العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كيف تزيد إنتاجيتك في العمل؟

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٢ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬دورة‭ ‬متخصصة‭ ‬بعنوان‭ (‬السعادة‭ ‬الوظيفية‭) ‬في‭ ‬دولة‭ ‬شقيقة،‭ ‬كان‭ ‬التركيز‭ ‬منصبا‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬إنتاجيته‭ ‬اليومية‭ ‬والشهرية‭ ‬بحيث‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬يرأسه‭ ‬متميزًا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬ضمن‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬ولكن‭ ‬الحديث‭ ‬انحرف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الموظف‭ ‬نفسه،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬قدراته‭ ‬القيادية‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬من‭ ‬مكانه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬التعاون‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬الذي‭ ‬يعملون‭ ‬معه‭. ‬لذلك‭ ‬طُرح‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬الموظف‭ ‬حتى‭ ‬يبلغ‭ ‬السعادة‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬ينشدها؟‭ ‬

وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬المحفزة‭ ‬للعمل‭ ‬وكل‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬لتطوير‭ ‬الإدارة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الموظف‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بالتالي‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان؛

أولاً‭: ‬إدارة‭ ‬ضغط‭ ‬العمل؛‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ضغوط،‭ ‬وتعرف‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬بأنها‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬يشعر‭ ‬فيها‭ ‬الموظف‭ ‬بتوتر‭ ‬أو‭ ‬قلق‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬التزامات‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بالعمل،‭ ‬ولقد‭ ‬أشارت‭ ‬الدراسات‭ ‬أنها‭ ‬تنشأ‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬مثل‭ ‬عبء‭ ‬العمل‭ ‬الزائد،‭ ‬المواعيد‭ ‬النهائية‭ ‬الضيقة،‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬عدم‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬والحياة‭ ‬الشخصية،‭ ‬وغيرها‭. ‬وكذلك‭ ‬وجدت‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬النفسية‭ ‬أن‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الشخصي‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأعراض‭ ‬الشائعة‭ ‬لضغوط‭ ‬العمل‭ ‬الصداع،‭ ‬الإرهاق،‭ ‬صعوبة‭ ‬التركيز،‭ ‬القلق،‭ ‬وتقلبات‭ ‬المزاج‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬والعوامل‭ ‬تؤكد‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الضغوط‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬آخر‭.‬

ثانيًا‭: ‬إدارة‭ ‬الوقت؛‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬المهدرة‭ ‬والتي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬إضاعة‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الجانبية‭ ‬وترك‭ ‬العمل‭ ‬والتسويف‭ ‬حتى‭ ‬يأتي‭ ‬الموعد‭ ‬النهائي‭ ‬لتسليم‭ ‬العمل،‭ ‬حينئذ‭ ‬يشعر‭ ‬الموظف‭ ‬أنه‭ ‬مضغوط‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينجز‭ ‬العمل،‭ ‬ولقد‭ ‬أشارت‭ ‬الدراسات‭ ‬أنه‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬الموظف‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ (‬بومودورو‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬استراتيجية‭ ‬قد‭ ‬نجدها‭ ‬مفيدة‭ ‬لإدارة‭ ‬الوقت‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭. ‬فعلى‭ ‬غرار‭ ‬جدولة‭ ‬فترات‭ ‬الراحة،‭ ‬تطبق‭ (‬طريقة‭ ‬بومودورو‭) ‬استخدام‭ ‬المؤقت،‭ ‬حيث‭ ‬يكرس‭ ‬الموظف‭ ‬نفسه‭ ‬لأداء‭ ‬المهمة‭ ‬مدة‭ ‬20‭ ‬دقيقة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إذ‭ ‬يمكنك‭ ‬زيادة‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬دقيقة،‭ ‬ويعمل‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬ينفد‭ ‬المؤقت،‭ ‬ويمكنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬استراحة‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭ ‬فقط،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬فعالة‭ ‬لأنها‭ ‬توفر‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للعمل‭ ‬المركز‭ ‬دون‭ ‬انقطاع،‭ ‬ثم‭ ‬توفر‭ ‬طريقة‭ ‬للتراجع‭ ‬عن‭ ‬المهمة‭ ‬لبضع‭ ‬دقائق‭ ‬قبل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬إكمالها‭.‬

ثالثًا‭: ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مهمة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة؛‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬يمكنهم‭ ‬القيام‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مهمة‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المهمة‭ ‬أكثر‭ ‬إنتاجية‭ ‬وأكثر‭ ‬جودة‭. ‬فتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يركز‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬فإنه‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬فقط‭ ‬للانتقال‭ ‬بين‭ ‬المهام‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مهمة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬حتى‭ ‬اكتمالها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬لأنه‭ ‬عندما‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬فإنه‭ ‬يحدد‭ ‬هدفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬أهداف‭. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬ملتزمًا‭ ‬بالقيام‭ ‬بمهام‭ ‬متعددة،‭ ‬ولكنك‭ ‬ترى‭ ‬أنك‭ ‬تبدأ‭ ‬مهام‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يمكنك‭ ‬إنهاؤها،‭ ‬ففكر‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬مهامك‭ ‬حسب‭ ‬الأهمية‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬الأكثر‭ ‬تطلبًا‭ ‬وإنهاء‭ ‬يومك‭ ‬بمهام‭ ‬أخف‭ ‬وأقل‭ ‬استهلاكًا‭ ‬للوقت‭.‬

رابعًا‭: ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المهام‭ ‬الأكبر‭ ‬والأصعب؛‭ ‬إن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المهام‭ ‬الصعبة‭ ‬والأكبر‭ ‬والأكثر‭ ‬استهلاكًا‭ ‬للوقت‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬مهام‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعدك‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬أكثر‭ ‬تركيزًا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المهام‭ ‬الأصغر‭ ‬والأقصر‭ ‬أولاً‭. ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬وضع‭ ‬قائمة‭ ‬المهام‭ ‬الخاصة‭ ‬بنا‭ ‬وفقًا‭ ‬لهذه‭ ‬المهام،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنك‭ ‬تخصيص‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬عند‭ ‬وصولنا‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬للمهام‭ ‬الصعبة‭ ‬والأكثر‭ ‬تعقيدًا،‭ ‬إذ‭ ‬يكون‭ ‬المرء‭ ‬أكثر‭ ‬يقظة‭ ‬ونشاطًا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التدرج‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬الأخرى‭.‬

خامسًا‭: ‬الالتزام‭ ‬بالتعلم‭ ‬المستمر؛‭ ‬لا‭ ‬يتطور‭ ‬الموظف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدورات‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬المؤسسة‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬يمكنه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬مثل‭: ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬دورات‭ ‬خارجية‭ ‬تساعده‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬قدراته‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الحياتية،‭ ‬فتطوير‭ ‬حياته‭ ‬الشخصية‭ ‬اليومية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬مردود‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬المهنية،‭ ‬ويمكنه‭ ‬كذلك‭ ‬قراءة‭ ‬الكتب‭ ‬الخارجية،‭ ‬ومتابعة‭ ‬المحاضرات‭ ‬والندوات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬المختلفة‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بطبيعة‭ ‬العمل،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يساعد‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الترقيات‭ ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الدرجات،‭ ‬فالعلم‭ ‬والتعلم‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالترقي‭ ‬في‭ ‬الدرجات‭.  ‬

سادسًا‭: ‬تعزيز‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬العمل‭ ‬ودعم‭ ‬التواصل‭ ‬البناء؛‭ ‬يُؤدي‭ ‬التواصل‭ ‬الفعّال‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬وزملاء‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجية‭ ‬العمل‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬ملحوظة،‭ ‬ولا‭ ‬يُقصد‭ ‬بمفهوم‭ ‬التواصل‭ ‬هنا‭ ‬نوعية‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬سيشاركها‭ ‬الموظف‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬العمل‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يشير‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬طريقة‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المتكامل‭ ‬عبر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬والأحزان‭ ‬والتواصل‭ ‬البناء‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حتى‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬العمل‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬الحواجز‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعلومات،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأنشطة‭ ‬التشجيعية‭ ‬مثل‭ ‬الألعاب‭ ‬التنافسية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬الروح‭ ‬الجماعية،‭ ‬أو‭ ‬إقامة‭ ‬اجتماعات‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬للتفاعل‭ ‬الإيجابي،‭ ‬ويمكن‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬تُنظِّم‭ ‬حفلات‭ ‬مكتبية‭ ‬تضفي‭ ‬جوًا‭ ‬من‭ ‬الألفة‭ ‬والمرح،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخطيط‭ ‬رحلات‭ ‬جماعية‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتعارف‭ ‬والنمو‭ ‬الاجتماعي‭.‬‮ ‬

‍سابعًا‭: ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المُشَتتات؛‭ ‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مليء‭ ‬بفرص‭ ‬التشتيت‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬التلفزيون‭ ‬إلى‭ ‬المدونات‭ ‬مرورًا‭ ‬بالرسائل‭ ‬النصية‭ ‬اللحظية‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والعائلة‭ ‬وحتى‭ ‬الحيوانات‭ ‬الأليفة،‭ ‬فقضاء‭ ‬دقيقة‭ ‬هنا‭ ‬ودقيقة‭ ‬هناك‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬اليوم‭ ‬ينقضي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬شيئًا‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬فلا‭ ‬تدع‭ ‬ذلك‭ ‬يحدث‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬ومن‭ ‬أسهل‭ ‬طرق‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المشتتات‭ ‬غلق‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وامنع‭ ‬أي‭ ‬تنبيهات‭ ‬قد‭ ‬تعوقك‭ ‬عن‭ ‬عملك،‭ ‬ويمكن‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬تخبر‭ ‬عائلتك‭ ‬ألا‭ ‬يقوموا‭ ‬بمقاطعتك‭ ‬أثناء‭ ‬تأدية‭ ‬مهامك،‭ ‬إلا‭ ‬للضرورة‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يساعد‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬التركيز،‭ ‬أخبر‭ ‬زملاء‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬وقت‭ ‬العمل‭ ‬للعمل‭ ‬ووقت‭ ‬الترفيه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬للترفيه‭.‬

ثامنًا‭: ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬وترتيب‭ ‬المكتب؛‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الجديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬ترتيب‭ ‬المكتب‭ ‬ونظافته،‭ ‬فعندما‭ ‬نقوم‭ ‬بترتيب‭ ‬المكتب‭ ‬والملفات‭ ‬وترتيب‭ ‬الأوراق‭ ‬والمعاملات،‭ ‬وكذلك‭ ‬نظافة‭ ‬الطاولة‭ ‬وحتى‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬أجواء‭ ‬إيجابية‭ ‬تساعد‭ ‬الموظف‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬ليكون‭ ‬إيجابيًا،‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬الذهن‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالتوتر‭ ‬والقلق،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والتركيز‭ ‬في‭ ‬العمل‭.‬

تاسعًا‭: ‬أخذ‭ ‬فترات‭ ‬راحة‭ ‬منتظمة؛‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المغري‭ ‬تجنب‭ ‬أخذ‭ ‬وقت‭ ‬للراحة،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬نهمل‭ ‬منح‭ ‬الموظف‭ ‬مهلة‭ ‬لبضع‭ ‬دقائق،‭ ‬فقد‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالإنتاجية‭ ‬الإجمالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬التعب‭ ‬أو‭ ‬الإرهاق‭. ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬هذا،‭ ‬فقد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الموظف‭ ‬الطاقة‭ ‬أو‭ ‬الدافع‭ ‬لمواصلة‭ ‬إحراز‭ ‬التقدم،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬مخططها‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬الموظف‭ ‬استراحة‭ ‬قصيرة‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬العمل،‭ ‬ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭ ‬لديها‭ ‬جدولًا‭ ‬إلزاميًا‭ ‬يتضمن‭ ‬أوقات‭ ‬استراحة‭ ‬مخصصة،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬للموظفين‭ ‬أخذ‭ ‬استراحة‭ ‬مدة‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬دقائق‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬النشط،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لك‭ ‬هذه‭ ‬الاستراحات‭ ‬القصيرة‭ ‬بإعادة‭ ‬شحن‭ ‬طاقتك‭ ‬وتصفية‭ ‬ذهنك‭ ‬والاستعداد‭ ‬للمهمة‭ ‬التالية‭.‬

عاشرًا‭: ‬نظام‭ ‬الدقائق‭ ‬السبع؛‭ ‬وهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬خاص،‭ ‬ولكن‭ ‬بصورة‭ ‬عامة،‭ ‬فإن‭ ‬الأعمال‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬الموظف‭ ‬‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬‭ ‬فإنه‭ ‬يمنح‭ ‬نفسه‭ ‬7‭ ‬دقائق‭ ‬لإنجازها،‭ ‬فإن‭ ‬وجدها‭ ‬ممتعة‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬إنجازها‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي،‭ ‬وإن‭ ‬وجد‭ ‬أنها‭ ‬ثقيلة‭ ‬وصعبة‭ ‬يمكنه‭ ‬بعد‭ ‬7‭ ‬دقائق‭ ‬أن‭ ‬يضعها‭ ‬جانبًا‭ ‬عدة‭ ‬دقائق‭ ‬حتى‭ ‬ينجز‭ ‬عملاً‭ ‬آخر،‭ ‬وعندما‭ ‬ينتهي‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الآخر،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬المهمة‭ ‬الأخرى‭ ‬حتى‭ ‬ينجزها،‭ ‬وهكذا‭.‬

بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬المؤسسة‭ ‬ألا‭ ‬توصل‭ ‬الموظف‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي،‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬له‭ ‬الضغط‭ ‬المستمر‭ ‬والعمل‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬كافية،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬الموظفين‭ ‬بالإرهاق‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬وفقدان‭ ‬حماسهم‭ ‬للعمل،‭ ‬ويمكن‭ ‬ملاحظة‭ ‬آثار‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انخفاض‭ ‬جودة‭ ‬العمل‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التغيب‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ومعدلات التسرب‭ ‬الوظيفي‭. ‬وحتى‭ ‬نتغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬المؤسسات‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬لدعم‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬للموظفين،‭ ‬تشجعهم‭ ‬على‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬والحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬ساعات‭ ‬عمل‭ ‬مرنة‭ ‬ومنحهم‭ ‬إجازات‭ ‬كافية،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يمتلك المسؤولون‭ ‬الإداريون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬علامات‭ ‬الاحتراق‭ ‬مبكرًا،‭ ‬وأن‭ ‬يتدخلوا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لمساعدة‭ ‬موظفيهم‭. ‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا