العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

القطاع الخاص البحريني والالتزام بنهج المسؤولية الاجتماعية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬البحريني،‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬الحر،‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬مجال‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ويمكنه‭ ‬سياسيًا‭ ‬وتشريعيًا،‭ ‬ويفتح‭ ‬أمامه‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬ومنذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬وجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتم‭ ‬تبني‭ ‬برنامج‭ ‬ضخم‭ ‬للخصخصة‭ ‬تحررت‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة،‭ ‬وتقلص‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬فيها‭ ‬لصالح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬تقصر‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬التنظيم،‭ ‬بينما‭ ‬يتولى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬هذا‭ ‬النشاط،‭ ‬وعززت‭ ‬الحكومة‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬وتبنت‭ ‬في‭ ‬برامجها‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭.‬

وتقليديًا،‭ ‬عُرف‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني‭ ‬بحسه‭ ‬الوطني،‭ ‬والتزامه‭ ‬نهج‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وامتدت‭ ‬أنشطته‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬إلى‭ ‬التنموي،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬للبلاد،‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الاستيراد،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬في‭ ‬التضخم،‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بما‭ ‬يجنب‭ ‬البلاد‭ ‬أثار‭ ‬تذبذب‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وتوليه‭ ‬تعميق‭ ‬التصنيع،‭ ‬بالبناء‭ ‬مثلاً‭ ‬على‭ ‬منتج‭ ‬الألومنيوم‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬إلبا،‭ ‬وانتشار‭ ‬صناعاته‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬الحكومة،‭ ‬إلى‭ ‬نشاطه‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والإسكان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتعدد‭ ‬شراكاته‭ ‬الخارجية،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة،‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مثل‭ ‬تبنيه‭ ‬تأهيل‭ ‬وتشغيل‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬المرأة،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬تشغل‭ ‬نحو‭ ‬35%‭ ‬من‭ ‬وظائفه،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬السياسات‭ ‬الحكومية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمكافحة‭ ‬البطالة،‭ ‬وحصرها‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬المأمون،‭ ‬وكلما‭ ‬توسع‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والتزامه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كلما‭ ‬قلت‭ ‬أعباء‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة،‭ ‬وانخفض‭ ‬الدين‭ ‬العام،‭ ‬وكلما‭ ‬أمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭.‬

والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بأبسط‭ ‬معانيها‭ ‬تعني‭ ‬عدم‭ ‬قصر‭ ‬اهتمام‭ ‬منشآت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسبها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬امتداده‭ ‬لخدمة‭ ‬الأهداف‭ ‬العامة‭ ‬للمجتمع‭ ‬وبيئة‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت،‭ ‬وهذه‭ ‬الأهداف‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ومن‭ ‬وقت‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ولكنها‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬حاليًا‭ ‬هي‭ ‬شديدة‭ ‬الارتباط‭ ‬بالشراكة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تأتي‭ ‬أولويات‭ ‬توطين‭ ‬العمالة،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وصحته‭ ‬وتعليمه‭ ‬وسكنه،‭ ‬وخفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنويع‭ ‬قاعدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬وجاذبيته‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة‭.‬

وإقرارًا‭ ‬لسير‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬المنامة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬النسخة‭ ‬الثالثة‭ ‬لمؤتمر‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تنظيمه‭ ‬بالشراكة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬و«الشبكة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬ترويج‭ ‬الاستثمار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية‮»‬‭ (‬اليونيدو‭)‬،‭ ‬و«جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬و«مجموعة‭ ‬كلينجروب‮»‬،‭ ‬و«الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬،‭ ‬وتولى‭ ‬الرئاسة‭ ‬الشرفية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬سمير‭ ‬ناس‮»‬،‭ ‬واستهدف‭ ‬المؤتمر‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التزام‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ببرامج‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالجوانب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وأهمية‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬فيما‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬اليونيدو‮»‬‭ ‬مبادرتين‭: ‬‮«‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لرواد‭ ‬الأعمال‮»‬،‭ ‬والنداء‭ ‬العالمي‭ ‬لليونيدو‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الاقتصاد‭ ‬البرتقالي‭ ‬الإبداعي‭ .. ‬ابتكار‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬مسارات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية؛‭ ‬يأتي‭ ‬مسار‭ ‬التشغيل،‭ ‬حيث‭ ‬سعت‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬البطالة،‭ ‬وحصرها‭ ‬عند‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬الآمن،‭ ‬ووفرت‭ ‬لذلك‭ ‬فرص‭ ‬التدريب‭ ‬للشباب‭ ‬والفتيات‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬مخرجات‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬باحتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل؛‭ ‬لكن،‭ ‬لأن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بالنشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فإنه‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬التزام‭ ‬التشغيل،‭ ‬وعليه،‭ ‬تبنت‭ ‬الحكومة‭ ‬مستهدف‭ ‬جعل‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية‭ ‬خيارًا‭ ‬مفضلاً‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وفرضت‭ ‬نسب‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬منشآته،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إلزام‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والأنشطة‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬بهذه‭ ‬النسب،‭ ‬وفق‭ ‬درجة‭ ‬إقبال‭ ‬ورغبة‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬المتوفرة‭ ‬لديها‭. ‬

وتصل‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الجاذبة‭ ‬إلى‭ ‬50%،‭ ‬ويتم‭ ‬تطبيقها‭ ‬بشكل‭ ‬إلكتروني،‭ ‬ويتم‭ ‬فرض‭ ‬رسم‭ ‬يبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تصريح‭ ‬عمل‭ ‬للعمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬المنشأة‭ ‬بالنسبة‭ ‬المقررة،‭ ‬وبينما‭ ‬تتم‭ ‬مراجعة‭ ‬وتقييم‭ ‬هذه‭ ‬النسب‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬فإنه‭ ‬يشترط‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المناقصات‭ ‬الحكومية‭ ‬الالتزام‭ ‬بنسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬المقررة،‭ ‬فيما‭ ‬أصبح‭ ‬العامل‭ ‬البحريني‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬بما‭ ‬امتلكه‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬ومهارات‭ ‬مطلوبة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬منشآت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬طوعًا‭ ‬بهذه‭ ‬النسب،‭ ‬فيما‭ ‬وصلت‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬80‭ ‬‭ ‬90%‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬عملت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬تكلفة‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬دعم‭ ‬الأجور،‭ ‬التي‭ ‬تحفز‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية،‭ ‬فعلى‭ ‬مدى‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ (‬70%‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬و50%‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الثانية،‭ ‬و30%‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الثالثة‭)‬،‭ ‬وبرنامج‭ ‬زيادة‭ ‬وتحسين‭ ‬أجور‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬رواتبهم‭ ‬عن‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬ويتم‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬لمدة‭ ‬24‭ ‬شهرا،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬20%،‭ ‬ولا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬5%‭ ‬من‭ ‬الراتب‭ ‬الأصلي،‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬حيث‭ ‬يؤول‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬لصندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يوظفها‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬وكذلك‭ ‬تشديد‭ ‬الغرامات‭ ‬على‭ ‬المخالفين‭ ‬بتشغيل‭ ‬الأجانب‭ ‬بدون‭ ‬ترخيص،‭ ‬وتبلغ‭ ‬الغرامة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬إلى‭ ‬ألفين‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬عامل‭ ‬مخالف‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وفرت‭ ‬الحكومة‭ ‬برنامج‭ ‬دعم‭ ‬توظيف‭ ‬المهندسين‭ ‬مدة‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬بغية‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬مزاولة‭ ‬المهنة،‭ ‬وتم‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬الدعم‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬1000‭ ‬دينار،‭ ‬وكذلك‭ ‬استحداث‭ ‬دعم‭ ‬مخصص‭ ‬لخريجي‭ ‬الحقوق،‭ ‬يتم‭ ‬تدريبهم‭ ‬لدى‭ ‬مكاتب‭ ‬المحاماة‭ ‬المرخصة،‭ ‬ويتم‭ ‬منح‭ ‬المتدربين‭ ‬مكافأة‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬شهريًا‭ ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬كما‭ ‬يهدف‭ ‬برنامج‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني،‭ ‬وإكسابهم‭ ‬الخبرات‭ ‬والمهارات‭ ‬المؤهلة‭ ‬للالتحاق‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬منحه‭ ‬مكافأة‭ ‬شهرية‭ ‬200‭ ‬دينار،‭ ‬وصرف‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬التدريب‭ ‬150‭ ‬دينارا‭ ‬لغير‭ ‬الجامعي،‭ ‬و200‭ ‬دينار‭ ‬للجامعي،‭ ‬وبرنامج‭ ‬التدريب‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬التوظيف‭ ‬ويحصل‭ ‬فيه‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬الفتاة‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬ثم‭ ‬الوظيفة،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تدريب‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭. ‬وبينما‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬يتحمل‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬تكلفة‭ ‬التدريب،‭ ‬أصبح‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬‭ ‬يتحمل‭ ‬التكلفة‭ ‬كلها،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬دعم‭ ‬الأجور‭ ‬للوظائف‭ ‬القيادية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬الجديدة‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬شهرًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬قامت‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والإجراءات،‭ ‬لتحفيز‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية؛‭ ‬لكن‭ ‬مازالت‭ ‬نسبتها‭ ‬منخفضة‭ ‬عند‭ ‬نحو‭ ‬33%‭ ‬بعدد‭ ‬إجمالي‭ ‬نحو‭ ‬109‭ ‬آلاف‭ ‬عامل‭ ‬بحريني،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يتقاضون‭ ‬أجورًا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬600‭ ‬دينار‭ ‬نحو‭ ‬35%،‭ ‬وأمكن‭ ‬تجاوز‭ ‬الهدف‭ ‬السنوي‭ ‬لتشغيل‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬لهذه‭ ‬الخطة،‭ ‬توظيف‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬بحريني،‭ ‬بنسبة‭ ‬149‭.‬9%‭ ‬من‭ ‬المستهدف،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ليتم‭ ‬إلا‭ ‬بتعاون‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والتزامه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وصارت‭ ‬كلفة‭ ‬تشغيل‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نظيره‭ ‬الأجنبي،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ثقل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬قائما‭. ‬

وفيما‭ ‬يعد‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬البحرنة‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬تجليات‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬تبدو‭ ‬إسهامات‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬القاطرة‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬البحريني،‭ ‬حيث‭ ‬ينشط‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬والعالي‭ ‬ومن‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬التلمذة‭ ‬المهنية،‭ ‬ويسهم‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬البحريني‭ ‬بـ‭ ‬2‭.‬5%‭ ‬ويوظف‭ ‬3%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬البحرينية،‭ ‬وتبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬فيه‭ ‬30%،‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬ثلاث‭ ‬جامعات‭ ‬حكومية‭ ‬توجد‭ ‬12‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة،‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬213‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬توجد‭  ‬67‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭.‬

وفي‭ ‬قطاع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬يسهم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بـ‭ ‬2%‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬و1‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬فيما‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬منشآت‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬831‭ ‬مرفقا،‭ ‬منها‭ ‬21‭ ‬مستشفى‭ ‬و301‭ ‬مركز‭ ‬صحي،‭ ‬و96‭ ‬عيادة،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬أسرة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الخاصة‭ ‬542‭ ‬سريرا،‭ ‬وتتعدد‭ ‬فرص‭ ‬توسع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الخاصة،‭ ‬من‭ ‬التطبيب‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬المسنين،‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬العقلية‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الوقائية،‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬الطبي‭ ‬واستخدامات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬برامج‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬تحظى‭ ‬بالأولوية،‭ ‬وتشهد‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬توسعًا‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬حقوق‭ ‬تطوير‭ ‬الأراضي‭ ‬الحكومية،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬فرصًا‭ ‬سانحة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وتوفير‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬للمواطنين‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الإسكان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬19‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭.‬

وإذ‭ ‬تتعدد‭ ‬مشاركات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركته‭ ‬الإجمالية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬82%،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬42%‭ ‬قبل‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬وقد‭ ‬فتحت‭ ‬له‭ ‬الحكومة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبواب‭ ‬كي‭ ‬ينمو‭ ‬ويتسع،‭ ‬ولكن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبادر‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬التي‭ ‬فتحتها‭ ‬له‭ ‬الحكومة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقات‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬أو‭ ‬اتفاقات‭ ‬حماية‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬أو‭ ‬اتفاقات‭ ‬منع‭ ‬الازدواج‭ ‬الضريبي،‭ ‬لتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الصادرات‭ ‬البحرينية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬ضيق‭ ‬حجم‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬لن‭ ‬يسعفه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬خططه‭ ‬التوسعية،‭ ‬ويقع‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أيضًا‭ ‬التطوير‭ ‬التنظيمي‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬له‭ ‬الاستدامة،‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬المنشآت‭ ‬الفردية‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الشركات،‭ ‬وولوج‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية،‭ ‬ودعم‭ ‬مبادرات‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال،‭ ‬وتعزز‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬حتى‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬تقلصت‭ ‬المنشآت‭ ‬الفردية‭ ‬من‭ ‬75%‭ ‬إلى‭ ‬53%‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬يعزى‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية؛‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬ذلك‭ ‬سيره‭ ‬على‭ ‬منهاج‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والإطار‭ ‬التعاوني‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا