يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
قبل وبعد «المنذر»
لسنا بحاجة إلى القول بأن إطلاق القمر الصناعي «المنذر» بنجاح هو إنجاز بحريني كبير يدخل البحرين عصرا جديدا من التقدم العلمي وخصوصا في مجال الفضاء.
وأهم ما في هذا الإنجاز أنه تم بالكامل على يد الكفاءات البحرينية.
وبالطبع لم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا أن قيادة البلاد لديها رؤية ولديها إرادة وعزم لتحقيق مثل هذه الإنجازات ولدفع البحرين مراحل إلى الأمام في مختلف مجالات التقدم. ما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا رؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المستقبلية الحكيمة، ولولا قيادة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء لفريق البحرين بكفاءة واقتدار لتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات. ولا بد أن نقدر عاليا سمو الشيخ ناصر بن حمد الذي تولى الإشراف المباشر والمتابعة المستمرة لمشروع القمر الصناعي منذ أن كان مجرد فكرة.
ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا التخطيط الدقيق والجهد والعمل الجاد المتواصل.
الإنجازات الكبيرة مثل هذا الإنجاز لا تتحقق صدفة أو فجأة. لا تتحقق إلا إذا كان وراءها عقول تفكر وتخطط، وكفاءات وطنية مخلصة تجتهد وتعمل.
الكل يركز على أن القمر الصناعي المنذر تم إطلاقه بنجاح، لكن النجاح الأكبر هو ما قبل هذا الإطلاق الناجح.
النجاح الأكبر هو ذلك العمل الجبار الذي قام به فريق كامل من الكفاءات البحرينية المتخصصة والواعية والمخلصة.
أدعوك عزيزي القارئ أن تقرأ هذه الأسماء جيدا. هذه أسماء فريق الكوادر البحرينية التي صنعت هذا الإنجاز الكبير وهم أصحاب الفضل الأول فيه، وأن تتأمل المهام التي تولوها في مشروع المنذر.
الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي لهيئة الفضاء المشرف على المشروع -المهندسة عائشة الحرم، مديرة المشروع-المهندس يعقوب القصاب، مسؤول هندسة الأنظمة - المهندسة أمينة البلوشي، مسؤولة إدارة المخاطر والجودة - المهندس علي آل محمود، مسؤول تطوير برمجيات القمر - المهندسة ريم سنان، مسؤولة أنظمة الاتصالات - المهندس علي القرعان، مسؤول نظام الطاقة - المهندس أحمد بوشليبي، مسؤول تخطيط المهمة وتحليل الأداء المداري - المهندس أشرف خاطر، مسؤول النظام الميكانيكي -المهندسة منيرة المالكي، مسؤولة حمولة الكاميرا الفضائية - المهندس يوسف القطان، مسؤول التكامل والاختبار - المهندس مروان المير، مسؤول تسجيل الترددات.
تأمل هذه الأسماء عزيزي القارئ وتخيل كم الجهد الذي بذلوه، كلٌ في مجال تخصصه، كي يتحقق هذا الإنجاز الوطني الكبير. وتخيل أيضا ما تطلبه تحقيق الانجاز من تنسيق وتناغم بين كل هؤلاء. وبالطبع مع هذا الفريق الوطني عدد كبير من الكفاءات المساعدة التي أسهمت في الإنجاز.
إذن من أكبر مكاسب نجاح مشروع «المنذر» هذه الكفاءات الوطنية التي يجب أن نعتز ونفتخر بها.
السؤال: ماذا بعد هذا الإنجاز؟.. ماذا بعد نجاح إطلاق المنذر؟
هذ الإنجاز لا ينغي النظر إليه على اعتبار أنه نهاية نجاح في هذا المجال، وإنما باعتباره بداية ومصدر إلهام لتحقيق إنجازات ونجاحات أكبر ليس في مجال الفضاء فقط، وإنما في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا.
كي يتحقق هذا مطلوب أمور كثيرة في مقدمتها إعطاء اهتمام أكبر للبحث العلمي في البحرين. مطلوب تحديدا زيادة الإنفاق على البحث العلمي والاهتمام أكثر بكل الجهات والمراكز في كل مجالات العلوم والتكنولوجيا.
ومطلوب بالطبع رعاية أكبر للكوادر الوطنية في هذه المجالات وتوفير كل سبل الدعم والمساندة لتمكينهم من تحقيق الإنجازات.
ومن المهم هنا العمل على اكتشاف الأطفال الموهوبين في مجالات العلوم والتكنولوجيا مبكرا منذ سنوات الدراسة الأولى ورعايتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم بشكل مستمر.
بالطبع كل هذا يجب أن يتم في إطار خطة وطنية واضحة لتحقيق طفرة في تقدم البحرين علميا وتكنولوجيا في الفترة القادمة.
كل الشكر والتقدير لكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الكبير.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك