العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٧ - الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اليوم التالي لترتيبات الأمن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٣ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

كثر‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لن‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬وإنما‭ ‬سوف‭ ‬تطال‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬برمتها،‭ ‬فكما‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مترابطة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬منشئة‭ ‬لتلك‭ ‬القضايا‭  ‬بل‭ ‬كاشفة‭ ‬لها‭ ‬ولأبعادها‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬وبشكل‭ ‬مواز‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ذاتها،‭ ‬فقبل‭ ‬غزة‭ ‬كانت‭ ‬المنطقة‭ ‬تواجه‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متزامن‭ ‬وهي‭ ‬انهيار‭ ‬أو‭ ‬ضعف‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬الإقليمي‭ ‬نتيجة‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬المحتدمة‭ ‬وبروز‭ ‬الجماعات‭  ‬ما‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬كفاعل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬نفوذها‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الجدل‭ ‬بشأن‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وكيفية‭ ‬تعامل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬معها‭.‬

إن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ملامح‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بعد‭ ‬غزة؟‭ ‬أشرت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لبعض‭ ‬التحديات،‭ ‬بل‭ ‬والتوقعات‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬سريع‭ ‬التحول‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬وضع‭ ‬سيناريوهات‭ ‬محددة‭ ‬ولكن‭ ‬جل‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات،‭ ‬فعلى‭ ‬صعيد‭ ‬الفرص،‭ ‬ففي‭ ‬تقديري‭ ‬أنها‭ ‬لحظة‭ ‬مهمة‭ ‬للدول‭ ‬المحورية‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وهي‭ ‬مصر‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬أو‭ ‬استضافة‭ ‬محادثات‭ ‬سلام‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وجميعها‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬أهمية‭ ‬ودور‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬للتكامل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬تعد‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للعمل‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجلس‭ ‬تجاه‭ ‬الملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وكانت‭ ‬بداياتها‭ ‬موقف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تجاه‭ ‬سوريا،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭  ‬ثالثة‭ ‬فإن‭ ‬إيجاد‭ ‬بديل‭ ‬إقليمي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬يبقى‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬للدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬الحيوية‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تدويل‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬يعد‭ ‬تحدياً‭ ‬هائلاً‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬رابعة‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬إقليمية‭ ‬لحل‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬حيث‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬تشابك‭ ‬الدوائر‭ ‬المحلية‭ ‬مع‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الدولية‭ ‬كان‭ ‬معوقاً‭ ‬وسببا‭ ‬أساسياً‭ ‬لإطالة‭ ‬أمد‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬وأخيراً‭ ‬فإن‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬منظمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يعد‭ ‬متطلباً‭ ‬مهماً‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تسييس‭ ‬قضايا‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬قراراتها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬بتوازن‭ ‬القوى‭ ‬داخل‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬تحديات‭ ‬تواجه‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بعضها‭ ‬مزمن‭ ‬والآخر‭ ‬مستحدث،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬مسألة‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وتؤكد‭ ‬الخبرة‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬العسكري‭ ‬مع‭ ‬أهميته‭ ‬ولكنه‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الكافي‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬التحالفات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحالفات‭ ‬مضادة‭  ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬سيادة‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأمن‭ ‬التعاوني،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬أيضاً‭ ‬له‭ ‬متطلبات‭ ‬منها‭ ‬تجانس‭ ‬وقوة‭ ‬الوحدات‭ ‬المكون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬ولكن‭ ‬توجد‭ ‬مؤشرات‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬ومنها‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬إطار‭ ‬أكبر‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬وأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬ويتمثل‭ ‬التحدي‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬تنافس‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬مجدداً‭ ‬ابتداءً‭ ‬بإعلان‭ ‬روسيا‭ ‬تأسيس‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬ومروراً‭ ‬بإعلان‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬توقيع‭ ‬عقد‭ ‬لدراسة‭ ‬وتصميم‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التنفيذ‭ ‬لاستكمال‭ ‬مشروع‭ ‬ميناء‭ ‬مبارك‭ ‬الكبير‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬النقل‭ ‬الصينية‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الصين‭ ‬تطوير‭ ‬الموانئ‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بدور‭ ‬الهند‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬والأحمر‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الأمنية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وجميعها‭ ‬مؤشرات‭ ‬تعكس‭ ‬طبيعة‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬ومجالاته‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬خيارات‭ ‬مختلفة،‭ ‬أما‭ ‬التحدي‭ ‬الثالث‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬وكذلك‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬برمتها،‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عديدة‭ ‬حيث‭ ‬طالت‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولتلك‭ ‬القضية‭ ‬أبعاد‭ ‬عديدة‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬محاسبة‭ ‬مرتكبي‭ ‬تلك‭ ‬الاعتداءات‭ ‬أو‭ ‬مسار‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬الذاتية‭ ‬الخليجية‭ ‬وفي‭ ‬جوهرها‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬فالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬حققت‭ ‬حوالي‭ ‬14%‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬ضمن‭ ‬طموح‭ ‬بوصول‭ ‬تلك‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬شركات‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬متقدمة‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بينما‭ ‬يتمثل‭ ‬التحدي‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬يعني‭ ‬حالة‭ ‬مزمنة‭ ‬من‭ ‬توتر‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬النطاق‭ ‬الإقليمي‭ ‬لغزة‭ ‬وجوارها،‭ ‬أما‭ ‬التحدي‭ ‬الأخير‭  ‬فهو‭ ‬رؤية‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لقضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فالرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ألغى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬والآن‭ ‬الحديث‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خصما‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وبشكل‭ ‬موجز‭  ‬فإنه‭ ‬إذا‭ ‬قارنا‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بما‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تشابها‭ ‬كبيرا‭ ‬ولكن‭ ‬الفارق‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬حسمت‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭ ‬متتالية‭ ‬ولكن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬صراعات‭ ‬وحالات‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تحسم‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬ومنها‭ ‬الهوية‭ ‬والتنمية‭ ‬والتكامل‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تثار‭ ‬ما‭ ‬الأولويات‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬أمران‭ ‬متلازمان،‭ ‬والتساؤل‭ ‬الأصعب‭ ‬هل‭ ‬تلك‭ ‬الأولويات‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬تدخلات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات؟،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬مجدداً‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الانقسام‭ ‬والصراع‭ ‬المسلح‭ ‬يعد‭ ‬متطلباً‭ ‬مهماً‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬مشروعات‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات،‭ ‬ودور‭ ‬فاعل‭ ‬للمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬لتنهض‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬تأسست‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬وهو‭ ‬صيانة‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬أدوار‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬لوضع‭ ‬المبادرات‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ‭.‬

وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل،‭ ‬إذ‭ ‬تتشابك‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بسبب‭ ‬ثورة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ودور‭ ‬الجماعات‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬والخلل‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬وجميعها‭ ‬تحديات‭ ‬بالإمكان‭ ‬مواجهتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬وحوار‭ ‬إقليمي‭ ‬وشراكات‭ ‬تلتقي‭ ‬مصالحها‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية،‭ ‬فلا‭ ‬أمن‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أمن‭ ‬إقليمي‭.   ‬

 

‭ ‬{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا