العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٢ - الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مقترحات «ويتكوف».. والترويج لرؤية ترامب بشأن مستقبل غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٧ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

تولت‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬الثانية‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تصاعدت‭ ‬فيه‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬ورغم‭ ‬الاتهامات‭ ‬المتكررة‭ ‬لواشنطن‭ ‬بدعم‭ ‬سياسات‭ ‬تستهدف‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬مواقف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬وكبار‭ ‬مسؤولي‭ ‬إدارته،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬برايان‭ ‬كاتوليس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط»؛‭ ‬‮«‬عكست‭ ‬نهجًا‭ ‬متباينًا‭ ‬لمستقبل‭ ‬غزة‭ ‬والمنطقة‮»‬،‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬‮«‬التصريحات‭ ‬المتناقضة‭ ‬والتحركات‭ ‬السياسية‭ ‬غير‭ ‬الواضحة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لاقتراحه‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬شير‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬شهد‭ ‬تحولًا‭ ‬لاحقًا،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬بدا‭ ‬وكأنه‭ ‬يتراجع‭ ‬عن‭ ‬مطلبه‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬‮«‬يفرض‭ ‬مخططًا‭ ‬على‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬ظل‭ ‬مقتنعًا‭ ‬بأن‭ ‬الفكرة‭ ‬ستلقى‭ ‬قبولًا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ففي‭ ‬25‭ ‬فبراير،‭ ‬برز‭ ‬اهتمامه‭ ‬بإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إمبراطوريته‭ ‬العقارية،‭ ‬حيث‭ ‬نشر‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬2025‭.. ‬ما‭ ‬التالي؟‮»‬،‭ ‬تضمن‭ ‬صورًا‭ ‬مولدة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تُظهر‭ ‬تحول‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬أنقاض‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬منتجع‭ ‬فخم‭ ‬يحمل‭ ‬اسمه‮»‬‭.‬

ووفقا‭ ‬لـ«ريتشارد‭ ‬هول‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬الفيديو‭ ‬‮«‬الغضب،‭ ‬والسخرية،‭ ‬والارتباك‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬الغربيين‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يعتزم‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬تنفيذه‭ ‬مستقبلًا‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وبينما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كاتوليس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬حاول‭ ‬تفسير‭ ‬تصريحاته‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬محاولة‭ ‬لإحداث‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬النهج‭ ‬التقليدي‭ ‬المتبع‭ ‬لعقود‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فقد‭ ‬اعتبر‭ ‬‮«‬جون‭ ‬سباركس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مقطع‭ ‬الفيديو‭ ‬يؤكد‭ ‬فقط‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتخل‭ ‬عن‭ ‬رؤيته‮»‬‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬إبعاد‭ ‬مليوني‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني‭ ‬منه‭ ‬قسرًا‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تصدّر‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار‭ ‬العالمية،‭ ‬واستحوذ‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام؛‭ ‬تظل‭ ‬الجهود‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وإعادة‭ ‬بنائها‭ ‬وفقًا‭ ‬لتصورها‭ ‬‮«‬محط‭ ‬اهتمام‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يسعى‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬لترامب‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬ادعى‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الناس‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‮»‬‭ ‬‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬لإنشاء‭ ‬‮«‬ريفيرا‮»‬‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬نيته‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬قريبا‭ ‬لمطوري‭ ‬العقارات‭ ‬والمخططين‭ ‬لتقرير‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬وسكانها‭ ‬الذين‭ ‬نزحوا‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬ساكردوتي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬سبيكتاتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الفيديو‭ ‬يعكس‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬للهيمنة،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬اقتراح‭ ‬سياسي‮»‬‭. ‬ووثّق‭ ‬‮«‬أوليفر‭ ‬هولمز‮»‬،‭ ‬و«بول‭ ‬أوين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أظهرت‭ ‬لقطات‭ ‬الفيديو‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬مدته‭ ‬35‭ ‬ثانية‭ ‬ونشره‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تعليق‭ ‬إضافي‭ ‬‭ ‬مشاهد‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وقد‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬منتجع‭ ‬فاخر‭ ‬على‭ ‬طراز‭ ‬دبي،‭ ‬يزدان‭ ‬بناطحات‭ ‬السحاب،‭ ‬واليخوت‭ ‬الفاخرة،‭ ‬بينما‭ ‬يلهو‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬أرجائه،‭ ‬ويظهر‭ ‬الملياردير‭ ‬المؤيد‭ ‬لترامب،‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬يتناول‭ ‬طعامًا‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬تقليديًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يرقص‭ ‬وسط‭ ‬أوراق‭ ‬الدولار‭ ‬المتساقطة‭ ‬من‭ ‬السماء‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ظهور‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬يستجم‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬بجوار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أمام‭ ‬لافتة‭ ‬كُتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬ترامب‭ ‬غزة»؛‭ ‬ركّز‭ ‬الباحثان‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬المصاحبة‭ ‬للفيديو،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الكلمات‭ ‬والموسيقى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬بواسطة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تتضمن‭ ‬عبارات،‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬دونالد‭ ‬قادم‭ ‬لتحريركم،‭ ‬وجلب‭ ‬الضوء‭ ‬للجميع‭ ‬لرؤيته،‭ ‬لا‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأنفاق،‭ ‬لا‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬ترامب‭ ‬غزة‭ ‬هنا‭ ‬أخيرًا‮»‬‭.‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬كونور‭ ‬موراي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فوربس‮»‬،‭ ‬الفيديو‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬غريب‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬اعتبره‭ ‬‮«‬علي‭ ‬ووكر‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬،‭ ‬‮«‬غير‭ ‬منطقي‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬هول‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬نظرة‭ ‬كابوسية‮»‬‭ ‬تجسد‭ ‬نوايا‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬الأمريكي‭ ‬لمستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬تضخيمه‭ ‬لذاته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬ظهور‭ ‬اسمه‭ ‬وصورته‭ ‬على‭ ‬الفنادق،‭ ‬والهدايا‭ ‬التذكارية،‭ ‬وفي‭ ‬شكل‭ ‬تمثال‭ ‬ذهبي‭ ‬عملاق‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عادته‭. ‬وبذلك،‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الفيديو،‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬محاولاته‭ ‬السابقة‭ ‬لترويج‭ ‬الفكرة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬تحليله،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬الفيديو‭ ‬تشبه‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المفترضة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬متطورة‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لإضفاء‭ ‬أي‭ ‬معنى‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬أشبه‭ ‬بحلم‭ ‬غريب‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬حقيقيًا،‭ ‬مع‭ ‬الافتقاد‭ ‬للمنطق‮»‬‭. ‬

وتكشف‭ ‬خطابات‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬خيال،‭ ‬بل‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توضيح‭ ‬‮«‬سباركس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬نشر‭ ‬الفيديو‭ ‬كان‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬محاولة‭ ‬لإرضاء‭ ‬ترامب‭ ‬نفسه»؛‭ ‬فإن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬مطور‭ ‬العقارات‭ ‬ستيف‭ ‬ويتكوف،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬غزة،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬فاخرة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬أساسي‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭.‬

وقبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬المقطع‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬التواصل‭ ‬‮«‬تروث‭ ‬سوشيال‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أنشأها‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬فبراير؛‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬ديبوره‭ ‬أكوستا‮»‬،‭ ‬و«جوش‭ ‬داوسي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ويتكوف‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬محتملة‭ ‬لعقد‭ ‬قمة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬جمع‭ ‬‮«‬مطوري‭ ‬العقارات‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الأعمال‮»‬،‭ ‬وستوضح‭ ‬الشركات‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬اللوجستية‭ ‬والفنية‭ ‬المتأزمة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬أوضحوا‭ ‬أنها‭ ‬ستشمل‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬سيكتشفون‭ ‬القنابل،‭ ‬ويتعاملون‭ ‬مع‭ ‬الأنفاق‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأشخاص‭ ‬ممن‭ ‬يأبون‭ ‬مغادرة‭ ‬المنطقة‮»‬‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬الإبعاد‭ ‬القسري‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬محدد‭ ‬باعتباره‭ ‬تطهيرا‭ ‬عرقيا‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬فعالية‭ ‬أقيمت‭ ‬بواشنطن‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬فبراير،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬سيعقد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬القمة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬المطورين‮»‬‭ ‬و«الكثير‭ ‬من‭ ‬المخططين‭ ‬الرئيسيين‮»‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬وتفاخر‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الناس‭ ‬سينبهرون‭ ‬عندما‭ ‬يرون‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬ستتمخض‭ ‬عنها‮»‬‭. ‬

ويُعد‭ ‬‮«‬جاريد‭ ‬كوشنر‮»‬،‭ ‬صهر‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬ومستشاره‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض؛‭ ‬الشخصية‭ ‬المحورية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬العقارية،‭ ‬إذ‭ ‬كشف‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أقنعه‭ ‬بترك‭ ‬شركته‭ ‬العقارية‭ ‬لتولي‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬رغم‭ ‬افتقاره‭ ‬لأي‭ ‬خبرة‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬دبلوماسية‭ ‬سابقة‭. ‬وفي‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬كوشنر‮»‬‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬لغزة‭ ‬قد‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬المنطقة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬تمتلك‭ ‬واجهة‭ ‬بحرية‭ ‬قيّمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يُطهِر‮»‬‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وبهذا،‭ ‬أحاط‭ ‬‮«‬كوشنر‮»‬،‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بشخصيات‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الأرباح‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحققوها‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خلص‭ ‬إليه‭ ‬الصحفي‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬أليكس‭ ‬هانافورد‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬اتهم‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬وكأنها‭ ‬‮«‬لعبة‭ ‬تجارية‭ ‬احتكرها‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالحه‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يبقى‭ ‬تركيزه‭ ‬الأساسي‭ ‬‮«‬منصبًا‭ ‬على‭ ‬المال‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬سيكون‭ ‬المدنيون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررًا،‭ ‬إذ‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬محاصرين‭ ‬بفعل‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة،‭ ‬والقصف‭ ‬الجوي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المكثف،‭ ‬والهجمات‭ ‬البرية‭ ‬المتواصلة‭. ‬ووفقًا‭ ‬لمخططات‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬سيُجبر‭ ‬هؤلاء‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬قسرًا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الأردن‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أبعد،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬غزة‭ ‬وفق‭ ‬مصالح‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة،‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لمصير‭ ‬أهلها‭ ‬أو‭ ‬حقوقهم‭.‬

ورغم‭ ‬محاولة‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬إخلاء‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬إصراره‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬‮«‬المستحيل‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬شخص‭ ‬داخل‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«حي‭ ‬عشوائي‭ ‬عملاق‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالًا‭ ‬للشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬المطورين‭ ‬العقاريين‭ ‬التي‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭ ‬تهدف‭ ‬فعليًا‭ ‬إلى‭ ‬إخلاء‭ ‬السكان‭ ‬بالقوة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ويمثل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المفهوم‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬ترامب‭ ‬يُعتبر‭ ‬أحد‭ ‬‮«‬الفرص‭ ‬الأفضل‮»‬‭ ‬لأهل‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬للحصول‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬وفرص‭ ‬أفضل،‭ ‬وتطلعات‭ ‬أفضل‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬لأطفالهم‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬هول‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفيديو‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬يُظهر‭ ‬شخصيات‭ ‬يُفترض‭ ‬أنها‭ ‬أطفال‭ ‬فلسطينيون‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يتم‭ ‬رؤيتها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ناطحات‭ ‬السحاب‭ ‬التي‭ ‬تصطف‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬ليتم‭ ‬استبدالها‭ ‬بصور‭ ‬‮«‬ماسك‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬وهم‭ ‬يستمتعان‭ ‬بوقتهما‭ ‬في‭ ‬الفنادق،‭ ‬والمطاعم‭ ‬الفاخرة‭. ‬كما‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المقطع‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬اختفوا،‭ ‬وكأن‭ ‬الأنقاض‭ ‬قد‭ ‬جرفتهم‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬مجهول،‭ ‬مشيرًا‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قبور‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬الذين‭ ‬استشهدوا‭ ‬بسبب‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المكثف‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬استبدالها‭ ‬بمشاريع‭ ‬ترفيهية‭ ‬ومطاعم‭ ‬فاخرة‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬نوايا‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬المعلنة‭ ‬‮«‬بالسيطرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وإعادة‭ ‬بنائها‭ ‬لصالح‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬باستثناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني؛‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬فريدمان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬‭. ‬كما‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النوايا‭ ‬أظهرت‭ ‬أيضًا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬إدارته‭ ‬الثانية‭ ‬مليئة‭ ‬بأفكار‭ ‬‮«‬غير‭ ‬منطقية‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأفكار‭ ‬الغريبة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬عقد‭ ‬قمة‭ ‬لمطوري‭ ‬العقارات‭ ‬ومخططي‭ ‬البناء‭ ‬لوضع‭ ‬خطة‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬فنادق‭ ‬ومنتجعات‭ ‬ومطاعم‭ ‬فاخرة؛‭ ‬بأنها‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬كأحد‭ ‬المتبنين‭ ‬لنوايا‭ ‬ترامب‭ ‬غير‭ ‬الواقعية‭ ‬والخطيرة‭.‬

وفي‭ ‬مؤتمر‭ ‬عُقد‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬ميامي،‭ ‬تساءل‭ ‬‮«‬ويتكوف‮»‬‭ ‬مستنكرًا‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬يريد‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬العيش‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة؟،‭ ‬واصفًا‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬منطقية‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬‮«‬ظروفًا‭ ‬مروعة‮»‬‭ ‬محاطة‭ ‬بـ‮«‬30‭ ‬ألف‭ ‬قذيفة‭ ‬غير‭ ‬منفجرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬هناك‮»‬‭. ‬وتجاهل‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬فُرضت‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بفعل‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة،‭ ‬وحملة‭ ‬القصف‭ ‬والغزو‭ ‬البري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بلا‭ ‬هوادة،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إجبار‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬غزة،‭ ‬ما‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬المتطرفة‭ ‬للاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬وإحلال‭ ‬مستوطنين‭ ‬غير‭ ‬شرعيين‭ ‬محلهم،‭ ‬بدعم‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وخلص‭ ‬‮«‬هول‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬أنشأه‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ونشره‭ ‬ترامب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُعتبر‭ ‬‮«‬تطهيرًا‭ ‬عرقيًا‭ ‬مُغلفًا‭ ‬لغزة‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬فيديو‭ ‬ترويجي‭ ‬للعقارات‭ ‬المطورة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحويل‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬إلى‭ ‬واقع،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُفهم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬محاولة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أخطر‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا