العدد : ١٧٢١١ - الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١١ - الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

طفولتي المؤلمة صنعت مني شخصية إيجابية وقوية وناجحة

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬العالم‭ ‬الألماني‭ ‬فريدريك‭ ‬نيتشه‭: ‬‮«‬أن‭ ‬نحيا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نعاني‭.. ‬وأن‭ ‬نبقى‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬معنى‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬المعاناة‮»‬‭!‬

بالفعل،‭ ‬الحياة‭ ‬ليست‭ ‬عادلة،‭ ‬فلتعود‭ ‬نفسك‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أصرخ‭ ‬لتعلم‭ ‬أنك‭ ‬مازلت‭ ‬حيا،‭ ‬تفاءل‭ ‬دوما‭ ‬ستجد‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬جديرة‭ ‬بأن‭ ‬تعاش،‭ ‬وحين‭ ‬تبتسم‭ ‬لها‭ ‬تتمهد‭ ‬لك‭ ‬كل‭ ‬الطرق‭ ‬أمامك‭.‬

ذلك‭ ‬ما‭ ‬لخصه‭ ‬ببراعة‭ ‬الأديب‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬في‭ ‬مقولته‭ ‬الشهيرة‭: ‬‮«‬صدقني‭ ‬لو‭ ‬فقدت‭ ‬ما‭ ‬فقدت‭.. ‬لو‭ ‬كسر‭ ‬الحرمان‭ ‬أضلاعك‭.. ‬ستجتاز‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭.. ‬كما‭ ‬يجتازها‭ ‬كل‭ ‬أحد‭.. ‬فاختر‭ ‬الرضا‭ ‬يهن‭ ‬عليك‭ ‬العبور‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬المثابرة‭ ‬الصبورة،‭ ‬التي‭ ‬ذاقت‭ ‬معنى‭ ‬الحرمان‭ ‬والألم‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفارها،‭ ‬ولكنها‭ ‬أبت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تنتصر‭ ‬على‭ ‬أوجاعها،‭ ‬وتتخذ‭ ‬منها‭ ‬معبرا‭ ‬نحو‭ ‬العطاء‭ ‬والتميز،‭ ‬لتترك‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬المتفردات‭.‬

زهرة‭ ‬إبراهيم‭ ‬الكاظم،‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الاستشاريين‭ ‬في‭ ‬نظم‭ ‬الجودة‭ (‬الأيزو‭)‬،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬عالٍ‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المدرسية‭ ‬بدرجة‭ ‬امتياز‭ ‬مع‭ ‬مرتبة‭ ‬الشرف،‭ ‬صاحبة‭ ‬مبادرة‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي‭ ‬ورفع‭ ‬كفاء‭ ‬أربعين‭ ‬معلمة‭ ‬علوم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين،‭ ‬جاء‭ ‬تكريمها‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لتميزها‭ ‬ليتوج‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريس‭ ‬الذي‭ ‬عشقته‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬منه‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فتوالت‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬عبر‭ ‬المشوار‭ ‬الذي‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬محطاته‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬عشت‭ ‬طفولة‭ ‬مؤلمة‭ ‬للغاية،‭ ‬عانيت‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الحرمان‭ ‬بكل‭ ‬صوره،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انفصال‭ ‬الوالدين‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬علاماته‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬تكويني‭ ‬النفسي،‭ ‬حيث‭ ‬صنع‭ ‬مني‭ ‬شخصية‭ ‬إيجابية‭ ‬قوية‭ ‬وناجحة‭ ‬تتمتع‭ ‬بإرادة‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬وكان‭ ‬لنشأتي‭ ‬مع‭ ‬والدتي‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬لها‭ ‬بالكثير‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مسيرتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وكذلك‭ ‬إخواني‭ ‬الذين‭ ‬آثروا‭ ‬تربيتي‭ ‬وتعليمي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكملوا‭ ‬مشوارهم‭ ‬الدراسي،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬ما‭ ‬حييت‭ ‬جميلهم‭ ‬وتضحيتهم‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬أجلي،‭ ‬وكذلك‭ ‬أختي‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع،‭ ‬وقد‭ ‬عزمت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أرد‭ ‬إليهم‭ ‬جميعا‭ ‬صنيعهم‭ ‬معي‭ ‬عبر‭ ‬مشوار‭ ‬مليء‭ ‬بالعطاء‭ ‬والنجاح‭. ‬

كيف‭ ‬تم‭ ‬رد‭ ‬الجميل؟

لقد‭ ‬عزمت‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬لوالدتي‭ ‬ولإخواني‭ ‬ولأختي‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬دعمني‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬دراستي،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬المشوار‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬واجهته‭ ‬من‭ ‬صعاب‭ ‬أو‭ ‬تحديات،‭ ‬وصحيح‭ ‬أنني‭ ‬تمنيت‭ ‬بشدة‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الطب‭ ‬ولكن‭ ‬حرمتني‭ ‬الظروف‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الطموح،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬علمتني‭ ‬أن‭ ‬أحول‭ ‬أي‭ ‬حرمان‭ ‬عانيت‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬دافع‭ ‬قوي‭ ‬نحو‭ ‬النجاح‭ ‬والتميز،‭ ‬وقد‭ ‬اخترت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الكيمياء‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتوظفت‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬بعامين‭ ‬تقريبا‭ ‬حاولت‭ ‬خلالهما‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬عبر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المعاهد‭ ‬الخاصة،‭ ‬وحصلت‭ ‬بعدها‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬كمعلمة‭ ‬لمادة‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭.‬

كيف‭ ‬جاء‭ ‬اختيار‭ ‬تخصص‭ ‬نظم‭ ‬الجودة؟

كان‭ ‬حلم‭ ‬مواصلة‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬مستمرا،‭ ‬وقد‭ ‬اخترت‭ ‬تخصصا‭ ‬نادرا‭ ‬وحديث‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬وهو‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة،‭ ‬وكان‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬أيضا‭ ‬وتخرجت‭ ‬بامتياز‭ ‬مع‭ ‬مرتبة‭ ‬الشرف،‭ ‬وكانت‭ ‬أطروحتي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬مراكز‭ ‬التدريب‭ ‬البحرين‭.. ‬دراسة‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬عالم‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬نظم‭ ‬الجودة‭ ‬الآيزو‭ ‬1501‮»‬‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دورات‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الأمريكي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬الاجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وبمراكز‭ ‬التدريب‭ ‬التي‭ ‬قمت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بتأهيل‭ ‬المتدربين‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الجودة،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬تزوجت‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭.‬

أصعب‭ ‬محنة‭ ‬مرت‭ ‬بك؟

كانت‭ ‬تجربة‭ ‬زواجي‭ ‬المبكر‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬إيجابية‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬بل‭ ‬دافعا‭ ‬قويا‭ ‬للتمتع‭ ‬بفن‭ ‬إدارة‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬والأسرية،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬زوجي‭ ‬الظهر‭ ‬والسند‭ ‬والداعم‭ ‬الأول‭ ‬لي‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬محنة‭ ‬فقدان‭ ‬طفلي‭ ‬الأول،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬مكنني‭ ‬من‭ ‬عبورها‭ ‬بسلام‭ ‬رغم‭ ‬صعوبتها‭ ‬وقسوتها،‭ ‬وقد‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التجاوز‭ ‬قناعتي‭ ‬بأنه‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يرضى‭ ‬بقضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬وإيمان،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأنه‭ ‬سوف‭ ‬يعطي‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أخذ،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬أتطور‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القيادة،‭ ‬وتم‭ ‬تعييني‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬العلوم‭ ‬وقائد‭ ‬فريق‭ ‬العلوم‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬الثقة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬مديراتي‭ ‬المتعاقبات،‭ ‬واللاتي‭ ‬كن‭ ‬يراني‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬متميز،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أثبت‭ ‬لهن‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬بقدرها‭ ‬ولم‭ ‬أخيب‭ ‬ظنهن‭ ‬بي‭. ‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬الصعود؟

لقد‭ ‬شجعتني‭ ‬مديراتي‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬لشغل‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬مساعد،‭ ‬وبالفعل‭ ‬عقب‭ ‬ست‭ ‬محاولات،‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬أفقد‭ ‬الأمل‭ ‬أبدا،‭ ‬ولم‭ ‬اتوقف‭ ‬عند‭ ‬أي‭ ‬آراء‭ ‬محبطة‭ ‬لعزيمتي،‭ ‬بل‭ ‬اعتدت‭ ‬ان‭ ‬اغلق‭ ‬اذني‭ ‬في‭ ‬وجهها،‭ ‬ليس‭ ‬غرورا‭ ‬وانما‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وفي‭ ‬قدراتي‭ ‬ومؤهلاتي،‭ ‬واذكر‭ ‬انني‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬استدعائي‭ ‬لأداء‭ ‬الامتحان‭ ‬الذي‭ ‬يؤهلني‭ ‬لتقلد‭ ‬تلك‭ ‬المرتبة‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬آنذاك‭ ‬وحاملا‭ ‬بطفلي،‭ ‬فقررت‭ ‬الذهاب‭ ‬لتأدية‭ ‬الامتحان‭ ‬وعلى‭ ‬مسؤوليتي‭ ‬الشخصية‭ ‬وبالفعل‭ ‬اجتزته‭ ‬بنجاح‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬وتمت‭ ‬الولادة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم،‭ ‬وعملت‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬المدير‭ ‬المساعد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬كمعلمة،‭ ‬ورغم‭ ‬تأخر‭ ‬خطوة‭ ‬تعييني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬الا‭ ‬انني‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأنني‭ ‬سأحظى‭ ‬به‭ ‬وبأن‭ ‬الانسان‭ ‬يشتري‭ ‬الفرص‭ ‬ولا‭ ‬تأتيه‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬دبلوم‭ ‬القيادة؟

أود‭ ‬هنا‭ ‬التوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬إلى‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬اهتمامه‭ ‬الشديد‭ ‬برفع‭ ‬كفاءة‭ ‬معلميه‭ ‬وبتطويرهم‭ ‬المهني‭ ‬المستمر،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬تسمى‭ ‬“دراسات‭ ‬عليا‭ ‬قبل‭ ‬الدكتوراه“،‭ ‬وعبر‭ ‬انضمامي‭ ‬لها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬عال‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المدرسية،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬وأدرس‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬حتى‭ ‬المساء‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية،‭ ‬ولكن‭ ‬بدعم‭ ‬زوجي‭ ‬والإخوان‭ ‬الذين‭ ‬كنت‭ ‬أجد‭ ‬في‭ ‬عيونهم‭ ‬كل‭ ‬الفخر‭ ‬بي،‭ ‬عبرت‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬وتغلبت‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬عقبات،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بكوني‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الاستشاريين‭ ‬في‭ ‬نظم‭ ‬الجودة‭ ‬التي‭ ‬أحببتها‭ ‬وتعلقت‭ ‬بها‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬اثناء‭ ‬دراستي‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير،‭ ‬فقرأت‭ ‬وبحثت‭ ‬عنها‭ ‬كثيرا‭ ‬لقناعتي‭ ‬بأنها‭ ‬تعطي‭ ‬تدفقية‭ ‬وسلاسة‭ ‬للعمليات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭.‬

ما‭ ‬سلاحك‭ ‬لمواجهة‭ ‬أعداء‭ ‬النجاح؟

من‭ ‬أصعب‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬أثناء‭ ‬قيامي‭ ‬بأعمال‭ ‬المدير‭ ‬المساعد‭ ‬وتدريسي‭ ‬لمادتين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كوني‭ ‬زوجة‭ ‬وأما،‭ ‬ونظرا‭ ‬لإيماني‭ ‬بالحكمة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬معه،‭ ‬فهي‭ ‬سلاحي‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدم‭ ‬التوقف‭ ‬أمام‭ ‬أعداء‭ ‬النجاح‭ ‬وغلق‭ ‬اذني‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬آرائهم‭ ‬التي‭ ‬يطلقونها‭ ‬للهبوط‭ ‬بعزيمتي‭ ‬وتحطيم‭ ‬إرادتي،‭ ‬وما‭ ‬اكثرها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭.‬

درس‭ ‬علمته‭ ‬إياك‭ ‬الحياة؟

من‭ ‬الدروس‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬علمتني‭ ‬إياها‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬التدريس‭ ‬رسالة‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬وظيفة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طالباتي‭ ‬كأنهن‭ ‬بناتي،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قدوة‭ ‬لهن‭ ‬في‭ ‬السلوكيات‭ ‬والأخلاقيات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬اليه‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بصورة‭ ‬ملحة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ولقد‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أغرس‭ ‬في‭ ‬أبنائي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الجميلة‭ ‬أهمها‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وكنت‭ ‬لهم‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أثبته‭ ‬لإخواني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أشعرهم‭ ‬بالفخر‭ ‬تجاهي‭ ‬والذي‭ ‬أراه‭ ‬في‭ ‬نظراتهم‭ ‬لي،‭ ‬وكذلك‭ ‬أختي‭ ‬الكبرى‭ ‬ومديراتي‭ ‬وخالي‭ ‬وسعادة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬فكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬أثروا‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬مسيرتي‭ ‬وقدموا‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة،‭ ‬وهم‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬سوف‭ ‬أجنيه‭ ‬غدا‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله،‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬في‭ ‬جعبتي،‭ ‬واتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬ظنهم‭ ‬جميعا،‭ ‬وأكون‭ ‬جديرة‭ ‬بثقتهم‭ ‬التي‭ ‬منحوني‭ ‬إياها‭ ‬عبر‭ ‬كل‭ ‬المحطات‭.‬

قدوتك‭ ‬في‭ ‬الحياة؟

قدوتي‭ ‬كإنسانة،‭ ‬السيدة‭ ‬فاطمة‭ ‬الزهراء‭ ‬لحبها‭ ‬للعلم،‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬كزوجة‭ ‬وكأم‭ ‬وبين‭ ‬رسالتها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬والدتي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتمتعي‭ ‬بالصبر‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة،‭ ‬والابتسامة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬المحن،‭ ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬فقدها‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬وأقسى‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مرّت‭ ‬بي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا