العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

السـيـاحـة فـي غـابـات أشجار القرم

بقلم: عبدالهادي الخلاقي

الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

تُعد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وتتميز‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بتنوعها‭ ‬الفريد‭ ‬بين‭ ‬الرياضة‭ ‬والثقافة‭ ‬والتاريخ،‭ ‬وسياحة‭ ‬المعارض،‭ ‬والسياحة‭ ‬الاستجمامية‭ ‬وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تدشين‭ ‬منتجع‭ ‬حوار‭ ‬كأول‭ ‬مشروع‭ ‬استراتيجي‭ ‬ضمن‭ ‬المخطط‭ ‬العام‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬حوار،‭ ‬الذي‭ ‬سيشكل‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬قيّمة‭ ‬لقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬راقية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالمية،‭ ‬وضمن‭ ‬توجه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ومتابعة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬تواصل‭ ‬إنجازاتها‭ ‬النوعية‭ ‬والمتميزة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬عبر‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬جديدة‭ ‬للسياحة‭ ‬المستدامة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبراز‭ ‬جمال‭ ‬طبيعتها‭ ‬وثراء‭ ‬مكوناتها‭ ‬البيئية‭ ‬وعراقة‭ ‬تاريخها‭ ‬وحضارتها‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬مقومات‭ ‬جاذبة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬تنافسيتها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬السياحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭.‬

تمتلك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مقومات‭ ‬سياحية‭ ‬طبيعية‭ ‬فريدة‭ ‬كغابة‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬توبلي‭ ‬ورأس‭ ‬سند‭ ‬ومحمية‭ ‬دوحة‭ ‬عراد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواقع،‭ ‬هذه‭ ‬الغابات‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬بين‭ ‬أشجارها‭ ‬على‭ ‬مناظر‭ ‬خلّابة‭ ‬وأنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬وحتى‭ ‬هواءها‭ ‬المنعش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرقعة‭ ‬الخضراء‭ ‬يمنحها‭ ‬تميزاً‭ ‬فريداً‭ ‬ويجعلها‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬فريدة،‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المانغروف‮»‬‭ ‬هي‭ ‬نباتات‭ ‬فريدة‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬ولها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬ولها‭ ‬فوائدها‭ ‬عديدة‭ ‬مثل‭ ‬تنقية‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬زيادة‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬حيث‭ ‬توفر‭ ‬مأوى‭ ‬للأسماك‭ ‬والطيور‭ ‬والكائنات‭ ‬البحرية،‭ ‬امتصاص‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭.‬

ونظراً‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كثافة‭ ‬في‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬توبلي‭ ‬ودوحة‭ ‬عراد،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬مشروع‭ ‬سياحي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتطوير‭ ‬برامج‭ ‬سياحية‭ ‬مستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬السياحة‭ ‬البيئية،‭ ‬كتطوير‭ ‬رحلات‭ ‬استكشافية‭ ‬وقوارب‭ ‬تجديف‭ ‬عبر‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬داخل‭ ‬غابات‭ ‬القرم‭ ‬لمنح‭ ‬السياح‭ ‬فرصة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الكائنات‭ ‬البحرية‭ ‬والطيور‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البيئة،‭ ‬وكذلك‭ ‬بناء‭ ‬ممرات‭ ‬خشبية‭ ‬بين‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬للسياح‭ ‬للمشي‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالطبيعة،‭ ‬وبالإمكان‭ ‬تنظيم‭ ‬جولات‭ ‬ليلية‭ ‬للسياح‭ ‬مع‭ ‬إضاءة‭ ‬ناعمة‭ ‬لتعريفهم‭ ‬بالسحر‭ ‬الليلي‭ ‬لأشجار‭ ‬القرم،‭ ‬وتوفير‭ ‬نقاط‭ ‬مشاهدة‭ ‬الطيور‭ ‬وأماكن‭ ‬استراحة‭ ‬بسيطة،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬بناء‭ ‬مركز‭ ‬معلومات‭ ‬بيئية‭ ‬مصغر‭ ‬يقدم‭ ‬للزوار‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬أشجار‭ ‬القرم،‭ ‬تاريخها،‭ ‬وكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬والسماح‭ ‬بفتح‭ ‬مطاعم‭ ‬سياحية‭ ‬بين‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬خليج‭ ‬توبلي‭ ‬ودوحة‭ ‬عراد‭ ‬تقدم‭ ‬مأكولات‭ ‬محلية‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬والثقافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وبالإمكان‭ ‬إنشاء‭ ‬أماكن‭ ‬إقامة‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬مثل‭ ‬أكواخ‭ ‬خشبية‭ ‬مستدامة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬توبلي‭ ‬أو‭ ‬دوحة‭ ‬عراد‭ ‬وتسويق‭ ‬ذلك‭ ‬للسياح‭ ‬القادمين‭ ‬عبر‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬وتقديم‭ ‬تجربة‭ ‬طبيعية‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬فسوف‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الاستثمار‭ ‬رافدا‭ ‬قويا‭ ‬للاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬ويدعم‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬ويضع‭ ‬البحرين‭ ‬كوجهة‭ ‬سياحية‭ ‬بيئية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

من‭ ‬التجارب‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬رأيناها‭ ‬ضمن‭ ‬مشاريع‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬والتراثي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬افتتاح‭ ‬ليالي‭ ‬المحرق‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬اللّؤلؤ‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬العتيقة‭ ‬وكذلك‭ ‬ريترو‭ ‬المنامة‭ ‬الذي‭ ‬أخذنا‭ ‬بجولة‭ ‬إلى‭ ‬أيام‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬مباني‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬المتميزة‭ ‬أدخلت‭ ‬البهجة‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬السياح‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والتي‭ ‬حققت‭ ‬نجاحا‭ ‬مبهرا،‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬متعطش‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬المتميزة‭ ‬والبحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الغالية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا