العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

العين الحمراء

} في‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬أجريناه‭ ‬مع‭ ‬الكابتن‭ ‬علي‭ ‬العنزور‭ ‬مدرب‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬والمحاضر‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬لإعداد‭ ‬المدربين‭ ‬الرياضيين‭ ‬سألناه‭: ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يشتكي‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬التحليل‭ ‬الفني‭ ‬والنقد‭ ‬الرياضي‭ ‬الفكري‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬التحليل‭ ‬الفني‭ ‬لأي‭ ‬لعبة‭ ‬رياضية‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬لخبرات‭ ‬ميدانية‭ ‬معززة‭ ‬بثقافة‭ ‬علمية‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬خبر‭ ‬الميدان‭ ‬الرياضي،‭ ‬ويثمن‭ ‬قيمة‭ ‬الكلمة‭ ‬الرياضية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬ونرى‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬العنزور‭ ‬أنها‭ ‬تضرب‭ ‬في‭ ‬العمق،‭ ‬وتنطوي‭ ‬على‭ ‬دلالات‭ ‬عديدة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬وتفكيك‭ ‬مدلولاتها‭.‬

 

} بداية‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬رياضية‭ ‬مهيأ‭ ‬ومعرض‭ ‬لأن‭ ‬يخطئ،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬خيطا‭ ‬دقيقا‭ ‬بين‭ ‬لاعب‭ ‬يرتكب‭ ‬الخطأ،‭ ‬وبين‭ ‬آخر‭ ‬يستثمر‭ ‬ويرتكب‭ ‬الخطأ‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬مبالاة،‭ ‬فالأول‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬وتصحيح‭ ‬الخطأ‭ ‬له،‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العين‭ ‬الحمراء،‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬قد‭ ‬ينقل‭ ‬آفة‭ ‬الاستهتار‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭.‬

 

} عندما‭ ‬سمعت‭ ‬بالمشادة‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬النصر‭ ‬ودار‭ ‬كليب‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المباريات،‭ ‬وأطفأ‭ ‬نارها‭ ‬عقلاء‭ ‬الفريقين‭ ‬بحكمتهم،‭ ‬لم‭ ‬أستغرب‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬ولن‭ ‬أستغرب‭ ‬ذلك‭ ‬مستقبلا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فئة،‭ ‬لأن‭ ‬فئاتنا‭ ‬العمرية‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬الأنموذج‭ ‬الحسن‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ (‬دون‭ ‬تعميم‭) ‬الذين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬أحدهم‭ ‬موقفا‭ ‬يستعرض‭ ‬فيه‭ ‬بطريقة‭ ‬مقززة‭ ‬للذوق،‭ ‬وكأنه‭ ‬الوحيد‭ ‬على‭ ‬البسيطة‭ ‬الذي‭ ‬مارس‭ ‬اللعبة،‭ ‬وأمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬يندحرون‭ ‬من‭ ‬الملاعب‭ ‬بسرعة،‭ ‬وإن‭ ‬استمروا‭ ‬فالحديث‭ ‬حولهم‭ ‬لا‭ ‬يسر‭ ‬قريبا‭ ‬ولا‭ ‬بعيدا،‭ ‬وأحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدربين‭ ‬الذين‭ ‬تهمهم‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأخلاق،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬حكام‭ ‬المباريات‭ ‬الذين‭ ‬لسبب‭ ‬أو‭ ‬لآخر‭ ‬يحاولون‭ ‬تحاشي‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬أو‭ ‬أنديتهم‭ ‬وكأنهم‭ ‬وأمثالهم‭ ‬مرفوع‭ ‬عنهم‭ ‬القلم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا