العدد : ١٧١٥٤ - الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٤ - الثلاثاء ١١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دلالات زيارات سمو ولي العهد رئيس الوزراء للمجالس الرمضانية

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

كلما‭ ‬يأتي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬بأجوائه‭ ‬الدينية‭ ‬والروحية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬تتجدد‭ ‬معه‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وأيامه‭ ‬ولياليه‭ ‬الحلوة‭ ‬التي‭ ‬تذكرنا‭ ‬برمضان‭ ‬لول‭ ‬رمضان‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬وبساطة‭ ‬العيش‭ ‬فيها،‭ ‬ومنها‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬والزيارات‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬فخلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬تفتح‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬أبوابها‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬العشاء‭ ‬لاستقبال‭ ‬ضيوفها‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬والمودة‭ ‬والتلاحم‭ ‬تجسد‭ ‬الروح‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬المتجانسة‭ ‬والمترابطة‭ ‬تحتضنها‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬تجمعنا‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭.‬

ومع‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتغير‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬فيه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬جوانب‭ ‬لم‭ ‬تتغير،‭ ‬بل‭ ‬تطورت‭ ‬وازدادت‭ ‬أهميتها‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬وهي‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬سواء‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬العائلية‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬الثقافية‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬ملتقى‭ ‬لأهل‭ ‬البحرين‭ ‬يرتادونها‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬لتبادل‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والتحاور‭ ‬في‭ ‬شؤوننا‭ ‬المحلية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والمعارف‭.‬

وما‭ ‬يميز‭ ‬مجالسنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬أن‭ ‬روادها‭ ‬يمثلون‭ ‬كل‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬تؤكد‭ ‬وحدة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬بمختلف‭ ‬طوائفه‭ ‬وأطيافه‭ ‬ومذاهبه‭ ‬وأعراقه‭ ‬وفئاته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تجسيدا‭ ‬لوحدتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬مصدر‭ ‬قوتنا‭ ‬نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬بها‭ ‬يلتقون‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬فالمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬يرتادها‭ ‬الوزراء‭ ‬والوكلاء‭ ‬والوكلاء‭ ‬المساعدون‭ ‬والمديرون‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجار‭ ‬ومسؤولو‭ ‬البنوك‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬والمثقفون‭ ‬والأكاديميون‭ ‬والتربويون‭ ‬وأصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬والناس‭ ‬البسطاء‭ ‬تأكيدا‭ ‬للعلاقة‭ ‬الحميمة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬ورعايتها‭.‬

وخلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬يتفضل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بتشريف‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬البحرينية‭ ‬بزياراته‭ ‬المتعددة‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬مجلسا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬فرصة‭ ‬لتواصل‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬والأهالي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وملاحظاتهم‭ ‬ووجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬حول‭ ‬أداء‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬وخصوصا‭ ‬الوزارات‭ ‬الحكومية‭ ‬الخدمية‭ ‬المرتبط‭ ‬عملها‭ ‬مباشرة‭ ‬باحتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬ومناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬بال‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وتوجيه‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬وتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الناس‭ ‬والأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬آرائهم‭ ‬وملاحظاتهم‭ ‬لتحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للموطنين‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تمثل‭ ‬حلقة‭ ‬من‭ ‬حلقات‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والشعب‭ ‬الوفي‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬سموه‭ ‬بأن‭ ‬التواصل‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬وحدتنا‭ ‬وتماسكنا‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تجسيدا‭ ‬للنهج‭ ‬البحريني‭ ‬الأًصيل‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭  ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬بالغة‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬فشكرا‭ ‬لكم‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬تحرصون‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬رغم‭ ‬انشغالاتكم‭ ‬وارتباطاتكم،‭ ‬داعين‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يحفظكم‭ ‬ويرعاكم‭ ‬ويسدد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬خطاكم‭ ‬لتكونوا‭ ‬ذخرا‭ ‬وسندا‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭  ‬الذي‭ ‬يبادلكم‭ ‬الحب‭ ‬بالحب‭ ‬والمحبة‭ ‬بالمحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬بالتقدير‭ ‬مبتهلين‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬علينا‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والتي‭ ‬نحن‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬ربان‭ ‬سفينة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا