العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

فخورة بالمشاركة في صناعة أفلام عالمية منها فيلم سكوبي دو

روان عمر الحوسني.

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

أول بحرينية تعمل في مجال الأفلام الرقمية ذات الأبعاد الثلاثية مع شركات دولية.. شاركت في صناعة خمسة أفلام عالمية وفي 14 معرضا داخل وخارج البحرين.. حاصلة على المركز الأول في مسابقة كانو للفن التشكيلي وفي جائزة مكتبة الشيخ عيسى للمرسم الحر.. روان عمر الحوسني لأخبار الخليج:


يقول‭ ‬ألبرت‭ ‬أينشتاين‭: ‬‮«‬الخيال‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬المعرفة‮»‬‭!‬

وما‭ ‬الفن‭ ‬إلا‭ ‬ترجمة‭ ‬لما‭ ‬يجول‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬خيال‭ ‬مبدعه‭ ‬علي‭ ‬هيئة‭ ‬عمل‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬يعجز‭ ‬عنه‭ ‬التعبير‭ ‬بغير‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬لذلك‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أشكال‭ ‬ترجمة‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬فنان؟‭ ‬وهل‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬فنانا‭ ‬عندما‭ ‬يكبر‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬بابلو‭ ‬بيكاسو؟‭! ‬

وأسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬حاولنا‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬حوارنا‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬العالمية‭ ‬روان‭ ‬عمر‭ ‬الحوسني،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأفلام‭ ‬الرقمية‭ ‬ذات‭ ‬الأبعاد‭ ‬الثلاثية‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬فيلم‭ ‬سكوبي‭ ‬دو‭ ‬الشهير،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬خمسة‭ ‬أفلام‭ ‬عالمية‭ ‬وفي‭ ‬14‭ ‬معرضا‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عملها‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬استوديوهات‭ ‬ريل‭ ‬فيكس‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مشوارها‭ ‬المهني‭. ‬

يعد‭ ‬الفن‭ ‬الرقمي‭ ‬طريقة‭ ‬لنقل‭ ‬وتخزين‭ ‬المعلومات‭ ‬الصوتية‭ ‬والكتابات‭ ‬والفيديو‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬واسع‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام‭ ‬عبر‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التمازج‭ ‬بين‭ ‬الإبداع‭ ‬الفني‭ ‬والعلمي،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬فيه‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائط‭ ‬الرقمية‭ ‬كأداة‭ ‬فنية‭ ‬لإيصال‭ ‬رسالة‭ ‬معينة‭ ‬لغتها‭ ‬هي‭ ‬الحس‭ ‬والإبهار،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬التمتع‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المهارة‭ ‬والموهبة‭ ‬والتي‭ ‬توافرت‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬الفنانة‭ ‬البحرينية‭ ‬المبتكرة‭ ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الساحر‭ ‬عبر‭ ‬تجربة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص‭ ‬توقفنا‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬محطاتها‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:  ‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالفن؟

‭- ‬لقد‭ ‬عشقت‭ ‬الفن‭ ‬بشدة‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صوره،‭ ‬وخاصة‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬وقد‭ ‬ورثت‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭  ‬والدي‭ ‬وهو‭ ‬فنان‭ ‬تشكيلي‭ ‬شهير،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أرسم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬حولي،‭ ‬كما‭ ‬برعت‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬الأشخاص‭ ‬وبصورة‭ ‬متقنة،‭ ‬حيث‭ ‬أهتم‭ ‬كثيرا‭ ‬بالتفاصيل،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬فزت‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬مسابقة‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدرسة،‭ ‬وحين‭ ‬بلغت‭ ‬ثماني‭  ‬سنوات‭ ‬فزت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬عن‭ ‬لوحة‭ ‬فنية،‭ ‬وقد‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬فنانة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وشجعني‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬والداي‭ ‬وخصصا‭ ‬لي‭ ‬مكانا‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الهواية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬وجودي‭ ‬المتكرر‭ ‬في‭ ‬مرسم‭ ‬والدي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬اكتسابي‭ ‬خبرة‭ ‬فنية‭ ‬واسعة‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تحفيز‭ ‬والدتي‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬الكارتون‭ ‬وكنت‭ ‬أتحدى‭ ‬نفسي‭ ‬لحصولي‭ ‬على‭ ‬إعجابها‭ ‬بأعمالي‭. ‬

 

ماذا‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬الخارج؟

‭- ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬قررت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الفنون‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تكساس‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬دالاس‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬كنت‭ ‬أشغل‭ ‬أوقات‭ ‬الفراغ‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬أفلام‭ ‬كارتونية‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد،‭ ‬وأنجزت‭ ‬ثلاثة‭ ‬أفلام‭ ‬قصيرة‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬قبل‭ ‬التخرج،‭ ‬وشاركنا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مهرجانات‭ ‬فنية‭ ‬هناك‭.‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

‭- ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬ريل‭ ‬فيكس‭ ‬الأمريكية‭ ‬مدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا‭ ‬وهي‭ ‬تتمتع‭ ‬بشهرة‭ ‬عالمية‭ ‬واسعة،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬سعيدة‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬فيلم‭ ‬سكوبي‭ ‬دو،‭ ‬واستمتعت‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأفلام‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد،‭ ‬وحين‭ ‬اندلعت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬وركزت‭ ‬على‭ ‬عملي‭ ‬الفني‭ ‬التشكيلي‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬معرضا‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين‭.‬

أهم‭ ‬المشاركات؟

‭- ‬أهم‭ ‬مشاركة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬جراند‭ ‬باليس‭ ‬‮«‬القصر‭ ‬الكبير‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬المهمة‭ ‬هناك،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وعلي‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أجيال‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وفي‭ ‬معرض‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬السنوي‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬أهمها‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬كانو‭ ‬للفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬حيث‭ ‬فزت‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬2019،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬مكتبة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬للمرسم‭ ‬الحر‭  ‬عام‭ ‬2013‭.‬

بماذا‭ ‬تتميز‭ ‬أعمالك؟

‭- ‬لقد‭ ‬حرصت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬لوحاتي‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬أهمية‭ ‬الفتيات‭ ‬البحرينيات‭ ‬وكونهن‭ ‬يمثلن‭ ‬المستقبل‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يأتين‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خيرات‭ ‬وإنجازات‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أجيال،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬أنتمي‭ ‬لمدرسة‭ ‬الفن‭ ‬المعاصر‭ ‬ولوحاتي‭ ‬جميعها‭ ‬رقمية،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬لي‭ ‬هو‭ ‬استخدام‭ ‬المخيلة،‭ ‬وسيطرة‭ ‬الروح‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬عليه‭ ‬بأسلوب‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬المألوف،‭ ‬بمعنى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭  ‬نقل‭ ‬التراث‭ ‬البحريني‭ ‬بلمسة‭ ‬حديثة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مراعاتي‭ ‬لأن‭ ‬أنقل‭ ‬قصة‭ ‬معينة‭ ‬عبر‭ ‬كل‭ ‬لوحة،‭ ‬وأترك‭ ‬للمتلقي‭ ‬أن‭ ‬يترجمها‭ ‬من‭ ‬مخيلته‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لآخر‭ ‬بالطبع‭. ‬

علاقتك‭ ‬بمبادرة‭ ‬‮«‬راك»؟

‭- ‬حين‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفنون‭ ‬الرقمية‭ ‬بأشكالها‭ ‬البصرية‭ ‬والصوتية‭ ‬المختلفة،‭ ‬والآن‭ ‬أعمل‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬راك‭ ‬فونديشن‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬محطات‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬راك‮»‬‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وتوفير‭ ‬المساحة‭ ‬لهم‭ ‬للابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬والعطاء‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬تطوعي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالفن‭ ‬البحريني‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وإلى‭ ‬تقديم‭ ‬أفكار‭ ‬ونقاشات‭ ‬تعكس‭ ‬روحه‭ ‬وسماته‭ ‬ومدى‭ ‬تقدمه،‭ ‬كما‭ ‬نقوم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بتنظيم‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬ولقاءات‭ ‬مفتوحة‭ ‬لنشر‭ ‬الثقافة‭ ‬الفنية‭ ‬وتطويرها،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬البحرين‭ ‬غنية‭ ‬بمواهب‭ ‬فنية‭ ‬متنوعة‭ ‬ومميزة‭  ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬والاحتضان‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬هدفنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬مواكبة‭ ‬كل‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الساحر‭ ‬المتجدد‭ ‬دائما‭. ‬

أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬مرت‭ ‬بك؟

‭- ‬أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬عقب‭ ‬التخرج،‭ ‬حيث‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعد‭ ‬غريبا‭ ‬لحداثته‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العناصر‭ ‬النسائية،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬سوى‭ ‬قلة‭ ‬قليلة‭ ‬منهن‭ ‬يعملن‭ ‬به،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬ثقة‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل،‭  ‬ولكني‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أثبت‭ ‬قدراتي‭ ‬ومؤهلاتي‭ ‬به‭ ‬وطورت‭ ‬من‭ ‬مهاراتي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تطلب‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬مضاعفة‭ ‬والعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬وبالفعل‭ ‬حققت‭ ‬هدفي‭ ‬ونافست‭ ‬غيري‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬الرجال‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريبي‭ ‬العملي‭ ‬ودون‭ ‬مقابل،‭ ‬ورغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬قاسية‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭  ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬صنعت‭ ‬مستقبلي‭ ‬وخلفت‭ ‬لي‭ ‬اسما‭ ‬فنيا‭ ‬مميزا‭ ‬على‭ ‬الساحة،‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المحترفين‭ ‬للفن‭ ‬الرقمي،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬أفلام‭ ‬عالمية‭. ‬

ماذا‭ ‬علمتك‭ ‬الأزمات؟

‭- ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬نستقي‭ ‬العبر‭ ‬والدروس‭ ‬وأهمها‭ ‬أن‭ ‬الانسان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬اللحظة‭ ‬ويحمد‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬عليه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬الانشغال‭ ‬الزائد‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬وأن‭ ‬يبذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهوده‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬له‭ ‬الراحة‭ ‬والسعادة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬استفدته‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬

دورك‭ ‬كرائدة‭ ‬أعمال؟

المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قدراتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحديات،‭ ‬ومطلوب‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الرائدات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬هو‭ ‬تحفيز‭ ‬غيرنا‭ ‬والأخذ‭ ‬بأياديهن‭ ‬لعكس‭ ‬صورة‭ ‬متحضرة‭ ‬للمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬عبر‭ ‬نقل‭ ‬خبراتنا‭ ‬إليهن‭.‬

من‭ ‬وراء‭ ‬نجاحك؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الوالد‭ ‬والوالدة‭ ‬لعبا‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬دعمي‭ ‬وتشجيعي‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتي‭ ‬وكذلك‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬المحرقي‭ ‬الذي‭ ‬أعتبره‭ ‬قدوة‭ ‬لي‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬حفزني‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬التوجه‭ ‬لدراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الهندسة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬من‭ ‬مسيرتي‭ ‬بالكامل‭ ‬وغيرت‭ ‬توجهي‭ ‬بالكامل‭.‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭- ‬مبدأي‭ ‬الذي‭ ‬أسير‭ ‬عليه‭ ‬دوما‭ ‬هو‭ ‬مقولة‭: ‬‮«‬اشتغل‭ ‬بذكاء‭ ‬وليس‭ ‬بتعب‮»‬،‭ ‬فالإنسان‭ ‬حين‭ ‬يعمل‭ ‬بذكاء‭ ‬يسهل‭ ‬علي‭ ‬نفسه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬ويبسطها،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬اليوم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فهو‭ ‬أداة‭ ‬لتسريع‭ ‬مهمات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬الرقمي‭ ‬باختصار‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬الإبداع‭ ‬مرتبطا‭ ‬بالإنسان‭ ‬وليس‭ ‬بالآلة‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭. ‬

خططك‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة؟

‭- ‬أعمل‭ ‬حاليا‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬شركات‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬متنوعة،‭ ‬وأخطط‭ ‬لاستكمال‭ ‬دراساتي‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ادنبره‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬سادس‭ ‬أقوى‭ ‬جامعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬والعلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وذلك‭ ‬لعشقي‭ ‬لهذا‭ ‬المجال‭ ‬وإشباع‭ ‬شغفي‭ ‬الشديد‭ ‬بها‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬الفنية‭ ‬الجديدة‭ ‬والصعبة‭ ‬والممتعة،‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬إقبالا‭ ‬لافتا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬الوعي‭ ‬بأهميته‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معروفا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭.‬

حلمك؟

‭- ‬أتمنى‭ ‬وجود‭ ‬جهات‭ ‬محددة‭ ‬متخصصة‭ ‬بمنطقتنا‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬الرقمي‭ ‬لإشباع‭ ‬الطلب‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسعى‭ ‬شخصيا‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬فيه‭ ‬عبر‭ ‬نقل‭ ‬خبراتي‭ ‬للآخرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬محطات‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬القدرات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬الرقمية‭ ‬وهو‭ ‬شغفي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذت‭ ‬منه‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وكم‭ ‬أتمنى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا