يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
العداء للإسلام .. الأسوأ قادم
قبل سنوات، أطلق جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دعوة لإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها. هذه الدعوة جاءت في سياق مبادرات عدة أطلقها جلالة الملك من اجل التعايش في العالم ومحاربة التطرف والعنصرية بكل صورها.
هذه الدعوة التي أطلقها جلالة الملك تبقى لها اهمية كبرى في كل الأوقات، ولكن يجب ان يتم التذكير بها والمطالبة بتطبيقها في مناسبات محددة مثل مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاسلاموفوبيا الذي احتفى به العالم قبل ايام وتحديدا في 15 مارس.
ظاهرة الاسلاموفوبيا، أي كراهية الاسلام والعداء له، من أخطر الظواهر التي يشهدها العالم، وهي تتفاقم خصوصا في الغرب عاما بعد عام.
في الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة الأمم المتحدة قبل أيام بهذه المناسبة، تحدث رئيس ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، كورتيناي راتراي، عن الأبعاد الخطيرة للإسلام وفوبيا وتفاقمها في الفترة الماضية وقال: «نحن نشهد زيادة مقلقة في التمييز ضد المسلمين، بدءًا من التفريق العنصري والسياسات التمييزية التي تنتهك حقوق الإنسان والكرامة، وصولًا إلى العنف المباشر ضد الأفراد وأماكن العبادة».
وأضاف: «عندما تُهاجم إحدى الجماعات، فإن حقوق وحريات الجميع تصبح في خطر. كجماعة عالمية، يجب علينا أن نرفض ونقضي على هذه الظواهر السلبية. على الحكومات أن تعزز التماسك الاجتماعي وتحمي حرية الدين. كما يجب على منصات الإنترنت أن تتخذ خطوات جادة لمكافحة خطاب الكراهية والتحرش».
اهم ما قيل في اجتماع الأمم المتحدة الكلمة التي وجهها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب والقاها نيابة عنه السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة.
في كلمته حدد الإمام الأكبر اسباب تفاقم ظاهرة العداء للإسلام وحدد كيفية مواجهة هذه الظاهرة والتعامل معها.
اما عن أسباب الظاهرة فقد حددها الإمام الأكبر بقوله: «ان الإسلاموفوبيا لم تكن إلا نتاجًا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك، ونتيجة لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت لفترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر».
أما عن المطلوب عالميا لمحاربة الاسلاموفويبيا وخطرها على العالم، فقد طرح الإمام الأكبر خمس نقاط مهمة هي على النحو التالي:
1 - ضرورة وضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا، يتضمن تحرير مجموعة من المصطلحات والممارسات المحددة بشكل دوري، وتعبر عن التخويف أو الحض على الكراهية أو العنف ضد الإسلام والمسلمين بسبب انتمائهم الديني.
2 - ان الحوار بين الأديان والثقافات لم يعد اليوم ترفًا، بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل وسوء الفهم.
3 - مواجهة خطاب الكراهية الذي يتسلل عبر الخطابات والممارسات اليومية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وإطلاق حملات توعوية تزرع بذور التسامح وتعزز ثقافة الاحترام المتبادل والتعاون لصناعة خطاب قادر على إعادة روابط التفاهم والتضامن والإخاء بين الشعوب.
4 - إنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين بسبب دينهم، ورصد القوانين والسياسات التي تشكل تعميقًا للظاهرة، أو تمثل حلولاً تساعد على معالجتها، بحيث تهدف في نهاية المطاف إلى صياغة قوانين وتشريعات توقف هذه الظاهرة، وتبعث بدلا منها تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.
5 - استحداث آلية للمراقبة والتقييم لفعالية التدخلات والمبادرات الهادفة إلى مكافحة الإسلاموفوبيا، تشمل مؤشرات أداء رئيسية، وتصنع عالمًا تشرق فيه شمس العدالة والتعايش، ويرفرف في سمائه علم الإخاء بين البشر.
كما نرى، الإمام الأكبر شيخ الأزهر قدم في كلمته خريطة طريق للعالم اذا كان له ان يحارب ظاهرة العداء للاسلام.
المهم اننا يجب ان ندرك ان ظاهرة العداء للإسلام سوف تتفاقم أكثر وأكثر في الفترة القادمة، والأسوأ في هذا المجال قادم، وذلك بسبب الصعود المخيف للعنصرية والتطرف اليميني في الغرب، وانهيار القانون الدولي وأي معايير إنسانية واخلاقية دولية.
لهذا يجب ان يكثف العالم العربي والاسلامي في خطابه السياسي والعملي على تأكيد الدعوة التي أطلقها جلالة الملك، وهذه الجوانب التي أكدها الإمام الأكبر.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك