العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة تجويع سكان غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬أواخر‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬بدأت‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬جلساتها‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬امتناع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬السماح‭ ‬بدخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين‭ ‬المحاصرين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الحرب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬المتطرفة،‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لغوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬واضح‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬سياسة‭ ‬ممنهجة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تجويع‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتجاهل‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬معاناتهم‭. ‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الجلسات‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬لإصدار‭ ‬رأي‭ ‬استشاري‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬بصفتها‭ ‬قوة‭ ‬احتلال‭ ‬‭ ‬ملزمة‭ ‬قانونًا‭ ‬بالسماح‭ ‬بوصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وفيما‭ ‬استمرت‭ ‬هذه‭ ‬الجلسات‭ ‬خمسة‭ ‬أيام؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬شهورًا‭.  ‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬المحكمة،‭ ‬تواجه‭ ‬إسرائيل‭ ‬أيضًا‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬‮«‬جنوب‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬ضدها،‭ ‬متهمةً‭ ‬إياها‭ ‬بارتكاب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬‮«‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬تصاعد‭ ‬الضغط‭ ‬القانوني‭ ‬والدولي‭ ‬عليها‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬وممنهجة‭.‬

بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬يواصل‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬‮«‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬قانونية،‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬يوآف‭ ‬غالانت‮»‬،‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لإصدار‭ ‬مذكرات‭ ‬توقيف‭ ‬دولية‭ ‬بحقهما،‭ ‬تُلزم‭ ‬الدول‭ ‬الموقّعة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬باعتقالهما‭ ‬وتسليمهما‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توفرت‭ ‬الظروف،‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬يعكس‭ ‬تصاعد‭ ‬المساعي‭ ‬القضائية‭ ‬الدولية‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬وثّقت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‮»‬،‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحرمانهم‭ ‬المتعمد‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬الأساسية‭ ‬للحياة‭. ‬وأكدت‭ ‬أوامر‭ ‬الاعتقال‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬قضاة‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬ارتكابها‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬تمثّلت‭ ‬في‭ ‬‮«‬تعمُّد‭ ‬حرمان‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬لبقائهم‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الغذاء،‭ ‬والماء،‭ ‬والدواء،‭ ‬والوقود،‭ ‬والكهرباء؛‭ ‬ما‭ ‬شكّل‭ ‬إعاقة‭ ‬منهجية‭ ‬لإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتسبّب‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬كارثة‭ ‬صحية،‭ ‬وإنسانية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬فيها‭ ‬محكمة‭ ‬دولية‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬تهمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬تهمة‭ ‬التجويع‭ ‬تحديدًا؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بويد‭ ‬فان‭ ‬ديك‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اتهام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بهذه‭ ‬الجريمة‭ -‬التي‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التذرع‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية‭ ‬‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬اختبارًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬ستواجه‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬شاقة‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬لتقديم‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬و‮«‬غالانت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬العدالة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بالقضية‭ ‬من‭ ‬عوائق‭ ‬سياسية‭ ‬وقانونية‭ ‬وتنفيذية‭ ‬معقدة‭.‬

وبشكل‭ ‬قاطع،‭ ‬تُبرز‭ ‬نصوص‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬التمييز‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬التهم‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭. ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬قضت‭ ‬به‭ ‬الدائرة‭ ‬التمهيدية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬تشير‭ ‬المادة‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬تجويع‭ ‬المدنيين‭ ‬عمدًا‭ ‬كأسلوب‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬لبقائهم»؛‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عرقلة‭ ‬إمدادات‭ ‬الإغاثة‭ ‬عمدًا‮»‬،‭ ‬تدخل‭ ‬أيضًا‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬الحرب‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تنص‭ ‬المادة‭ (‬55‭) ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬لعام‭ ‬1949،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يتعين‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬المحتلة،‭ ‬بأقصى‭ ‬ما‭ ‬تسمح‭ ‬به‭ ‬وسائلها‭ ‬المتاحة،‭ ‬ضمان‭ ‬توفير‭ ‬الغذاء‭ ‬والإمدادات‭ ‬الطبية‭ ‬للسكان‮»‬‭. ‬وبالتالي،‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬القوة‭ ‬المحتلة‭ ‬‮«‬بتوفير‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬إمدادات‭ ‬غذائية‭ ‬ومستلزمات‭ ‬طبية‭ ‬ومواد‭ ‬أخرى،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬موارد‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬غير‭ ‬كافية‮»‬‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬تلزم‭ ‬المادة‭ (‬59‭) ‬القوة‭ ‬المحتلة‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬الإغاثة‭ ‬نيابةً‭ ‬عن‭ ‬السكان‭ ‬المعنيين‮»‬،‭ ‬ويجب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬تسهيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬لها‮»‬‭.‬

ويشير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والإنساني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬انتهكت‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التصريحات‭ ‬التحريضية‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬مسؤولوها‭ ‬تعكس‭ ‬نواياهم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬فان‭ ‬ديك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بشأن‭ ‬فرض‭ ‬حصار‭ ‬شامل‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ومنها‭ ‬تهديد‭ ‬‮«‬غالانت‮»‬‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سيُوضعون‭ ‬تحت‭ ‬‮«‬حصار‭ ‬كامل‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬‮«‬الكهرباء،‭ ‬والطعام،‭ ‬والماء،‭ ‬والوقود‮»‬‭. ‬كما‭ ‬نقل‭ ‬تصريح‭ ‬‮«‬يسرائيل‭ ‬كاتس‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭: ‬‮«‬سنواصل‭ ‬فرض‭ ‬حصار‭ ‬مشدد‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬المنطقة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬موجودًا‭ ‬بعد‭ ‬الآن‮»‬‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تصريح‭ ‬‮«‬إيتامار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المتطرف‭ ‬‭ ‬آنذاك‭ ‬‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬إسقاط‭ ‬مئات‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬التابعة‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو،‭ ‬وليس‭ ‬أونصة‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬

وبالفعل،‭ ‬تجلّت‭ ‬تلك‭ ‬النوايا‭ ‬الواضحة‭ ‬لارتكاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬و«جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ممارسات‭ ‬ميدانية‭ ‬قاسية‭ ‬وواضحة‭ ‬المعالم‭. ‬ففي‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬خلصت‭ ‬لجنة‭ ‬خاصة‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬انتهجوا‭ ‬سياسات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حرمان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬الأساسية‭ ‬اللازمة‭ ‬للبقاء،‭ ‬كالغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والوقود‮»‬‭. ‬وأكدت‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬تسببت‭ ‬عمدًا‭ ‬في‭ ‬الموت،‭ ‬والتجويع،‭ ‬والإصابات‭ ‬الجسيمة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬التجويع‭ ‬كوسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الحرب،‭ ‬وفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬جماعية‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬وُضع‭ ‬لضمان‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬خلال‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭.‬

وتأكيدا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بلغ‭ ‬أسوأ‭ ‬حالاته‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحظر‭ ‬الكامل‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬عمليات‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬مارس‭. ‬وفي‭ ‬25‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬وزع‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مخزوناته‭ ‬الغذائية‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فان‭ ‬ديك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬المنظورة‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الطابع‭ ‬العاجل‭ ‬لأزمة‭ ‬الجوع‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والصعوبات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬التجويع‭ ‬كجريمة‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬خضع‭ ‬مرتكبوها‭ ‬للمساءلة‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬السابقة‭.‬

وعند‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي،‭ ‬والخاصة‭ ‬بجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين؛‭ ‬فإن‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬انتهكت‭  -‬ومازالت‭ ‬تنتهك‭- ‬جميع‭ ‬الشروط‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭: ‬‮«‬القتل‭ ‬العمد‭ ‬للمدنيين‮»‬،‭ ‬‮«‬ومعاملتهم‭ ‬اللاإنسانية»؛‭ ‬و«التسبب‭ ‬عمدًا‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬شديدة‭ ‬أو‭ ‬إصابة‭ ‬خطيرة‭ ‬بالجسم‭ ‬أو‭ ‬الصحة‮»‬،‭ ‬و‮«‬التدمير‭ ‬الشامل‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الممتلكات‮»‬،‭ ‬و«الترحيل‭ ‬أو‭ ‬النقل‭ ‬غير‭ ‬القانوني‮»‬،‭ ‬و«توجيه‭ ‬هجمات‭ ‬متعمدة‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‮»‬،‭ ‬و«توجيه‭ ‬هجمات‭ ‬متعمدة‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬مدنية‮»‬،‭ ‬و«مهاجمة‭ ‬المنشآت‭ ‬والمواد‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬أو‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬و«شن‭ ‬هجوم‭ ‬متعمد‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سيتسبب‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬عرضية‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬أو‭ ‬إصابة‭ ‬المدنيين‮»‬،‭ ‬و«مهاجمة‭ ‬المباني‭ ‬المخصصة‭ ‬للدين‭ ‬أو‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬الفن‭ ‬أو‭ ‬العلوم‭ ‬أو‭ ‬الأغراض‭ ‬الخيرية‭ ‬عمدًا‮»‬‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬حذّرت‭ ‬رئيسة‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬‮«‬توموكو‭ ‬أكاني‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬تواجه‭ ‬تهديدًا‭ ‬وجوديًا‮»‬،‭ ‬يُقوّض‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عنها،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬حكومتا‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لحملها‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬التزاماتها‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الموقعة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬مُلزمة‭ ‬باحترام‭ ‬مذكرات‭ ‬التوقيف‭ ‬الدولية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬واعتقال‭ ‬وتسليم‭ ‬المتهمين‭ ‬بارتكاب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬و«جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية»؛‭ ‬فإن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬رفضت‭ ‬الالتزام‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬هذا،‭ ‬استقبال‭ ‬الرئيس‭ ‬المجري‭ ‬‮«‬فيكتور‭ ‬أوربان‮»‬،‭ ‬لنتنياهو‭ ‬في‭ ‬‮«‬بودابست‮»‬،‭ ‬مطلع‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬وإعلان‭ ‬حكومته‭ ‬انسحابها‭ ‬رسميًا‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭.‬

كما‭ ‬أبدت‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«فرنسا‮»‬،‭ ‬مواقف‭ ‬مترددة‭ ‬وغير‭ ‬حاسمة‭ ‬بشأن‭ ‬الالتزام‭ ‬بتوقيف‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أصرّ‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬الجديد،‭ ‬‮«‬فريدريش‭ ‬ميرز‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬‮«‬سيكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مضايقات‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬‮«‬ستجد‭ ‬سبلًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ألمانيا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الموقعة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭. ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬ألمح‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬هولندا‭ ‬‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬مقر‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬سيناريوهات‭ ‬محتملة‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬لنتنياهو‭ ‬زيارة‭ ‬البلاد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُعتقل‭ ‬أو‭ ‬يُحاكم‭ ‬في‭ ‬لاهاي‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬أقر‭ ‬‮«‬فان‭ ‬ديك‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬‮«‬بذلت‭ ‬جهودًا‭ ‬حثيثة‭ ‬لتقويض‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬‮«‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬عملها‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل‮»‬‭. ‬ففي‭ ‬6‭ ‬فبراير‭ ‬2025،‭ ‬أصدر‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬أمرًا‭ ‬تنفيذيًا‭ ‬برفض‭ ‬منح‭ ‬تأشيرات‭ ‬لموظفيها‭ ‬وأفراد‭ ‬عائلاتهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تجميد‭ ‬أصولهم‭ ‬المالية،‭ ‬مبررًا‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬المحكمة‭ ‬تمتلك‭ ‬‮«‬صلاحيات‭ ‬مفرطة‭ ‬وغير‭ ‬خاضعة‭ ‬للمساءلة،‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لسيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ونظامها‭ ‬الدستوري‮»‬‭.‬

واستمرارا،‭ ‬امتدت‭ ‬هذه‭ ‬الضغوط‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬المهنيين‭ ‬القانونيين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬حذّرت‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المحامين‭ ‬البريطانيين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬القاضي‭ ‬السابق‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬أدريان‭ ‬فولفوردن‮»‬،‭ ‬والبارونة‭ ‬‮«‬هيلينا‭ ‬كينيدي‮»‬‭ ‬‭ ‬من‭ ‬أنهما‭ ‬قد‭ ‬يواجهان‭ ‬عقوبات‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة؛‭ ‬بسبب‭ ‬تقديمهما‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع،‭ ‬أبلغ‭ ‬‮«‬قضاة‭ ‬المحكمة‮»‬،‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬خان‮»‬،‭ ‬بعدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬طلبات‭ ‬جديدة‭ ‬لإصدار‭ ‬مذكرات‭ ‬توقيف‭ ‬بحق‭ ‬مسؤولين‭ ‬إسرائيليين‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬هاري‭ ‬ديفيز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬توترات‭ ‬بين‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬وقضاة‭ ‬المحكمة،‭ ‬بشأن‭ ‬طريقة‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والعزلة‭ ‬السياسية‭ ‬المفروضة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬المحكمة‮»‬‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬حذّر‭ ‬‮«‬فان‭ ‬ديك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مساعي‭ ‬المحكمة‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭ ‬ملموسة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إشارته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬جريمة‭ ‬الحرب‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬التجويع‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يترك‭ ‬آثارًا‭ ‬قانونية‭ ‬مستقبلية‭ ‬على‭ ‬صراعات‭ ‬أخرى؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬لن‭ ‬تفعل‭ ‬شيئًا‭ ‬لتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬الهائلة‭ ‬والمتصاعدة‭ ‬لملايين‭ ‬المدنيين‭ ‬المحاصرين‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬لكون‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭ ‬محمية‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬المتواطئة‭.‬

ويؤكد‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يملك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬116‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬المخزنة‭ ‬في‭ ‬ممرات‭ ‬المساعدات‭ ‬خارج‭ ‬غزة،‭ ‬وهي‭ ‬جاهزة‭ ‬لتوزيعها‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أعلن‭ ‬عضو‭ ‬الكنيست‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬الليكود،‭ ‬‮«‬موشيه‭ ‬سعادة‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬نية‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬تجويع‭ ‬سكان‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬يرقى‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬فشل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ومعاقبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم؛‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وتفاقمت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬لتصل‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬الانهيار‭ ‬الكامل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اضطرت‭ ‬95%‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬تقليص،‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬عملياتها‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬بسبب‭ ‬القصف‭ ‬العشوائي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والقيود‭ ‬المتعمدة‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين‭ ‬لتخفيف‭ ‬معاناتهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الشديدة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا