هلَّ علينا شهر رمضان المبارك بأجوائه الروحانية فهو شهر الخير والبركة شهر التوبة والمغفرة شهر التقرب إلى الله سبحانه وتعالى طلبا لرضوانه ومغفرته، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر المباركة شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن على النبي المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار شهر فيه ركن من أركان الإسلام الخمسة وهو ركن الصيام الذي فرضه الله على المسلمين، ولذلك يستعد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لهذا الشهر الفضيل روحيا واقتصاديا واجتماعيا روحيا تزداد فيه العبادة بالإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والحرص على أداء الصلوات في المساجد وفي أوقاتها ولذلك نرى المساجد تعج بالمصلين خصوصا صلاة العشاء والتراويح وصلاة الجمعة لدرجة أن إدارة الأوقاف السنية تفتح المزيد من المساجد وتحولها إلى جوامع لصلاة الجمعة واقتصاديا تبدأ الأسر بتوفير متطلبات شهر رمضان المبارك في وقت مبكر ولذلك نرى الناس تتهافت على الأسواق ومتاجر بيع المواد الغذائية المرتبطة برمضان، اجتماعيا يزداد التواصل بين الأهل والأسر والأصدقاء وتزداد فيه الصدقات والمساعدات وإخراج الزكاة وتقديمها للمحتاجين.
وشهر رمضان بعد ذلك شهر المصالحة وتصفية النفوس والتعاون والمحبة حيث تجتمع الأسرة بكامل أفرادها كبارا وصغارا رجالا ونساء يوميا وعلى مدار الشهر الفضيل حول المائدة الرمضانية في انتظار المدفع وأذان المغرب لتناول وجبة الإفطار في أجواء عائلية سعيدة تسودها الألفة والمحبة كانت الأسرة تفتقدها في الأيام العادية بسبب المشاغل وظروف الحياة وظروف العمل.
وطوال شهر رمضان المبارك تفتح المجالس الرمضانية أبوابها في مختلف مناطق البحرين في المدن والقرى لاستقبال زوارها وتبادل الزيارات بين الأهالي والأصدقاء والمعارف وتبادل الأحاديث حول مختلف جوانب الحياة لتتحول المجالس الرمضانية ملتقى للتشاور والحوار بين الناس تنتهي بالغبقات والأطباق الرمضانية.
بالرغم من هذه الأجواء الروحانية والاجتماعية الحلوة والجميلة المرتبطة بهذا الشهر الفضل إلا إنه مع الأسف الشديد توجد بعض السلوكيات السلبية مرتبطة أيضا بهذا الشهر الفضيل رغم التحذيرات والتنبيهات منها كلما يقترب شهر رمضان يزداد الاستهلاك غير المبرر في هذا الشهر بل إن بعض الأسر تضطر إلى الاقتراض لشراء حاجاتها الرمضانية بشكل يفوق احتياجات الأسرة وخصوصا المواد الغذائية حيث تتفنن ربات البيوت طوال شهر رمضان المبارك في إعداد الأطعمة والأطباق الرمضانية بمختلف أنواعها وأشكالها وبكميات كبيرة تفوق حاجة العائلة فترى ربة البيت والخدم منشغلين في المطابخ طوال اليوم في إعداد الأصناف المختلفة من الأطعمة التي تزيد على حاجة الأسرة كما أسلفنا وفي النهاية يكون طريق هذه الأطعمة إلى براميل القمامة أجلكم الله لدرجة أن شركات جمع القمامة تعمل في رمضان على نوبتين بدلا من نوبة واحدة لجمع المخلفات وبذلك تكون الخسارة خسارتين خسارة مال وخسارة جهد ووقت.
السلبية الثانية المرتبطة برمضان التأخير في إنجاز معاملات الناس وقلة الإنتاجية بذريعة الصيام.
السلبية الثالثة أن البعض يحول شهر رمضان إلى موسم للخمول والكسل والسهر والنوم من الفجر إلى وقت الإفطار.
لذلك نتمنى أن نعدل علاقتنا برمضان بتصحيح أسلوبنا وسلوكياتنا المرتبطة بهذا الشهر الفضيل والحد من هذه الظواهر التي لا علاقة لها برمضان أصلا ليكون هذا الشهر كما ذكرنا في بداية هذا المقال شهراً للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالي طلبا لرحمته والإكثار من ذكر الله والصلوات بدلا من أن يكون رمضان موسما للكسل والخمول والاقتراض والإسراف في الاستهلاك والضغط على رب الأسرة المضغوط أصلا بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل ومبارك عليكم الشهر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك