العدد : ١٧١٥٦ - الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٦ - الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رسالة البحرين إلى العالم للتعايش والسلام

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

يمثل‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الحالية‭ ‬باعتماد‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬بشأن‭ ‬اعتماد‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يوما‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وطلب‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بمنظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬وجه‭ ‬وتكليف‭ ‬الأمين‭ ‬العالم‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السيد‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬بإبلاغ‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬بالقرار‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬بشأنه‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬إنجازا‭ ‬جديدا‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬الجميع‭ ‬ويؤكد‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬العالم‭ ‬لنهج‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬القائم‭ ‬على‭  ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام‭ ‬وإيمان‭ ‬جلالته‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬مرتبط‭ ‬ارتباط‭ ‬وثيقا‭ ‬بالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والقبول‭ ‬بالتنوع‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭  ‬الذي‭ ‬يراعي‭ ‬مصالح‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المكرسة‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬تأسيسها‭ ‬ووفق‭ ‬المواثيق‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية‭.‬

إن‭ ‬اعتماد‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬البحريني‭ ‬يؤكد‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬وتقدير‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لجهود‭ ‬بلادنا‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬والتعاون‭ ‬الإيجابي

إن‭ ‬اختيار‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬يناير‭ ‬ليكون‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬فهذا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬ميلاد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬ليكون‭ ‬يوم‭ ‬ميلاده‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬تقديرا‭ ‬لجلالته‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬استكمال‭ ‬للجهود‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭  ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والسلم‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬والقبول‭ ‬بالآخر‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬والقبول‭ ‬بالتنوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وجائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وكرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بإحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الإيطالية‭ ‬وبرنامج‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للقيادة‭ ‬لإيصال‭ ‬رسائل‭ ‬محبة‭ ‬وسلام‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬باعتبارها‭ ‬بلد‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬نعرفها‭ ‬ويعرفها‭ ‬العالم‭ ‬بلد‭ ‬التسامح‭ ‬فالجميع‭ ‬يمارس‭ ‬شعائره‭ ‬الدينية‭ ‬وعباداته‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬ودون‭ ‬مضايقات‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬تقدم‭ ‬التسهيلات‭ ‬لأصحاب‭ ‬الديانات‭ ‬لبناء‭ ‬أماكن‭ ‬للعبادة‭ ‬لهم،‭ ‬ويتفضل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬باستقبال‭ ‬الوفود‭ ‬الدينية‭ ‬خلال‭ ‬زيارتهم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكما‭  ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمواصلات‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬سوف‭ ‬يستثمر‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬والاحتفال‭ ‬به‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التآلف‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭.‬

إنها‭ ‬جهود‭ ‬بحرينية‭ ‬تؤكد‭ ‬التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بنشر‭ ‬مفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتسامح‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬والكراهية‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان‭ ‬لمركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وعلى‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لإبراز‭ ‬الوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬محبة‭ ‬للسلام‭ ‬مساندة‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬داعمة‭ ‬للصداقة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬مؤيدة‭ ‬للقيم‭ ‬النبيلة‭ ‬المؤسسة‭ ‬لنهج‭ ‬عالمي‭ ‬إنساني‭ ‬وأخلاقي‭ ‬يراعي‭ ‬مصالح‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬عالما‭ ‬بلا‭ ‬حروب‭ ‬وبلا‭ ‬عدوات‭ ‬وبلا‭ ‬خلافات‭ ‬أو‭ ‬صراعات‭ ‬للفرقة‭ ‬لبناء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬واستقرارا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا