العدد : ١٧١٤٩ - الخميس ٠٦ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٩ - الخميس ٠٦ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ رمضان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مستقبل الدولة الفلسطينية.. بين مسارات السلام ومعوقات التسوية.. رؤية غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬نشرت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬راند‮»‬‭ ‬البحثية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تقريرا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مسارات‭ ‬السلام‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الدائم‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هدف‭ ‬إنشاء‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬محوريا‭ ‬للمنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬وللعالم‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬فوائده‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬النهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‮»‬‭ ‬لسكانها؛‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬استعادة‭ ‬الأمن،‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‮»‬‭. ‬‮ ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتراف‭ ‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ (‬146‭) ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ -‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومعظم‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وعدد‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭- ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬وعوضًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬يؤيدون‭ ‬نيات‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري‭ ‬والضم‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬قد‭ ‬قوض‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬تقدم‭ ‬السلام‭ ‬الإقليمي‭. ‬ورأى‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬دوح،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬تأييد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬للتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬امتلاك‭ ‬شركات‭ ‬العقارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وتحويلها‭ ‬لاحقًا‭ ‬إلى‭ ‬ريفييرا‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط؛‭ ‬قد‭ ‬ألحق‭ ‬بالفعل‭ ‬ضررًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إصلاحه‭ ‬لقضية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬رفض‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المعلقين‭ ‬الغربيين‭ ‬خطة‭ ‬ترامب،‭ ‬لإخراج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬باعتبارها‭ ‬مستحيلة‭ ‬سياسيا،‭ ‬وغير‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬عمليا؛‭ ‬لاحظ‭ ‬لاري‭ ‬جاربر،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬الأخرى‭ ‬لمستقبل‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬ومراكز‭ ‬الفكر؛‭ ‬فإن‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمن‭ ‬سيتولى‭ ‬الحكم،‭ ‬ومن‭ ‬سيوفر‭ ‬الأمن‭ ‬والتمويل،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بلا‭ ‬إجابات‭ ‬واضحة‭. ‬وفي‭ ‬مقالهما‭ ‬بمجلة‭ ‬ذي‭ ‬أتلانتيك،‭ ‬بعنوان‭ ‬كيف‭ ‬ننهي‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬أشار‭ ‬ستيوارت‭ ‬إيزنستات،‭ ‬ودينيس‭ ‬روس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بالقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬الحاسمة،‭ ‬والتوقيت‭ ‬الجيد،‭ ‬ووجود‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬عوامل‭ ‬ضرورية‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الناجحة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تجاهل‭ ‬مستقبل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أشارت‭ ‬مها‭ ‬يحيى،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬أفيرز،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬موثوق‭ ‬للصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عامة؛‭ ‬فإن‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬بغزة،‭ ‬لن‭ ‬تقدم‭ ‬الكثير‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬مضيفة‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬حكومات‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬تغيير‭ ‬نهجها،‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬التطلعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬إطار‭ ‬سياسي‭ ‬يعترف‭ ‬فعليا‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭. ‬

ومع‭ ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة،‭ ‬تشكل‭ ‬تحديًا‭ ‬هائلًا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها؛‭ ‬قدرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التكلفة‭ ‬ستتجاوز‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬المقبلة‭ -‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لإصلاح‭ ‬المباني‭ ‬والبنية‭ ‬الأساسية‭ ‬الحيوية،‭ ‬و20‭ ‬مليارا‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬وعلى‭ ‬المدى‭ ‬القريب،‭ ‬وثق‭ ‬جاربر،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية‭ ‬العاجلة‭ ‬للسكان،‭ ‬ستظل‭ ‬تشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬هائلاً‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‭.‬

وفي‭ ‬التقييمات‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬أشار‭ ‬أحمد‭ ‬الخطيب،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬الطويلة‭ ‬والمكلفة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬محكوم‭ ‬عليها‭ ‬بالفشل،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تُطرح‭ ‬حلول‭ ‬حقيقية‭ ‬للمشكلات‭ ‬المستعصية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬القطاع‭. ‬وأكدت‭ ‬هالة‭ ‬راريت،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬أن‭ ‬اقتراح‭ ‬ترامب‭ ‬بإبعاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬بالقوة‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬سيضمن‭ ‬فقط‭ ‬استمرار‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭ ‬من‭ ‬العنف‭. ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬كان‭ ‬وسيظل‭ ‬دائمًا‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬غير‭ ‬القانوني،‭ ‬وحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬وأشار‭ ‬أليكس‭ ‬بليتساس،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬ترامب،‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬تُفضي‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬نزوحًا‭ ‬مؤقتًا‭ ‬لأغراض‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬المزعومة؛‭ ‬والذي‭ ‬سيؤدي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬دائم،‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العودة‭. ‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬تقرير‭ ‬مؤسسة‭ ‬راند‭ -‬المذكور‭ ‬أعلاه‭- ‬إلى‭ ‬عقبات‭ ‬رئيسية‭ ‬تواجه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أبرزها‭ ‬المطالبات‭ ‬الإقليمية‭ ‬غير‭ ‬المتوافقة،‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬غير‭ ‬الداعمة‭ ‬للتسوية‭ ‬الفعلية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قلة‭ ‬القيادات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬السلام،‭ ‬مع‭ ‬تبني‭ ‬إسرائيل‭ ‬موقفًا‭ ‬متصلبًا‭ ‬بشأن‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬غياب‭ ‬قيادة‭ ‬فلسطينية‭ ‬واضحة‭ ‬بين‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ما‭ ‬يقوض‭ ‬بشدة‭ ‬موقف‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬وهي‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬عائقًا‭ ‬جوهريًا‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭. ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬أكد‭ ‬التقرير‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬شركاء‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬طرقًا‭ ‬جديدة‭ ‬وفعالة‭ ‬لتشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬القادة‭ ‬المستعدين‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬السلام‭ ‬الدائم،‭ ‬وقبول‭ ‬التسويات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحقيقه‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬الدعم‭ ‬المتجدد‭ ‬الذي‭ ‬تلقته‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ -‬حتى‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تعزيز‭ ‬نية‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفرض‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭- ‬يكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬إحباط‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬تحرك‭ ‬خارجي‭ ‬ديناميكي‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أكد‭ ‬جاربر،‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬حزم‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬توحيدهما‭ ‬سياسيًا،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بينهما،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيوفر‭ ‬بيئة‭ ‬ملائمة‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لتجميد‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خارج‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬التهميش‭ ‬السياسي‭ ‬للسلطة،‭ ‬مما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬دفن‭ ‬آخر‭ ‬بقايا‭ ‬عملية‭ ‬أوسلو‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬والتقدم‭ ‬المحرز‭ ‬نحو‭ ‬إنشاء‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬كتب‭ ‬الخطيب،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعهد‭ ‬رسمي‭ ‬يحدد‭ ‬التوقعات‭ ‬بشأن‭ ‬الدعم‭ ‬المقدم‭ ‬للفلسطينيين؛‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساعدهم،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬دولتهم،‭ ‬لكن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬غزة‭ ‬أفضل‭ ‬مكان‭ ‬ممكن‭ ‬لسكانها‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المقترحات‭ ‬السابقة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة؛‭ ‬تواجه‭ ‬المقترحات‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الخبراء‭ ‬عقبات‭ ‬عديدة،‭ ‬أبرزها‭ ‬التعنت‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬الذي‭ ‬يعيق‭ ‬تحقيق‭ ‬سلام‭ ‬دائم‭. ‬وأشار‭ ‬ستيفن‭ ‬كوك،‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعاطف‭ ‬الدولي‭ ‬المتجدد‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬الماضيين،‭ ‬لم‭ ‬يؤدِّ‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة،‭ ‬تعزيز‭ ‬مستقبل‭ ‬مستقر‭ ‬وآمن‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وعلقت‭ ‬ليلى‭ ‬فرسخ،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ماساتشوستس،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استمرار‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬كـأداة‭ ‬فعالة‭ ‬لمحاسبة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭ ‬الوطني؛‭ ‬لكنها‭ ‬أقرت‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لتقديم‭ ‬استراتيجية‭ ‬سياسية‭ ‬شاملة،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬مع‭ ‬بديل‭ ‬سياسي‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬المتعثر‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬تجاهلت‭ ‬الاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أهمية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدائمين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وخلال‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المؤقت‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس،‭ ‬انصب‭ ‬تركيز‭ ‬الأخبار‭ ‬والتحليلات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬وإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬واصل‭ ‬ترامب،‭ ‬الإدلاء‭ ‬بتصريحات‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬اعتبرت‭ ‬فرسخ،‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬بات‭ ‬بلا‭ ‬جدوى‭.‬

وتأكيدا‭ ‬لهذا‭ ‬التقييم،‭ ‬رأى‭ ‬كوك،‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأوسع‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية؛‭ ‬جعلت‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين‭ ‬مستحيلًا،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬الاعتراف‭ ‬القانوني‭ ‬الدولي‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولتهم؛‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬التماثل‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬يمنح‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو،‭ ‬المتطرف،‭ ‬وحلفاءه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬بمفردهم‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يؤكد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أهمية‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لضمان‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وبينما‭ ‬يعترف‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬بنيات‭ ‬إسرائيل‭ ‬احتلال‭ ‬وضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تأجيج‭ ‬لحالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وزيادة‭ ‬خطر‭ ‬اندلاع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العنف؛‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬الصراعات‭ ‬السابقة،‭ ‬واستمرار‭ ‬معاناة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا