العدد : ١٧١٤١ - الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤١ - الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الحوار الإسلامي - الإسلامي.. جهود بحرينية بارزة

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬كثابت‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬درجت‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومبادئ‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬وبرعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬استضافت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬يومين‭ ‬وبحضور‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭  ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬ومشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والقيادات‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمهتمين‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‮»‬‭  ‬ولبحث‭ ‬ثلاثة‭ ‬محاور‭ ‬أساسية‭ ‬وهي‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي‭ ‬الرؤية‭ ‬والمفاهيم‭ ‬والمنهج‭ ‬ودور‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬عوائق‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬والحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬وقضايا‭ ‬المواطنة‭ ‬والتحديات‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي‭ ‬وذلك‭ ‬استجابة‭ ‬للنداء‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬خلال‭ ‬ملتقى‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬عندما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬حوار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأخوة‭ ‬الدينية‭ ‬والإنسانية‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬مناسبة‭ ‬طيبة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكامل‭ ‬والتآخي‭ ‬بين‭ ‬مسلمي‭ ‬العالم‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬ونصف‭ ‬مليار‭ ‬مسلم‭ ‬يعتنقون‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الخير‭ ‬والسلام‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬للاتفاق‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬لتكون‭ ‬كلمة‭ ‬المسلمين‭ ‬واحدة‭ ‬وقوية‭ ‬وواضحة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬السريعة‭ ‬والمتلاحقة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الأوضاع‭ ‬المستجدة‭ ‬تنفيذا‭ ‬لقول‭ ‬الحق‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭: (‬واعتصموا‭ ‬بحبل‭ ‬الله‭ ‬جميعا‭ ‬ولا‭ ‬تفرقوا‭).‬

وقد‭ ‬تناول‭ ‬الحوار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المسلمين‭ ‬وأوضاعهم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬يشهده‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬صهيوني‭ ‬لم‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الغريب‭ ‬وغير‭ ‬المبرر‭ ‬ودعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يعطوا‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬أو‭ ‬شجب‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دمرت‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬منه‭ ‬حتى‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬ومراكز‭ ‬الرعاية‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬الصهيوني‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬القطاع‭ ‬مكانا‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للسكن‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬لتهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أراضيه‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬عليها‭ ‬آباؤهم‭ ‬وأجدادهم‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أهمية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬إسلامي‭ ‬واحد‭ ‬داعم‭ ‬لتطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭.‬

وقد‭ ‬خرج‭ ‬الحوار‭ ‬بعديد‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬وحدة‭ ‬المسلمين‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات‭ ‬بينهم‭ ‬وتجنب‭ ‬الصراعات‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬تعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬وتعاليمه‭ ‬السمحة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬والسلم‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬شعائرهم‭ ‬الدينية‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬أو‭ ‬مضايقات‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬بث‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأجيج‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والدور‭  ‬هنا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬لتوعية‭ ‬الناس‭ ‬بمخاطر‭ ‬الصراعات‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬للتصدي‭ ‬للفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والراديكالي‭ ‬وتأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا