العدد : ١٧١٦٣ - الخميس ٢٠ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٦٣ - الخميس ٢٠ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ رمضان ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

قبل وبعد «المنذر»

لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬إطلاق‭ ‬القمر‭ ‬الصناعي‭ ‬‮«‬المنذر‮»‬‭ ‬بنجاح‭ ‬هو‭ ‬إنجاز‭ ‬بحريني‭ ‬كبير‭ ‬يدخل‭ ‬البحرين‭ ‬عصرا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفضاء‭.‬

وأهم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭.‬

وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬لديها‭ ‬رؤية‭ ‬ولديها‭ ‬إرادة‭ ‬وعزم‭ ‬لتحقيق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬ولدفع‭ ‬البحرين‭ ‬مراحل‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬التقدم‭. ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬لولا‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المستقبلية‭ ‬الحكيمة،‭ ‬ولولا‭ ‬قيادة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لفريق‭ ‬البحرين‭ ‬بكفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نقدر‭ ‬عاليا‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬الإشراف‭ ‬المباشر‭ ‬والمتابعة‭ ‬المستمرة‭ ‬لمشروع‭ ‬القمر‭ ‬الصناعي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬لهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬لولا‭ ‬التخطيط‭ ‬الدقيق‭ ‬والجهد‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭ ‬المتواصل‭.‬

الإنجازات‭ ‬الكبيرة‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬صدفة‭ ‬أو‭ ‬فجأة‭. ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬وراءها‭ ‬عقول‭ ‬تفكر‭ ‬وتخطط،‭ ‬وكفاءات‭ ‬وطنية‭ ‬مخلصة‭ ‬تجتهد‭ ‬وتعمل‭.‬

الكل‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القمر‭ ‬الصناعي‭ ‬المنذر‭ ‬تم‭ ‬إطلاقه‭ ‬بنجاح،‭ ‬لكن‭ ‬النجاح‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬الإطلاق‭ ‬الناجح‭.‬

النجاح‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬الجبار‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬فريق‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬المتخصصة‭ ‬والواعية‭ ‬والمخلصة‭.‬

أدعوك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬تقرأ‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬جيدا‭. ‬هذه‭ ‬أسماء‭ ‬فريق‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الكبير‭ ‬وهم‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضل‭ ‬الأول‭ ‬فيه،‭ ‬وأن‭ ‬تتأمل‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬تولوها‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬المنذر‭.‬

الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬العسيري،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لهيئة‭ ‬الفضاء‭ ‬المشرف‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ -‬المهندسة‭ ‬عائشة‭ ‬الحرم،‭ ‬مديرة‭ ‬المشروع‭-‬المهندس‭ ‬يعقوب‭ ‬القصاب،‭ ‬مسؤول‭ ‬هندسة‭ ‬الأنظمة‭ - ‬المهندسة‭ ‬أمينة‭ ‬البلوشي،‭ ‬مسؤولة‭ ‬إدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬والجودة‭ - ‬المهندس‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬محمود،‭ ‬مسؤول‭ ‬تطوير‭ ‬برمجيات‭ ‬القمر‭ - ‬المهندسة‭ ‬ريم‭ ‬سنان،‭  ‬مسؤولة‭ ‬أنظمة‭ ‬الاتصالات‭ - ‬المهندس‭ ‬علي‭ ‬القرعان،‭ ‬مسؤول‭ ‬نظام‭ ‬الطاقة‭ - ‬المهندس‭ ‬أحمد‭ ‬بوشليبي،‭ ‬مسؤول‭ ‬تخطيط‭ ‬المهمة‭ ‬وتحليل‭ ‬الأداء‭ ‬المداري‭ - ‬المهندس‭ ‬أشرف‭ ‬خاطر،‭ ‬مسؤول‭ ‬النظام‭ ‬الميكانيكي‭ -‬المهندسة‭ ‬منيرة‭ ‬المالكي،‭ ‬مسؤولة‭ ‬حمولة‭ ‬الكاميرا‭ ‬الفضائية‭ - ‬المهندس‭ ‬يوسف‭ ‬القطان،‭ ‬مسؤول‭ ‬التكامل‭ ‬والاختبار‭ - ‬المهندس‭ ‬مروان‭ ‬المير،‭ ‬مسؤول‭ ‬تسجيل‭ ‬الترددات‭.‬

تأمل‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬وتخيل‭ ‬كم‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬بذلوه،‭ ‬كلٌ‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصه،‭ ‬كي‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الوطني‭ ‬الكبير‭. ‬وتخيل‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬تحقيق‭ ‬الانجاز‭ ‬من‭ ‬تنسيق‭ ‬وتناغم‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭. ‬وبالطبع‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬المساعدة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭.‬

إذن‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مكاسب‭ ‬نجاح‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬المنذر‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬بها‭.‬

السؤال‭: ‬ماذا‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز؟‭.. ‬ماذا‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬إطلاق‭ ‬المنذر؟

هذ‭ ‬الإنجاز‭ ‬لا‭ ‬ينغي‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬نهاية‭ ‬نجاح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وإنما‭ ‬باعتباره‭ ‬بداية‭ ‬ومصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬أكبر‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفضاء‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬

كي‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬مطلوب‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬إعطاء‭ ‬اهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬مطلوب‭ ‬تحديدا‭ ‬زيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والاهتمام‭ ‬أكثر‭ ‬بكل‭ ‬الجهات‭ ‬والمراكز‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬

ومطلوب‭ ‬بالطبع‭ ‬رعاية‭ ‬أكبر‭ ‬للكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬لتمكينهم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الأطفال‭ ‬الموهوبين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬مبكرا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬الأولى‭ ‬ورعايتهم‭ ‬وتنمية‭ ‬مواهبهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭.‬

بالطبع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬واضحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬طفرة‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬البحرين‭ ‬علميا‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا