العدد : ١٧٢٢٨ - السبت ٢٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٨ - السبت ٢٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نماذج من قصص نجاح وفشل الجهود الدولية المشتركة

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٢٣ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

أبدأ‭ ‬معكم‭ ‬بقصة‭ ‬نجاح‭ ‬للجهود‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البيئي‭ ‬لكي‭ ‬أرفَع‭ ‬من‭ ‬معنوياتكم،‭ ‬وأُعمق‭ ‬من‭ ‬إيمانكم‭ ‬ومعتقداتكم‭ ‬بأنه‭ ‬عندما‭ ‬تصح‭ ‬النوايا،‭ ‬ويتوافر‭ ‬القرار‭ ‬السياسي،‭ ‬وتوجد‭ ‬الإرادة‭ ‬للحكومات‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وعند‭ ‬توافق‭ ‬والتقاء‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬البيئي‭ ‬الدولي‭ ‬المشترك‭ ‬ينجح‭ ‬ويؤتي‭ ‬أكله‭ ‬طيبة‭ ‬ثرية‭ ‬للجميع،‭ ‬ويحقق‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬بيئتنا،‭ ‬وصيانة‭ ‬ثرواتها‭ ‬ومواردها‭ ‬العامة‭ ‬والمشتركة‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭. ‬

فالقصة‭ ‬الأولى‭ ‬حول‭ ‬نجاح‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الجماعية‭ ‬المشتركة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬القصوى‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬لإنقاذ‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬حماية‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطبقة‭ ‬من‭ ‬النضوب‭ ‬التدريجي‭ ‬البطيء‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.‬

فطبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بقدرٍ‭ ‬واتزان‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬طبقة‭ ‬الاستراتسفير‭ ‬العليا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬السام‭ ‬والخطر،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬السام‭ ‬أودعه‭ ‬الخالق‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬يتراوح‭ ‬ارتفاعها‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬كيلومتراً‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬فلا‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬بشقيها‭ ‬النباتي‭ ‬والحيواني،‭ ‬فيؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬السام‭ ‬وظيفة‭ ‬وجودية‭ ‬للحياة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬حيث‭ ‬يمتص‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬الجزء‭ ‬الأشد‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬الأشعة‭ ‬فوق‭ ‬البنفسجية‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬الشمس‭ ‬ومن‭ ‬أعالي‭ ‬الفضاء‭ ‬السحيق،‭ ‬فيمنع‭ ‬وصولها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬يلعب‭ ‬دور‭ ‬المظلة‭ ‬الواقية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬كائنات‭ ‬حية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأشعة‭ ‬القاتلة،‭ ‬والمسببة‭ ‬للأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬المستعصية‭ ‬على‭ ‬العلاج،‭ ‬مثل‭ ‬السرطان‭.‬

ولكن‭ ‬الإنسان‭ ‬بسبب‭ ‬جهله،‭ ‬وقلة‭ ‬علمه،‭ ‬وضعف‭ ‬خبرته،‭ ‬قام‭ ‬بالسماح‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬غير‭ ‬الخطرة‭ ‬وغير‭ ‬السامة‭ ‬للبشر‭ ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬بيديه‭ ‬بالانبعاث‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ ‬بالفريون،‭ ‬أو‭ ‬غازات‭ ‬الفلوروكلوروكربون،‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬تطبيقات‭ ‬ومنتجات‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬كغاز‭ ‬تبريد‭ ‬في‭ ‬الثلاجات‭ ‬والمكيفات‭ ‬والبخاخات‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭. ‬

فهذه‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬الخاملة،‭ ‬والمستقرة،‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭ ‬صديقة‭ ‬للبشر‭ ‬والبيئة،‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬تحلل‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭. ‬فهذه‭ ‬المواد‭ ‬فعلاً‭ ‬تتصف‭ ‬بمميزات‭ ‬وخصائص‭ ‬فريدة‭ ‬وحميدة‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬طبقات‭ ‬الجو‭ ‬السفلى،‭ ‬ولكن‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬الإنسان‭ ‬عندما‭ ‬صنعها‭ ‬واستخدمها،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تتحرك‭ ‬ببطء‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬عليها‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬مكوناتها،‭ ‬أي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتحلل،‭ ‬فتغزو‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون،‭ ‬وتمكث‭ ‬فيها‭ ‬وتتراكم‭ ‬بداخلها‭.. ‬

وقد‭ ‬اعترف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬العلمي‭ ‬بهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المهلكة‭ ‬للحرث‭ ‬والنسل‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬1985،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬أنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬التنموية‭ ‬قد‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬ثقب‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬فوق‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي،‭ ‬ونتيجة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البيئية‭ ‬الدولية‭ ‬فقد‭ ‬وافقت‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أولاً‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬فيينا‭ ‬لحماية‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1985،‭ ‬ثم‭ ‬وقعت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬برتوكول‭ ‬مونتريال‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1987،‭ ‬وكان‭ ‬ثمرة‭ ‬جهودٍ‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬تمخضت‭ ‬عنها‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭. ‬وكان‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬لا‭ ‬يتمثل‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مصادقة‭ ‬الدول‭ ‬عليها،‭ ‬وإنما‭ ‬وهو‭ ‬الأهم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬فعلاً‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬تغيير‭ ‬ايجابي‭ ‬في‭ ‬تركيز‭ ‬الأوزون،‭ ‬واستعادة‭ ‬الطبقة‭ ‬لعافيتها‭ ‬وصحتها‭. ‬

ولكن‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬كُتب‭ ‬لها‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح،‭ ‬فهناك‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المعاهدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬قد‭ ‬أصابها‭ ‬الإخفاق‭ ‬الشديد،‭ ‬بل‭ ‬والفشل‭ ‬الذريع‭. ‬فالجهود‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬33‭ ‬عاماً،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬في‭ ‬البرازيل،‭ ‬عندما‭ ‬وقعت‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ومازال‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬فاشلاً‭ ‬في‭ ‬الاجماع‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬مشتركة‭ ‬وملزمة‭ ‬للجميع‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬المتهمة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الكثيرة،‭ ‬مثل‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارتها،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وزيادة‭ ‬حموضة‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬

فكلما‭ ‬اتخذ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬خطوة‭ ‬واحدة‭ ‬ناجحة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬وحقق‭ ‬بعض‭ ‬الانجازات،‭ ‬رجع‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬عشرات‭ ‬الخطوات،‭ ‬وإلى‭ ‬النقطة‭ ‬صفر‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬منها‭. ‬فالخطوة‭ ‬الناجحة‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المناخية‭ ‬الإطارية،‭ ‬ثم‭ ‬تلتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬عُرفت‭ ‬ببروتوكول‭ ‬كيوتو،‭ ‬حيث‭ ‬تعهدت‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬الكبرى‭ ‬بخفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬الملوثة‭ ‬للبيئة‭ ‬والمؤدية‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭. ‬ولكن‭ ‬بعدها‭ ‬جاءت‭ ‬خطوات‭ ‬الإخفاق‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬بتعهداتها،‭ ‬حيث‭ ‬ضربت‭ ‬معظمها‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬ولم‭ ‬تلتزم‭ ‬به،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الملوث‭ ‬الأول‭ ‬للبيئة،‭ ‬والمسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتي‭ ‬انسحبت‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬البروتوكول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭. ‬وبعد‭ ‬مفاوضات‭ ‬ماراثونية‭ ‬عقيمة‭ ‬استغرقت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وافقت‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬2015‭ ‬وبمشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أوباما‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬مناخية‭ ‬طوعية‭ ‬خجولة‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬الطموحات‭ ‬العلمية‭ ‬وإلى‭ ‬عظمة‭ ‬وحجم‭ ‬الحدث،‭ ‬وهو‭ ‬الارتفاع‭ ‬المطرد‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا‭ ‬ومستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحار‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬المعاهدة‭ ‬ولم‭ ‬تر‭ ‬النور‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬حيث‭ ‬انسحب‭ ‬منها‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى،‭ ‬فجاء‭ ‬بايدن‭ ‬وأعلن‭ ‬انضمامه‭ ‬إليها،‭ ‬وأخيراً‭ ‬تولى‭ ‬ترامب‭ ‬الحكم‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬وأعلن‭ ‬انسحابه‭ ‬منها‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭. ‬

ففي‭ ‬الحالة‭ ‬الأولى‭ ‬نجحت‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لعلاج‭ ‬ظاهرة‭ ‬انخفاض‭ ‬غاز‭ ‬الأوزون‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬توافق‭ ‬العلم‭ ‬والسياسة‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬الظاهرة‭ ‬وحلولها،‭ ‬وثانياً‭ ‬الحل‭ ‬كان‭ ‬بسيطاً‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬اقناع‭ ‬شركات‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬التوقف‭ ‬التدريجي‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬المواد‭ ‬المستنفدة‭ ‬لطبقة‭ ‬الأوزون،‭ ‬وهي‭ ‬قليلة‭ ‬جداً،‭ ‬وثالثاً‭ ‬أن‭ ‬البدائل‭ ‬تم‭ ‬تصنيعها‭ ‬بسرعة‭ ‬وبسهولة‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭. ‬

وأما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬فحلولها‭ ‬معقدة‭ ‬جداً‭ ‬ومتشابكة‭ ‬وصعبة،‭ ‬فأولاً‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬توافق‭ ‬واجماع‭ ‬دولي‭ ‬تام‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬ورجال‭ ‬السياسة‭ ‬والصناعة‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والحلول‭ ‬المقترحة،‭ ‬فهناك‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬السياسة‭ ‬والصناعة‭ ‬من‭ ‬ينكر‭ ‬واقعية‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ودور‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬وقوعها‭. ‬وثانياً‭ ‬البديل‭ ‬الرخيص‭ ‬والموثوق‭ ‬لسبب‭ ‬نزول‭ ‬المشكلة‭ ‬الدولية‭ ‬المناخية‭ ‬وهو‭ ‬الوقود‭ ‬الاحفوري‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬وغير‭ ‬متاح‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬وملزمة‭ ‬للجميع‭ ‬سيكون‭ ‬أمراً‭ ‬صعب‭ ‬المنال‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬وسيكون‭ ‬مصيره‭ ‬الفشل‭. ‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا