العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

العداء للإسلام .. الأسوأ قادم

قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬أطلق‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬دعوة‭ ‬لإقرار‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬لتجريم‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬الدينية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعنصرية‭ ‬بجميع‭ ‬صورها‭. ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مبادرات‭ ‬عدة‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ومحاربة‭ ‬التطرف‭ ‬والعنصرية‭ ‬بكل‭ ‬صورها‭.‬

هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تبقى‭ ‬لها‭ ‬اهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬التذكير‭ ‬بها‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتطبيقها‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬محددة‭ ‬مثل‭ ‬مناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاسلاموفوبيا‭ ‬الذي‭ ‬احتفى‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬ايام‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬مارس‭.‬

ظاهرة‭ ‬الاسلاموفوبيا،‭ ‬أي‭ ‬كراهية‭ ‬الاسلام‭ ‬والعداء‭ ‬له،‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬تتفاقم‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭.‬

في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقدته‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬تحدث‭ ‬رئيس‭ ‬ديوان‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كورتيناي‭ ‬راتراي،‭ ‬عن‭ ‬الأبعاد‭ ‬الخطيرة‭ ‬للإسلام‭ ‬وفوبيا‭ ‬وتفاقمها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نشهد‭ ‬زيادة‭ ‬مقلقة‭ ‬في‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬التفريق‭ ‬العنصري‭ ‬والسياسات‭ ‬التمييزية‭ ‬التي‭ ‬تنتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والكرامة،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭ ‬المباشر‭ ‬ضد‭ ‬الأفراد‭ ‬وأماكن‭ ‬العبادة‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬تُهاجم‭ ‬إحدى‭ ‬الجماعات،‭ ‬فإن‭ ‬حقوق‭ ‬وحريات‭ ‬الجميع‭ ‬تصبح‭ ‬في‭ ‬خطر‭. ‬كجماعة‭ ‬عالمية،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نرفض‭ ‬ونقضي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭. ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتحمي‭ ‬حرية‭ ‬الدين‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الإنترنت‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتحرش‮»‬‭.‬

اهم‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الدكتور‭ ‬احمد‭ ‬الطيب‭ ‬والقاها‭ ‬نيابة‭ ‬عنه‭ ‬السفير‭ ‬أسامة‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬مندوب‭ ‬مصر‭ ‬الدائم‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

في‭ ‬كلمته‭ ‬حدد‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬اسباب‭ ‬تفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬العداء‭ ‬للإسلام‭ ‬وحدد‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭.‬

اما‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬الظاهرة‭ ‬فقد‭ ‬حددها‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬ان‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إلا‭ ‬نتاجًا‭ ‬لجهل‭ ‬بحقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬العظيم‭ ‬وسماحته،‭ ‬ومحاولات‭ ‬متعمدة‭ ‬لتشويه‭ ‬مبادئه‭ ‬التي‭ ‬قوامها‭ ‬السلام‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لحملات‭ ‬إعلامية‭ ‬وخطابات‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة،‭ ‬ظلت‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬تصور‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬دين‭ ‬عنف‭ ‬وتطرف،‭ ‬في‭ ‬كذبة‭ ‬هي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‮»‬‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬المطلوب‭ ‬عالميا‭ ‬لمحاربة‭ ‬الاسلاموفويبيا‭ ‬وخطرها‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬طرح‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬خمس‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ -  ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬تعريف‭ ‬دولي‭ ‬لظاهرة‭ ‬الإسلاموفوبيا،‭ ‬يتضمن‭ ‬تحرير‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬والممارسات‭ ‬المحددة‭ ‬بشكل‭ ‬دوري،‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬التخويف‭ ‬أو‭ ‬الحض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬بسبب‭ ‬انتمائهم‭ ‬الديني‭. ‬

2‭ -   ‬ان‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬ترفًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬وجودية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الجهل‭ ‬وسوء‭ ‬الفهم‭.‬

3‭ -  ‬مواجهة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬الذي‭ ‬يتسلل‭ ‬عبر‭ ‬الخطابات‭ ‬والممارسات‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وإطلاق‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬تزرع‭ ‬بذور‭ ‬التسامح‭ ‬وتعزز‭ ‬ثقافة‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬لصناعة‭ ‬خطاب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬روابط‭ ‬التفاهم‭ ‬والتضامن‭ ‬والإخاء‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

4‭ - ‬إنشاء‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬شاملة‭ ‬ومحدثة‭ ‬لتوثيق‭ ‬الجرائم‭ ‬والممارسات‭ ‬العرقية‭ ‬والعنصرية‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬بسبب‭ ‬دينهم،‭ ‬ورصد‭ ‬القوانين‭ ‬والسياسات‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تعميقًا‭ ‬للظاهرة،‭ ‬أو‭ ‬تمثل‭ ‬حلولاً‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬معالجتها،‭ ‬بحيث‭ ‬تهدف‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬صياغة‭ ‬قوانين‭ ‬وتشريعات‭ ‬توقف‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬وتبعث‭ ‬بدلا‭ ‬منها‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬الإنساني‭.‬

5‭ - ‬استحداث‭ ‬آلية‭ ‬للمراقبة‭ ‬والتقييم‭ ‬لفعالية‭ ‬التدخلات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬الإسلاموفوبيا،‭ ‬تشمل‭ ‬مؤشرات‭ ‬أداء‭ ‬رئيسية،‭ ‬وتصنع‭ ‬عالمًا‭ ‬تشرق‭ ‬فيه‭ ‬شمس‭ ‬العدالة‭ ‬والتعايش،‭ ‬ويرفرف‭ ‬في‭ ‬سمائه‭ ‬علم‭ ‬الإخاء‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬للعالم‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬يحارب‭ ‬ظاهرة‭ ‬العداء‭ ‬للاسلام‭.‬

المهم‭ ‬اننا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ندرك‭ ‬ان‭ ‬ظاهرة‭ ‬العداء‭ ‬للإسلام‭ ‬سوف‭ ‬تتفاقم‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة،‭ ‬والأسوأ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬قادم،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الصعود‭ ‬المخيف‭ ‬للعنصرية‭ ‬والتطرف‭ ‬اليميني‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وانهيار‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وأي‭ ‬معايير‭ ‬إنسانية‭ ‬واخلاقية‭ ‬دولية‭.‬

لهذا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكثف‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والاسلامي‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬السياسي‭ ‬والعملي‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وهذه‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬أكدها‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا