«جيك وود» القناص السابق في سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) الذي خدم في العراق وأفغانستان قدم استقالته يوم 25 مايو 2025م كمدير تنفيذي للهيئة المسماة «مؤسسة غزة الإنسانية» بعد تقديم خطته العملية «لإطعام الجياع» كما سماها، والموافقة عليها من قبل الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال والعدوان وجيش الأبارثهايد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاضطهاد الجماعي للرجال في معتقلات العنصرية الفاشية الجديدة!
برر «جيك وود» صاحب السجل المشين كجندي من جنود المارينز استقالته كمدير تنفيذي لما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» وهي اختراع إجرامي صهيوني أمريكي مشترك بعدم إمكانية تنفيذ الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، وسريعاً تم تعيين «جون مور» المستشار السابق في إدارة الرئيس «ترامب» الأولى مديراً تنفيذياً للمؤسسة يوم 26 مايو 2025م خلفاً للمدير التنفيذي المستقيل، ويتمتع القس الإنجيلي «جون مور» بدعم الإدارة الأمريكية وهو من المؤيدين لخطط الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين الغزيين من قطاع غزة!
ونسجل للتاريخ بأن المساعدات الغذائية توقفت بالكامل عن الدخول إلى قطاع غزة يوم 2 مارس 2025، وعادت بشكل خجول للغاية مع «مؤسسة غزة الإنسانية» يوم 26 مايو 2025 م، وفي ليلة الرابع – الخامس من يونيو 2025 م استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وإدخال المساعدات الغذائية الإنسانية عبر المعابر!
وهذه المساعدات المفضوحة عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» تتم عبر 4 مراكز فقط، واحد في وسط القطاع ويقع جنوب «محور نتساريم» الذي يفصل شمال القطاع ووسطه عن جنوبه، و«محور نتساريم» عبارة عن 4 كيلومترات مربعة طولا و6 كيلومترات عرضا من الشرق للشاطئ وهو محتل احتلالا كاملا من القوات الإسرائيلية ومدجج بكل أنواع السلاح الخفيف والثقيل، وهناك 3 مراكز تقع في مدينة «رفح» أقصى جنوب القطاع في مدينة تم تدميرها بالكامل من قبل قوات الاحتلال ومطوقة بالجنود الصهاينة المتمترسين بكامل عتادهم الحربي بما يشمل الدبابات والطائرات المسيرة أيضا!
في اليوم الأول لعمل «مؤسسة غزة الإنسانية» 27 مايو 2025م تم قتل 49 فلسطينيا وجرح أكثر من 300 شخص كل جريرتهم أنهم يودون الحصول على مساعدات غذائية يعودون بها الى عائلاتهم، وكم كان منظر طالبي المساعدات صادما وهم داخل الأقفاص في درجة حرارة عالية في صيف لاهب وفوضى عارمة سببها هروب 300 متقاعد عسكري أمريكي مدججين بالسلاح وهم مسؤولون عن إدارة المراكز أمنيا!
ربما من سوء طالع العرب الفلسطينيين تكالب الظروف القاهرة عليهم فلا يكفي اتجاه المجتمع الإسرائيلي بسرعة الصاروخ باتجاه الفاشية وانتاجه الحكومة الأكثر تطرفا وعنصرية وإجراما عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، لا بل ما زاد المعاناة عودة الشعبوية الأمريكية للبيت الأبيض بفوز الرئيس الأمريكي «ترامب» بالانتخابات وبفارق كبير، وإعلانه في الخامس من فبراير 2025 م، بعد أيام من تسلمه المنصب خطته لتهجير أهل غزة تمهيدا لبناء الريفيرا على أنقاض بيوت الغزيين ليستمتع بها الأثرياء وأصحاب النفوذ، وهناك صعود لليمين الأوروبي في البرلمان الأوروبي وحتى البرلمانات الوطنية كما في ألمانيا!
منظمة العفو الدولية في 29 مايو 2025م أعلنت أن «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال هي مخطط مساعدات غير شرعي وغير إنساني يهدد بانتهاك القانون الدولي، وفي الثالث من يونيو 2025م أعلنت مجموعة بوسطن الاستشارية إلغاء عقدها مع «مؤسسة غزة الإنسانية» لانتهاكها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني!
في 27 يونيو 2025 م نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية شهادات جنود إسرائيليين يشيرون إلى أن القتل أصبح أمرا روتينيا للجيش الإسرائيلي، وأشار جندي آخر إلى أن استهداف الجنود للباحثين عن المساعدات هو أيديولوجية القادة الميدانيين الصهاينة!
وفي الأول من يوليو 2025 م صدر بيان عن 170 منظمة خيرية في جنيف يدعو لضغط على إسرائيل لوقف عمل «مؤسسة غزة الإنسانية» وإعادة توزيع المساعدات الإغاثية الإنسانية عبر برامج الأمم المتحدة صاحبة الخبرة الطويلة في هذا المجال، وبادر «مركز الحقوق الدستورية» في نيويورك بإصدار مذكرة قانونية مشيرا إلى المسؤولية الكاملة لمؤسسة غزة الإنسانية وتورطها في جرائم حرب!
عملت دولة الاحتلال بما لها من نفوذ دولي عبر العمل الدبلوماسي واللوبي الصهيوني على تجفيف مصادر تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مقدمة لإلغائها، واستصدرت تشريعا عبر الكنيست باعتبار الأونروا منظمة إرهابية في 22 يوليو 2024م وتحريم وتجريم العمل معها، وأصبح التشريع نافذا في 24 أكتوبر 2024 م وجردت موظفي الأونروا من الحصانات التي يتمتعون بها.
تظل «الأونروا» المنبوذة من دولة الاحتلال وداعميها هي الشاهد على نكبة الشعب العربي الفلسطيني وهي رمز الالتزام الأممي بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم عبر القرار الأممي 194، وهي المؤهلة عبر مؤسساتها لخدمة الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة وتخفيف معاناته عبر 400 مركز توزيع للمساعدات الغذائية و13 ألف موظف كفؤ يعملون في القطاع، وهي الهيئة الخبيرة صاحبة التاريخ في خدمة اللاجئين منذ عام 1949 م ولا تقارن إطلاقا بـ «مؤسسة غزة الإنسانية» المجرمة التي قتل حتى اليوم بسببها وبتواطؤ مع دولة الاحتلال وجيشها المجرم المجرد من الأخلاق أكثر من 751 فلسطينيا وجرح 4931 وفقدان 39 من الأبرياء الطامحين الى الحصول على بعض الطعام لعائلاتهم، ولا يوجد أفضل من كلمة «توم فليتشر» منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي التي وصف بها «مؤسسة غزة الإنسانية» بورقة التين التي تغطي المزيد من العنف والتهجير!
{ كاتب فلسطيني مقيم
في مملكة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك