في إطار الجهود التي تبذلها مملكة البحرين لتعزيز قيم الحوار والتسامح والعيش المشترك كثابت أساسي من ثوابت السياسة الخارجية البحرينية التي درجت عليها منذ نشأة الدولة البحرينية الحديثة وانطلاقا من إيمانها الراسخ بأهمية الحوار والتواصل لحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الدول وفقا للقانون الدولي ومبادئ منظمة الأمم المتحدة القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وبرعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه استضافت مملكة البحرين وعلى مدار يومين وبحضور شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ومشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الدينية والمثقفين والمفكرين والمهتمين تحت شعار «أمة واحدة ومصير مشترك» ولبحث ثلاثة محاور أساسية وهي الحوار الإسلامي – الإسلامي الرؤية والمفاهيم والمنهج ودور العلماء والمرجعيات الدينية في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب الإسلامية والحوار الإسلامي الإسلامي وقضايا المواطنة والتحديات أمام تحقيق التفاهم الإسلامي وذلك استجابة للنداء الذي أطلقه شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال ملتقى حوار المنامة عام 2022 عندما دعا إلى حوار من أجل الأخوة الدينية والإنسانية حيث كان هذا الحوار مناسبة طيبة لتعزيز الوحدة الإسلامية والتضامن والتكامل والتآخي بين مسلمي العالم البالغ عددهم أكثر من مليار ونصف مليار مسلم يعتنقون العقيدة الإسلامية السمحة التي تدعو إلى الخير والسلام والعدالة والمساواة بين بني البشر للاتفاق على كلمة سواء لتكون كلمة المسلمين واحدة وقوية وواضحة خصوصا في مثل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يمر بها العالم في ظل التغيرات السريعة والمتلاحقة التي تشهدها الساحة الدولية مما يتطلب تضافر الجهود ولم الشمل لمواجهة هذه التحديات والتعامل مع تداعيات الأوضاع المستجدة تنفيذا لقول الحق تبارك وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
وقد تناول الحوار العديد من القضايا التي تهم المسلمين وأوضاعهم في العالم وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة وما يشهده من إرهاب صهيوني لم يشهده العالم من قبل في ظل صمت دول الاتحاد الأوروبي الغريب وغير المبرر ودعم الولايات المتحدة الأمريكية حيث لم يعطوا هذه المأساة الإنسانية أي اعتبار أو شجب لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد سكان غزة بعد أن دمرت أجزاء كبيرة منه حتى المستشفيات والمدارس ومراكز الرعاية ودور العبادة لم تسلم من الإرهاب الصهيوني حتى أصبح القطاع مكانا لا يصلح للسكن فضلا عن محاولات الإدارة الأمريكية الجديدة بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة لتهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أراضيه التي عاش عليها آباؤهم وأجدادهم ومن هنا أهمية الوصول إلى موقف إسلامي واحد داعم لتطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
وقد خرج الحوار بعديد من التوصيات التي تؤكد ضرورة وحدة المسلمين ونبذ الخلافات بينهم وتجنب الصراعات الطائفية والمذهبية التي هي بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي وتعاليمه السمحة التي تدعو إلى الوحدة والعيش المشترك والسلم فنحن في بلدان يمارس فيه الجميع شعائرهم الدينية والحمد لله دون تدخل أو مضايقات لقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه بث الفرقة بين المسلمين من خلال تأجيج الطائفية والمذهبية والدور هنا يقع على العلماء والمرجعيات الدينية لتوعية الناس بمخاطر الصراعات الطائفية والمذهبية من خلال توظيف المنبر الديني للتصدي للفكر المتطرف والراديكالي وتأكيد أهمية الوسطية والاعتدال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك