كلما يأتي شهر رمضان المبارك بأجوائه الدينية والروحية والثقافية والاجتماعية تتجدد معه العادات والتقاليد المرتبطة بهذا الشهر الفضيل وأيامه ولياليه الحلوة التي تذكرنا برمضان لول رمضان الأحياء الشعبية وبساطة العيش فيها، ومنها المرتبطة بالمجالس الرمضانية ودورها في تعزيز التواصل والزيارات بين الناس فخلال شهر رمضان المبارك تفتح المجالس الرمضانية أبوابها بعد صلاة العشاء لاستقبال ضيوفها في أجواء من المحبة والمودة والتلاحم تجسد الروح البحرينية الأصيلة في إطار الأسرة الواحدة المتجانسة والمترابطة تحتضنها هذه الأرض الطيبة التي تجمعنا منذ القدم منذ عهد الآباء والأجداد.
ومع التطورات التي شهدها المجتمع البحريني وتغير نمط الحياة فيه إلا أن هنالك جوانب لم تتغير، بل تطورت وازدادت أهميتها وانتشرت في مختلف مناطق البحرين في المدن والقرى وهي المجالس الرمضانية سواء المجالس الرمضانية العائلية أو المجالس الأهلية أو المجالس الثقافية والتي أصبحت ملتقى لأهل البحرين يرتادونها كل ليلة على مدار الشهر الفضيل لتبادل أطراف الحديث حول مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية والتحاور في شؤوننا المحلية فضلا عن السؤال عن أحوال الأصدقاء والمعارف.
وما يميز مجالسنا الرمضانية أن روادها يمثلون كل أطياف المجتمع البحريني في ظاهرة تؤكد وحدة هذا الشعب بمختلف طوائفه وأطيافه ومذاهبه وأعراقه وفئاته الاجتماعية تجسيدا لوحدتنا الوطنية التي هي مصدر قوتنا نعتز ونفتخر بها يلتقون تحت سقف واحد فالمجالس الرمضانية يرتادها الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدون والمديرون ورجال الأعمال والتجار ومسؤولو البنوك والشركات والمؤسسات الخاصة والمثقفون والأكاديميون والتربويون وأصحاب الفكر والناس البسطاء تأكيدا للعلاقة الحميمة التي تربط بين أبناء البحرين في ظل القيادة الحكيمة التي تولي الإنسان البحريني جل اهتمامها ورعايتها.
وخلال هذا الشهر الفضيل يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتشريف المجالس الرمضانية البحرينية بزياراته المتعددة والتي تشمل أكثر من أربعين مجلسا على مدار هذا الشهر المبارك في مختلف محافظات مملكة البحرين، حيث تشكل هذه الزيارات فرصة لتواصل سموه الكريم مع المواطنين والأهالي في إطار العلاقة التي تربط بين الحاكم والمحكوم والاستماع إلى احتياجاتهم وملاحظاتهم ووجهات نظرهم حول أداء الأجهزة الحكومية وخصوصا الوزارات الحكومية الخدمية المرتبط عملها مباشرة باحتياجات المواطنين ومناقشة القضايا التي تشغل بال المواطن البحريني وتوجيه الوزراء والمسؤولين إلى متابعة وتلبية متطلبات الناس والأخذ بعين الاعتبار آرائهم وملاحظاتهم لتحسين وتطوير الخدمات التي تقدمها الدولة للموطنين.
إن هذه الزيارات التي يحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على القيام بها خلال شهر رمضان تمثل حلقة من حلقات التواصل بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي انطلاقا من إيمان سموه بأن التواصل هو السبيل للمحافظة على وحدتنا وتماسكنا الاجتماعي تجسيدا للنهج البحريني الأًصيل الذي تسير عليه مملكة البحرين منذ نشأة الدولة البحرينية الحديثة في رسالة بالغة الدلالة على وحدة هذا الشعب الوفي فشكرا لكم يا صاحب السمو على هذه الزيارات الكريمة التي تحرصون على القيام بها رغم انشغالاتكم وارتباطاتكم، داعين المولى العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم لتكونوا ذخرا وسندا لهذا الشعب الوفي الذي يبادلكم الحب بالحب والمحبة بالمحبة والتقدير بالتقدير مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والتي نحن فيها في ظل قيادة ربان سفينة هذا الوطن الملك المعظم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك