العدد : ١٧١٨٣ - الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨٣ - الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بمناسبة يوم الصحة العالمي.. هل يهتم الناس بصحتهم كما ينبغي؟

بقلم: نبيلة رجب

الاثنين ٠٧ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

نسمع‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدورية،‭ ‬الطعام‭ ‬الصحي،‭ ‬وممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬فكرنا‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬علاقتنا‭ ‬الحقيقية‭ ‬مع‭ ‬صحتنا؟‭ ‬هل‭ ‬نراها‭ ‬أولوية‭ ‬فعلية،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬الهامش‭ ‬حتى‭ ‬يفرض‭ ‬الجسد‭ ‬كلمته؟

في‭ ‬أجواء‭ ‬الحزن‭ ‬الصامتة‭ ‬لمجالس‭ ‬العزاء،‭ ‬تتردد‭ ‬على‭ ‬مسامعنا‭ ‬الحكاية‭ ‬عينها،‭ ‬لكن‭ ‬بأسماء‭ ‬مختلفة‭. ‬شخص‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬بإرهاق‭ ‬بسيط‭ ‬فلم‭ ‬يهتم،‭ ‬وآخر‭ ‬تعايش‭ ‬مع‭ ‬الصداع‭ ‬المستمر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬أسبابه،‭ ‬وثالث‭ ‬ظل‭ ‬يؤجل‭ ‬فحصه‭ ‬الدوري‭ ‬حتى‭ ‬ساءت‭ ‬حالته‭ ‬فجأة‭. ‬تتكرر‭ ‬التفاصيل‭ ‬بصوت‭ ‬منخفض‭ ‬وندم‭ ‬متأخر،‭ ‬وكأنها‭ ‬حكاية‭ ‬مرت‭ ‬وانتهت،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬كانت‭ ‬إنذارًا‭ ‬واضحا‭ ‬لم‭ ‬يلتفت‭ ‬إليه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬

الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬لا‭ ‬ينقصه‭ ‬التوعية،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التطبيق‭. ‬نعرف‭ ‬جميعا‭ ‬أهمية‭ ‬العناية‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬لكننا‭ ‬نتصرف‭ ‬وكأن‭ ‬الجسد‭ ‬سيظل‭ ‬يعمل‭ ‬بكامل‭ ‬طاقته‭ ‬مهما‭ ‬أهملناه‭. ‬نؤجل‭ ‬المواعيد،‭ ‬نتجاهل‭ ‬الإرهاق،‭ ‬ونطمئن‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬الألم‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬معنى‭ ‬الصحة؟‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬حتى‭ ‬يقرع‭ ‬المرض‭ ‬بابه‭ ‬بقوة‭ ‬ليخبرنا‭ ‬بأننا‭ ‬أخطأنا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أنفسنا؟

أعرف‭ ‬امرأة‭ ‬كلما‭ ‬اقترب‭ ‬موعد‭ ‬فحصها‭ ‬الطبي،‭ ‬ينتابها‭ ‬قلق‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تفسيره‭. ‬تتهرب‭ ‬من‭ ‬الموعد،‭ ‬وتجد‭ ‬لنفسها‭ ‬مبررات‭ ‬لتأجيله،‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬تجهل‭ ‬أهميته،‭ ‬بل‭ ‬لأنها‭ ‬تخشى‭ ‬أن‭ ‬تسمع‭ ‬خبرا‭ ‬يغير‭ ‬مجرى‭ ‬حياتها‭. ‬بالنسبة‭ ‬لها،‭ ‬كان‭ ‬عدم‭ ‬المعرفة‭ ‬أهون‭ ‬من‭ ‬المواجهة،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬حالة‭ ‬استثنائية‭. ‬كم‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬يؤجل‭ ‬الفحص،‭ ‬لا‭ ‬لأنه‭ ‬مشغول،‭ ‬بل‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يسمع‭ ‬إجابة‭ ‬قد‭ ‬تقلب‭ ‬الطمأنينة‭ ‬إلى‭ ‬قلق؟

المفارقة‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬نفسه‭. ‬تعامينا‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬الواقع،‭ ‬بل‭ ‬يمنحه‭ ‬فرصة‭ ‬ليزداد‭ ‬سوءًا‭. ‬البعض‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الفحص‭ ‬يجعله‭ ‬بمأمن‭ ‬من‭ ‬القلق،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬يؤجل‭ ‬المواجهة،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أصعب‭ ‬بكثير‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬وقتها‭.‬

ولعل‭ ‬المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬الإحاطة،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬وكأن‭ ‬الجسد‭ ‬سيظل‭ ‬يعمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬مهما‭ ‬أرهقناه‭ ‬وأهملناه‭. ‬نمضي‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬كيف‭ ‬سيؤثر‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاق‭ ‬المتراكم‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭. ‬نؤجل‭ ‬المشي‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أمورًا‭ ‬أخرى‭ ‬تبدو‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحا،‭ ‬نختار‭ ‬الطعام‭ ‬الأسرع‭ ‬لا‭ ‬الأفضل،‭ ‬نغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬الإشارات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬يرسلها‭ ‬الجسد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭.‬

الوعي‭ ‬الصحي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولية‭ ‬الفرد‭ ‬وحده،‭ ‬فالمجتمع‭ ‬كله‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭. ‬للمدارس‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬العناية‭ ‬بالجسد‭ ‬والعقل‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وللمساجد‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬حين‭ ‬تدمج‭ ‬رسائل‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬خطبها‭ ‬ومجالسها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬للمآتم‭ ‬دورًا‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬مؤثرًا،‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬تستثمر‭ ‬تجمعاتها‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬رسائل‭ ‬صحية‭ ‬بأسلوب‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬الناس‭. ‬وكذلك‭ ‬للجمعيات‭ ‬والنوادي‭ ‬دور‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية،‭ ‬حين‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬التثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬أنشطتها‭. ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬لا‭ ‬حالة‭ ‬طارئة‭ ‬ننتبه‭ ‬لها‭ ‬عند‭ ‬المرض‭ ‬فقط،‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬خطونا‭ ‬خطوة‭ ‬حقيقية‭ ‬نحو‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬وعيا،‭ ‬وأقل‭ ‬ألما‭.‬

في‭ ‬البحرين،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬العناية‭ ‬بالصحة‭ ‬ليست‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا‭. ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬متاحة،‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدورية‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬مجهودًا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬متكامل‭ ‬يمكن‭ ‬للجميع‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬بسهولة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يظل‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬كل‭ ‬شخص،‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬متاح،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يؤجل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصحته‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬الخيارات‭ ‬محدودة‭. ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬استشارة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬فحص‭ ‬روتيني‭ ‬أمرًا‭ ‬معقدًا،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬عذر‭ ‬يجعل‭ ‬أحدًا‭ ‬يهمل‭ ‬شؤون‭ ‬عافيته‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬سهولة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬يواجه‭ ‬الفرد‭ ‬تحدياً‭ ‬آخر‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الرسائل‭ ‬المتضاربة‭ ‬حول‭ ‬الصحة‭. ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المعتاد‭ ‬أن‭ ‬تتصدر‭ ‬الشاشات‭ ‬وصفحات‭ ‬التواصل‭ ‬توصيات‭ ‬متناقضة،‭ ‬ومنشورات‭ ‬تروّج‭ ‬لمنتجات‭ ‬تُقدَّم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬الطريق‭ ‬المختصر‭ ‬لحياة‭ ‬مثالية‭. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالصحة‭ ‬قائماً‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬والمعرفة،‭ ‬بل‭ ‬صار‭ ‬البعض‭ ‬ينجرف‭ ‬خلف‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الحميات‭ ‬والمكملات‭ ‬التي‭ ‬تُعرض‭ ‬بصفتها‭ ‬حلولاً‭ ‬سحرية‭ - ‬حميات‭ ‬غذائية‭ ‬تظهر‭ ‬وتختفي،‭ ‬مكملات‭ ‬تُسوق‭ ‬وكأنها‭ ‬تغني‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وأجهزة‭ ‬يُقال‭ ‬إنها‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭. ‬المفارقة‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭ ‬بلا‭ ‬أساس‭ ‬علمي،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يثق‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثقته‭ ‬بالعادات‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬فعاليتها‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭. ‬صون‭ ‬الصحة‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬موضة‭ ‬طارئة،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬وعي‭ ‬ثابت‭ ‬يتجاوز‭ ‬إغراء‭ ‬الإعلان‭.‬

لكن‭ ‬الصحة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬العناية‭ ‬بالجسد‭. ‬أحيانا،‭ ‬يكون‭ ‬الإرهاق‭ ‬الذي‭ ‬نشعر‭ ‬به‭ ‬قادما‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬نفسية‭ ‬مستمرة،‭ ‬وقلق‭ ‬لا‭ ‬ينتهي،‭ ‬وتوتر‭ ‬أصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي‭. ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬ليست‭ ‬أمرا‭ ‬منفصلا،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يُبنى‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭. ‬التوتر‭ ‬المزمن،‭ ‬التفكير‭ ‬الزائد،‭ ‬والإجهاد‭ ‬العاطفي‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المزاج‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تترك‭ ‬بصمتها‭ ‬على‭ ‬الجسد‭ ‬أيضا‭. ‬صداع‭ ‬لا‭ ‬تفسير‭ ‬له،‭ ‬آلام‭ ‬متكررة،‭ ‬إرهاق‭ ‬دائم،‭ ‬ومشاكل‭ ‬صحية‭ ‬تمتد‭ ‬لأبعد‭ ‬مما‭ ‬نتوقع‭.‬

كم‭ ‬مرة‭ ‬شعرنا‭ ‬بالتعب‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬واضح؟‭ ‬كم‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬نشعر‭ ‬به‭ ‬ليس‭ ‬مشكلة‭ ‬جسدية،‭ ‬بل‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬العقل‭ ‬بأن‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يحتمل؟‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬تأجيل‭ ‬الراحة،‭ ‬نؤجل‭ ‬مواجهة‭ ‬القلق،‭ ‬وننظر‭ ‬إلى‭ ‬التوازن‭ ‬النفسي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬لاحقا،‭ ‬حتى‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬الرجوع‭ ‬منها‭.‬

قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تغيير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بين‭ ‬يوم‭ ‬وليلة،‭ ‬لكن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالصحة‭ ‬ليس‭ ‬قرارات‭ ‬ضخمة،‭ ‬بل‭ ‬وعي‭ ‬مستمر‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الصغيرة‭. ‬شرب‭ ‬الماء‭ ‬بانتظام،‭ ‬النوم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مناسب،‭ ‬منح‭ ‬العقل‭ ‬فرصة‭ ‬للراحة،‭ ‬التحرك‭ ‬قليلا‭ ‬يوميا،‭ ‬كلها‭ ‬قرارات‭ ‬تبدو‭ ‬بسيطة،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تصنع‭ ‬فارقا‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬نتوقع‭.‬

نحن‭ ‬لا‭ ‬نلاحظ‭ ‬صحتنا‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حالاتها،‭ ‬لكنها‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬عندما‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬التراجع‭. ‬الجسد‭ ‬لا‭ ‬ينهار‭ ‬فجأة،‭ ‬بل‭ ‬يرسل‭ ‬إشارات‭ ‬صغيرة‭ ‬نتجاهلها،‭ ‬ثم‭ ‬إشارات‭ ‬أقوى‭ ‬نؤجلها،‭ ‬حتى‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬التجاهل‭ ‬خيارًا‭. ‬هل‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬حتى‭ ‬يفرض‭ ‬المرض‭ ‬كلمته‭ ‬الأخيرة؟‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬نملك‭ ‬الشجاعة‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أنفسنا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬البدايات‭ ‬الممكنة‭ ‬إلى‭ ‬نهايات‭ ‬مفروضة؟

ختام‭ ‬القول،‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬نمتلك‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬لنا‭ ‬صحيا،‭ ‬لكننا‭ ‬نملك‭ ‬القرار‭ ‬فيما‭ ‬نفعله‭ ‬اليوم‭. ‬فهل‭ ‬ننتظر‭ ‬حتى‭ ‬يجبرنا‭ ‬الجسد‭ ‬على‭ ‬التوقف،‭ ‬أم‭ ‬نقرر‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬نمنحه‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان؟

 

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا