العدد : ١٧١٧٤ - الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٤ - الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إنفاذ القانون الدولي ومنطق القوة بين الدول

بقلم: د. رمزي بارود

الخميس ٢٧ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

بات‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أهميته‭ ‬وهيبته،‭ ‬إذ‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الديناميكيات‭ ‬السياسية‭ ‬العالمية‭ ‬برمتها،‭ ‬والتي‭ ‬تشكلت‭ ‬نتيجة‭ ‬للحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬واستمرت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفسير‭ ‬الانتقائي‭ ‬للقانون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬المهيمنة‭.‬

ومن‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ،‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬دائمًا‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬هيبته،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬العامل‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬البلدان،‭ ‬الكبيرة‭ ‬منها‭ ‬والصغيرة،‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬صريحة‭ ‬ومدمرة‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬أيضاً‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬فاعلا‭ ‬وحاسما‭ ‬في‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬الدولية‭ ‬ومنع‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الاستغلال‭ ‬الذي‭ ‬سمح‭ ‬للاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬باستعباد‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬عمليا‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬حقا‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النظرية‭ ‬أن‭ ‬يعكس‭ ‬الإجماع‭ ‬العالمي،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مخصصا‭ ‬للسلام‭ ‬أو‭ ‬مستثمرا‭ ‬حقا‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭.‬

لقد‭ ‬شهد‭ ‬العالم‭ ‬أحداثا‭ ‬درامية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬ليبيا،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬الأخرى،‭ ‬الماضية‭ ‬والحالية‭. ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬توظيف‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واستغلالها‭ ‬كمنصة‭ ‬للأقوياء‭ ‬لفرض‭ ‬إرادتهم‭ ‬على‭ ‬الضعفاء‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭.‬

وعندما‭ ‬حاولت‭ ‬الدول‭ ‬الأصغر‭ ‬حجما‭ ‬الرد‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬استخدمت‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بحق‭ ‬النقض‭ ‬والنفوذ‭ ‬العسكري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬ميزتها‭ ‬لإكراه‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬المبدأ‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬تصنع‭ ‬الحق‮»‬‭.‬

ولذلك،‭ ‬ليس‭ ‬مفاجئا‭ ‬البتة‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والسياسيين‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬يزعمون‭ ‬أنه‭ ‬باستثناء‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬الشفهية‭ ‬للسلام‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعدالة،‭ ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭ ‬بهذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬تحكمه‭ ‬المصالح‭ ‬ومنطق‭ ‬القوة‭ ‬الغاشمة‭.‬

وقد‭ ‬تجلى‭ ‬هذا‭ ‬الإهمال‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬خلال‭ ‬15‭ ‬شهراً‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتواصلة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬وجرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وفقاً‭ ‬لعدة‭ ‬مجلات‭ ‬ودراسات‭ ‬طبية‭ ‬موثوقة‭.‬

ولكن‭ ‬عندما‭ ‬فتحت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬تحقيقا‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬حكم‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬شرعية‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين،‭ ‬بدأ‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬يظهر‭ ‬نبضا،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬ضعيفا‭.‬

وكانت‭ ‬مذكرات‭ ‬الاعتقال‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬دليلاً‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬القانونية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬والتغيير‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغاضب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬متوقعاً‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬واشنطن‭ ‬تعارض‭ ‬تفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭. ‬فقد‭ ‬أقر‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬إدارة‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬قانوناً‭ ‬يحمي‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬من‭ ‬الملاحقة‭ ‬الجنائية‮»‬‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬طرفاً‭ ‬فيها‭.‬

وقد‭ ‬أجاز‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بقانون‭ ‬لاهاي‭ ‬للغزو‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المواطنين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أو‭ ‬العسكريين‭ ‬المحتجزين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬تهديدها‭ ‬أو‭ ‬معاقبتها‭ ‬كانت‭ ‬مرتبطة‭ ‬بحماية‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬مختلف‭.‬

ولكن‭ ‬الصرخة‭ ‬العالمية‭ ‬والمطالبات‭ ‬بالمحاسبة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وضعت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬دفاعي‭. ‬وللمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬واجهت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ذلك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التدقيق‭ ‬الذي‭ ‬جعلها،‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النواحي،‭ ‬دولة‭ ‬منبوذة‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬تغذية‭ ‬آلة‭ ‬الحرب،‭ ‬هاجمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لمجرد‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المستهدفين‭ ‬المدافعون‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابعون‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

في‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬داهمت‭ ‬الشرطة‭ ‬الألمانية‭ ‬مقر‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬عالم‭ ‬الشباب‮»‬‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬وكأنها‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مجرم‭ ‬سيئ‭ ‬السمعة‭. ‬وحاصرت‭ ‬الشرطة‭ ‬المبنى‭ ‬بكل‭ ‬عتادها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬دراما‭ ‬غريبة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬ديمقراطيا‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬التعبئة‭ ‬الأمنية‭ ‬سوى‭ ‬فرانسيسكا‭ ‬ألبانيزي،‭ ‬المحامية‭ ‬الإيطالية،‭ ‬والناقدة‭ ‬الصريحة‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والمقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬الحالية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

ولولا‭ ‬تدخل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬اعتقال‭ ‬ألبانيز‭ ‬لمجرد‭ ‬مطالبتها‭ ‬بمحاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ولكن‭ ‬ألمانيا‭ ‬ليست‭ ‬استثناءً،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬غربية‭ ‬أخرى،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تشارك‭ ‬بنشاط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الأخلاقية‭. ‬وقد‭ ‬اتخذت‭ ‬واشنطن‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬ومثيرة‭ ‬للقلق،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لحماية‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ونفسها،‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬بل‭ ‬وأيضاً‭ ‬لمعاقبة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬ذاتها،‭ ‬وقضاتها،‭ ‬ومسؤوليها‭ ‬الذين‭ ‬تجرأوا‭ ‬على‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فرضت‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬بسبب‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭.‬

بعد‭ ‬بعض‭ ‬التردد،‭ ‬قام‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬بما‭ ‬لم‭ ‬يفعله‭ ‬أي‭ ‬مدع‭ ‬عام‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬فقد‭ ‬أصدر‭ ‬أوامر‭ ‬اعتقال‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬بحق‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬وهما‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬آنذاك‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت،‭ ‬وهما‭ ‬مطلوبان‭ ‬حاليا‭ ‬بتهمة‭ ‬‮«‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‮»‬‭.‬

وتزداد‭ ‬الأزمة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬عمقا‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬القضاة‭ ‬هم‭ ‬المتهمون،‭ ‬حيث‭ ‬وجد‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هجمات‭ ‬إعلامية‭ ‬غربية‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬وانتهاكات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تلاحقه‭.‬

ولكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬الإزعاج‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بصيصَ‭ ‬أمل،‭ ‬وتحديداً‭ ‬فرصة‭ ‬لإصلاح‭ ‬النظام‭ ‬القانوني‭ ‬والسياسي‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬معايير‭ ‬جديدة،‭ ‬والعدالة‭ ‬التي‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬والمساءلة‭ ‬التي‭ ‬نتوقعها‭ ‬من‭ ‬الجميع‭.‬

إن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يواصلون‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬نبذوا‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بالكامل‭ ‬تقريباً‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬العواقب‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬قراراتهم‭ ‬وخيمة‭. ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬البشرية،‭ ‬فإن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الفرصة‭ ‬ذاتها‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة،‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬تتشكل‭ ‬صياغته‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الأقوياء‭ ‬عسكرياً،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬للأطفال‭ ‬الأبرياء‭.‬

 

‭ ‬{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا