العدد : ١٧١٥٦ - الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٦ - الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
المرأة الخليجية تسجل صعودها الحضاري

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٣ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة،‭ ‬أمكن‭ ‬للمرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬انتقالاً‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬المجتمع‭ ‬التقليدي،‭ ‬الذي‭ ‬يحصر‭ ‬دورها‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬لتنشئة‭ ‬الأطفال‭ ‬ورعاية‭ ‬الأسرة،‭ ‬إلى‭ ‬الحداثة،‭ ‬كشريك‭ ‬للرجل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬وسوق‭ ‬العمل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬واجباتها‭ ‬المنزلية‭ ‬والأسرية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬بحق‭ ‬نقلة‭ ‬حضارية،‭ ‬غيرت‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬نموذجًا‭ ‬فريدًا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬يقف‭ ‬عنده‭ ‬بإجلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭. ‬

ويرجع‭ ‬هذا‭ ‬الصعود‭ ‬الحضاري‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية،‭ ‬ونزوع‭ ‬قوي‭ ‬للإصلاح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وقبول‭ ‬اجتماعي‭ ‬نتيجة‭ ‬الأداء‭ ‬المتميز‭ ‬للمرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬ولجت‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬القبول‭ ‬بداية‭ ‬قد‭ ‬حصر‭ ‬مجال‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬والتمريض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القناعة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بإيجابية‭ ‬دورها،‭ ‬فتحت‭ ‬أمامها‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وكان‭ ‬العنصر‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬مكن‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية،‭ ‬هو‭ ‬ولوجها‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمي،‭ ‬حيث‭ ‬أكسبها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المعارف‭ ‬قدرات‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭.‬

إلى‭ ‬هذا‭ ‬تقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬الريادة،‭ ‬لتصنع‭ ‬مُجمع‭ ‬خبرة‭ ‬بدأته‭ ‬في‭ ‬1928‭ ‬حين‭ ‬بدأ‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمي‭ ‬للبنات،‭ ‬ليكون‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬لحركة‭ ‬نسائية،‭ ‬أنشأت‭ ‬جمعياتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬لجان‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأخرى،‭ ‬لتظل‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬النسائية‭ ‬حركة‭ ‬مطلبية،‭ ‬حتى‭ ‬تضمن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬للملك‭ ‬حمد،‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬كمؤسسة‭ ‬رسمية‭ ‬معنية‭ ‬بتمكينها‭ ‬والنهوض‭ ‬بأوضاعها،‭ ‬وجاء‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والدستور‭ ‬يكفلان‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬حقوقها‭ ‬المدنية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬ويوجها‭ ‬المُشرع‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬القائمة،‭ ‬واستحداث‭ ‬قوانين‭ ‬أخرى‭ ‬تمكن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق،‭ ‬وجعلا‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬حاكمًا‭ ‬لقاعدة‭ ‬المساواة،‭ ‬واستحداث‭ ‬آليات‭ ‬تتابع‭ ‬مدى‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭. ‬

وبمقتضى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬أمكن‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وغدت‭ ‬المرأة‭ ‬تشارك‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬بنسبة‭ ‬عضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬تبلغ‭ ‬20%،‭ ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬25%،‭ ‬وفي‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬17‭.‬5%،‭ ‬وترأست‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وشغلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناصب‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭: ‬كوزيرة‭ (‬5‭)‬،‭ ‬ووكيلة‭ ‬وزارة‭ (‬6‭)‬،‭ ‬ووكيلة‭ ‬وزارة‭ ‬مساعدة‭ (‬34‭)‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬توليها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإدارات‭ ‬والأقسام‭ ‬الحكومية،‭ ‬وفي‭ ‬المجال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬15%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬السفراء،‭ ‬و32%‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬و19%‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وترأست‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فيما‭ ‬شغلت‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬46%،‭ ‬والوظائف‭ ‬الأكاديمية‭ ‬49%،‭ ‬وفي‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬35%،‭ ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬55%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية،‭ ‬و47%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭.‬

وكانت‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصعود،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الحكومة‭ ‬تتبنى‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬عملها‭ ‬إدماج‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬وتبني‭ ‬تقرير‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬ومرصده،‭ ‬كأهم‭ ‬آليات‭ ‬المتابعة،‭ ‬فيما‭ ‬يعد‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬عنصرًا‭ ‬حاكمًا‭ ‬ترعاه‭ ‬الدولة،‭ ‬محققًة‭ ‬للمرأة‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬وواجباتها‭ ‬الأسرية‭.‬

وفي‭ ‬الإمارات،‭ ‬يُنظر‭ ‬للمرأة‭ ‬كشريك‭ ‬أساسي‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬وكان‭ ‬إنشاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬النسائي‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬1975‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬المؤسسية‭ ‬لرحلة‭ ‬صعود‭ ‬المرأة‭ ‬الإماراتية،‭ ‬حيث‭ ‬أطلق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬2002،‭ ‬وبمقتضى‭ ‬قرار‭ ‬سيادي‭ ‬غدت‭ ‬المرأة‭ ‬تشكل‭ ‬نصف‭ ‬مقاعد‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي،‭ ‬لتصبح‭ ‬الإمارات‭ ‬الأولى‭ ‬عربيًا‭ ‬وخليجيًا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬عضوية‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬والثالثة‭ ‬عالميًا،‭ ‬وفي‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬9‭ ‬نساء‭ ‬يشغلن‭ ‬حقائب‭ ‬وزارية،‭ ‬كما‭ ‬تشغل‭ ‬42‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الوظائف‭ ‬الدبلوماسية؛‭ ‬منها‭ ‬9‭ ‬سفيرات‭ ‬وقنصل‭ ‬عام‭. ‬

وفي‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬تمثل‭ ‬المرأة‭ ‬46‭.‬6%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوة‭ ‬العاملة‭ ‬الإماراتية،‭ ‬و66%‭ ‬من‭ ‬وظائف‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬منها‭ ‬30%‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬صناعة‭ ‬القرار،‭ ‬و15%‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬الفنية،‭ ‬ويستحوذ‭ ‬قطاعا‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬على‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ (‬64%‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭)‬،‭ ‬وتبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬31%‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والبنوك‭ ‬والتأمين،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬المرخصة‭ ‬والمملوكة‭ ‬للنساء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬ألفا،‭ ‬كما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬براكة‭ ‬النووية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10%،‭ ‬وفي‭ ‬مشروع‭ ‬مسار‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭ ‬34%‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬و80%‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬العلمي‭ ‬للمسار،‭ ‬كما‭ ‬شغلت‭ ‬55‭.‬6%‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬علماء‭ ‬الشباب،‭ ‬و37‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬علماء‭ ‬الإمارات،‭ ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬زاد‭ ‬إقبال‭ ‬الإناث‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الخريجات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬49‭.‬5%،‭ ‬كما‭ ‬زاد‭ ‬إقبالهن‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬العلوم‭ ‬الهندسية‭ ‬والحديثة،‭ ‬وشكلن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الحكومية،‭ ‬و70%‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭.‬

وفي‭ ‬السعودية،‭ ‬تجاوزت‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬مستهدف‭ ‬2030،‭ ‬فبلغت‭ ‬37%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العمالة‭ ‬السعودية،‭ ‬وتفوق‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬النساء،‭ ‬فبلغت‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية‭ ‬40%،‭ ‬مقابل‭ ‬نحو‭ ‬60%‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والأهلي،‭ ‬وكان‭ ‬التعليم‭ ‬والتجارة‭ ‬والصحة‭ ‬هي‭ ‬القطاعات‭ ‬الأكثر‭ ‬جذبًا‭ ‬لهن،‭ ‬وشكلت‭ ‬سياسة‭ ‬سعودة‭ ‬الوظائف‭ ‬وإطلاق‭ ‬استراتيجية‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬وتدشين‭ ‬جامعات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬لمشاركتها،‭ ‬وقد‭ ‬حصدت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬إشادة‭ ‬دولية،‭ ‬حيث‭ ‬اعترف‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬المرأة‭ ‬وأنشطة‭ ‬الأعمال‭ ‬والقانون‭ ‬في‭ ‬2020؛‭ ‬بالسعودية‭ ‬كأفضل‭ ‬دولة‭ ‬محققة‭ ‬للإصلاحات‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬مشاركتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الداعمة‭ ‬لمساواتها‭ ‬بالرجل‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬شجعت‭ ‬الحكومة‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬ولوج‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضيافة‭ ‬أطفال‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة،‭ ‬ودعم‭ ‬انتقالها،‭ ‬وإعانات‭ ‬شهرية،‭ ‬كما‭ ‬شجعتها‭ ‬على‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬النساء‭ ‬يمتلكن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬45%‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬فيما‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬السيدات‭ ‬الناشطات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأسهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬سيدة،‭ ‬كما‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬القياديات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬1707،‭ ‬ووصلت‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الإدارية‭ ‬المتوسط‭ ‬والعليا‭ ‬إلى‭ ‬43‭.‬8%‭.‬

وكان‭ ‬دخول‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬2013‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬العاهل‭ ‬السعودي‭ ‬الراحل‭  ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬ليتبنى‭ ‬المجلس‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الداعمة‭ ‬لمشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬150،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬خمس‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬وتولت‭ ‬المرأة‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬تنفيذي‭ ‬في‭ ‬عملاق‭ ‬النفط‭ ‬السعودي‭ ‬أرامكو،‭ ‬كما‭ ‬تولت‭ ‬منصب‭ ‬السفير‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ورئاسة‭ ‬هيئة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بمرتبة‭ ‬وزير،‭ ‬والمندوب‭ ‬الدائم‭ ‬للسعودية‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ونائب‭ ‬وزير،‭ ‬والمدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ومناصب‭ ‬أكاديمية‭ ‬رفيعة،‭ ‬كمركز‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬طب‭ ‬النانو‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬كما‭ ‬شغلت‭ ‬منصب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬السعودي‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬المرأة‭ ‬وجودها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وشغلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬سلطات‭ ‬الدولة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وبدأت‭ ‬تمارس‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬والانتخاب‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬2005،‭ ‬وفي‭ ‬2009‭ ‬شغلت‭ ‬أربعة‭ ‬مقاعد‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬50‭ ‬مقعدا،‭ ‬وأكدت‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭ ‬جدارتها،‭ ‬وكفل‭ ‬الدستور‭ ‬الكويتي‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وتحقيق‭ ‬المساواة،‭ ‬حتى‭ ‬غدت‭ ‬المرأة‭ ‬الكويتية‭ ‬تشكل‭ ‬58%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العمالة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬و48%‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فيما‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهن‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬144‭ ‬دبلوماسية‭ ‬بنسبة‭ ‬22%،‭ ‬وفي‭ ‬القضاء‭ ‬19‭ ‬قاضية،‭ ‬و88‭ ‬وكيلة‭ ‬نيابة،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والهندسة‭ ‬والرياضيات‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬ووصلت‭ ‬نسبة‭ ‬تشكيل‭ ‬المرأة‭ ‬كوزيرة،‭ ‬ووكيلة‭ ‬وزارة،‭ ‬ووكيلة‭ ‬مساعدة‭ ‬28%‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬قطاعات‭ ‬الدولة،‭ ‬و41%‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬الكويت‭ ‬المركزي،‭ ‬واشتمل‭ ‬التشكيل‭ ‬الوزاري‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬تعيين‭ ‬وزيرة‭ ‬للأشغال‭ ‬ووزيرة‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ووزيرة‭ ‬دولة‭ ‬لشؤون‭ ‬الشباب‭.‬

وحرصت‭ ‬القيادة‭ ‬العُمانية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية،‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬معدل‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬32‭.‬1%،‭ ‬منها‭ ‬41%‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي،‭ ‬و59%‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والأهلي،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬سيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬ألفا‭. ‬وفي‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني،‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬17.6%،‭ ‬وميز‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬الجديد‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإجازات،‭ ‬وساعات‭ ‬الراحة‭ ‬المقدمة‭ ‬لها‭ ‬بمناسبة‭ ‬الوضع‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬ورعاية‭ ‬الأسرة،‭ ‬وتشكل‭ ‬المرأة‭ ‬31%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬و20%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الوزيرات‭ ‬3‭ ‬في‭ ‬التشكيل‭ ‬الوزاري‭ ‬الجديد،‭ ‬وعدد‭ ‬وكيلات‭ ‬الوزارة‭ ‬4‭.‬

وفي‭ ‬قطر،‭ ‬شغلت‭ ‬المرأة‭ ‬منصب‭ ‬الوزير،‭ ‬والمندوب‭ ‬الدائم‭ ‬للدولة‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والسفيرة‭ ‬لدى‭ ‬المقر‭ ‬الأوروبي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬لمجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬ورئيس‭ ‬جامعة‭ ‬قطر،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬شغل‭ ‬الوظائف‭ ‬التخصصية‭ ‬52%،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬نسبة‭ ‬خريجات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬70%،‭ ‬وتشكل‭ ‬نسبة‭ ‬37%‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬مواقع‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬30%،‭ ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬4‭ ‬عضوات‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬30‭ ‬عضوا،‭ ‬كما‭ ‬شغلت‭ ‬منصب‭ ‬الوزير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وشمل‭ ‬التعديل‭ ‬الوزاري‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬تعيين‭ ‬وزيرة‭ ‬للتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والأسرة،‭ ‬ووزيرة‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬ووزيرة‭ ‬دولة‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬صعود‭ ‬قياسي‭ ‬حققته‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة،‭ ‬إيمانًا‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬بأن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬ونهوضها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬الأسرة؛‭ ‬فإنه‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الوطني،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬جودة‭ ‬التنشئة‭ ‬لأجيال‭ ‬تبني‭ ‬وتقود‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬قدرات‭ ‬لهذا‭ ‬البناء‭ ‬كانت‭ ‬معطلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا