تُعد مملكة البحرين من أجمل الوجهات السياحية في منطقة الخليج العربي، وتتميز السياحة في البحرين بتنوعها الفريد بين الرياضة والثقافة والتاريخ، وسياحة المعارض، والسياحة الاستجمامية وبالتزامن مع تدشين منتجع حوار كأول مشروع استراتيجي ضمن المخطط العام للسياحة في جزر حوار، الذي سيشكل إضافة نوعية قيّمة لقطاع السياحة في المملكة بما يقدمه من خدمات راقية ذات جودة عالمية، وضمن توجه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، تواصل إنجازاتها النوعية والمتميزة في قطاع السياحة عبر ترسيخ مفاهيم جديدة للسياحة المستدامة، من خلال إبراز جمال طبيعتها وثراء مكوناتها البيئية وعراقة تاريخها وحضارتها والتي تعد مقومات جاذبة للاستثمارات تعزز من تنافسيتها على خارطة السياحة الإقليمية والعالمية.
تمتلك مملكة البحرين مقومات سياحية طبيعية فريدة كغابة أشجار القرم في خليج توبلي ورأس سند ومحمية دوحة عراد وغيرها من المواقع، هذه الغابات التي تحتوي بين أشجارها على مناظر خلّابة وأنواع كثيرة من الطيور وحتى هواءها المنعش في هذه الرقعة الخضراء يمنحها تميزاً فريداً ويجعلها وجهة سياحية فريدة، أشجار القرم أو «المانغروف» هي نباتات فريدة تعيش على السواحل ولها دور كبير في الحفاظ على البيئة البحرية ولها فوائدها عديدة مثل تنقية المياه من الملوثات زيادة التنوع البيولوجي، حيث توفر مأوى للأسماك والطيور والكائنات البحرية، امتصاص ثاني أكسيد الكربون مما يساعد على تخفيف آثار تغير المناخ.
ونظراً لما تتمتع به مملكة البحرين من كثافة في أشجار القرم في خليج توبلي ودوحة عراد، وانطلاقا من أهمية الاستثمار في هذه المحميات الطبيعية بما يعود بالنفع على الاقتصاد البحريني نتطلع إلى تبني مشروع سياحي كبير في هذه المحميات الطبيعية بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه وبالتعاون مع وزارة السياحة والقطاع الخاص لتطوير برامج سياحية مستدامة من خلال الاستثمار في السياحة البيئية، كتطوير رحلات استكشافية وقوارب تجديف عبر الممرات المائية داخل غابات القرم لمنح السياح فرصة للتعرف على الكائنات البحرية والطيور التي تعيش في هذه البيئة، وكذلك بناء ممرات خشبية بين أشجار القرم للسياح للمشي والاستمتاع بالطبيعة، وبالإمكان تنظيم جولات ليلية للسياح مع إضاءة ناعمة لتعريفهم بالسحر الليلي لأشجار القرم، وتوفير نقاط مشاهدة الطيور وأماكن استراحة بسيطة، كما يمكن بناء مركز معلومات بيئية مصغر يقدم للزوار معلومات عن أهمية أشجار القرم، تاريخها، وكيفية الحفاظ عليها، والسماح بفتح مطاعم سياحية بين أشجار القرم أو على أطراف خليج توبلي ودوحة عراد تقدم مأكولات محلية مستوحاة من البحر والثقافة البحرينية، وبالإمكان إنشاء أماكن إقامة صديقة للبيئة مثل أكواخ خشبية مستدامة بالقرب من أشجار القرم في خليج توبلي أو دوحة عراد وتسويق ذلك للسياح القادمين عبر مطار البحرين وتقديم تجربة طبيعية فريدة من نوعها، وإذا ما تم ذلك فسوف يكون هذا الاستثمار رافدا قويا للاقتصاد البحريني ويدعم قطاع السياحة ويضع البحرين كوجهة سياحية بيئية بارزة في المنطقة.
من التجارب الجميلة التي رأيناها ضمن مشاريع القطاع السياحي والتراثي في مملكة البحرين افتتاح ليالي المحرق أو طريق اللّؤلؤ في مدينة المحرق العتيقة وكذلك ريترو المنامة الذي أخذنا بجولة إلى أيام الزمن الجميل بين جدران مباني العاصمة المنامة، هذه المشاريع السياحية المتميزة أدخلت البهجة إلى قلوب شعب البحرين ناهيك عن السياح القادمين من دول الخليج العربية ومن مختلف دول العالم والتي حققت نجاحا مبهرا، المواطن البحريني متعطش لمثل هذه المشاريع المتميزة والبحرين تمتلك كل المقومات التي تدفع بعجلة القطاع السياحي الذي يُعد جزءا لا يتجزأ من مسيرة التنمية الاقتصادية لمملكتنا الغالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك