يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
الوحدة الوطنية.. خط الدفاع الأول
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حين استقبل جلالته أهالي المحافظات بمناسبة شهر رمضان، القى كلمة سامية لها بالطبع أهمية كبرى.
كلمة جلالة الملك حملت تقديرا عاليا ومن القلب لشعب البحرين ووطنيته وانجازاته وحرصه على مصلحة الوطن وتقدمه.
تصدرت كلمة جلالة الملك هذه العبارة: «ان أعظم ما أنعم الله به علينا؛ نعمة الأمن والاستقرار لمجتمع متحاب نفخر بإنجازاته المتميزة، ومواقفه المشرّفة، وخُلُقه السمح، إنه مجتمع لا يفرّط في وحدته، ولا يرضى إلا بأن تكون البحرين منارة رخاء وسلام، وموطنا للتسامح والتعايش الحضاري لجميع أهلها ولكل من يقصدها».
جلالة الملك في هذه العبارة حدد ركيزتين أساسيتين للعمل الوطني، هما، الأمن والاستقرار، والوحدة الوطنية لشعب البحرين. من دون هاتين الركيزتين لا يمكن الحديث عن تقدم وازدهار ومكانة رفيعة للبحرين وحفاظ على المصالح الوطنية العليا.
بطبيعة الحال هذا توجيه ملكي بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها وعلى امن واستقرار البلاد.
وفي الكلمة التي القاها الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية في اللقاء اعطى أولوية كبرى لقضية الوحدة الوطنية.
وزير الداخلية اعتبر ان الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية هي مصدر قوة الوطن ومنعته تحت راية الولاء لجلالة الملك.
وقال الوزير إن «الوحدة الوطنية ليست شعاراً يُرفع ولا كلمة تُردد، بل هي روح وجدانية إنسانية دالة على عمق حب الوطن والتلاحم بين قيادتكم وشعبكم المخلص».
حديث جلالة الملك عن الوحدة الوطنية وتعايش اهل البحرين وتسامحهم، وما قاله وزير الداخلية، له اهمية كبرى في الوقت الحاضر.
نعرف جميعا ان المنطقة تمر بتطورات وأوضاع في منتهى الخطورة وفي مرحلة عدم استقرار وتقلبات هائلة. هذه التطورات والأوضاع تعصف بدول وتحمل اخطارا جسيمة تهدد الجميع.
البحرين كما كل الدول العربية معنية بهذه التطورات والأخطار، ومعنية بأن تبلور استراتيجية وطنية للتعامل معها اخذا في الاعتبار كل الاحتمالات الواردة في المستقبل.
في ظل هذه الأوضاع، هناك هدف وطني له الأولوية الكبرى المطلقة لا يتقدمه هدف آخر هو الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية وعلى امن واستقرار البلاد.
الوحد الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية هو أكبر مصدر للقوة في هذه الظروف. هو الركيزة الأساسية التي تمكن البلاد من التعامل مع التطورات العاصفة الحالية بما من شأنه حفظ المصالح الوطنية العليا وحماية البلاد في مواجهة أي اخطار وتحديات.
الوحدة الوطنية هي خط الدفاع الأول عن الوطن وهي الضمان الأكبر لأمن واستقرار البلاد وتقدمها.
ينبغي هنا ان يؤكد الخطاب السياسي والإعلامي ان الوحدة الوطنية ليست امرا مرتبطا بأي أوضاع وتطورات سياسية، وليست موضعا لاختلاف المواقف والآراء والتقديرات.
الوحدة الوطنية، كما أشار وزير الداخلية عن حق، ليست مجرد شعار، وانما مرتبطة بحب الوطن والولاء له. الوحدة الوطنية مرتبطة بجوهر الهوية الوطنية، وبروح الإحساس بالمسؤولية الوطنية التي يجب ان يتحلى بها الكل بلا استثناء في المجتمع.
تكريس الوعي العام بأهمية الوحدة الوطنية بهذه المعاني وضرورة الحفاظ عليها مهمة استراتيجية في الظروف الحالية، وفي كل الأوقات.
والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على تماسك المجتمع ليست مهمة الدولة ومؤسساتها فقط. هي مسؤولية كل قوى المجتمع بلا استثناء الرسمية وقوى المجتمع المدني العاملة في كل المجالات.
الكل في مجاله وفي موقعه يجب ان يضع هدف العمل على تعزيز الوحدة الوطنية على رأس الأولويات المطلقة في كل برامج عمله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك