العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رؤى الأمن الإقليمي لدول الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

لطالما‭ ‬أثير‭ ‬الحديث‭ ‬والجدل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وهو‭ ‬مفهوم‭ ‬ليس‭ ‬بجديد‭ ‬بل‭ ‬تجسده‭ ‬تنظيمات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬الآسيان‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬الناتو،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وإقليمياً‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إثارة‭ ‬ذلك‭ ‬الجدل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يتسم‭ ‬بالعمومية‭ ‬وإنما‭ ‬ينسحب‭ ‬إلى‭ ‬مفردات‭ ‬ذلك‭ ‬المصطلح‭ ‬الأمن‭ ‬والإقليم،‭ ‬فمفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالتطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬مبادرة‭ ‬أمنية‭ ‬لدول‭ ‬تربطها‭ ‬أواصر‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ ‬الأمن‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭ ‬وفق‭ ‬مصالح‭ ‬واحتياجات‭ ‬أطرافه،‭ ‬فأمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬أمنية‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬الكبرى‭ ‬جسدتها‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أمنية‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬ويتم‭ ‬تجديدها،‭ ‬ولكن‭ ‬مصطلح‭ ‬الإقليم‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬إقليم‭ ‬يضم‭ ‬أطرافاً‭ ‬أخرى‭ ‬تتباين‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭ ‬بل‭ ‬والرؤى‭ ‬الأمنية‭ ‬أيضاً‭ ‬وهي‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭ ‬ولها‭ ‬رؤى‭ ‬وسياسات‭ ‬أمنية‭ ‬مغايرة‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬دول‭ ‬تقع‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬واحد،‭ ‬والتساؤل‭ ‬المهم‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلتقي‭ ‬الرؤيتان‭ ‬لتعكسا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حوارا‭ ‬إقليميا‭ ‬مستداما‭ ‬حول‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

الإجابة‭ ‬التقليدية‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهذا‭ ‬طبيعي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أكدت‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬لأدنى‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬الإقليمي‭ ‬متطلب‭ ‬أساسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬بالضرورة‭ ‬هيكلا‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تجارب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬متناقضة‭ ‬لأطرافها‭ ‬وخبرات‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬مناخ‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭.‬

‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬رؤية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬مضامين‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬آليات‭ ‬لتحقيقه‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬تتمثل‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬أمرين‭ ‬أولهما‭: ‬أنها‭ ‬صدرت‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كمنظمة‭ ‬وبالتالي‭ ‬هي‭ ‬نهج‭ ‬جماعي،‭ ‬والثاني‭: ‬تضمنت‭ ‬قضايا‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬أولويات‭ ‬لأمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬تعكس‭ ‬رؤيتها‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬ذاته‭ ‬دائما‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم؟،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬معادلة‭ ‬النفط‭ ‬مقابل‭ ‬الأمن،‭ ‬فالمنطقة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ممرات‭ ‬مائية‭ ‬استراتيجية‭ ‬للملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬العالمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المصالح‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬ومنها‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬التي‭ ‬طرحتها‭ ‬الصين،‭ ‬والممر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬يتجاوز‭ ‬البعد‭ ‬العسكري‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬للقوى‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬حضور‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭.‬

المبادرات‭ ‬الأمنية‭ ‬المطروحة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الغربية‭ ‬لأمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أمنية‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬أحادي‭ ‬وليس‭ ‬تجاه‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كمنظمة‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬سواء‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الأمنية‭ ‬الثنائية‭ ‬أو‭ ‬مبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬الناتو‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الصيغ‭ ‬الجماعية‭ ‬للمبادرة‭ ‬الروسية‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬ومبادرة‭ ‬الصين‭ ‬لأمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬وأخيراً‭ ‬مبادرة‭ ‬الشراكة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬لم‭ ‬تعكس‭ ‬خططاً‭ ‬واضحة‭ ‬بشأن‭ ‬هيكل‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬إما‭ ‬تضمنت‭ ‬مبادئ‭ ‬عامة‭ ‬أو‭ ‬ربط‭ ‬الخليج‭ ‬بجغرافيا‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقاً‭ ‬نحو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أو‭ ‬محدودية‭ ‬هدف‭ ‬الأمن‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأهداف‭ ‬والمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أهداف‭ ‬وتوقيت‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬فإنها‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مهمة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هيكل‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬المؤشرات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أمن‭ ‬إقليمي‭ ‬سواء‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬أو‭ ‬التحرك‭ ‬الجماعي‭ ‬الخليجي‭ ‬لدعم‭ ‬سوريا‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬النهج‭ ‬التصالحي‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وإيران،‭ ‬وتسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬ومأسستها،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنتظم‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬إقليمي‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬اليمن‭ ‬التي‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬مجدداً،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأولويات‭ ‬والجهود‭ ‬التي‭ ‬يتركز‭ ‬جلها‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لذلك‭ ‬الصراع‭ ‬الممتد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬إقليمي‭ ‬يضم‭ ‬أطراف‭ ‬المنظومة‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬موحدة‭ ‬لمهددات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أولوياتها‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تعكس‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬أما‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬وهي‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬رؤى‭ ‬مختلفة‭ ‬ولكن‭ ‬المسألة‭ ‬ليس‭ ‬صراع‭ ‬أجندات‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬توافقات‭ ‬بهدف‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬أولاً‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬إجراءات‭ ‬وجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬أولويات‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬تستهدف‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تحتم‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬ومنها‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬وفرص‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬عموماً‭.‬

‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬إيجاد‭ ‬هيكل‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ولكن‭ ‬لذلك‭ ‬متطلبات‭ ‬أهمها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬المزمنة‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوار‭ ‬مؤسسي‭ ‬له‭ ‬صفة‭ ‬الديمومة‭ ‬والهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬التعاوني‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬هو‭ ‬السمة‭ ‬الأساسية‭ ‬لتفاعلات‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أياً‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المقال‭ ‬هي‭ ‬النموذج‭ ‬المثالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬وليد‭ ‬بيئته‭ ‬ويعكس‭ ‬مصالح‭ ‬أطرافها‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬قوة‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬واقع‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬طموحاً‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بيئة‭ ‬دولية‭ ‬سريعة‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬القوى‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا