العدد : ١٧١٦٤ - الجمعة ٢١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٦٤ - الجمعة ٢١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رعاية الأمومة والطفولة في البحرين.. إنجازات بمعايير دولية

بقلم: السفير د. عمر الحسن

الجمعة ٢١ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

تُعدُّ‭ ‬الأم‭ ‬‮«‬العمود‭ ‬الفقري‮«‬،‭ ‬للأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬و«الركيزة‭ ‬الأساسية‮»‬،‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬متقدمة،‭ ‬فدورها‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تنشئة‭ ‬الأجيال‭ ‬وتربية‭ ‬الأبناء،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليشمل‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والتعليمية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والإدارية؛‭ ‬ولهذا‭ ‬تحتفل‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬إنسانية،‭ ‬فهي‭ ‬رمز‭ ‬للرحمة،‭ ‬والرعاية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الاحتفال‭ ‬فرصة‭ ‬لإبراز‭ ‬دورها‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬القيم،‭ ‬والمبادئ،‭ ‬والأخلاق،‭ ‬التي‭ ‬ترسخ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال،‭ ‬كما‭ ‬تتحمل‭ ‬الأم‭ ‬أعباء‭ ‬الإنجاب،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬أساس‭ ‬استمرار‭ ‬البشرية،‭ ‬والمسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تماسك‭ ‬البيت‭ ‬واستقراره‭. ‬

وتتجلى‭ ‬مكانة‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬أطفالها،‭ ‬حيث‭ ‬تهيئ‭ ‬لهم‭ ‬بيئة‭ ‬داعمة،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬إمكاناتهم‭ ‬وصقل‭ ‬مهاراتهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دورها‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدارس،‭ ‬واكتساب‭ ‬المعرفة؛‭ ‬فالطفل‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬الأمة؛‭ ‬إذ‭ ‬تمثل‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬تتشكل‭ ‬عليه‭ ‬شخصيته،‭ ‬ويُعد‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال،‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬حتمية‮«‬،‭ ‬لضمان‭ ‬تنشئة‭ ‬جيل‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬ازدهار‭ ‬وطنه،‭ ‬كما‭ ‬تسهم‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المجتمع،‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬هويته‭ ‬الثقافية،‭ ‬حيث‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬تراثه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الممارسات‭ ‬الدينية،‭ ‬والقيم‭ ‬المتوارثة‭.. ‬فالطفل‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬قائد‭ ‬المستقبل،‭ ‬وعالمه،‭ ‬وطبيبه،‭ ‬ومهندسه،‭ ‬ويتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليم‭ ‬جيد،‭ ‬ورعاية‭ ‬شاملة،‭ ‬وبيئة‭ ‬تعزز‭ ‬قدراته‭ ‬وإمكاناته‭. ‬

وفي‭ ‬رؤيتها‭ ‬التنموية،‭ ‬تتمسك‭ ‬قيادة‭ ‬البحرين،‭ ‬منذ‭ ‬استقلالها،‭ ‬بمبدأ‭ ‬راسخ،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬هو‭ ‬الإنسان،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭. ‬وارتباطًا‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬تأتي‭ ‬أولوية‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالطفل،‭ ‬ليكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنه،‭ ‬وتعزيز‭ ‬نهضته‭.‬

ومنذ‭ ‬توليه‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬اهتم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬‭ - ‬حفظه‭ ‬الله‭ - ‬بمختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومثّل‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬الأمومة‭ ‬والطفولة،‭ ‬حيث‭ ‬شُرعت‭ ‬القوانين‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬أُعدّت‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬الأسرة،‭ ‬كمؤسسة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬لتؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬كأم‭ ‬ومواطنة،‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬تمكّنها‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تنشئة‭ ‬الأجيال،‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متماسك‭. ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بنهوض‭ ‬الطفل‭ ‬وقضاياه‭ ‬وحماية‭ ‬حقوقه،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬له؛‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬متعددة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬الصحية‭ ‬والتربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والتنموية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دعم‭ ‬الأسرة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬المؤسسة‭ ‬الرئيسية‭ ‬الداعمة‭ ‬للطفولة،‭ ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬وضع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أولوياته‭ ‬العناية‭ ‬بالأم‭ ‬والطفل،‭ ‬وتنشئة‭ ‬أسرة‭ ‬مستقرة،‭ ‬عدّها‭ ‬الدستور‭ ‬‮«‬نواة‭ ‬المجتمع‮»‬،‭ ‬تُعنى‭ ‬بتربية‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬الأخلاق‭ ‬والوطنية‭.‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النهج،‭ ‬اعتبر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬النهوض‭ ‬بالأم‭ ‬‮«‬ركيزة‭ ‬أساسية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬فجاء‭ ‬الميثاق‭ ‬والدستور،‭ ‬ليؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬هي‭ ‬الخلية‭ ‬الأولى‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وإلى‭ ‬هذا‭ ‬جاء‭ ‬‮«‬محور‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬والترابط‭ ‬العائلي‮»‬،‭ ‬يتصدر‭ ‬قائمة‭ ‬أولويات‭ ‬‮«‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‮»‬،‭ ‬ولضمان‭ ‬دعم‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يتزعزع‭ ‬فيها‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري،‭ ‬أنشأت‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬صندوق‭ ‬النفقة‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬كما‭ ‬أصدرت‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬74‭ ‬لسنة‭ ‬2006،‭ ‬بشأن‭ ‬رعاية‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬متضمّنًا‭ ‬مواد‭ ‬لحماية‭ ‬ورعاية‭ ‬الأم‭ ‬والطفل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الأمهات‭ ‬والأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬كفل‭ ‬الدستور‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬للأم‭ ‬والطفل،‭ ‬وخصّهما‭ ‬بأحكام‭ ‬تراعي‭ ‬طبيعتهما؛ بهدف‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬لهما،‭ ‬كما‭ ‬أقرّ‭ ‬المُشرّع‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العمل،‭ ‬توسّعت‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الحقوق‭ ‬والضمانات‭ ‬الممنوحة‭ ‬للأم،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بصحتها‭ ‬النفسية،‭ ‬والجسدية؛‭ ‬لتكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬طفل‭ ‬سوي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬منها‭ ‬المادة‭ (‬35‭)‬،‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬لعام‭ ‬2012،‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬‮«‬منح‭ ‬الأم‭ ‬العاملة‭ ‬إجازة‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬ستين‭ ‬يومًا‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر،‭ ‬والسماح‭ ‬لها‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أجر‭ ‬لرعاية‭ ‬طفلها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬حرص‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دورها،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬توازنها‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬والأسرة،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الطفل،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬مادته‭ (‬7‭) ‬فقرة‭ (‬أ‭) ‬على‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬التمتع‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬أهمها‭ ‬الالتزام‭ ‬بتوفير‭ ‬فرص‭ ‬تعليمية‭ ‬متكافئة‭ ‬لجميع‭ ‬الأطفال‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬كأساس‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬التزامها‭ ‬بالمعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬انضمت‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬للحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬و‮«‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬وصادقت‭ ‬على‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2012؛‭ ‬وفي‭ ‬ضوئها‭ ‬صدرت‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬وصارت‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والعهود‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬التشريع‭ ‬الوطني،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تسبغ‭ ‬الحماية‭ ‬والرعاية‭ ‬للمرأة‭ ‬كأم،‭ ‬كما‭ ‬تسبغ‭ ‬الحماية‭ ‬والرعاية‭ ‬للطفل‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالأمومة‭ ‬والطفولة؛‭ ‬أنشأت‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬وجاء‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‮»‬،‭ ‬و«قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‮»‬‭ (‬رقم‭ ‬36‭ ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬وتعديلاته‭)‬؛‭ ‬ليوسّعا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬تعزيز‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للطفل،‭ ‬صدر‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الطفل‮»‬،‭ (‬رقم‭ ‬37‭ ‬لسنة‭ ‬2012‭)‬؛‭ ‬ليؤكد‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬والصحة،‭ ‬والتغذية،‭ ‬والرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والرعاية‭ ‬البديلة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬التأهيل‭ ‬والرعاية،‭ ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬حمايتهم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة،‭ ‬متضمّنًا‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬متخصصة‭ ‬لذلك،‭ ‬مع‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬مخالفة‭ ‬أحكامه‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬صدر‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬تلاه‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الأسرة‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2017؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬مقومات‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري،‭ ‬فيما‭ ‬تعتبر‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للطفولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ (‬2013-2017‭)‬،‭ ‬بموجبها‭ ‬تلتزم‭ ‬المملكة‭ ‬باحترام‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاته،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬توجيهات‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬رقم‭ (‬4‭) ‬و‭(‬5‭) ‬لسنة‭ ‬2020،‭ ‬بشأن‭ ‬تطبيق‭ ‬سياسة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬للأطفال‮»‬،‭ ‬رقم‭ (‬4‭) ‬لسنة‭ ‬2021،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬حمايتهم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة‭ ‬والاستغلال،‭ ‬وتوفير‭ ‬ضمانات‭ ‬عصرية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوقهم،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الدستور‭ ‬ومع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬حرصت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬حق‭ ‬الأمهات‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬إسكانية‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الترمل،‭ ‬والطلاق،‭ ‬والهجر،‭ ‬وتوسعت‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬للمرأة‭ ‬المعيلة‭ ‬والحامل،‭ ‬كما‭ ‬تولي‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الصحة‮»‬،‭ ‬صحة‭ ‬الأم‭ ‬والطفل‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬والمبادرات‭ ‬والأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬الداعمة‭ ‬للرضاعة‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬تم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬المكتب‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬للتمهيد‭ ‬لاعتماد‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كمستشفيات‭ ‬صديقة‭ ‬للأطفال‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ (‬2023‭)‬،‭ ‬يُقدّر‭ ‬عدد‭ ‬الحضانات‭ ‬المرخصة‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬بحوالي‭ ‬250‭ ‬حضانة‭ ‬تغطي‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬قانون‭ ‬الجنسية‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬أبناء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية،‭ ‬حيث‭ ‬يُعتبر‭ ‬الشخص‭ ‬بحرينيًا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أمه‭ ‬بحرينية‭ ‬عند‭ ‬ولادته،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬أخرى‭ ‬تحفظ‭ ‬لها‭ ‬حقوقها،‭ ‬وتتوافق‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬وبهذا‭ ‬تُعد‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬خليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الطفولة‭ ‬والأمومة‭.‬

وعند‭ ‬مقارنة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬دعم‭ ‬الأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أمانة‭ ‬المسؤولية،‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬متقدمة،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تبرز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كنموذج‭ ‬متقدم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الأم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬إجازة‭ ‬الأمومة‭ ‬المدفوعة،‭ ‬وحظر‭ ‬تشغيلها‭ ‬خلال‭ ‬الأربعين‭ ‬يومًا‭ ‬التالية‭ ‬للوضع‭. ‬ووفقًا‭ ‬لبيانات‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‮»‬‭ (‬2022‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬72%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يستفدن‭ ‬من‭ ‬إجازات‭ ‬الأمومة‭ ‬المدفوعة،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬سياسات‭ ‬مرنة‭ ‬لدعمهن،‭ ‬مثل‭ ‬العمل‭ ‬الجزئي،‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭. ‬

ومن‭ ‬حيث‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬تحظى‭ ‬الأمهات‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ -‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ - ‬بحماية‭ ‬قانونية‭ ‬لمنع‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل،‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬العاملة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توفير‭ ‬شبكات‭ ‬أمان‭ ‬اجتماعي‭ ‬تدعمهن،‭ ‬مثل‭ ‬الإعانات‭ ‬المالية‭ ‬للأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬وحظر‭ ‬فصل‭ ‬العاملة،‭ ‬أو‭ ‬إنهاء‭ ‬عقد‭ ‬عملها؛‭ ‬بسبب‭ ‬الزواج،‭ ‬أو‭ ‬أثناء‭ ‬إجازة‭ ‬الوضع‭. ‬كما‭ ‬تشمل‭ ‬هذه‭ ‬الحماية‭ ‬إنشاء‭ ‬آليات‭ ‬دعم،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النفقة‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭ ‬شهرية‭ ‬للأمهات‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬أو‭ ‬الهجر،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬لهن‭ ‬ولأطفالهن‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬كريما‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬توفر‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بريطانيا،‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬متطورة‭ ‬للأمهات‭ ‬والأطفال‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والذي‭ ‬يشمل‭ ‬فحوصات‭ ‬الحمل‭ ‬المجانية،‭ ‬ورعاية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الولادة،‭ ‬والتطعيمات‭ ‬الإلزامية‭ ‬للأطفال‭. ‬ووفقًا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ (‬2023‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬البحرين‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬الخامسة‭ ‬8‭ ‬حالات‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬ولادة‭ ‬حية،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أدنى‭ ‬المعدلات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬حصول‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬التطعيمات‭ ‬الأساسية‭ ‬100%،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬كفاءة‭ ‬وجودة‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬ومستوى‭ ‬الرعاية‭ ‬المقدمة‭.‬

واستمرارا‭ ‬لهذه‭ ‬الجهود،‭ ‬تلتزم‭ ‬البحرين‭ ‬بتنفيذ‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬،‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬رفاهية‭ ‬الطفل‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬اليونيسف‭ (‬2022‭)‬،‭ ‬فإنها‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬‮«‬الأولى‮»‬‭ ‬عربيًا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬رفاهية‭ ‬الطفل،‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬42‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬184‭ ‬دولة،‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬2023‭)‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬التزامها‭ ‬بتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬للأمهات‭ ‬والأطفال‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بخدمات‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال،‭ ‬فبينما‭ ‬توفر‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخيارات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحضانات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬للعائلات‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬وإعانات‭ ‬مالية‭ ‬لتغطية‭ ‬تكاليف‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال؛‭ ‬تشهد‭ ‬خدمات‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬تطورًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الحضانات‭ ‬المرخصة‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬250‭ ‬حضانة‭. ‬فيما‭ ‬يُعد‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬حضانات‭ ‬المستقبل‮»‬،‭ ‬‮«‬نموذجًا‭ ‬مبتكرًا‮»‬،‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بتبني‭ ‬استراتيجيات‭ ‬ومبادرات‭ ‬مستقبلية‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الطفولة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬رفاهية‭ ‬الأسر؛‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬ورعائية‭ ‬متطورة،‭ ‬تدعم‭ ‬النمو‭ ‬الشامل‭ ‬للأطفال،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراتهم‭ ‬المعرفية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬وبفضل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬تُرسخ‭ ‬البحرين‭ ‬مكانتها‭ ‬كنموذج‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وإن‭ ‬كانت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمومة‭ ‬والطفولة،‭ ‬قد‭ ‬اكتسبت‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬القوي،‭ ‬وقوة‭ ‬الدفع‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المسؤولية‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رعاية‭ ‬الأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فقد‭ ‬تأسست‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬للأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬فيها‭ ‬عام‭ ‬1953‭ ‬برئاسة‭ ‬الشيخة‭ ‬‮«‬لولوة‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬مثلت‭ ‬محطة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والإنساني‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وينص‭ ‬نظامها‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬الأمهات‭ ‬المعيشي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬ليكن‭ ‬أمهات‭ ‬صالحات‭ ‬يحسن‭ ‬تنشئة‭ ‬الجيل‭ ‬الصاعد،‭ ‬ورعاية‭ ‬وتنشئة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬المدرسة،‭ ‬وإعدادهم‭ ‬للمرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬ورعاية‭ ‬وتعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬المعوقين‭ ‬عقليًا‭ ‬وسمعيًا،‭ ‬وتأهيل‭ ‬وتدعيم‭ ‬الفتيات‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬الريف‭ ‬لرفع‭ ‬مستواهن‭ ‬المعيشي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاجتماعي‭.‬

وتأكيدا‭ ‬لهذا‭ ‬الاستهداف،‭ ‬كانت‭ ‬الجمعية‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬بإنشاء‭ ‬‮«‬دور‭ ‬الحضانة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬و«مركز‭ ‬معلومات‭ ‬للمرأة‮»‬،‭ ‬لتوفير‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬بيانات،‭ ‬ومعلومات‭. ‬ولمساعدتها‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬دخلها‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬أسرتها،‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬كامرأة‭ ‬معيلة؛‭ ‬ساعدتها‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬المشاريع‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر‭ ‬والصغيرة‭. ‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان،‭ ‬حرصت‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬مثل‭ (‬التعاون،‭ ‬التكافل،‭ ‬التراحم‭). ‬ولجهة‭ ‬تمكين‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجًا،‭ ‬قدمت‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والعينية،‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وترميم‭ ‬منازل‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أنشأت‭ ‬‮«‬حضانات‭ ‬الأطفال»؛‭ ‬أنشأت‭ ‬‮«‬رياض‭ ‬أطفال‭ ‬نموذجية‮»‬،‭ ‬تهيئ‭ ‬الطفل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬برعاية‭ ‬وتأهيل‭ ‬الأطفال‭ ‬المعاقين،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬اندماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬مدت‭ ‬‮«‬الجمعية‮»‬،‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجالها،‭ ‬وامتد‭ ‬نشاطها‭ ‬إلى‭ ‬الشأن‭ ‬القومي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬العربية،‭ ‬والجمعيات‭ ‬المشابهة،‭ ‬فأصبحت‭ ‬الشيخة‭ ‬‮«‬لولوة‮»‬‭ ‬من‭ ‬الرائدات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والإنساني‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بأكمله،‭ ‬ونذكر‭ ‬هنا‭ ‬صالونها‭ ‬الثقافي‭ ‬الصيفي‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يجمع‭ ‬أسبوعيًا‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬العربيات،‭ ‬تتناول‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

ولأن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬مؤسسات‭ ‬أعضاء،‭ ‬فكل‭ ‬منظمة‭ ‬فيه‭ ‬يرتبط‭ ‬نشاطها‭ ‬بنشاط‭ ‬أعضائها؛‭ ‬فحين‭ ‬تُذكر‭ ‬‮«‬جمعية‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬والأمومة‮»‬‭ ‬البحرينية،‭ ‬تُذكر‭ ‬الشيخة‭ ‬‮«‬لولوة‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬أيقونتها‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬قدّمت‭ ‬إسهامات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭. ‬

وتقديرا‭ ‬لجهودها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬رُشحت‭ ‬لجائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬إذ‭ ‬امتد‭ ‬نشاطها‭ ‬ليشمل‭ ‬عضوية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬والمؤسسات؛‭ ‬المحلية،‭ ‬والإقليمية،‭ ‬والدولية،‭ ‬كما‭ ‬حظيت‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الأوسمة‭ ‬الأميرية‭ ‬والملكية،‭ ‬نذكر‭ ‬منها،‭ ‬‮«‬وسام‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالرائدات‭ ‬العربيات‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬و«وسام‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العاهل‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬2006،‭ ‬ووسام‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البحريني‭ ‬المرحوم‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬‭ ‬في‭ ‬2007،‭ ‬كما‭ ‬كرمتها‭ ‬في‭ ‬2010‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬‮«‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬كرائدة‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والإنساني‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬تبقى‭ ‬مسيرة‭ ‬الشيخة‭ ‬‮«‬لولوة‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬مسيرة‭ ‬راقية،‭ ‬شاهدًة‭ ‬على‭ ‬عطاءٍ‭ ‬لا‭ ‬ينضب،‭ ‬ونموذجًا‭ ‬للعمل‭ ‬النسائي‭ ‬والإنساني‭. ‬ورغم‭ ‬رحيلها‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2016،‭ ‬فإن‭ ‬إرثها‭ ‬سيظل‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬تستلهم‭ ‬منه‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬قيم‭ ‬العطاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭. ‬

وأختم‭ ‬بالقول،‭ ‬إن‭ ‬اهتمام‭ ‬البحرين‭ ‬بالأم‭ ‬والطفل‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬قادها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‮»‬‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬عزز‭ ‬مكانة‭ ‬الأسرة‭ ‬باعتبارها‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬ووفر‭ ‬لها‭ ‬بيئة‭ ‬مستقرة‭ ‬وآمنة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬حققت‭ ‬المملكة‭ ‬إنجازات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬رعايتهما،‭ ‬فترسخت‭ ‬مكانتها‭ ‬كإحدى‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬عربيًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬انسجامًا‭ ‬مع‭ ‬رؤيتها‭ ‬التنموية‭ ‬والتزامها‭ ‬بالمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬وسعيها‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬ازدهارًا‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا