العدد : ١٧٣٣٤ - الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٤ - الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

كـــيـفــيــة إدارة الـمــــوظـفـيـن الأقـــــــل أداء

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬تجربة‭ ‬ممتعة‭ ‬وجميلة‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولة‭ ‬صديقة،‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬جولاتي‭ ‬في‭ ‬الاستشارات‭ ‬الإدارية،‭ ‬وجدتْ‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقييم‭ ‬السنوي‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬أدائهم،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬أداءهم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المعدل‭ ‬المطلوب،‭ ‬فكان‭ ‬أمام‭ ‬الإدارة‭ ‬أحد‭ ‬خيارين؛‭ ‬إما‭ ‬فصل‭ ‬الموظفين‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬آخرين‭ ‬أفضل‭ ‬أداءً‭ ‬وإما‭ ‬تحسين‭ ‬أوضاعهم‭ ‬بطريقة‭ ‬ما‭ ‬حتى‭ ‬يتطور‭ ‬أداؤهم‭. ‬عرض‭ ‬عليّ‭ ‬الموضوع،‭ ‬فاخترت‭ ‬الحل‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصه‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬تطوير‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬ترغب‭ ‬به‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف؟

وأثناء‭ ‬إعداد‭ ‬برنامج‭ ‬لمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬تذكرت‭ ‬أن‭ ‬أكاديمية‭ (‬AIHR‭) ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬استراتيجية‭ ‬لإدارة‭ ‬الموظفين‭ ‬الأقل‭ ‬أداء،‭ ‬فذهبت‭ ‬أبحث‭ ‬عنها‭ ‬لعلها‭ ‬تسهم‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬في‭ ‬مساعدتي‭ ‬وبالتالي‭ ‬مساعدة‭ ‬المؤسسة،‭ ‬تتكون‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوات،‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬حولتها‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬سهل‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وبدأنا‭ ‬التنفيذ‭ ‬بالطريقة‭ ‬التالية‭:   ‬

الاجتماع‭ ‬بالموظفين‭: ‬اجتمعنا‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭ ‬الذي‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬أداء،‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الجلسات،‭ ‬استمعنا‭ ‬لهم‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬جلسنا‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬مجموعات،‭ ‬وعلى‭ ‬صورة‭ ‬أفراد‭ ‬كذلك،‭ ‬أي‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬وحده،‭ ‬عرفنا‭ ‬مشاكلهم‭ ‬وضغوط‭ ‬العمل،‭ ‬وعملنا‭ ‬دراسة‭ ‬مسحية‭ ‬خاصة‭ ‬لمعرفة‭ ‬مهاراتهم،‭ ‬وقدراتهم‭ ‬ومعارفهم،‭ ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬مشاكلهم‭ ‬الشخصية‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬تحسسها،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬الشخصية‭ ‬والأسرية‭ ‬ترافق‭ ‬المرء‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه،‭ ‬بلغنا‭ ‬معهم‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالمشكلة،‭ ‬وأنهم‭ ‬بالفعل‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الأداء‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الجلسات‭ ‬والاستبانات‭ ‬والمناقشات،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬بمكان،‭ ‬فالاعتراف‭ ‬بالمشكلة‭ ‬تعد‭ ‬نصف‭ ‬الحل،‭ ‬كما‭ ‬يقال‭. ‬

وضع‭ ‬برنامج‭ ‬وخطة‭ ‬عمل‭ ‬مبدئية‭: ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬وضعتُ‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬معي‭ ‬خطة‭ ‬وبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬مبدئيا،‭ ‬يقبل‭ ‬التطوير‭ ‬والتعديل‭ ‬مع‭ ‬المناقشات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬وحتى‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭.‬

العودة‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭: ‬رجعنا‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة،‭ ‬بهدف‭ ‬توضيح‭ ‬الصورة‭ ‬كاملة‭ ‬لهم،‭ ‬وأسباب‭ ‬تدني‭ ‬الأداء‭ ‬والأسباب‭ ‬التي‭ ‬تعرقل‭ ‬النمو‭ ‬والتطور،‭ ‬وكذلك‭ ‬وضعنا‭ ‬خطة‭ ‬وبرنامج‭ ‬العمل‭ ‬المبدئي‭ ‬أمامهم‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستخدمها‭ ‬لتطوير‭ ‬الأداء‭. ‬أجرينا‭ ‬مناقشات‭ ‬عديدة‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اقناعهم‭ ‬أولاً‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى،‭ ‬والثانية‭ ‬لمناقشتهم‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬أدائهم‭ ‬المهني‭ ‬والشخصي،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات،‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية،‭ ‬وكانت‭ ‬موافقة‭ ‬الإدارة‭ ‬ضرورية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬الموافقة‭. ‬

وضع‭ ‬برنامج‭ ‬وخطة‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭: ‬وضعنا‭ ‬خطة‭ ‬وبرنامج‭ ‬العمل‭ ‬لتطوير‭ ‬أداء‭ ‬الموظفين‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬وسمعنا‭ ‬أفكارهم‭ ‬وأطروحاتهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬والتحسين،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامهم‭ ‬خيار،‭ ‬إما‭ ‬التغيير‭ ‬وإما‭ ‬الرحيل،‭ ‬فقرروا‭ ‬التغيير‭ ‬رغمًا‭ ‬عنهم،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الحل‭ ‬الثاني‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭. ‬وضعنا‭ ‬التوقعات‭ ‬بوضوح،‭ ‬حددنا‭ ‬الأهداف‭ ‬والمهام‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وملموس،‭ ‬وضعنا‭ ‬خطة‭ ‬إجراءات‭ ‬مشتركة،‭ ‬واتفقنا‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬واضحة‭ ‬مع‭ ‬مواعيد‭ ‬نهائية‭.‬

التدريب‭ ‬العملي‭ ‬المستدام‭: ‬ركزنا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬عملية‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقه‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬بهدف‭ ‬التطوير‭ ‬المهني‭ ‬المستدام،‭ ‬إذ‭ ‬حاولنا‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬منهجية‭ ‬التفكير‭ ‬التصميمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التطوير‭ ‬والتنمية‭ ‬والتحسين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الموارد‭ ‬والعمل‭ ‬المهني،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬لمشاكل‭ ‬العمل‭ ‬والمهنة‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية،‭ ‬والتواصل‭ ‬الشبكي،‭ ‬وبعض‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تنمي‭ ‬قدرات‭ ‬الموظف،‭ ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬كانت،‭ ‬وبدأنا‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭.‬

المتابعة‭ ‬والتحسين‭ ‬المستمر‭: ‬بدأنا‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬الأفراد،‭ ‬فردًا‭ ‬فردًا،‭ ‬والمتابعة‭ ‬والتقييم‭ ‬بصورة‭ ‬يومية‭ ‬وأسبوعية‭ ‬وشهرية،‭ ‬وعندما‭ ‬نجد‭ ‬أي‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬نقوم‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬بعمل‭ ‬جلسة‭ ‬مع‭ ‬الفرد‭ ‬نفسه،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العتاب‭ ‬أو‭ ‬التأنيب،‭ ‬وإنما‭ ‬بهدف‭ ‬التحفيز‭ ‬وتوضيح‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬ومناقشة‭ ‬كيفية‭ ‬التحسين‭ ‬حتى‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬الرضا‭ ‬الذي‭ ‬نحتاج‭ ‬ويحتاج،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬المراحل‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬كلها،‭ ‬إذ‭ ‬يدخل‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمهنية،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إهمالها‭.  ‬

الاحتفال‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الصغيرة‭: ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬تقريبًا‭ ‬كنا‭ ‬نلتقي‭ ‬كمجموعة‭ ‬متكاملة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬بهدف‭ ‬الاحتفال‭ ‬ببعض‭ ‬الإنجازات‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬رسائل‭ ‬شكر‭ ‬للمتفوقين‭ ‬على‭ ‬أنفسهم،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬عبر‭ ‬الإشادة‭ ‬بالجهود،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬وتحسين‭ ‬الأداء‭.‬

التوثيق‭ ‬والسجلات‭: ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بتوثيق‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬وكل‭ ‬الخطوات،‭ ‬وأن‭ ‬نحتفظ‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬بجميع‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬توضح‭ ‬كل‭ ‬حركاته‭ ‬وسكناته‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وتطويره‭ ‬ونموه،‭ ‬وتردداته‭ ‬وإخفاقاته،‭ ‬وكل‭ ‬شيء،‭ ‬بمعنى‭ ‬سجل‭ ‬مفصل‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التقييم‭ ‬النهائي،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬بمنتهى‭ ‬الشفافية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يعتقد‭ ‬أحد‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إنصافه‭ ‬أو‭ ‬إحقاق‭ ‬الحق‭.   ‬

إعادة‭ ‬التوجيه‭ ‬والتدريب‭: ‬وعندما‭ ‬كنا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد،‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬ما،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬أداؤهم‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬كنا‭ ‬نعاود‭ ‬تقييم‭ ‬ودراسة‭ ‬حالتهم‭ ‬بصورة‭ ‬فردية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬إدخالهم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬خاصة‭ ‬لتطويرهم‭ ‬وتنميتهم،‭ ‬وكنا‭ ‬نركز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬على‭ ‬التوجيه‭ ‬الفردي‭ ‬وتقديم‭ ‬ملاحظات‭ ‬بناءة،‭ ‬وكنا‭ ‬نستخدم‭ ‬عبارة‭ ‬واضحة‭ ‬معه‭ ‬إذ‭ ‬كنتُ‭ ‬أقول‭ ‬له‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬تحسين‭ ‬هذا؟‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬إني‭ ‬كنت‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬تنبع‭ ‬الإجابة‭ ‬من‭ ‬نفسه‭ ‬وذاته،‭ ‬فهو‭ ‬الشخص‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يطور‭ ‬نفسه،‭ ‬إن‭ ‬رغب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

إعادة‭ ‬التوجيه‭ ‬إلى‭ ‬وظيفة‭ ‬أخرى‭: ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬كما‭ ‬وجدنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعته‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬قدراته‭ ‬ومهاراته‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تقديم‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬تقديمه،‭ ‬نقوم‭ ‬بتحويله‭ ‬إلى‭ ‬وظيفة‭ ‬أخرى‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬مناقشته‭ ‬بشفافية،‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يهمل‭ ‬وإنما‭ ‬تتم‭ ‬متابعته‭ ‬في‭ ‬وظيفته‭ ‬الجديدة،‭ ‬مع‭ ‬دراسة‭ ‬كل‭ ‬المتغيرات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭.‬

شجِّع‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬والحياة‭ ‬خارج‭ ‬أروقه‭ ‬المؤسسة‭: ‬الشيء‭ ‬بالشي‭ ‬يذكر،‭ ‬فمن‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬اكتشفناها‭ ‬أثناء‭ ‬دراسة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد،‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬منهم‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬شخصية‭ ‬وأسرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل،‭ ‬وبعض‭ ‬الإجهاد‭ ‬النفسي،‭ ‬لذلك‭ ‬قدمنا‭ ‬مقترحًا‭ ‬للإدارة‭ ‬لتقديم‭ ‬بعض‭ ‬المساعدات‭ ‬الداخلية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالصحة‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية،‭ ‬فكانت‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬معقولة‭.‬

حسم‭ ‬القرار‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتحسن‭ ‬الأداء‭: ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتحسن‭ ‬الأداء‭ ‬للأفراد،‭ ‬فعلى‭ ‬الأفراد‭ ‬ضعيفي‭ ‬أداء‭ ‬أن‭ ‬يقرروا‭ ‬أحد‭ ‬أمرين؛‭ ‬إما‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬مع‭ ‬خفض‭ ‬الراتب‭ ‬أو‭ ‬المغادرة‭ ‬والتحويل‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬أخرى،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منه،‭ ‬بهدف‭ ‬التحفيز‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإذلال،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تسويف‭ ‬وتلكؤ‭ ‬وعدم‭ ‬مبالاة،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬إيجابيًا‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭.‬

عمومًا،‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬المقررة،‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬وصلنا‭ ‬إليها‭ ‬مقبولة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬النجاح‭ ‬كان‭ ‬حليفنا‭ ‬بصورة‭ ‬تامة،‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬مقبولة،‭ ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتصور‭ ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬سيتطور‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المشروع‭.‬

وكذلك‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬العملية‭ ‬كان‭ ‬سهلة‭ ‬ومريحة،‭ ‬وإنما‭ ‬كنا‭ ‬يوميًا‭ ‬نواجه‭ ‬عديداً‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬الحلول،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بنفسية‭ ‬الموظف‭ ‬وحالته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفكرية،‭ ‬فبعض‭ ‬الموظفين‭ ‬لا‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬أدائهم‭ ‬مهما‭ ‬حاولت‭ ‬معهم،‭ ‬وبعضهم‭ ‬يرغب‭ ‬بشدة،‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬سلوكياته‭ ‬ومهاراته‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بذلك،‭ ‬وبعضهم‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذلك،‭ ‬وهكذا‭ ‬فنحن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬بشر،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬البشر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أمور‭ ‬ثلاثة،‭ ‬وهي‭: ‬

{‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬الشفاف‭ ‬هو‭ ‬المفتاح،

{‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬وليس‭ ‬اللوم،

{‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬حسب‭ ‬ظروفها،

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬السنة،‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬تقدمنا‭ ‬أصبح‭ ‬مقبولاً،‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا،‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬شجع‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭ ‬للتواصل‭ ‬معنا،‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬أداء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬لديهم،‭ ‬وبدأنا‭ ‬تجربة‭ ‬ثانية،‭ ‬وربما‭ ‬ثالثة،‭ ‬وكلما‭ ‬نتقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬كنا‭ ‬نضع‭ ‬خطوات‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلاً‭ ‬ونستعين‭ ‬ببعض‭ ‬النظريات‭ ‬والحقائق‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحاتها‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬وكنا‭ ‬نأخذ‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬النظريات‭ ‬ونعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقها‭ ‬ونحوّلها‭ ‬إلى‭ ‬أنماط‭ ‬تنفيذية‭ ‬سهلة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وكنا‭ ‬لا‭ ‬نأخذ‭ ‬خطوة‭ ‬إلا‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭ ‬والإدارة‭ ‬العليا،‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬توافق‭ ‬وانسجام‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬وما‭ ‬النتائج‭ ‬المتوقعة،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬ورحلة‭ ‬تكون‭ ‬النتائج‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬سابقتها‭. ‬

وهذه‭ ‬فكرة‭ ‬نقدمها‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬موظفيهم،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أفكارا‭ ‬وأساليب‭ ‬كثيرة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬وتقصي‭ ‬وتجربة،‭ ‬حينئذ‭ ‬تكون‭ ‬النتيجة‭ ‬رائعة‭.‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا