العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحديات أمام الاقتصاد الخليجي في عام (2025) 

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

بينما‭ ‬يمر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬نشاطه‭ ‬ومعدلات‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الطاقة،‭ ‬توقع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬4%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ3‭.‬3%‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬عمومًا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الخليجية‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬حيث‭ ‬لعبت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬قطاعات،‭ ‬مثل‭ ‬السياحة،‭ ‬والعقارات،‭ ‬والتصنيع،‭ ‬دورًا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

وعليه،‭ ‬أسهمت‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬تعويض‭ ‬تأثير‭ ‬تخفيضات‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أوبك‭ ‬بلس؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬متوسط‭ ‬نمو‭ ‬للناتج‭ ‬المحلي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بلغ‭ ‬3‭.‬7%،‭ ‬متجاوزًا‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإجمالي‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬مرونتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭.‬

ومع‭ ‬هذه‭ ‬التقديرات‭ ‬لنمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬قدر‭ ‬جاسم‭ ‬بديوي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬حجم‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وأن‭ ‬يصل‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬36.7‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬سنويا،‭ ‬فيما‭ ‬تمتلك‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬أصولا‭ ‬مالية‭ ‬سيادية،‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬3‭.‬2‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار،‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬33%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الأصول‭ ‬السيادية‭ ‬العالمية‭. ‬ومع‭ ‬بقاء‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬مصدرًا‭ ‬رئيسيا،‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬فإن‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬تتصدر‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬احتياطي،‭ ‬وإنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬وتحتل‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬احتياطي‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬والمرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الغاز،‭ ‬وهي‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬إمدادات‭ ‬نفط‭ ‬وغاز‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬للسوق‭ ‬العالمية‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تتسع‭ ‬المنطقة‭ ‬الخليجية‭ ‬لفرص‭ ‬واعدة‭ ‬لقطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬العالمي،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬التعاون‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬كمشروع‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬والربط‭ ‬الكهربائي،‭ ‬وتزداد‭ ‬هذه‭ ‬الفرص‭ ‬مع‭ ‬توقيع‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬اتفاقية‭ ‬تصدير‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬للعراق،‭ ‬وخطط‭ ‬توسيع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬وإطلاق‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬الشركة‭ ‬الخليجية‭ ‬للمدفوعات،‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحوالات‭ ‬المالية‭ ‬بعملات‭ ‬دولها،‭ ‬وعملات‭ ‬أخرى‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬وفوري،‭ ‬بتكاليف‭ ‬منخفضة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭.‬

لكن،‭ ‬مع‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬والوضع‭ ‬الجغرافي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬حيث‭ ‬البيئة‭ ‬الصحراوية؛‭ ‬فإن‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يواجهها‭ ‬هو‭ ‬الشح‭ ‬المائي،‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬المحلاة‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬تنتج‭ ‬نحو‭ ‬55%‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المحلاة‭ ‬عالميًا،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وقع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2025،‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬مع‭ ‬مبادرة‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬بشأن‭ ‬معالجة‭ ‬تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬المائية‭ ‬يمثله‭ ‬تلوث‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬والهدر‭ ‬الكبير‭ ‬للمياه،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الجفاف‭. ‬وتلعب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬المائي،‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬استخدام‭ ‬المياه،‭ ‬وتحسين‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬واستخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬لتعقب‭ ‬تسريبات‭ ‬الماء،‭ ‬وتحسين‭ ‬أنظمة‭ ‬الري‭ ‬الذكية‭ ‬لتحقيق‭ ‬كفاءة‭ ‬أعلى‭.‬

ويكمن‭ ‬التحدي‭ ‬الثاني،‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬إليه‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬هبوط‭ ‬أسعاره‭. ‬وكانت‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬قد‭ ‬أرجأت‭ ‬التخلي‭ ‬التدريجي‭ ‬عن‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬فإنه،‭ ‬يعزز‭ ‬توقع‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهذا‭ ‬التحدي‭ ‬يجعل‭ ‬ضغط‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬لاقتصادات‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬النفطية‭. ‬ومع‭ ‬توقع‭ ‬انخفاض‭ ‬الإيرادات‭ ‬تتجه‭ ‬ميزانيات‭ ‬خليجية‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬الإنفاق‭. ‬ولاستيعاب‭ ‬الانخفاض‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬تتجه‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬أسواق‭ ‬الديون‭ ‬الدولية،‭ ‬يعززها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تصنيفات‭ ‬ائتمانية‭ ‬جيدة،‭ ‬وقوة‭ ‬أصولها‭ ‬السيادية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬التزام‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬بموازنة‭ ‬الضغوطات‭ ‬المالية،‭ ‬مع‭ ‬أهدافها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬طويلة‭ ‬الآجل،‭ ‬وتظل‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬منخفضة،‭ ‬مقارنة‭ ‬باقتصادات‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭.‬

أما‭ ‬التحدي‭ ‬الثالث،‭ ‬فيما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إليه‭ ‬السياسات‭ ‬الحمائية،‭ ‬من‭ ‬تفتيت‭ ‬جغرافي‭ ‬اقتصادي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يُلجئ‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬صادراتها،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭. ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي،‭ ‬يتبنى‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬نهجًا‭ ‬استراتيجيًا،‭ ‬هو‭ ‬تنويع‭ ‬التحالفات‭. ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الخليجية‭ ‬تتدفق‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭. ‬وتمثل‭ ‬الصين‭ ‬وحدها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20%،‭ ‬وتسعى‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬بنشاط‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقات‭ ‬تجارة‭ ‬حرة؛‭ ‬بهدف‭ ‬فتح‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬وإبراز‭ ‬المنطقة‭ ‬كنموذج‭ ‬للانفتاح‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مجزأ‭. ‬وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬أبرمت‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬مع‭ ‬نيوزيلاندا،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬زيادة‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬بينهما‭ ‬بنسبة‭ ‬16%،‭ ‬كما‭ ‬سرع‭ ‬المجلس‭ ‬مفاوضات‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬واليابان‭.‬

ويتمثل‭ ‬التحدي‭ ‬الرابع،‭ ‬في‭ ‬ولوج‭ ‬عصر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬استفادة‭ ‬منه،‭ ‬يساعدها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬المالية،‭ ‬ورغبة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة،‭ ‬واستقدام‭ ‬مواهبها،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬توجه‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬نحو‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانتها‭ ‬كقائد‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والابتكار‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬تركيزًا‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬استثمارات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والشراكات‭ ‬مع‭ ‬عمالقته،‭ ‬وإنشاء‭ ‬أطر‭ ‬قوية‭ ‬لأمن‭ ‬البيانات‭ ‬والخصوصية‭ ‬لدعم‭ ‬النمو‭ ‬المستدام‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يمثل‭ ‬مشروع‭ ‬ترانسندس،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬التزامًا‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لتسريع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬تطوير‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وفي‭ ‬إمارة‭ ‬عجمان‭ ‬بالإمارات،‭ ‬يجري‭ ‬حاليًا‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬بيانات‭ ‬محسن‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بقدرة‭ ‬100‭ ‬ميجاوات،‭ ‬سيكون‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وتهدف‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬مثل‭ ‬مراكز‭ ‬البيانات‭ ‬وتصنيع‭ ‬أشباه‭ ‬الموصلات‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تمثل‭ ‬الشراكات‭ ‬العالمية،‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية،‭ ‬لأجندة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬الرائدة،‭ ‬مثل‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬صندوق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة‭ ‬السعودي،‭ ‬وألفايت،‭ ‬الشركة‭ ‬الأم‭ ‬لشركة‭ ‬جوجل‭ ‬لتطوير‭ ‬مركز‭ ‬متقدم‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فيما‭ ‬دخلت‭ ‬تشريعات‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إطار‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وموازنة‭ ‬الابتكار‭ ‬مع‭ ‬الخصوصية‭ ‬والشفافية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تعزيز‭ ‬أطر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لحماية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية،‭ ‬وشددت‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬اللوائح‭ ‬بشأن‭ ‬تخزين‭ ‬البيانات‭ ‬الحساسة‭ ‬محليًا،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والقطاع‭ ‬المالي،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬الحكومات‭ ‬حماية‭ ‬الأطر‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وتحسين‭ ‬الامتثال‭ ‬لقوانين‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭.‬

ويأتي‭ ‬التحدي‭ ‬الخامس،‭ ‬متمثلاً‭ ‬في‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الضريبية‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬الشركات،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬التوافق‭ ‬مع‭ ‬ركائز‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية،‭ ‬وهي‭ ‬إصلاحات‭ ‬تمثل‭ ‬التزامًا‭ ‬بالشفافية‭ ‬الضريبية،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬أجندة‭ ‬تنويع‭ ‬الإيرادات‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬مستقرة‭ ‬ومستدامة‭ ‬للحكومات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬التزام‭ ‬الشركات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسية،‭ ‬بدفع‭ ‬معدل‭ ‬ضريبي‭ ‬أدنى‭ ‬يبلغ‭ ‬15%‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬عملياتها،‭ ‬وتبدأ‭ ‬الإمارات‭ ‬بفرض‭ ‬ضريبة‭ ‬إضافية‭ ‬بنسبة‭ ‬15%‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬الكبيرة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسية،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬ضريبة‭ ‬الشركات‭ ‬البالغة‭ ‬9%‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬أعلنت‭ ‬البحرين،‭ ‬فرض‭ ‬ضريبة‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬إضافية،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬ما‭ ‬اتجهت‭ ‬إليه‭ ‬الكويت،‭ ‬وتزداد‭ ‬حصيلة‭ ‬هذه‭ ‬الضريبة‭ ‬مع‭ ‬التوسع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬2%‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬مدفوعًا‭ ‬بنمو‭ ‬قطاعات‭ ‬السياحة‭ ‬والتجارة‭ ‬والعقارات‭ ‬والتصنيع‭.‬

وتواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬تحديا‭ ‬جعلها‭ ‬أكثر‭ ‬جاذبية‭ ‬للمواهب،‭ ‬بتطوير‭ ‬بنيتها‭ ‬الحضرية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحاتها‭ ‬المستقبلية‭. ‬وفي‭ ‬2025‭ ‬يتم‭ ‬اكتمال‭ ‬إطلاق‭ ‬مترو‭ ‬الرياض‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬كلفته‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬كما‭ ‬يشهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أيضا‭ ‬توسعة‭ ‬مترو‭ ‬الدوحة‭. ‬وطبقًا‭ ‬للمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الإدارية‭ ‬جاءت‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬32‭ ‬عالميًا،‭ ‬كوجهة‭ ‬مفضلة‭ ‬للمواهب‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬36،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬نجاح‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬المواهب‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬منح‭ ‬الجنسية‭ ‬للمواهب‭ ‬الاستثنائية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية،‭ ‬والابتكار،‭ ‬وبرنامج‭ ‬الإقامة‭ ‬المميزة‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تحظى‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬الحضرية‭ ‬بدعم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬جاذبية‭ ‬المنطقة‭ ‬للمهنيين‭ ‬الوافدين‭ ‬والسياح‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬وفي‭ ‬أواخر‭ ‬2024‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬منتجع‭ ‬جزيرة‭ ‬سندالة‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬مستهدفًا‭ ‬المسافرين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الثروات‭ ‬الضخمة‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يدر‭ ‬سنويا‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سعودي،‭ ‬واستعدادًا‭ ‬لمعرض‭ ‬الرياض‭ ‬إكسبو‭ ‬2030،‭ ‬واستضافة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2034،‭ ‬تقوم‭ ‬السعودية‭ ‬باستثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬الحضرية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬اتجه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬فرص،‭ ‬يدفع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مرونته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المنطقة‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬توثيق‭ ‬الارتباط‭ ‬بها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬ويصب‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قوة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬واستفادة‭ ‬مواطنيه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا