العدد : ١٧١٨١ - الاثنين ٠٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨١ - الاثنين ٠٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

استروا سوءاتكم بالطاعات !

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٠٦ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

للمعاصي‭ ‬سوءات،‭ ‬ولسترها‭ ‬آيات‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬يجدها،‭ ‬ومن‭ ‬يعرض‭ ‬عنها‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬المهالك،‭ ‬ومن‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بعباده‭ ‬المؤمنين‭ ‬أنه‭ ‬سبحانه‭ ‬بَيَّنَ‭ ‬لهم‭ ‬الصراط‭ ‬السوي،‭ ‬ودلهم‭ ‬على‭ ‬مسالكه،‭ ‬ومن‭ ‬يقرأ‭ ‬الآيات‭ (‬151‭ - ‬153‭) ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الأنعام‭ ‬سوف‭ ‬يجد‭ ‬معالم‭ ‬الطريق‭ ‬السوي‭ ‬واضحة‭ ‬لمن‭ ‬يبحث‭ ‬عنها،‭ ‬ويتلمس‭ ‬سبلها،‭ ‬ثم‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬الآية‭ (‬69‭) ‬من‭ ‬سورة‭ ‬النساء‭ ‬حيث‭ ‬تضمنت‭ ‬أعلام‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭ ‬التي‭ ‬قصرت‭ ‬سورة‭ ‬الفاتحة‭ ‬معالمهم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكرتهم‭ ‬السورة‭ ‬بإيجاز‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬اهدنا‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭ (‬6‭) ‬صراط‭ ‬الذين‭ ‬أنعمت‭ ‬عليهم‭ ‬غير‭ ‬المغضوب‭ ‬عليهم‭ ‬ولا‭ ‬الضالين‭ (‬7‭)) ‬سورة‭ ‬الفاتحة‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬على‭ ‬قصره‭ ‬وبيانه‭ ‬واضح‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬البيان‭ ‬وبلوغ‭ ‬حقيقته،‭ ‬ونجد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الآية‭ (‬69‭) ‬من‭ ‬سورة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬ومن‭ ‬يطع‭ ‬الله‭ ‬والرسول‭ ‬فأولئك‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬النبيين‭ ‬والصديقين‭ ‬والشهداء‭ ‬والصالحين‭ ‬وحسن‭ ‬أولئك‭ ‬رفيقا‭).‬

إذًا،‭ ‬فهذه‭ ‬الآية‭ ‬الجليلة‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬النساء‭ ‬دلتنا‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم،‭ ‬وهم‭ ‬كما‭ ‬ذكرتهم‭ ‬الآية‭ ‬على‭ ‬الترتيب‭ ‬المذكور‭: ‬الأنبياء،‭ ‬والصِدِّيقين،‭ ‬والشهداء،‭ ‬والصالحين،‭ ‬وحسن‭ ‬أولئك‭ ‬رفيقا،‭ ‬الذين‭ ‬جمعوا‭ ‬بين‭ ‬خالص‭ ‬الإيمان‭ ‬وصالح‭ ‬العمل‭ ‬ثم‭ ‬تركت‭ ‬لنا‭ ‬الآية‭ ‬المباركة‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحًا،‭ ‬والنوافذ‭ ‬مشرعة‭ ‬لمن‭ ‬يتأسى‭ ‬بهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬ذكرتهم‭ ‬هذه‭ ‬الآية،‭ ‬ولم‭ ‬تحرم‭ ‬عامة‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلحقوا‭ ‬بهم،‭ ‬ولن‭ ‬يقطع‭ ‬المسلم‭ ‬رجاءه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬اسمه‭ ‬مدرجًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭ ‬المباركة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬نهجهم،‭ ‬واهتدى‭ ‬بهديهم‭.‬

ثم‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬بيان‭ ‬ما‭ ‬بدأنا‭ ‬به‭ ‬حديثنا،‭ ‬أن‭ ‬للمعاصي‭ ‬سوءات‭ ‬تظهر‭ ‬عند‭ ‬مخالفة‭ ‬العبد‭ ‬لأوامر‭ ‬مولاه‭ ‬سبحانه‭ ‬ونواهيه،‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬العبد‭ ‬أن‭ ‬يسارع‭ ‬ودون‭ ‬إبطاء‭ ‬إلى‭ ‬التوبة‭ ‬بالإقلاع‭ ‬عن‭ ‬الذنب‭ ‬أولًا،‭ ‬ثم‭ ‬العزم‭ ‬الأكيد‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬إليه،‭ ‬وأن‭ ‬يكثر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬الصالحات‭ ‬ولهذا،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الحكمة‭ ‬بالغة‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تدريب‭ ‬آدم‭ ‬وزوجه‭ (‬عليهما‭ ‬السلام‭) ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬والتي‭ ‬وفر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لهما‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬احتاجا‭ ‬إليه،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وقلنا‭ ‬يا‭ ‬آدم‭ ‬اسكن‭ ‬أنت‭ ‬وزوجك‭ ‬الجنة‭ ‬وكلا‭ ‬منها‭ ‬رغدًا‭ ‬حيث‭ ‬شئتما‭ ‬ولا‭ ‬تقربا‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬فتكونا‭ ‬من‭ ‬الظالمين‭) ‬البقرة‭ / ‬35‭.‬

لقد‭ ‬وفر‭ ‬لهما‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬يحتاجان‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬نعم،‭ ‬ونهاهما‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬الأكل‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬بعينها،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬منها،‭ ‬فتعهدا‭ ‬بذلك‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لهما‭ ‬عزم‭ ‬ولا‭ ‬صبر‭ ‬فوقعا‭ ‬في‭ ‬المعصية،‭ ‬فبدت‭ ‬لهما‭ ‬سوءاتهما،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬فأكلا‭ ‬منها‭ ‬فبدت‭ ‬لهما‭ ‬سوءاتهما‭ ‬وطفقا‭ ‬يخصفان‭ ‬عليهما‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬الجنة‭ ‬وعصى‭ ‬آدم‭ ‬ربه‭ ‬فغوى‭) ‬طه‭ / ‬121‭.‬

إذًا،‭ ‬فانكشاف‭ ‬السوأة‭ ‬هو‭ ‬بسبب‭ ‬ارتكاب‭ ‬المعصية،‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يعص‭ ‬آدم‭ ‬ربه‭ ‬لما‭ ‬ظهرت‭ ‬سوأته،‭ ‬ولكن‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬أراد‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬يبين‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬معصية‭ ‬سوأة،‭ ‬فسوأة‭ ‬معصية‭ ‬الزنا‭ ‬وجود‭ ‬اللقطاء‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬مجهولي‭ ‬النسب،‭ ‬وسوأة‭ ‬تعاطي‭ ‬المسكرات‭ ‬كثرة‭ ‬السكارى‭ ‬الذين‭ ‬غابت‭ ‬عقولهم،‭ ‬فيعبث‭ ‬بهم‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬وسوأة‭ ‬منع‭ ‬الزكاة،‭ ‬وهي‭ ‬حق‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬في‭ ‬أموال‭ ‬الأغنياء‭ ‬سوأتها‭ ‬كثرة‭ ‬الفقراء‭ ‬وأصحاب‭ ‬الحاجة،‭ ‬ولو‭ ‬أخرج‭ ‬الأغنياء‭ ‬زكاة‭ ‬أموالهم‭ ‬لما‭ ‬بقي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬فقير‭ ‬أو‭ ‬محتاج‭.. ‬وهكذا‭. ‬

إذًا،‭ ‬فمن‭ ‬ثمرات‭ ‬هذه‭ ‬المعاصي‭ ‬كثرة‭ ‬الذنوب‭ ‬وانكشاف‭ ‬السوءات،‭ ‬وسترها،‭ ‬وعدم‭ ‬ظهورها‭ ‬ابتداءً‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬لزوم‭ ‬التوبة‭ ‬والاستغفار،‭ ‬والإكثار‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬الصالحات،‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬الأقوال‭ ‬والأفعال‭ ‬والإيمان‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬‮«‬قلت‭ ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭: ‬من‭ ‬أسعد‭ ‬الناس‭ ‬بشفاعتك‭ ‬يوم‭ ‬القيامة؟‭ ‬فقال‭ ‬لقد‭ ‬ظننت،‭ ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬هريرة،‭ ‬ألا‭ ‬يسألني‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬أحد‭ ‬أوَّل‭ ‬منك،‭ ‬لما‭ ‬رأيت‭ ‬من‭ ‬حرصك‭ ‬على‭ ‬الحديث،‭ ‬أسعد‭ ‬الناس‭ ‬بشفاعتي‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬من‭ ‬قال‭: ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬خالصًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نفسه‮»‬‭ ‬الحديث‭ ‬صحيح‭ / ‬رواه‭ ‬البخاري‭.‬

وإخلاصها‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬بمقتضاها‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬إيمان‭ ‬بلا‭ ‬عمل،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬بلا‭ ‬إيمان‭ ‬ولطالما‭ ‬اقترن‭ ‬الإيمان‭ ‬دائمًا‭ ‬بالعمل‭ ‬الصالح‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬والذين‭ ‬آمنوا‭ ‬وعملوا‭ ‬الصالحات‭ ‬أولئك‭ ‬أصحاب‭ ‬الجنة‭ ‬هم‭ ‬فيها‭ ‬خالدون‭) ‬البقرة‭ / ‬82‭.‬

ودخول‭ ‬المؤمنين‭ ‬الجنة‭ ‬والخلود‭ ‬فيها‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬فيه‭ ‬الإيمان،‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬الإيمان‭ ‬عمل‭ ‬صالح‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬الشرك‭ ‬والرياء،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: (‬إن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يغفر‭ ‬أن‭ ‬يشرك‭ ‬به‭ ‬ويغفر‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬لمن‭ ‬يشاء‭ ‬ومن‭ ‬يشرك‭ ‬بالله‭ ‬فقد‭ ‬ضل‭ ‬ضلالًا‭ ‬بعيدا‭) ‬النساء‭ / ‬116‭.‬

إذًا،‭ ‬فالخلاصة‭ ‬التي‭ ‬نرجوها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬ألا‭ ‬ييأس‭ ‬المؤمن‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬لقمان‭: (‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬لقمان‭ ‬لابنه‭ ‬وهو‭ ‬يعظه‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬لا‭ ‬تشرك‭ ‬بالله‭ ‬إن‭ ‬الشرك‭ ‬لظلم‭ ‬عظيم‭) ‬لقمان‭ / ‬13‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الإسلام‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬رحمة‭ ‬للعالمين‭.. ‬لا‭ ‬ييأس‭ ‬منه‭ ‬العصاة،‭ ‬ولا‭ ‬يقنط‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬أسرفوا‭ ‬على‭ ‬أنفسهم،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: (‬قل‭ ‬يا‭ ‬عبادي‭ ‬الذين‭ ‬أسرفوا‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬لا‭ ‬تقنطوا‭ ‬من‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يغفر‭ ‬الذنوب‭ ‬جميعًا‭ ‬إنه‭ ‬هو‭ ‬الغفور‭ ‬الرحيم‭) ‬الزمر‭ / ‬53‭.‬

إذًا،‭ ‬فالإنسان‭ ‬خلق‭ ‬حرًا،‭ ‬وسوف‭ ‬يحاسب‭ ‬على‭ ‬إرادته‭ ‬الحرة‭ ‬إن‭ ‬خيرًا،‭ ‬فخير‭ ‬وإن‭ ‬شرًا‭ ‬فشر،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬إذا‭ ‬زلزلت‭ ‬الأرض‭ ‬زلزالها‭ (‬1‭) ‬وأخرجت‭ ‬الأرض‭ ‬أثقالها‭ (‬2‭) ‬وقال‭ ‬الإنسان‭ ‬ما‭ ‬لها‭ (‬3‭) ‬يومئذٍ‭ ‬تحدث‭ ‬أخبارها‭ (‬4‭) ‬بأن‭ ‬ربك‭ ‬أوحى‭ ‬لها‭ (‬5‭) ‬يومئذٍ‭ ‬يصدر‭ ‬الناس‭ ‬أشتاتًا‭ ‬ليروا‭ ‬أعمالهم‭ (‬6‭) ‬فمن‭ ‬يعمل‭ ‬مثقال‭ ‬ذرة‭ ‬خيرًا‭ ‬يره‭ (‬7‭) ‬ومن‭ ‬يعمل‭ ‬مثقال‭ ‬ذرة‭ ‬شرًا‭ ‬يره‭ (‬8‭)) ‬سورة‭ ‬الزلزلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا