العدد : ١٧٢٧٥ - الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٥ - الخميس ١٠ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

التأثيرات المحتملة لسياسات ترامب على أسواق الطاقة .. رؤية غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

إبان‭ ‬حملته‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬لم‭ ‬يُخفِ‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬نيّته‭ ‬تعزيز‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬معتبرًا‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬الأعمدة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬استراتيجيته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬اجعل‭ ‬أمريكا‭ ‬عظيمة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وعوده‭ ‬بإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬التجارية،‭ ‬وفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬مرتفعة‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وقد‭ ‬هدفت‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬مجتمعة‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬هيمنة‭ ‬مطلقة‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭.‬

وكجزء‭ ‬مما‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬مواجهة‭ ‬الفوضى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬السياسات‭ ‬الفاشلة‭ ‬للإدارة‭ ‬السابقة‮»‬؛‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عودته‭ ‬للسلطة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوامر‭ ‬التنفيذية،‭ ‬التي‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬اللوائح‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬المحلي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬السماح‭ ‬بالتنقيب‭ ‬داخل‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الدائرة‭ ‬القطبية‭ ‬الشمالية،‭ ‬والتي‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تحقيق‭ ‬سياسات‭ ‬الطاقة‭ ‬الجديدة‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬الإقليمية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وفي‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬‭ ‬عبر‭ ‬الفيديو‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬تنصيبه‭ ‬‭ ‬دعا‭ ‬منتجي‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬تكلفة‭ ‬النفط‮»‬،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬توجهه‭ ‬نحو‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ -‬حوالي‭ ‬80‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬آنذاك‭ - ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬مهم‭ ‬لاستمرار‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬روسيا،‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬

لكن‭ ‬بحلول‭ ‬بداية‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ -‬وبحسب‭ ‬وصف‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج‭ - ‬تلقت‭ ‬السوق‭ ‬النفطية‭ ‬‮«‬ضربة‭ ‬مزدوجة‮»‬،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬تعريفات‭ ‬جمركية‭ ‬مرتفعة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الواردات‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬بشكل‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬أُعلن‭ ‬سابقًا‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬شهدت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬تراجعًا‭ ‬سريعًا‭ ‬نحو‭ ‬مستوى‭ ‬70‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل،‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬هبوط‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬وارن‭ ‬باترسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬آي‭ ‬إن‭ ‬جي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬صراحة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى،‭ ‬بشأن‭ ‬حاجة‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ضخ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النفط‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬تقارب‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬المتعادلة‭ ‬ماليًا‭ ‬للدول‭ ‬الرئيسية،‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬يناير2025،‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مهمة‭ ‬الرئيس‭ ‬العائد‭ ‬‮«‬سهلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬أوبك‭ ‬بزيادة‭ ‬الإنتاج‭. ‬ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬سيمون‭ ‬واتكينز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أويل‭ ‬برايس‮»‬،‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬‮«‬أسعار‭ ‬نفط‭ ‬أقل‮»‬،‭ ‬واستعداده‭ ‬لـ«الضغط‭ ‬على‭ ‬أوبك‭ ‬لخفض‭ ‬الأسعار‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أثار‭ ‬احتمالًا‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬مستعدًا‭ ‬‮«‬لإشعال‭ ‬حرب‭ ‬أسعار‭ ‬نفط‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬أوبك‭ ‬والغرب‮»‬‭.‬

وعقب‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬التأييد‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬المحلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬خلال‭ ‬الحملة‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬تعهد‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬تنصيبه‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬بمواصلة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حفر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬آبار‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭. ‬وكما‭ ‬وثق‭ ‬‮«‬أوليفر‭ ‬ميلمان‮»‬،‭ ‬و«دارنا‭ ‬نور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأوامر‭ ‬التنفيذية‮»‬،‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬أسبوعه‭ ‬الأول‭ ‬بالسلطة،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬دعمه‭ ‬لهيمنة‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‮»‬،‭ ‬و«إنهاء‭ ‬دعم‭ ‬واشنطن‭ ‬للطاقة‭ ‬النظيفة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬تعهده‭ ‬بخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الوقود‭ ‬للمستهلكين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬إلى‭ ‬النصف،‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رئاسته؛‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬واتكينز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‭ ‬لم‭ ‬يرغب‭ ‬قط‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬النفط‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬75‭-‬80‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬من‭ ‬خام‭ ‬برنت‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬خططه‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بسرعة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬مستويات‭ ‬إنتاج‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬الخارج؛‭ ‬تُبين‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‮»‬‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمنتجي‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬الذين‭ ‬وافقوا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر2024‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬تخفيضات‭ ‬إنتاجهم‭ ‬حتى‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬قبل‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬تدريجيا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬فقد‭ ‬أعرب‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬دهشته‮»‬‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تحركهم‭ ‬لخفض‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬قُبيل‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والعالم،‭ ‬بنحو‭ ‬1%‭ ‬استجابة‭ ‬لتعليقاته‭ ‬في‭ ‬‮«‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬في‭ ‬التحرك‭ ‬حول‭ ‬مستوى‭ ‬78‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬سبنسر‭ ‬كيمبال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تواجه‭ ‬‮«‬ضغوطا‭ ‬هبوطية‮»‬،‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬وفرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتباطؤ‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الصين‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والتي‭ ‬صاغت‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬خطة‭ ‬سلام‭ ‬مدتها‭ ‬100‭ ‬يوم‭ ‬بشأنها،‭ ‬زعم‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أن‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬غير‭ ‬الغربيين‭ ‬‮«‬مسؤولون‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‮»‬‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السعر‭ ‬مرتفع‭ ‬الآن‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لاستمرار‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬‮«‬سينهي‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬وبحسب‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬أوكسلي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬كابيتال‭ ‬إيكونوميكس‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تهديده‭ ‬لموسكو‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬ورسوم‭ ‬جمركية‭ ‬إضافية‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭ ‬محادثات‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬كييف؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬نيته‭ ‬الواضحة‭ ‬هي‭ ‬استخدام‭ ‬ورقة‭ ‬الطاقة‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لاندون‭ ‬ديرينتس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬و«ريتشارد‭ ‬مورنينغستار‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬للشؤون‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬وقضايا‭ ‬الطاقة‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تأمين‭ ‬صفقة‭ ‬مواتية‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬يتطلب‭ ‬الاستفادة‭ ‬الفعالة‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحجم‭ ‬نفوذها‮»‬،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬لا‭ ‬يتُحقق‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوة‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬أوكسلي‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تضمن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لطلب‭ ‬واشنطن‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط،‭ ‬وتخفيض‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬له،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬ربما‭ ‬سيكون‭ ‬ضارًا‭ ‬بمصالحها‭ ‬الاقتصادية‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتأثيرات‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬فقد‭ ‬تساءل‭ ‬‮«‬بن‭ ‬هول‮»‬،‭ ‬و«سام‭ ‬فليمنغ‮»‬،‭ ‬و«جيمس‭ ‬بوليتي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الانخفاض‭ ‬المطول‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التقويض‮»‬‭ ‬للاستثمارات‭ ‬السعودية‭ ‬المخطط‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬حفارات‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكية‭ ‬زيادة‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬بالسرعة‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬ترامب‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك؛‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬مع‭ ‬مطالبة‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بتخفيض‭ ‬الأسعار؛‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أيضا‭ ‬آثار‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭. ‬

ومع‭ ‬كون‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالفعل‭ ‬عند‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية‭ ‬حيث‭ ‬توقعت‭ ‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬متوسط‭ ‬الإنتاج‭ ‬الكائن‭ ‬بحوالي‭ ‬13‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬إلى‭ ‬13‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬في‭ ‬2025‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬السماح‭ ‬بالحفر‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬المحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ألاسكا‭ ‬بالقطب‭ ‬الشمالي‭ ‬يزيد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬للمنتجين‭ ‬الأمريكيين‭.‬

‭ ‬ووثقت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬السهل‭ ‬الساحلي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬والمحددة‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬التنفيذي‭ ‬لترامب‭ ‬والمعني‭ ‬بالتنقيب،‭ ‬بإمكانها‭ ‬‮«‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لإمكانات‭ ‬الموارد‭ ‬الاستثنائية‭ ‬للأسكا‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬‮«‬تقدر‭ ‬باحتوائها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬11‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬القابل‭ ‬للاسترداد‭ ‬تقنيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬لتوفير‭ ‬إمدادات‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬بالأسعار‭ ‬الحالية‮»‬‭. ‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬فمع‭ ‬رفض‭ ‬أوروبا‭ ‬استيراد‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الروسي‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ازداد‭ ‬اعتماد‭ ‬القارة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الشحنات‭ ‬الأمريكية‭ ‬موجهًا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬مورنينجستار‮»‬،‭ ‬و«ديرينتس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لتقليص‭ ‬اعتماد‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‮»‬،‭ ‬سيكون‭ -‬بالنسبة‭ ‬لإدارة‭ ‬ترامب‭ - ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬رئيسية‭ ‬لتعزيز‮»‬‭ ‬ما‭ ‬وصفاه‭ ‬بـ«محرك‭ ‬حاسم‭ ‬لنمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭. ‬

وأضاف‭ ‬الباحثان‭ ‬أنه،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬سعة‭ ‬تصدير‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتضاعف‭ ‬بحلول‭ ‬2028،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تجاوز‭ ‬مستوى‭ ‬المعروض‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2026‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهما،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬آلية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬السياسية‭ ‬والتنظيمية‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬تقليل‭ ‬القيود‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬المنافسين‭ ‬مثل‭ ‬روسيا‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أعرب‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لما‭ ‬اعتبره‭ ‬‮«‬قيودًا‭ ‬فرضها‭ ‬سلفه‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتنظيمات‭ ‬خانقة،‭ ‬وضرائب‭ ‬مستترة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‮»‬،‭ ‬اتخذت‭ ‬إدارته‭ ‬خطوات‭ ‬سريعة‭ ‬لوضع‭ ‬الأسس‭ ‬اللازمة‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬والسنوات‭ ‬المقبلة‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحقيق‭ ‬مستويات‭ ‬إنتاج‭ ‬قياسية‭ ‬بالفعل،‭ ‬شدد‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬مطلبه‭ ‬بأن‭ ‬تقوم‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬بخفض‭ ‬أسعارها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬جانبها‭. ‬

لكن‭ ‬مع‭ ‬شروع‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬شروطها‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬ورسم‭ ‬ملامح‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬إصرارها‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤيتها‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬اجعل‭ ‬أمريكا‭ ‬عظيمة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا