العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الثقافة جسر الصداقة بين البحرين وروسيا

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

شهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬والرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭.‬

فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬تطورا‭ ‬نوعيا‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬الطيبة‭ ‬التوافق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الثنائية‭ ‬معززا‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬العلاقات‭ ‬المتينة‭ ‬بين‭ ‬قائدي‭ ‬البلدين‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬رئاسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬أعطت‭ ‬مجالا‭ ‬أوسع‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬العربية‭ ‬والقرارات‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الروسي‭ ‬باعتباره‭ ‬صديقا‭ ‬للعرب‭ ‬وداعما‭ ‬للقضايا‭ ‬العربية‭ ‬وخاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فلا‭ ‬يسمح‭ ‬المجال‭ ‬هنا‭ ‬لاستعراض‭ ‬كل‭ ‬النتائج‭ ‬والمؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬ولكن‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬تعد‭ ‬الرافعة‭ ‬الأساسية‭ ‬لبقية‭ ‬جوانب‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬الروسية‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬كانت‭ ‬داعمة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬للبحرين‭ ‬سواء‭ ‬عند‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬عروبة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أو‭ ‬أيام‭ ‬الأزمة‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬للإخلال‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬مشرفة‭ ‬ولن‭ ‬ينساها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬متانة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬هو‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬مثل‭ ‬الأيام‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬وكذلك‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنظيمها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الروسية‭ ‬وكذلك‭ ‬المشاركات‭ ‬والزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬التي‭ ‬ازدادت‭ ‬وتيرتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬نفسه‭ ‬ازدادت‭ ‬المشاركات‭ ‬الثقافية‭ ‬الروسية‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬للانتباه‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬الروسي‭ ‬مبهرا‭ ‬ولفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليه‭ ‬اجتذب‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭  ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬السعوديين‭ ‬لحضور‭ ‬الحفلات‭ ‬والعروض‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البحرين‭ ‬بمناسبة‭ ‬المواسم‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الروسي‭ ‬الجميل‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬محل‭ ‬الترحيب‭ ‬والمحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬المهتم‭ ‬بالثقافة‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬الأعجاب‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬جغرافيا‭ ‬ولكن‭ ‬نتيجة‭ ‬لثراء‭ ‬الثقافة‭ ‬الروسية‭ ‬وتنوعها‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الروسية‭ ‬وعاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬وفنونهم‭ ‬المختلفة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإيقاعات‭ ‬المتعددة‭ ‬تعدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الروسية‭ ‬مشاهد‭ ‬تشده‭ ‬حيث‭ ‬استمتعنا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أيما‭ ‬استمتاع‭ ‬بالعروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختلف‭ ‬الفرق‭ ‬الفنية‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الصالة‭ ‬الثقافية‭ ‬بمتحف‭ ‬البحريني‭ ‬الوطني‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬سوف‭ ‬يشهد‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬حضور‭ ‬ثقافيا‭ ‬واسعا‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬تأكيدا‭ ‬لهذا‭ ‬التواصل‭ ‬وعلى‭ ‬متانة‭ ‬وقوة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬باعتبار‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬التعليمي‭ ‬المرتبط‭ ‬بالثقافة‭ ‬فقد‭ ‬شهدنا‭ ‬مؤخرا‭ ‬حدثًا‭ ‬مهما‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬بالجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬البادرة‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬وهي‭ ‬ثمرة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬تستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يفتح‭ ‬بابا‭ ‬ثقافيا‭ ‬ولغويا‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬والفهم‭ ‬اللغوي‭ ‬والعلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يوفره‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬التحاق‭ ‬أعداد‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬الأدبية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬والفنية‭.‬

ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬والعلاقات‭ ‬وإن‭ ‬يشمل‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا