العدد : ١٧١٥٤ - الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٤ - الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التضامن الغربي مع الشعب الفلسطيني وإرث الثقافة الاستعمارية

بقلم: د. رمزي بارود

الاثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

لقد‭ ‬اعتبرنا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬الضحية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬ضروري‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬مساحة‭ ‬يُنظر‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬باعتباره‭ ‬محورًا‭ ‬مركزيا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬نضاله‭.‬

ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬حقا‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬أمة‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تحررها‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬والاحتلال‭ ‬العسكري‭ ‬يتطلب‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬والمناصرة‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يواجهه‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬غالبا‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬سيطرتهم‭.‬

وبقدر‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تعليقات‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬شراء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬صادمة‭ ‬شائنة،‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬تفسيرا‭ ‬فظا‭ ‬يعكس‭ ‬ثقافة‭ ‬موجودة‭ ‬مسبقا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬باعتبارهم‭ ‬الطرف‭ ‬الهامشي‭.   ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭ ‬وحلفاءها‭ ‬الغربيين‭ ‬لم‭ ‬يستخدموا‭ ‬لغة‭ ‬صارخة‭ ‬مثل‭ ‬سيطرة‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬تعاملوا‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لهم‭ ‬بكيفية‭ ‬نظر‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الصراع،‭ ‬وهي‭ ‬لغة‭ ‬نادراً‭ ‬ما‭ ‬تلتزم‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬تم‭ ‬خوض‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العدالة‭ ‬على‭ ‬جبهتين‭: ‬الأولى‭ ‬لتحدي‭ ‬المفاهيم‭ ‬العالمية‭ ‬الخاطئة‭ ‬حول‭ ‬فلسطين‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والأخرى‭ ‬لاستعادة‭ ‬القصة‭ ‬الكاملة‭ ‬لفلسطين‭.‬

لقد‭ ‬ذكرت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أن‭ ‬استعادة‭ ‬قصة‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تركيز‭ ‬الأصوات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ليس‭ ‬كافيًا،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأصليين‭ ‬المفترضين‭ ‬لا‭ ‬يمثلون‭ ‬التطلعات‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحجة‭ ‬تستجيب‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬المقاربة‭ ‬الغربية‭ ‬لفئات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬تتحدى‭ ‬رواياتهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬التواطؤ‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬الاحتلال‭ ‬والحرب‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تركز‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬على‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬الإيذاء‭ ‬في‭ ‬الصراع،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬دعم‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ - ‬أو‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬عليهما‭ ‬معا‭.‬

ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬طبيب‭ ‬طب‭ ‬الطوارئ‭ ‬النرويجي‭ ‬الشهير،‭ ‬مادس‭ ‬جيلبرت،‭ ‬الذي‭ ‬يناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬الاستعمارية‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬التضامن‭ ‬في‭ ‬الطب‭ - ‬وبالتالي،‭ ‬التضامن‭ ‬الغربي‭ ‬ككل‭.‬

لقد‭ ‬أمضى‭ ‬الدكتور‭ ‬جيلبرت‭ ‬معظم‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وكذلك‭ ‬بين‭ ‬الأطباء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬لبنان‭. ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬ظل‭ ‬الدكتور‭ ‬جيلبرت‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكل‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬

لقد‭ ‬تطرقنا‭ ‬في‭ ‬حديثي‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬جيلبرت‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬صاغه‭ ‬هو‭ ‬بنفسه‭: ‬التضامن‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭. ‬يطبق‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬الممارسة‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬التضامن،‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين‭ ‬وخارجها‭.‬

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التضامن‭ ‬يصبح‭ ‬أكثر‭ ‬جدوى‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬دعمه‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬يفيد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الضرر‭. ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬الجيدة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تفسيره‭ ‬للمستشفى‭ ‬الميداني‭ ‬كاستراتيجية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان،‭ ‬مثل‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

لقد‭ ‬تطرقنا‭ ‬أيضا‭ ‬بالتفصيل‭ ‬إلى‭ ‬مقال‭ ‬للدكتور‭ ‬جيلبرت‭ ‬وزملائه‭ ‬الآخرين،‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬2025في‭ ‬المجلة‭ ‬الطبية‭ ‬BMC،‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.. ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الأصوات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬المقال‭ ‬بمثابة‭ ‬رد‭ ‬نقدي‭ ‬على‭ ‬مقال‭ ‬آخر‭ ‬نشره‭ ‬كارل‭ ‬بلانشيت‭ ‬وآخرون‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬أصوات‭ ‬إنسانية‭ ‬بديلة‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬اعتبر‭ ‬الدكتور‭ ‬جيلبرت‭ ‬أن‭ ‬المقال‭ ‬الأصلي‭ ‬يعكس‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬كانت‭ ‬مفتعلة‭ ‬بالكامل‭ ‬ولإغفاله‭ ‬مركزية‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وقد‭ ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬بلاغياً‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬العملي‭. ‬إن‭ ‬المستشفيات‭ ‬الميدانية،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬العمل‭ ‬التضامني‭ ‬النهائي،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الدكتور‭ ‬جيلبرت،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تستنزف‭ ‬الموارد‭ ‬المحلية‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬جيلبرت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬الأجانب‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬هجرة‭ ‬الأدمغة‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬يستنزف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬هياكل‭ ‬موازية‭ ‬لا‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬المحلي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تمويلها‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭.‬

ووفقا‭ ‬للدكتور‭ ‬جيلبرت،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬تحول‭ ‬الموارد‭ ‬الحيوية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المهمة‭ ‬الملحة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬وترميم‭ ‬المستشفيات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتوفير‭ ‬أجور‭ ‬عادلة‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المتفانين‭ - ‬الأطباء‭ ‬والممرضات‭ ‬والمساعدين‭ ‬الطبيين‭ ‬والقابلات‭ -‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الطبية‭ ‬المحلية‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المحبط‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأطباء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬قُتل‭ ‬المئات‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أن‭ ‬يشاهدوا‭ ‬الآخرين‭ ‬وهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬حول‭ ‬مساعدة‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬دون‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدور‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والعيادات‭ ‬المحلية‭.‬

إنهم‭ ‬يفشلون‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالتجربة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ -‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مرونة‭- ‬المجتمع‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والذي‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المجتمعات‭ ‬ديمومة‭ ‬صمودا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬مظهر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬قضية‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭. ‬فالغرب،‭ ‬سواء‭ ‬الأشرار‭ ‬أو‭ ‬الأخيار،‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطيني‭ ‬باعتباره‭ ‬دخيلاً‭ - ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إبعاده‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬تماماً‭ ‬أو‭ ‬معاملته‭ ‬كشخص‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬مدخلات‭ ‬ذات‭ ‬صلة،‭ ‬ولا‭ ‬خبرة‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬ولا‭ ‬قوة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬ينخرطون‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬بينما‭ ‬يفترضون‭ ‬أنهم‭ ‬يساعدون‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالفعل‭.‬

لكن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬لحظة‭ ‬فاصلة‭ ‬لخروج‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬من‭ ‬المجال‭ ‬الأكاديمي‭ ‬ودخول‭ ‬المجال‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬تصبح‭ ‬مركزية‭ ‬التجربة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬الاختبار‭ ‬الحقيقي‭ ‬لأي‭ ‬اقتراحات‭ ‬أو‭ ‬خطط‭ ‬أو‭ ‬‮«‬حلول‮»‬‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تضامن‭ ‬خارجي‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المسألة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فإن‭ ‬إنهاء‭ ‬تحرير‭ ‬مفهوم‭ ‬التضامن‭ ‬من‭ ‬نزعته‭ ‬الاستعمارية‭ ‬قد‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬أمرا‭ ‬ملحا‭.‬

ليس‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬لنضيعه‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬وجود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬التاريخية‭ ‬على‭ ‬المحك‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا