العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحية للمرأة بمناسبة الاحتفال بيومها العالمي

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ٠٨ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬عطلة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لتكريم‭ ‬المرأة‭ ‬ولتأكيد‭ ‬حقوقها‭ ‬ومساواتها‭ ‬بالرجل‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يسلط‭ ‬العالم‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التذكير‭ ‬بنضالات‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬كاملة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬للمجتمعات‭ ‬والأسر‭.‬

ويعود‭ ‬اختيار‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬ليكون‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للمرأة‭ ‬إلى‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬ففي‭ ‬1906‭ ‬احتفل‭ ‬بأول‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬عندما‭ ‬نظم‭ ‬أحد‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأمريكية‭ ‬احتفالا‭ ‬للمرأة‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منح‭ ‬النساء‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬كما‭ ‬نظمت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الأمريكيات‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬مسيرة‭ ‬احتجاجية‭ ‬حيث‭ ‬خرجت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬تظاهرة‭ ‬طافت‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬يعملهن‭ ‬فيها‭ ‬وتخفيض‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬وزيادة‭ ‬الأجور‭ ‬مساواة‭ ‬بالرجل‭ ‬وإعطائهن‭ ‬حق‭ ‬التصويت،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1909‭ ‬أعلن‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الأمريكي‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬يوما‭ ‬للمرأة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1910‭ ‬اقترحت‭ ‬السياسية‭ ‬الألمانية‭ ‬كلارا‭ ‬زينكين‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للمرأة‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للنساء‭  ‬العاملات‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الدنماركية‭ ‬كوبنهاغن‭ ‬بمشاركة‭ ‬100‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬دولة‭ ‬وافقن‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬المقترح،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1911‭ ‬احتفلت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المانيا‭ ‬والنمسا‭ ‬والدنمارك‭ ‬وسويسرا‭ ‬بيوم‭ ‬المرأة‭ ‬حيث‭ ‬خرجت‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مسيرات‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وبالتدريب‭ ‬المهني‭ ‬ووقف‭ ‬التمييز‭ ‬ضدهن،‭ ‬بعدها‭ ‬بدأت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تحتفل‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬كيوم‭ ‬عالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬ليشمل‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬اعترافا‭ ‬وتقدير‭ ‬لإنجازاتها‭.‬

ويعد‭ ‬ميثاق‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬اعتمد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬بعد‭ ‬تأسيسها‭ ‬أول‭ ‬وثيقة‭ ‬عالمية‭ ‬تكرس‭ ‬فيها‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ومساواتها‭ ‬بالرجل،‭ ‬كما‭ ‬اعتمدت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬كيوم‭ ‬عالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬ضمن‭ ‬احتفالات‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬مظلتها‭ ‬بعام‭ ‬المرأة‭ ‬الذي‭ ‬صادف‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬تأكيدا‭ ‬للمكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬للمرأة‭ ‬واحترام‭ ‬العالم‭ ‬لجهودها‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الدول‭ ‬التنموية‭.‬

إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬يمثل‭ ‬رمزًا‭ ‬لكفاح‭ ‬المرأة‭ ‬وتأكيدا‭ ‬لدورها‭ ‬المحوري‭ ‬واعترافا‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬النضالات‭ ‬التي‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬عليها‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬الأساسية‭ ‬وخاصة‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بسبب‭ ‬التمييز‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الرجل‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬فإن‭ ‬حقوقها‭ ‬مكرسة‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬وفي‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬صوت‭ ‬عليه‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬الإجماع‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمنت‭ ‬للمرأة‭ ‬حقوقها‭ ‬كاملة‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬والترشح‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬لتكون‭ ‬أساس‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬ضمن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭.‬

وبفضل‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬تمكنت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب‭ ‬وشغل‭ ‬المراكز‭ ‬القيادية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فهي‭ ‬اليوم‭ ‬وزيرة‭ ‬ووكيلة‭ ‬وزارة‭ ‬ووكيلة‭ ‬مساعدة‭ ‬ونائبة‭ ‬برلمانية‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬وعضو‭ ‬بلدي‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬بنوك‭ ‬وشركات‭ ‬تسهم‭ ‬بإيجابية‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬لبلادنا‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أخيها‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬والمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ونساء‭ ‬العالم‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا