شهدت العلاقات البحرينية الروسية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده الله والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قفزة نوعية على جميع المستويات فلم تكن هذه العلاقات في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه اليوم سواء على الصعيد السياسي والدبلوماسي أو على الصعيد الاقتصادي أو على الصعيد الثقافي.
فعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي فقد شهدت هذه العلاقات تطورا نوعيا وكان من نتائجها الطيبة التوافق الكبير بين البلدين الصديقين في جميع القضايا السياسية التي شهدها العالم كما في القضايا الثنائية معززا بشكل رئيسي العلاقات المتينة بين قائدي البلدين ولا شك أن رئاسة مملكة البحرين للقمة العربية الأخيرة التي عقدت في المنامة أعطت مجالا أوسع لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم رئيس الدورة الحالية في نقل وجهة النظر العربية والقرارات العربية إلى الطرف الروسي باعتباره صديقا للعرب وداعما للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية فلا يسمح المجال هنا لاستعراض كل النتائج والمؤشرات الإيجابية على هذا الصعيد ولكن يمكننا القول إن العلاقات السياسية تعد الرافعة الأساسية لبقية جوانب هذه العلاقات البحرينية الروسية.
كما أن المواقف الروسية السياسية والدبلوماسية كانت داعمة بشكل كبير للبحرين سواء عند الاستفتاء على عروبة البحرين في بداية سبعينيات القرن الماضي أو أيام الأزمة عندما تعرضت البحرين إلى محاولات للإخلال بأمنها واستقرارها وتعد هذه المواقف مشرفة ولن ينساها شعب البحرين.
أما على الصعيد الثقافي فإن ما يؤكد متانة هذه العلاقات بشكل كبير هو التبادل الثقافي بين البلدين الذي يتمثل في عديد من البرامج المتبادلة بين مملكة البحرين وروسيا الاتحادية مثل الأيام الثقافية البحرينية في روسيا خلال السنوات الماضية وهي عديدة ومتنوعة وكذلك المعارض الفنية التي تم تنظيمها في عديد من المدن الروسية وكذلك المشاركات والزيارات المتبادلة بين البلدين التي ازدادت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة.
وعلى الصعيد نفسه ازدادت المشاركات الثقافية الروسية بشكل لافت للانتباه بل كان الحضور الفني والثقافي الروسي مبهرا ولفت الأنظار إليه اجتذب الآلاف من البحرينيين والمقيمين بل وحتى عدد كبير من الأشقاء السعوديين لحضور الحفلات والعروض الفنية التي تشهدها البحرين بمناسبة المواسم الروسية في البحرين على والتي سوف تستمر على مدار العام الحالي 2025 وكان هذا الحضور الروسي الجميل خلال الأيام الأخيرة محل الترحيب والمحبة والتقدير من الجمهور المهتم بالثقافة وكان من أهم الجوانب هذه اللغة الفنية والثقافية التي تلقاها الجمهور البحريني بكل الأعجاب بالرغم من المسافة الواسعة التي تفصل بين البلدين جغرافيا ولكن نتيجة لثراء الثقافة الروسية وتنوعها الناجم عن تنوع وتعدد الشعوب الروسية وعاداتهم وتقاليدهم وفنونهم المختلفة فإن هذا الجمهور البحريني وجد في هذه الإيقاعات المتعددة تعدد الشعوب الروسية مشاهد تشده حيث استمتعنا في الآونة الأخيرة أيما استمتاع بالعروض التي تم تقديمها من قبل مختلف الفرق الفنية الروسية على مسرح الصالة الثقافية بمتحف البحريني الوطني.
وفي المقابل سوف يشهد عام 2026 حضور ثقافيا واسعا للبحرين في روسيا الاتحادية تأكيدا لهذا التواصل وعلى متانة وقوة العلاقات الثقافية بين البلدين الصديقين باعتبار الثقافة من أقوى الجسور التي تربط بين الشعوب.
أما على الصعيد التعليمي المرتبط بالثقافة فقد شهدنا مؤخرا حدثًا مهما تمثل في افتتاح مركز اللغة الروسية بالجامعة الخليجية وهو مركز يقوم عليه عدد من الأساتذة المختصين في اللغة الروسية ولا شك أن البادرة الطيبة من الجامعة الخليجية وهي ثمرة عام ونصف العام من الجهد والعمل تستحق الشكر والتقدير لأهمية هذا المركز الذي يفتح بابا ثقافيا ولغويا لأبناء البحرين بما يسهل عملية التواصل والفهم اللغوي والعلمي والثقافي بين البلدين بالإضافة إلى ما قد يوفره هذا المركز من فرص تعليم اللغة الروسية بما يسهل التحاق أعداد متزايدة من أبناء البحرين في الجامعات الروسية في مختلف التخصصات الأدبية والعلمية والتقنية والفنية.
ونأمل أن يستمر هذا الزخم من التواصل والعلاقات وإن يشمل المجال الاقتصادي والتجاري لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البحرين وروسيا والاستفادة من الخبرة الروسية في هذا المجال وغيرها من الجوانب التي تتميز بها روسيا الاتحادية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك