬أو‭ ‬تخفيضها‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬النسب،‭ ‬وهناك‭ ‬مطالب‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وأمريكية‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الباليستية‭ ‬والعسكرية‭.‬

أعود‭ ‬وأكرر‭: ‬إيران‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬معاهدة‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬وقبلت‭ ‬بإجراءات‭ ‬التفتيش‭ ‬الإضافية‭ ‬على‭ ‬مرافقها،‭ ‬وبكل‭ ‬صراحة‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬قانونيًا‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬الموضحة‭ ‬بالمعاهدة‭ ‬وآلياتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالضمانات‭ ‬والتفتيش،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬ضدها‭ ‬لمجرد‭ ‬وجود‭ ‬خلاف‭ ‬حول‭ ‬سياساتها‭.‬

وأعود‭ ‬وأكرر‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬الوحيدة‭ ‬الرافضة‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬الانتشار‭ ‬هي‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومرافقها‭ ‬النووية‭ ‬غير‭ ‬خاضعة‭ ‬للتفتيش،‭ ‬ولديها‭ ‬مرافق‭ ‬لتخصيب‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬بل‭ ‬يرجح‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬ووسائل‭ ‬إيصالها‭ ‬الجوية‭ ‬والباليستية،‭ ‬وهذا‭ ‬البرنامج‭ ‬هو‭ ‬الأخطر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬سباقًا‭ ‬لتطوير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬إيرانية‭ ‬يعطي‭ ‬لها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الأولية،‭ ‬ويجب‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬لها،‭ ‬تأمينًا‭ ‬لاستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬رغم‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير،‭ ‬وهناك‭ ‬حالة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬تستثنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬القواعد‭ ‬والمعايير،‭ ‬ويتغاضى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬تجاوزاتها،‭ ‬وهذا‭ ‬واقع‭ ‬مهين‭ ‬ومشين،‭ ‬ويجب‭ ‬عدم‭ ‬السكوت‭ ‬عنه‭ ‬وتصحيحه‭.‬

ومع‭ ‬صعوبة‭ ‬الموقف،‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمرين‭ ‬مع‭ ‬وضعهم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬أوسع‭ ‬إقليميًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬بتأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬إخلاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬خلال‭ ‬12‭ ‬شهرًا،‭ ‬وتطبيق‭ ‬ضمانات‭ ‬تفتيش‭ ‬دقيقة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المرافق،‭ ‬وهى‭ ‬مبادرة‭ ‬تبنتها‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬القرار‭ ‬إجراءات‭ ‬تفتيش‭ ‬إضافية‭ ‬لكل‭ ‬المرافق‭ ‬النووية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬ويشمل‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬دولية‭ ‬لمراجعة‭ ‬وتأمين‭ ‬توريد‭ ‬المواد‭ ‬المخصبة‭ ‬المطلوبة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬التخصيب‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬وتوفير‭ ‬اليورانيوم‭ ‬لدول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقر‭ ‬الهيئة‭ ‬خارج‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية‭ ‬والإسرائيلية،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬إيران‭ ‬مكاشفة‭ ‬كاملة‭ ‬لبرنامجها‭ ‬النووية،‭ ‬مع‭ ‬انضمام‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬عدم‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬وقبول‭ ‬نظام‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬مرافقها،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬انضمام‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬التجارب‭ ‬النووية،‭ ‬وأن‭ ‬تعطى‭ ‬الدول‭ ‬النووية‭ ‬الدائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ضمانات‭ ‬قانونية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬بعدم‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬ضدها‭.‬

بهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬وضعنا‭ ‬إطارًا‭ ‬مناسبًا‭ ‬لتجاوب‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المطالب‭ ‬المرتبطة‭ ‬ببرنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬ووضعنا‭ ‬أيضًا‭ ‬إطارًا‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬صفقة‭ ‬كبرى‭ ‬وخطوات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إيران‭ ‬وتطبيق‭ ‬منظومة‭ ‬تخصيب‭ ‬وتفتيش‭ ‬مفصلة،‭ ‬وبما‭ ‬يؤمن‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬النووية‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬وفقًا‭ ‬لمعايير‭ ‬ثابتة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

 

{‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا