العدد : ١٧١٥٨ - السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٨ - السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إدانات واسعة لتصاعد العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١٥ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

تواجه‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬واحتلالها‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬انتقادات‭ ‬متزايدة؛‭ ‬بسبب‭ ‬انحيازها‭ ‬الواضح‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتهميش‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري،‭ ‬واستخدام‭ ‬العنف‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬جاء‭ ‬إعلان‭ ‬فوز‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أرض‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬بجائزة‭ ‬الأوسكار‭ ‬لأفضل‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬،‭ ‬ليسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ووثّق‭ ‬‮«‬سام‭ ‬ماكنيل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬،‭ ‬جهود‭ ‬مخرج‭ ‬الفيلم،‭ ‬الناشط‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬باسل‭ ‬عدرا‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬خاطر‭ ‬بالاعتقال‭ ‬أثناء‭ ‬توثيقه‭ ‬لعملية‭ ‬تدمير‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬مسافر‭ ‬يطا‮»‬،‭ ‬بمحافظة‭ ‬الخليل‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭.‬

وتصدرت‭ ‬انتقادات‭ ‬صانع‭ ‬الفيلم،‭ ‬للتواطؤ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بغزة،‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭. ‬وأقر‭ ‬‮«‬جون‭ ‬هالتيوانجر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بالفيلم‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬تشرد‭ ‬فيه‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬جراء‭ ‬أكبر‭ ‬هجوم‭ ‬إسرائيلي‭ ‬منذ‭ ‬عِقدين،‭ ‬والذي‭ ‬رأى‭ ‬المراقبون‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬تجسيدا‭ ‬لطموحات‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرفة‭ ‬لضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬بالكامل‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬حذرت‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬التي‭ ‬يتكبدها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬جراء‭ ‬حملة‭ ‬العنف‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬لم‭ ‬ينهِ‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬بل‭ ‬حوّل‭ ‬التركيز‭ ‬إلى‭ ‬الترهيب‭ ‬والاحتلال‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬وذكرت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬خطر‭ ‬‮«‬الفظائع‮»‬‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بلغ‭ ‬‮«‬مستويات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬‮«‬تكرار‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬وحذرت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬الخطر‭ ‬الوشيك‮»‬،‭ ‬للنزوح‭ ‬القسري‭ ‬للمدنيين‭ ‬‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬صارخ‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬‭ ‬بسبب‭ ‬التصاعد‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬العنيفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوطنين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭.‬

وبحسب‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬هو‭ ‬الأسوأ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا،‭ ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬1860‭ ‬حادث‭ ‬عنف‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬1762‭ ‬شخصًا‭ ‬بين‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وديسمبر‭ ‬2024‭. ‬ومنذ‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المؤقت‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس؛‭ ‬سجلت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬حول‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬وحلفاؤه‭ ‬المتطرفون‭ ‬في‭ ‬الائتلاف،‭ ‬انتباههم‭ ‬إلى‭ ‬تكرار‭ ‬‮«‬مأساة‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تفكيك‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتشريد‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬والنية‭ ‬المعلنة‭ ‬للاحتلال‭ ‬العسكري‭ ‬الكامل‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬

ومنذ‭ ‬أطلق‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬الجدار‭ ‬الحديدي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬سجلت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬المدن،‭ ‬ومخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬المجاورة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬جنين،‭ ‬وطولكرم،‭ ‬وطوباس‭. ‬وأقر‭ ‬‮«‬بول‭ ‬آدامز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬نزوح‭ ‬قسري‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

وسجلت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬أكابس‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أدت‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬جنين،‭ ‬وحي‭ ‬البساتين،‭ ‬ومنطقة‭ ‬الهدف،‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬25‭ ‬شخصًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مع‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المخيم‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬20‭ ‬ألفًا‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬جنين‭ ‬والقرى‭ ‬المحيطة‭. ‬كما‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬مخيم‭ ‬الفارعة،‭ ‬في‭ ‬‮«‬طوباس‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تحت‭ ‬الحصار‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬نور‭ ‬شمس‭ ‬قرب‭ ‬طولكرم،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬بتعطيل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المياه،‭ ‬والكهرباء‮»‬؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‮»‬‭. ‬وروى‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬و«علي‭ ‬صوافطة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬‮«‬فر‭ ‬السكان‭ ‬عن‭ ‬مخيم‭ ‬نور‭ ‬شمس،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أمكنهم‭ ‬حمله‭ ‬من‭ ‬متاع‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬الجرافات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬تهدم‭ ‬المباني‭ ‬وتدمر‭ ‬الطرق»؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬تترك‭ ‬المخيم‭ ‬يشبه‭ ‬أنقاض‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

وتناولت‭ ‬‮«‬بيلين‭ ‬فرنانديز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬جاكوبين‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬‮«‬توقف‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬أعادت‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬‮«‬التطهير‭ ‬العرقي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬ودعمًا‭ ‬لهذا‭ ‬التأكيد،‭ ‬لاحظ‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬‮«‬العدد‭ ‬المتزايد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬غير‭ ‬القانونية‮»‬،‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬كما‭ ‬وثقت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أدت‭ ‬‮«‬العمليات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتكررة‭ ‬والمدمرة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬جعل‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬الشمالية‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬‮«‬إبقاء‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬نزوح‭ ‬مستمر‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬و«سوافطة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬المستمر‭ ‬ضد‭ ‬أكبر‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬محاولة‭ ‬تجريبية‭ ‬لتطهيرات‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقا‭ ‬لاحقاً‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الدمار،‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬شاكر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬تكرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬لعملية‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬قانوني‭ ‬معقول‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬الأفعال،‭ ‬وأنها‭ ‬‮«‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬و‮«‬تطهير‭ ‬عرقي‮»‬‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬الحرب،‭ ‬وأعمال‭ ‬العنف،‭ ‬وتدمير‭ ‬الممتلكات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬أكدت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أكابس‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الزيادة‭ ‬الملحوظة‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬المستوطنون‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬واستشهدت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬الهجمات‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬مسافر‭ ‬يطا‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬وتدابير‭ ‬القمع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬‮«‬تفاقمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أصبحوا‭ ‬يواجهون‭ ‬‮«‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬إيريكا‭ ‬روزاس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جرائم‭ ‬تعدي‭ ‬المستوطنين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وسرقتها،‭ ‬وشن‭ ‬الهجمات‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬دون‭ ‬أي‭ ‬عقاب‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تخلق‭ ‬‮«‬بيئة‭ ‬قسرية‮»‬،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬طرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أراضيهم،‭ ‬تعتبر‭ ‬‮«‬نقلًا‭ ‬غير‭ ‬قانوني‮»‬‭ ‬للسكان،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فهي‭ ‬‮«‬انتهاك‭ ‬خطير‮»‬‭ ‬لاتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الرابعة،‭ ‬و«جريمة‭ ‬حرب‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬‮«‬فرنانديز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التطهير‭ ‬العرقي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬‮«‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لضم‮»‬‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬لأنصار‭ ‬اليمين‭ ‬في‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭. ‬وعند‭ ‬إضافة‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬الحكومة‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مع‭ ‬حماس،‭ ‬واستيلائها‭ ‬على‭ ‬أراضٍ‭ ‬داخل‭ ‬سوريا،‭ ‬واحتفاظها‭ ‬بوجود‭ ‬عسكري‭ ‬كثيف‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان؛‭ ‬ترى‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التصعيد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬يشكل‭ ‬‮«‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬استراتيجي‭ ‬أوسع‮»‬،‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬جغرافي‭ ‬أكبر‮»‬،‭ ‬مدفوعًا‭ ‬بـ«ضغوط‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليمينية‭ ‬في‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‮»‬،‭ ‬ومدعومًا‭ ‬بـ«ثقة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تُظهر‭ ‬‮«‬أي‭ ‬بوادر‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‮»‬‭ ‬جرائم‭ ‬حلفائها‭. ‬

وكما‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬إيما‭ ‬جراهام‭ ‬هاريسون‮»‬،‭ ‬و«سفيان‭ ‬طه‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التطهير‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬هدفًا‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬متعددة‭ ‬الجبهات‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬النية‭ ‬المعلنة‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬كاتس‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬قواته‭ ‬ستحتل‭ ‬مواقع‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين،‭ ‬التي‭ ‬شُرد‭ ‬الآلاف‭ ‬منها،‭ ‬قد‭ ‬وصفتها‭ ‬‮«‬فرنانديز‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬بحكم‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‮»‬‭. ‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬سجلت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬دور‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬‭ ‬خاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‭ ‬‮«‬سمح‭ ‬لسياسات‭ ‬الاستيطان‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وعنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬بالتفاقم‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وأتاح‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬ينفذون‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬‮«‬إفلاتًا‭ ‬راسخًا‭ ‬من‭ ‬العقاب‮»‬،‭ ‬والمساءلة‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭. ‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬فشل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬الجدار‭ ‬الحديدي‮»‬‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬يناير‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية؛‭ ‬لفتت‭ ‬‮«‬فرنانديز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لإرسال‭ ‬إسرائيل‭ ‬دباباتها‭ ‬إلى‭ ‬الضفة،‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬الاجتماع‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬لمجلس‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وإسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬بروكسل،‭ ‬والذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬رئاسته‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬جدعون‭ ‬ساعر‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إدانة‭ ‬تذكر‭ ‬لحكومته‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬فرنانديز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬كان‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لانتقاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬النزوح‭ ‬القسري‭ ‬الجماعي،‭ ‬والمذابح‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية»؛‭ ‬لكن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬علاقاته‭ ‬الوثيقة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬شراكته‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬تواصل‭ ‬ارتكاب‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬بعد‭ ‬موقفًا‭ ‬رسميًا‭ ‬بشأن‭ ‬ضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬فبراير‭ ‬2025،‭ ‬أنه‭ ‬سيعلن‭ ‬عن‭ ‬سياسته‭ ‬لاحقا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬بدت‭ ‬توجهات‭ ‬حزبه‭ ‬الجمهوري‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشيوخ‭ ‬لتشريع‭ ‬يمنع‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الوثائق‭ ‬الحكومية‭ ‬عند‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬ويفرض‭ ‬اعتماد‭ ‬تسمية‭ ‬‮«‬يهودا‭ ‬والسامرة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬المستوطنون‭ ‬المتطرفون‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬جدد‭ ‬‮«‬شاكر‮»‬،‭ ‬دعوات‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬سياسيًا،‭ ‬ودبلوماسيًا،‭ ‬وعسكريًا،‭ ‬وماليًا؛‭ ‬بضرورة‭ ‬‮«‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬لمنع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفظائع‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬المستمرة،‭ ‬وتعليق‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحظر‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬ودعم‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الأخير،‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬فرنانديز‮»‬،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحملة‭ ‬المتصاعدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬الإخلاء‭ ‬الجماعي،‭ ‬والتشريد،‭ ‬والتدمير،‭ ‬وترهيب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية؛‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬امتدادًا‭ ‬لنهج‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬تُنفذ‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬بتواطؤ‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‮»‬،‭ ‬اللتين‭ ‬تخلّتا‭ ‬بالكامل‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬الشفوي‭ ‬المتقطع‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُعد‭ ‬سابقًا‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬تقليديًّا‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬لعقود‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا