العدد : ١٧١٥٤ - الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٤ - الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أوكرانيا بين شقي رحى.. القوة الروسية والحسابات الأمريكية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

استقطبت‭ ‬المشادة‭ ‬الكلامية‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ونظيره‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬اهتمام‭ ‬الملايين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المعتاد‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬مناقشات‭ ‬حول‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة،‭ ‬حيث‭ ‬اعتدنا‭ ‬أن‭ ‬تلتقط‭ ‬عدسات‭ ‬المصورين‭ ‬ابتسامات‭ ‬اللقاءات‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬المحادثات‭ ‬قد‭ ‬جرت‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مغاير،‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬أعاد‭ ‬إلى‭ ‬ذهني‭ ‬نقاشا‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬سألني‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديك‭ ‬نصيحة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فما‭ ‬هذه‭ ‬النصيحة؟‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬فوراً‭ ‬عقد‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬لمنع‭ ‬الغزو،‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إجابتي‭ ‬مقنعة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬الناتو‭ ‬وكونه‭ ‬عامل‭ ‬ردع‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬للقارة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ولكن‭ ‬معضلة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬أنها‭ ‬تصنف‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬بالدولة‭ ‬العازلة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬مفهوم‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬قوى‭ ‬متصارعة‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عقلانية‭ ‬القرارات‭ ‬ورشادتها‭ ‬تظل‭ ‬متطلباً‭ ‬للنخب‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬يهم‭ ‬روسيا‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬انضمام‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو،‭ ‬ولكن‭ ‬مؤشرات‭ ‬توجه‭ ‬أوكرانيا‭ ‬نحو‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭.‬

وربما‭ ‬تكون‭ ‬القصة‭ ‬معروفة‭ ‬للكثيرين،‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬ذاته‭ ‬الآن‭: ‬ما‭ ‬خيارات‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني؟‭ ‬هل‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬لروسيا‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تسوية‭ ‬الأزمة‭ ‬وفقاً‭ ‬للوضع‭ ‬الميداني‭ ‬والتضحية‭ ‬بما‭ ‬فقدته‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬أراض‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية؟‭ ‬أو‭ ‬القبول‭ ‬بالمقترحات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مظلة‭ ‬أوروبية‭ ‬للأمن؟

رد‭ ‬الفعل‭ ‬الروسي‭ ‬تجاه‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬زيلينسكي‭ ‬قبول‭ ‬التفاوض‭ ‬جاء‭ ‬سريعاً‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬رفضاً‭ ‬قاطعاً‭ ‬هدنة‭ ‬سلام‭ ‬مؤقتة‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬موسكو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬سلاماً‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬يضمن‭ ‬أمن‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬وتنميتها‭ ‬المستدامة‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نختار‭ ‬لأنفسنا‭ ‬خيار‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬يناسبنا‭  ‬ويعكس‭ ‬ذلك‭ ‬قوة‭ ‬وواقع‭ ‬الموقف‭ ‬الروسي‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجهاً‭ ‬تجاه‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬للغرب‭ ‬والقارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬انكشافها‭ ‬أمنياً‭ ‬وحاجتها‭ ‬لبديل‭ ‬أمني‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ولا‭ ‬يتعارض‭ ‬معه،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الروسي‭ ‬إثارة‭ ‬ملفات‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬أجندة‭ ‬المحادثات‭ ‬الموسعة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنها‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬ففي‭ ‬تصريح‭ ‬للناطق‭ ‬الرئاسي‭ ‬الروسي‭ ‬دميتري‭ ‬بيسكوف‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬روسيا‭ ‬تطور‭ ‬علاقات‭ ‬متبادلة‭ ‬المنفعة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬ومستعدة‭ ‬لبذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬النووية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬دولة‭ ‬شريكة‭ ‬وحليفة‭ ‬لروسيا‮»‬،‭ ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تداخل‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مع‭ ‬ملفات‭ ‬أخرى‭ ‬شائكة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬خصماً‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مؤكد،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬الحرب‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬لروسيا‭ ‬فإن‭ ‬الأخيرة‭ ‬لديها‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانات‭ ‬لاستمرار‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة،‭ ‬ويتمثل‭ ‬الخيار‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬زيلينسكي‭ ‬بالمقترحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجميد‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الضمانات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬لأن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ليست‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ثمن‭ ‬ذلك؟‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬يتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اتفاق‭ ‬مينسك‭ ‬الموقع‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬فهناك‭ ‬حرب‭ ‬دامية‭ ‬رتبت‭ ‬خسائر‭ ‬للطرفين‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬أمر‭ ‬واقع،‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬زيلينسكي‭ ‬ذاته‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬المفضل‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للمضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬سلام‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬محادثات‭ ‬بالفعل‭ ‬بين‭ ‬شخصيات‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وزعماء‭ ‬المعارضة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فإن‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬زيلينسكي‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لديها‭ ‬استعداد‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬أفضلية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬معادن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ومواردها‭ ‬الطبيعية‭ ‬أمر‭ ‬ذو‭ ‬دلالة،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الخيار‭ ‬الثالث‭ ‬وهو‭ ‬المظلة‭ ‬الأوروبية‭ ‬لأمن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إجماع‭ ‬أوروبي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬الذي‭ ‬تتداخل‭ ‬عضوية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دوله‭ ‬مع‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬تصريح‭ ‬مارك‭ ‬روته‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬واضحاً‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬عضوية‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬يمكن‭ ‬مناقشتها‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬لكنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬اتفاقية‭ ‬سلام‮»‬،‭ ‬وعوداً‭ ‬إلى‭ ‬المظلة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬تأرجح‭ ‬التأييد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إعلان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تخصيص‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬لدعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وإعلان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬استعدادها‭ ‬لإرسال‭ ‬جنود‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬نيران‭ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬حيث‭ ‬لن‭ ‬يتدخل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬اعتداءً‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬الحلف‭ ‬وفقاً‭ ‬لمضمون‭ ‬المادة‭ ‬الخامسة،‭ ‬بل‭ ‬وتصريح‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لوضع‭ ‬ترسانة‭ ‬بلاده‭ ‬النووية‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬الأوروبيين‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الروسية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬روسيا‭ ‬تهديداً‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬طويلاً‭ ‬ليكون‭ ‬لديه‭ ‬بديل‭ ‬أمني‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬زيلينسكي‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬وتم‭ ‬تخصيصها‭ ‬لدعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ومناقشة‭ ‬تطوير‭ ‬مظلة‭ ‬أمنية‭ ‬أوروبية‭ ‬عموماً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬الأوروبية‭- ‬الأمريكية‭ ‬وأكدت‭ ‬خلالها‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬أنها‭ ‬لحظة‭ ‬وجودية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬تحفظ‭ ‬المجر‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬كان‭ ‬حاضراً‭. ‬

‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬عدم‭ ‬توقع‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السيناريوهات،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬تعارض‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لقوى‭ ‬بينها‭ ‬توازن‭ ‬للقوى‭ (‬روسيا،‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭) ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬تفوق‭ ‬نسبي‭ ‬لروسيا،‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬وهي‭ ‬دراسة‭ ‬سلوك‭ ‬الدول‭ ‬العازلة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصالحها‭ ‬ولكن‭ ‬ضمن‭ ‬قدرات‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أراضي‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬فاصلاً‭ ‬بينهما،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬تحولات‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ذاتها،‭ ‬فمن‭ ‬حوالي‭ ‬65‭ ‬مليار‭ ‬قدمتها‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬تام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬لتلك‭ ‬المساعدات‭.‬

إن‭ ‬مقولتي‭ ‬لا‭ ‬عدو‭ ‬دائم‭ ‬ولا‭ ‬صديق‭ ‬والمصالح‭ ‬تتصالح‭ ‬تتجسدان‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬حتماً‭ ‬ستكون‭ ‬محور‭ ‬اهتمام‭ ‬باحثي‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬مستقبلاً‭.        ‬

 

‭ ‬‭ ‬{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا