وقت مستقطع

علي ميرزا
العين الحمراء
} في الحوار الذي أجريناه مع الكابتن علي العنزور مدرب كرة اليد والمحاضر في البرنامج الوطني لإعداد المدربين الرياضيين سألناه: إن هناك من يشتكي من غياب التحليل الفني والنقد الرياضي الفكري فقال: «التحليل الفني لأي لعبة رياضية هو نتاج لخبرات ميدانية معززة بثقافة علمية»، مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من شخص خبر الميدان الرياضي، ويثمن قيمة الكلمة الرياضية المتخصصة، ونرى في كلمة العنزور أنها تضرب في العمق، وتنطوي على دلالات عديدة تحتاج إلى التوقف عندها وتفكيك مدلولاتها.
} بداية لا يختلف اثنان على أن كل لاعب في أي لعبة رياضية مهيأ ومعرض لأن يخطئ، ولكن هناك خيطا دقيقا بين لاعب يرتكب الخطأ، وبين آخر يستثمر ويرتكب الخطأ بلا أدنى مبالاة، فالأول يحتاج إلى لفت النظر وتصحيح الخطأ له، أما الثاني فهو في أمس الحاجة إلى العين الحمراء، لأن مثل هذا اللاعب قد ينقل آفة الاستهتار إلى بقية أعضاء الفريق.
} عندما سمعت بالمشادة التي حدثت بين فئات النصر ودار كليب في إحدى المباريات، وأطفأ نارها عقلاء الفريقين بحكمتهم، لم أستغرب ما حدث، ولن أستغرب ذلك مستقبلا من أي فئة، لأن فئاتنا العمرية مع شديد الأسف تفتقد إلى الأنموذج الحسن من الكبار (دون تعميم) الذين في كل مرة نرى من أحدهم موقفا يستعرض فيه بطريقة مقززة للذوق، وكأنه الوحيد على البسيطة الذي مارس اللعبة، وأمثال هؤلاء يندحرون من الملاعب بسرعة، وإن استمروا فالحديث حولهم لا يسر قريبا ولا بعيدا، وأحمل مسؤولية هؤلاء المدربين الذين تهمهم النتائج في المقام الأول على حساب الأخلاق، وكذلك بعض حكام المباريات الذين لسبب أو لآخر يحاولون تحاشي مثل هؤلاء اللاعبين أو أنديتهم وكأنهم وأمثالهم مرفوع عنهم القلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك