العدد : ١٧١٩١ - الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩١ - الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

تفرغي لأسرتي سنوات أصابني باكتئاب وزوجي من أعادني إلى المسرح

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬أشهر‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬قيلت‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬ورجح‭ ‬الباحثون‭ ‬أنها‭ ‬للفيلسوف‭ ‬أرسطو‭ ‬هي‭: ‬‮«‬أعطني‭ ‬مسرحا‭ .. ‬أعطك‭ ‬شعبا‭ ‬مثقفا‮»‬‭!‬

تلك‭ ‬العبارة‭ ‬إنما‭ ‬تعبر‭ ‬بحق‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصنعه‭ ‬في‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬صحتها‭ ‬بمرور‭ ‬الزمن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬توفيق‭ ‬الحكيم‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬إحدى‭ ‬مسرحياته‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬اليوم‭ ‬أقيم‭ ‬مسرحي‭ ‬داخل‭ ‬الذهن،‭ ‬وأجعل‭ ‬الممثلين‭ ‬أفكارا‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬المطلق‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬مرتدية‭ ‬أثواب‭ ‬الرموز‮»‬‭. ‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬هذه‭ ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬للمسرح‭ ‬ولعظمته،‭ ‬فقد‭ ‬عشقته‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرها،‭ ‬وراحت‭ ‬تعتليه‭ ‬بخطوات‭ ‬واثقة‭ ‬احترافية‭ ‬لتقدم‭ ‬رسالتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬وشغف،‭ ‬حتى‭ ‬تركت‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الساحر‭.‬

ريم‭ ‬أسعد‭ ‬ونوس،‭ ‬فنانة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص،‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬للغاية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬دراستها‭ ‬للقانون‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عشقها‭ ‬للمسرح‭ ‬لم‭ ‬يفارقها‭ ‬لحظة،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬احترافي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الجامعة‭ ‬بمركز‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬جسد‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الروح‮»‬‭ ‬ومنها‭ ‬كانت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬التي‭ ‬كسرت‭ ‬كل‭ ‬الحواجز‭ ‬وحطمت‭ ‬كل‭ ‬القيود‭.‬

لقد‭ ‬حققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬عبر‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والجهد‭ ‬قدمت‭ ‬خلاله‭ ‬صورة‭ ‬مشرفة‭ ‬ومشرقة‭ ‬للفنان‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬وطنه،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬أجمل‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬حين‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬الروسي‭ ‬العريق‭ ‬وكانت‭ ‬مرآة‭ ‬لمملكتها‭ ‬عكست‭ ‬للعالم‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬بلد‭ ‬مسرحي‭ ‬بامتياز‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الفنية‭ ‬الإنسانية‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالمسرح؟

‭- ‬بدايتي‭ ‬مع‭ ‬المسرح‭ ‬كانت‭ ‬مبكرة‭ ‬للغاية‭ ‬حيث‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬خشبته‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬في‭ ‬الخطابة‭ ‬والإلقاء‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬حيث‭ ‬ألقيت‭ ‬أول‭ ‬قصيدة‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬سن‭ ‬الخامسة،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أتمتع‭ ‬بهوس‭ ‬بالفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬محمد‭ ‬صبحي،‭ ‬وكم‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أمثل‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل،‭ ‬وحين‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الثانوي‭ ‬قررت‭ ‬الدراسة‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬نظرا‭ ‬لمقولة‭ ‬لوالدي‭ ‬غيرت‭ ‬من‭ ‬مجرى‭ ‬حياتي‭ ‬ومفادها‭ ‬أن‭ ‬التمثيل‭ ‬موهبة‭ ‬وليس‭ ‬مهنة،‭ ‬وهنا‭ ‬تبدل‭ ‬مساري‭. ‬

أول‭ ‬عمل‭ ‬مسرحي‭ ‬احترافي؟

‭- ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬احترافي‭ ‬مسرحي‭ ‬كان‭ ‬خلال‭ ‬آخر‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسبانية‭ ‬وكان‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬جسد‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الروح‭ ‬‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭ ‬ومكثت‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬واستمتعت‭ ‬كثيرا‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدوبلاج‭ ‬التعليمي،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬التليفزيون‭ ‬هناك،‭ ‬ثم‭ ‬قدمت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬لظروف‭ ‬عمل‭ ‬زوجي،‭ ‬وحدث‭ ‬أنني‭ ‬تفرغت‭ ‬لرعاية‭ ‬أسرتي‭ ‬وأبنائي‭ ‬مدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لابتعادي‭ ‬عن‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬أصبت‭ ‬باكتئاب‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أصنع‭ ‬أعمال‭ ‬مسرحية‭ ‬لأولادي‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬وهنا‭ ‬تدخل‭ ‬زوجي‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬وقفة‭ ‬معي‭ ‬لن‭ ‬أنساها‭ ‬علما‭ ‬بأنه‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬داعم‭ ‬كبير‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حالاتها‭ ‬وأوضاعها‭.‬

ما‭ ‬تلك‭ ‬الوقفة؟

‭- ‬حين‭ ‬شعر‭ ‬بما‭ ‬أعانيه‭ ‬بسبب‭ ‬بعدي‭ ‬عن‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وهو‭ ‬شغفي‭ ‬الأول‭ ‬بالحياة‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يعيدني‭ ‬هو‭ ‬إليه‭ ‬فهو‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أنني‭ ‬أتنفس‭ ‬المسرح،‭ ‬فراح‭ ‬يبحث‭ ‬لي‭ ‬عن‭ ‬منفذ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬وحفزني‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬وسعى‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بكل‭ ‬حماس،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بفضله‭ ‬عدت‭ ‬بعمل‭ ‬مع‭ ‬مسرح‭ ‬الصواري‭ ‬وقدمت‭ ‬أوبريتين‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬من‭ ‬نحن‮»‬‭ ‬والثاني‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭  ‬‮«‬وردة‭ ‬للوطن‭ ‬وطن‭ ‬السلام‭ ‬‮»‬‭ ‬وبالفعل‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬سلبية‭ ‬وكانت‭ ‬سعادتي‭ ‬بالغة‭ ‬بوقوفي‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬طويل‭ ‬أرهقني‭ ‬نفسيا،‭  ‬ثم‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬مسرح‭ ‬آوال‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬تعالوا‭ ‬ننتظر‭ ‬‮»‬،‭ ‬ومنذ‭ ‬عامين‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬بطولتي‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬عزلة‭ ‬‮»‬،‭ ‬وآخر‭ ‬روائي‭ ‬طويل‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬ماي‭ ‬ورد‭ ‬‮»‬‭ ‬وكانت‭ ‬تجربتين‭ ‬ممتعتين‭ ‬للغاية‭. ‬

أيهما‭ ‬أكثر‭ ‬متعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليك‭ ‬المسرح‭ ‬أم‭ ‬الأفلام؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقا‭ ‬كبيرا‭ ‬بين‭ ‬المجالين،‭ ‬ولكن‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬سحره‭ ‬وجماله،‭ ‬ولعل‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الجمهور،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إحداث‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬ومتبادل‭ ‬بيني‭ ‬وبينه‭ ‬وفوريا،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬عالم‭ ‬مختلف‭ ‬بالطبع‭ ‬له‭ ‬بريقه‭ ‬أيضا‭.‬

أهم‭ ‬الجوائز‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها؟

‭- ‬أحدث‭ ‬أعمالي‭ ‬كانت‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ (‬عشيات‭ ‬طقوس‭) ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬قرطاج‭ ‬الدولي‭ ‬للمونودراما،‭ ‬كم‭ ‬حصدت‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬عرض‭ ‬متكامل‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬جائزة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬تنالها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬حظيت‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬الثاني‭ ‬المسرحي‭ ‬عن‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬زائد‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‮»‬‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬مسرح‭ ‬الصواري‭.‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬وضعية‭ ‬المسرح‭ ‬اليوم؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عودة‭ ‬قوية‭ ‬للعمل‭ ‬المسرحي‭ ‬واهتمام‭ ‬لافت‭ ‬به‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬أعرض‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬عملا‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬ترجمة‭ ‬فورية‭ ‬ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬كثيرين‭ ‬تخلوا‭ ‬عن‭ ‬السماعات‭ ‬وفضلوا‭ ‬متابعة‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬ترجمة‭ ‬ولم‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬اللغة‭ ‬حاجز‭ ‬بيننا‭ ‬وبينهم‭ ‬مطلقا‭ ‬وأن‭ ‬التفاعل‭ ‬معنا‭ ‬كان‭ ‬شديدا،‭ ‬وبعض‭ ‬انتهاء‭ ‬العرض‭ ‬قيل‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬بلد‭ ‬مسرحي‭ ‬بامتياز‭ ‬وهي‭ ‬شهادة‭ ‬نعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬العربي‭ ‬يتمتع‭ ‬بمكانة‭ ‬مرموقة،‭ ‬فهناك‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭ ‬يتم‭ ‬تدريس‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬مدارسها‭ ‬وجامعاتها‭ ‬ويقام‭ ‬بها‭ ‬مهرجانات‭ ‬مهمة‭ ‬لهذا‭ ‬الفن،‭ ‬منها‭  ‬365‭ ‬يوم‭ ‬مسرح،‭ ‬ومسرح‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬وغيرها‭.‬

طموحاتك‭ ‬للمسرح‭ ‬البحريني؟

‭- ‬برغم‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬ومكانة‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أطمح‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬له‭ ‬سواء‭ ‬ماديا‭ ‬أو‭ ‬معنويا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وليس‭ ‬جهة‭ ‬محددة،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تدريسه‭ ‬في‭ ‬المناهج،‭ ‬فالمسرحيات‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الرقي،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬بصلاحيات‭ ‬أكثر‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة،‭ ‬ويا‭ ‬حبذا‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬مسرح‭ ‬خاص‭ ‬بالهيئة‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬المسرح‭ ‬على‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬المسرح‭ ‬لدى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟

‭- ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬ترغيب‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬البرامج‭ ‬المتنوعة‭ ‬للشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬المسارح‭ ‬الوطنية‭ ‬تقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬اليوم‭ ‬وخاصة‭ ‬مسرحي‭ ‬أوال‭ ‬والصواري‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تدريب‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬وإشراكهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬مسرحية‭.‬

الفن‭ ‬موهبة‭ ‬أم‭ ‬دراسة؟

‭- ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬موهبة‭ ‬ودراسة‭ ‬معا،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬الموهبة‭ ‬هي‭ ‬الأهم،‭ ‬وشخصيا‭ ‬دعمت‭ ‬موهبتي‭ ‬بالالتحاق‭ ‬بدورات‭ ‬فنية‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي،‭ ‬وكم‭ ‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مدرسة‭ ‬شاملة‭ ‬للمسرح‭ ‬بالبحرين‭ ‬وخاصة‭ ‬أننا‭ ‬نملك‭ ‬خبرات‭ ‬وكوادر‭ ‬مميزة،‭ ‬ولدينا‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الأبطال‭ ‬يجب‭ ‬الاستفادة‭ ‬منهم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التأليف‭ ‬أو‭ ‬النقد‭ ‬أو‭ ‬الإخراج،‭ ‬فالإمكانيات‭ ‬البشرية‭ ‬متوفرة‭ ‬ومطلوب‭ ‬فقط‭ ‬استثمارها‭ ‬بالدرجة‭ ‬المطلوبة‭ ‬وبالشكل‭ ‬الصحيح‭. ‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭- ‬لقد‭ ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬أحيد‭ ‬مطلقا‭ ‬عن‭ ‬الثوابت،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬وللعائلة‭ ‬وللمهنة،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يجب‭ ‬غرسه‭ ‬من‭ ‬الصغر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬أي‭ ‬طفل‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬المنزل‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

من‭ ‬وراء‭ ‬نجاحك؟

‭- ‬وراء‭ ‬نجاحي‭ ‬نفسي‭ ‬أولا،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬ساهمت‭ ‬فيما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم‭ ‬أهمها‭ ‬الالتزام‭ ‬والشغف،‭ ‬وشعوري‭ ‬بأن‭ ‬المسرح‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هو‭ ‬أبو‭ ‬الفنون‭ ‬وأنه‭ ‬غاية‭ ‬وليس‭ ‬سلم‭ ‬عبور‭ ‬لمجالات‭ ‬فنية‭ ‬أخرى‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ارتباطي‭ ‬به‭ ‬فكريا‭ ‬ووجدانيا‭ ‬جعلني‭ ‬أتفانى‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬به‭ ‬وبكل‭ ‬صدق،‭ ‬وقدوتي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الفنانة‭ ‬سميحة‭ ‬أيوب‭ ‬التي‭ ‬وصفوني‭ ‬بها‭ ‬ولي‭ ‬الفخر،‭ ‬وكذلك‭ ‬الفنانة‭ ‬السورية‭ ‬القديرة‭ ‬منى‭ ‬واصف،‭ ‬فقد‭ ‬كانتا‭ ‬ومازالتا‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬الإنسانية‭ ‬الفنية‭ ‬المسرحية‭ ‬وسيظلان‭ ‬من‭ ‬أيقونات‭ ‬الإبداع‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الأجيال‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

‭- ‬أتمنى‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬المسرحي‭ ‬بنفس‭ ‬النجاح‭ ‬والحماس،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬مميزة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الساحر،‭ ‬فصحيح‭ ‬أن‭ ‬مملكتنا‭ ‬بلد‭ ‬صغير‭ ‬مساحة‭ ‬لكنها‭ ‬ستظل‭ ‬كبيرة‭ ‬بكوادرها‭ ‬ومواطنيها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا