العدد : ١٧١٣٩ - الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٩ - الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ترامب وفصل جديد من الخيال العقاري

بقلم: د. جاسم بونوفل

الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

لم‭ ‬يمض‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬على‭ ‬جلوس‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي،‭ ‬حتى‭ ‬بدأت‭ ‬المراسيم‭ ‬الرئاسية‭ ‬تنهمر‭ ‬كالمطر‭ ‬على‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬العالم؛‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬تقريبا‭ ‬أحدٌ‭ ‬من‭ ‬قراراته‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭.‬

ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬القرارات،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عجلة‭ ‬من‭ ‬أمره،‭ ‬ويريد‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامجه‭ ‬الانتخابي‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬ممكنة،‭ ‬ويمكن‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬الاستعجال‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬خائف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يسرقه‭ ‬الوقت‭ ‬وتمضي‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬يسابق‭ ‬الزمن‭ ‬فيسارع‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬فراماناته‮»‬‭ ‬الواحد‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬بشأن‭ ‬كل‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬أمام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭. ‬

من‭ ‬بين‭ ‬الملفات‭ ‬الساخنة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬ترامب‭ ‬ملف‭ ‬إنهاء‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بالذات‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬وقد‭ ‬حقق‭ ‬إنجازاً‭ ‬عجز‭ ‬سلفه‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬تحقيقه‭ ‬قبل‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬حيث‭ ‬أجبر‭ ‬مبعوثه‭ ‬الخاص‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وكان‭ ‬ينتظر‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الحلول‭ ‬الدائمة‭ ‬للصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬التي‭ ‬ترضي‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتخفف‭ ‬من‭ ‬معاناتهم،‭ ‬وتلقى‭ ‬القبول‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عبر‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬لكن‭ ‬ترامب‭ ‬فاجأ‭ ‬الجميع‭ - ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬‮«‬الإسرائيليون‮»‬‭- ‬بفكرة‭ ‬عجيبة‭ ‬غريبة‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬مع‭ ‬المنطق،‭ ‬ولا‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬وهي‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬مقابل‭ ‬استحواذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعميرها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬شرق‭  ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره‭.‬

أثارت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬واسعة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬وكان‭ ‬الرد‭ ‬السعودي‭ ‬عليها‭ ‬سريعا‭ ‬وجاء‭ ‬بيانها‭ ‬بكلمات‭ ‬واضحة‭ ‬وصريحة‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬اللبس‭ ‬أو‭ ‬التأويل‭ ‬وهو‭ ‬الرفض‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬كما‭ ‬عبرت‭ ‬كل‭ ‬من‭  ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬عن‭ ‬رفضهما‭ ‬أيضاً‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬وهاتان‭ ‬الدولتان‭ ‬هما‭ ‬المرشحتان‭ ‬لاستقبال‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬ودعت‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬قمة‭ ‬عربية‭ ‬هدفه‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬إزاء‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬وقد‭ ‬أيدت‭ ‬البحرين‭ ‬رئيسة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬عقد‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬لمواجهة‭ ‬المشروع‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬التي‭ ‬توافق‭ ‬عليها‭ ‬العرب‭ ‬جميعا‭. ‬

إسرائيليا،‭ ‬فاجأ‭ ‬ترامب‭ ‬صديقه‭ ‬الحميم‭ ‬نتنياهو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الصهيوني‭ ‬أيضاً‭ ‬عشية‭ ‬الاجتماع‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بخطته،‭ ‬وقد‭ ‬صرح‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬لواشنطن‭ ‬ليتحدث‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬فأخبره‭ ‬الأخير‭ ‬بمشروعه‭ ‬المثير‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬عقلية‭ ‬ترامب‭ ‬العقارية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬تفكيره،‭ ‬وتوجه‭ ‬سلوكه‭ ‬نحو‭ ‬امتلاك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬برغبته‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬غرينلاند‭ ‬وبنما‭ ‬وكندا‭. ‬ثم‭ ‬تابع‭ ‬خياله‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬وهداه‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬فكرة‭ ‬شراء‭ ‬غزة‭ ‬معتقداً‭ ‬أنه‭ ‬أحق‭ ‬بامتلاكها؛‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أوقف‭ ‬الحرب‭ ‬فيها‭ ‬ولذلك‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يكافئ‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلها،‭ ‬وتفتق‭ ‬عن‭ ‬ذهنه‭ ‬فكرة‭ ‬شراء‭ ‬غزة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ريفييرا‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬الأرض‭ ‬لديه‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬البيع‭ ‬أم‭ ‬لا‭!.‬

ورغم‭ ‬أنه‭ ‬بهذه‭ ‬الفكرة‭ (‬شراء‭ ‬غزة‭) ‬قد‭ ‬سحب‭ ‬البساط‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬أقدام‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬كان‭ ‬سعيدا‭ ‬بها،‭ ‬وغمرته‭ ‬الفرحة‭ ‬والسعادة‭ ‬وفتحت‭ ‬شهيته‭ ‬نحو‭ ‬التحرك‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططاته‭ ‬بشأن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬غرو‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬نتنياهو‭ ‬بتصعيد‭ ‬عملياته‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬لأنها‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬طروحات‭ ‬ترامب‭ ‬وهي‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬طموحاته‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬تجسيداً‭ ‬‮«‬لأحلامه‭ ‬التوراتية‮»‬‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬يهودا‭ ‬والسامرة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬كيانه‭ ‬المصطنع‭. ‬

إن‭ ‬المتمعن‭ ‬في‭ ‬طروحات‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭  ‬سيدرك‭ ‬حتماً‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬شطب‭ ‬خريطة‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬الخريطة،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بأخرى‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬أثناء‭ ‬مباحثاته‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وكأنه‭ ‬المالك‭ ‬والمتصرف‭ ‬الوحيد‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬متجاهلا‭ ‬الملاك‭ ‬الأصليين‭ ‬لها،‭ ‬ويتكلم‭ ‬معه‭ ‬بلغة‭ ‬التاجر‭ ‬صاحب‭ ‬العقارات،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬خياله‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬قاده‭ ‬إلى‭  ‬التصور‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬حيث‭ ‬سيحولها‭ -‬بعد‭ ‬تعميرها‭- ‬إلى‭ ‬واجهة‭ ‬وقبلة‭ ‬لكل‭ ‬سياح‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬سيرحلهم‭ ‬قسراً‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭. ‬

يخطئ‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬أفكاره؛‭ ‬لأن‭ ‬الواقع‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتاريخ‭ ‬يرشدنا‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فقد‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬قبله‭ ‬شمعون‭ ‬بيرس‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬بيرس‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سنغافورة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وبيرس‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬لم‭ ‬يقترح‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬تعميرها‭ ‬سيفضي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين،‭ ‬بينما‭ ‬ذهب‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬ترحيل‭ ‬أهل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬سيفسح‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتعميرها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‮»‬‭ ‬وبالنتيجة‭ ‬تصبح‭ ‬تحت‭ ‬إدارتها‭.‬

على‭ ‬أية‭ ‬حال،‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬يقرر‭ ‬مصير‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وفلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬كلها‭ ‬هم‭ ‬الفلسطينيون؛‭ ‬وليس‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬نتنياهو؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬صمدوا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬قضيتهم،‭ ‬وسطروا‭ ‬بطولات‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬وأنهم‭ ‬سائرون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدرب‭ ‬الصعب‭ ‬المحفوف‭ ‬بالمخاطر‭ ‬والمؤامرات‭ ‬وأن‭ ‬النصر‭ ‬سيكون‭ ‬حليفهم‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬طال‭ ‬الزمان‭ ‬أم‭ ‬قصر‭ ‬وأن‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلى‭ ‬زوال‭ ‬لا‭ ‬محالة‭. ‬وليعلم‭ ‬ترامب‭ ‬ونتنياهو‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لن‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬وأن‭ ‬مشروع‭ ‬التهجير‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬وأنه‭ ‬لن‭ ‬يمر؛‭ ‬فالعالم‭ ‬بمجمله‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الأوربيون‭ ‬المؤيدون‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬يقفون‭ ‬ضده‭ ‬ومهما‭ ‬فعل‭ ‬ترامب،‭ ‬وأطلق‭ ‬تصريحاته‭ ‬الاستفزازية،‭ ‬كقيامه‭ ‬بتوجيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حزبه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬نحو‭ ‬تقديم‭ ‬مشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬لحظر‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬الوثائق‭ ‬الحكومية‭ ‬الأمريكية‭ ‬واستبدالها‭ ‬بعبارة‭ ‬زيهودا‭ ‬والسامرة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬التوراتي‭ ‬للضفة،‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬ودعم‭ ‬مطالبة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1967‭. ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يثني‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عن‭ ‬تشبثهم‭ ‬بأرضهم‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬مهما‭ ‬كلفهم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أثمان‭. ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬‮«‬اليوتوبيا‮»‬‭ ‬لأننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أنه‭ ‬سيأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تنزاح‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬الغُمْة‭ ‬ويرجع‭ ‬الحق‭ ‬لأصحابه‭ ‬مصداقاً‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬وتلك‭ ‬الأيام‭ ‬نداولها‭ ‬بين‭ ‬الناس‭).‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا