العدد : ١٧١٨٢ - الثلاثاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨٢ - الثلاثاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العروبة ومصيرها... سؤال اللحظة الحرجة!

بقلم: عبد الله السناوي {

السبت ٠٥ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬يُطرح‭ ‬سؤال‭ ‬العروبة‭ ‬تشكيكًا‭ ‬في‭ ‬صحّة‭ ‬الانتساب‭ ‬إليها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحدّيات‭ ‬والمخاطِر‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالمنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والتساؤلات‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬طُرِحَ‭ ‬سؤال‭: ‬ما‭ ‬مصير‭ ‬سوريا‭ ‬والعروبة‭ ‬معًا؟‭ ‬إنّه‭ ‬سؤال‭ ‬اللحظة‭ ‬الحرجة‭.‬

بحُكم‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي،‭ ‬سوريا‭ ‬قلب‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬كلّه‭ ‬ومركز‭ ‬التفاعلات‭ ‬فيه‭. ‬إذا‭ ‬انخرطت‭ ‬تكويناتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬كراهية‭ ‬وتصفيات‭ ‬جسدية‭ ‬فإنّ‭ ‬سيناريوات‭ ‬التقسيم‭ ‬حادثة‭ ‬لا‭ ‬محالة‭.‬

وبحكْم‭ ‬نشأة‭ ‬الفكرة‭ ‬العروبيّة‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬ثلاثينيّات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بالذات‭ ‬بمواجهة‭ ‬‮«‬التتريك‮»‬،‭ ‬فإنّ‭ ‬التفكيك‭ ‬ربما‭ ‬يشمل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬كلّه‭ ‬وتصبح‭ ‬خرائطه‭ ‬ميدانًا‭ ‬مفتوحًا‭ ‬لكلّ‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وتتغوّل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭.‬

هنا‭ ‬نتذكر‭ ‬كلمات‭ ‬هذه‭ ‬القصيدة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ‬

‮«‬إذا‭ ‬أعلنوا‭ ‬ذات‭ ‬يومٍ‭ ‬وفاة‭ ‬العرب‭...‬

ففي‭ ‬أي‭ ‬مقبرة‭ ‬يُدفنون؟

مَن‭ ‬سوف‭ ‬يبكي‭ ‬عليهم؟

وليس‭ ‬لديهم‭ ‬بنات

وليس‭ ‬لديهم‭ ‬بنون

وليس‭ ‬هنالك‭ ‬حزن

وليس‭ ‬هنالك‭ ‬مَن‭ ‬يحزنون‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬قصيدة‭ ‬منذِرة‭ ‬لـلشاعر‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬‮«‬نزار‭ ‬قباني‮»‬‭ ‬كتبها‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬التأثير‭ ‬وفاعلية‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭.‬

لم‭ ‬تطاوِعْه‭ ‬مشاعره‭ ‬أن‭ ‬يُطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬متى‭ ‬نعلن‭ ‬وفاة‭ ‬العرب؟‮»‬‭.‬

أحال‭ ‬الإعلان‭ ‬إلى‭ ‬آخرين،‭ ‬أي‭ ‬آخرين‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬عربًا‭: ‬‮«‬متى‭ ‬يُعلنون‭ ‬وفاة‭ ‬العرب؟‮»‬‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬اللبنانية،‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬واستهلكت‭ ‬عافية‭ ‬البلد‭ ‬وأسَّست‭ ‬لتدخّلات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أكبر‭ ‬وأخطر‭ ‬في‭ ‬بنيته‭ ‬الداخلية‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسِه‭ ‬نشأت‭ ‬أخطر‭ ‬وأطول‭ ‬حملة‭ ‬سياسية‭ ‬ممنهجة‭ ‬ضدّ‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬حتّى‭ ‬يكره‭ ‬المصريون‭ ‬فكرة‭ ‬العروبة‭ ‬بأي‭ ‬معنى‭ ‬أو‭ ‬قيمة‭ ‬استدعت‭ ‬بذْل‭ ‬التضحيات‭.‬

كانت‭ ‬نقطة‭ ‬التركيز‭ ‬الجوهرية‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬التشكيك‭ ‬تلك،‭ ‬في‭ ‬عروبة‭ ‬مصر،‭ ‬أو‭ ‬اصطناع‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬عروبتها‭ ‬وإرثها‭ ‬الحضاري‭.‬

بدت‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬والحملات‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬وسياقها‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬من‭ ‬مغبّة‭ ‬السياسات‭ ‬المتّبعة‭ ‬حين‭ ‬خذلت‭ ‬السياسة‭ ‬المتبعة‭ ‬بطولة‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ (‬1973‭).‬

تلامست‭ ‬معانيها‭ ‬بصورة‭ ‬ما‭ ‬مع‭ ‬عبارة‭ ‬شهيرة‭ ‬للأديب‭ ‬السوري‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬الماغوط‮»‬‭ ‬كُتبت‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬يأس‭: ‬‮«‬ما‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يولدَ‭ ‬الإنسان‭ ‬عربيًا‭!‬‮»‬

بالنظر‭ ‬الفكري‭: ‬نزار‭ ‬قباني،‭ ‬عروبي‭ ‬ناصري‭.‬

وبالنظر‭ ‬السياسي‭: ‬هو‭ ‬غاضب‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬خشيته‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬قاعٍ‭ ‬بلا‭ ‬نهاية‭ ‬بعدما‭ ‬حلّقت‭ ‬أحلامنا‭ ‬في‭ ‬السماء‭.‬

‮«‬رأيت‭ ‬العروبة‭ ‬معروضةً‭ ‬في‭ ‬مزاد‭ ‬الأثاث‭ ‬القديم

ولكنني‭... ‬ما‭ ‬رأيت‭ ‬العرب‮»‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬تلخيصًا‭ ‬شعريًّا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬القصيدة‭ ‬نفسِها‭ ‬للأحوال‭ ‬العربيّة،‭ ‬التي‭ ‬واصلت‭ ‬تدهورها‭.‬

إنّه‭ ‬الانتقاد‭ ‬الحادّ‭ ‬من‭ ‬فرْط‭ ‬الالتزام‭ ‬والمحبّة‭ ‬والضجر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسِه‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬بعض‭ ‬النُظُم‭ ‬العربية‭.‬

أيّا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬الأخطاء‭ ‬المنسوبة‭ ‬لتجربة‭ ‬أو‭ ‬أخرى،‭ ‬فإنّ‭ ‬العروبة‭ ‬ليست‭ ‬اختراعًا‭ ‬ويستحيل‭ ‬تجاوزها‭ ‬بادعاءٍ‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭.‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بلدٍ‭ ‬كمصر‭ ‬فإنّها،‭ ‬بالثقافة‭ ‬والمصير‭ ‬والتاريخ،‭ ‬مشدودة‭ ‬إلى‭ ‬محيطها‭ ‬العربي،‭ ‬الانعزال‭ ‬عنه‭ ‬حكْمٌ‭ ‬بالإعدام‭ ‬التاريخي‭ ‬وإهدارٌ‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬اعتباراته‭.‬

باليقين‭ ‬هناك‭ ‬مصادر‭ ‬إضافية‭ ‬تُثري‭ ‬هوية‭ ‬الشخصية‭ ‬الوطنية‭.‬

فمصر‭ ‬عربية،‭ ‬تعتزّ‭ ‬بإرثها‭ ‬الفرعوني،‭ ‬متأثّرة‭ ‬بثقافة‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬الفوّارة‭ ‬في‭ ‬الإقليم،‭ ‬منتسبةً‭ ‬إلى‭ ‬قارّتها‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ومتداخلة‭ ‬مع‭ ‬عالمها‭ ‬الإسلامي،‭ ‬متنوعة‭ ‬دينيًّا،‭ ‬والتنوّع‭ ‬عامل‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬ضعف‭.‬

تراكمت‭ ‬تجاربها‭ ‬وخبراتها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬حياتها،‭ ‬أَثَرُ‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬ظلّ‭ ‬ساريًّا‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬وطبائع‭ ‬الشخصية،‭ ‬على‭ ‬الرَّغم‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬الأزمان‭.‬

إنكار‭ ‬التاريخ‭ ‬تجهيل‭ ‬بما‭ ‬جرى‭ ‬فعلًا‭ ‬على‭ ‬شواطئ‭ ‬النيل‭ ‬عبر‭ ‬القرون‭. ‬وإنكار‭ ‬التراكم‭ ‬تجهيل‭ ‬آخر‭ ‬بحقائق‭ ‬الأمور،‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬نحيا‭ ‬فيها‭ ‬اختلفت،‭ ‬جوارنا‭ ‬عربي‭ ‬ومحيطنا‭ ‬الحيوي‭ ‬عربي‭ ‬وأمننا‭ ‬القومي‭ ‬عربي،‭ ‬مصادر‭ ‬التهديد‭ ‬القديمة‭ ‬كـ«الهكسوس‮»‬‭ ‬اختفت‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬خرائط‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬وحلّت‭ ‬مكانها‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‭ ‬تنذر‭ ‬بتهميش‭ ‬الدور‭ ‬المصري‭.‬

عروبة‭ ‬مصر‭ ‬ليست‭ ‬قضية‭ ‬معلّقة‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬المساجلات‭.‬

من‭ ‬حقّ‭ ‬كل‭ ‬مصري‭ ‬أن‭ ‬يفخرَ‭ ‬بإرثه‭ ‬الحضاري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُنكر‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬للبلد‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬غزوات‭ ‬واحتلالات‭ ‬وهجرات‭ ‬واختلاط‭ ‬دماء‭.‬

والكلام‭ ‬عن‭ ‬النّقاء‭ ‬العرقي‭ ‬وهْمٌ‭ ‬مطلق‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬عنصرية‭ ‬صريحة،‭ ‬أو‭ ‬كامنة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬كلّها‭ ‬صبت‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬تاريخي‭ ‬واحد‭ ‬لتصنع‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المعاصرة‭.‬

‭ ‬ان‭ ‬الاعتزاز‭ ‬لازم‭ ‬وإنكار‭ ‬الحقائق‭ ‬انتحار‭.‬

هذا‭ ‬كلامٌ‭ ‬يثبت‭ ‬صحته‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬جميع‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭.‬

نقد‭ ‬السياسات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أوصلتنا‭ ‬بفرْط‭ ‬التخاذل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تراجعات‭ ‬شيء‭ ‬وتصفية‭ ‬الحسابات‭ ‬مع‭ ‬فكرة‭ ‬العروبة،‭ ‬وارث‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬بالذات،‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬تمامًا‭.‬

نشأَت‭ ‬في‭ ‬سبعينيّات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬مساجلات‭ ‬دعا‭ ‬فيها‭ ‬الاديب‭ ‬‮«‬توفيق‭ ‬الحكيم‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تحييد‭ ‬مصر‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬بصياغة‭ ‬أخرى‭ ‬انعزالها‭ ‬عن‭ ‬عالمها‭ ‬العربي،‭ ‬وان‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬شأن‭ ‬لها‭ ‬بأزماته‭ ‬وقضاياه‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬صدامًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬مع‭ ‬صلب‭ ‬نظرية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬أي‭ ‬حقائق‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والتاريخ‭ ‬معا‭.‬

لم‭ ‬تخترع‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬المشروع‭ ‬العروبي،‭ ‬لكنّها‭ ‬جسّدتْه‭ ‬أملًا‭ ‬حيًّا‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بسياسات‭ ‬تبنّتها‭ ‬ومعارك‭ ‬خاضتها‭.‬

ان‭ ‬قيمة‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‮»‬‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬ليست‭ ‬أنّه‭ ‬حكم‭ ‬مصر،‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬ولا‭ ‬أنّه‭ ‬أنجز‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يستطيع،‭ ‬أصاب‭ ‬وأخطأ،‭ ‬وهذا‭ ‬كلّه‭ ‬يستحقّ‭ ‬مراجعته‭ ‬بالوثائق‭ ‬الثابتة‭ ‬لا‭ ‬الأهواء‭ ‬المتغيّرة‭.‬

ان‭ ‬قيمة‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أنّه‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬أنّ‭ ‬مصر‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قوية‭ ‬وتجعل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬قويًّا‭ ‬معها‭ ‬فتتضاعف‭ ‬قوّتها‭.‬

كان‭ ‬صراع‭ ‬الأفكار‭ ‬والسياسات‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو،‭ ‬هو‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬زخمًا‭ ‬ميدانيًّا‭ ‬للفكرة‭ ‬العروبية‭ ‬بمعانيها‭ ‬الحديثة‭.‬

وكان‭ ‬دخول‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬التاريخ‭ ‬بعد‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬عام‭ ‬1956،‭ ‬وتصدّرها‭ ‬لقيادة‭ ‬حركات‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬إيذانًا‭ ‬بضخّ‭ ‬دماء‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬العروبي‭.‬

أيًّا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬متغيّرات‭ ‬السياسة‭ ‬فلا‭ ‬عروبة‭ ‬بلا‭ ‬مصر‭ ‬ولا‭ ‬مستقبل‭ ‬لمصر‭ ‬خارج‭ ‬عالمها‭ ‬العربي،‭ ‬ولا‭ ‬أدوار‭ ‬بلا‭ ‬أثمان‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يتصوّر‭ ‬أنّ‭ ‬إنكار‭ ‬العروبة‭ ‬ممكن‭ ‬فهو‭ ‬غارق‭ ‬في‭ ‬أوهامه‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا