العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أزمة الهجرة العكسية للعقول المبدعة في أمريكا

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬مانشستر‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مانشستر‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬ومكثتُ‭ ‬فيها‭ ‬قرابة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬للتحضير‭ ‬ونيل‭ ‬درجتي‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه‭ ‬في‭ ‬كيمياء‭ ‬البيئة،‭ ‬لاحظتُ‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬ظاهرة‭ ‬ليست‭ ‬بغريبة،‭ ‬فهي‭ ‬معروفة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وشاهدناها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬هجرة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العقول‭ ‬العلمية‭ ‬المبدعة‭ ‬والمتميزة‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعة‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬بلد‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬وبلد‭ ‬المجال‭ ‬الواسع‭ ‬للبحث‭ ‬والدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬النادرة‭ ‬والمتقدمة،‭ ‬وبلد‭ ‬الفرص‭ ‬العظيمة‭ ‬للإبداع‭ ‬والإنتاج‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي‭ ‬للفرد‭ ‬والأسرة‭.‬

فالعقول‭ ‬العلمية‭ ‬المبدعة‭ ‬دائما‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬النور‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الظلام،‭ ‬والاستقرار‭ ‬وراحة‭ ‬النفس‭ ‬والبال‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬والمفكرون‭ ‬دائما‭ ‬يسعون‭ ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬آرائهم‭ ‬وأفكارهم‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬صحي‭ ‬يسوده‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬ويشجع‭ ‬ويحفز‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والرأي‭ ‬والفكر‭ ‬المستنير،‭ ‬ورجال‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلم‭ ‬ذوو‭ ‬الكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬إحداث‭ ‬الفرق‭ ‬والتغيير‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬تَرْعى‭ ‬وتدعم‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬ونحو‭ ‬الرقي‭ ‬والتطور‭ ‬للمجتمعات‭ ‬والشعوب‭.‬

ولذلك‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬العقول‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬ذهبتْ‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬وهاجرت‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للعمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬والتطوير،‭ ‬تواجه‭ ‬اليوم‭ ‬سداً‭ ‬منيعاً‭ ‬قوياً‭  ‬يقف‭ ‬أمام‭ ‬استدامة‭ ‬سعيهم‭ ‬نحو‭ ‬العطاء‭ ‬والإنجاز،‭ ‬وتصطدم‭ ‬بواقعٍ‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭ ‬وعقيم‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬إلا‭ ‬بالرأي‭ ‬الواحد،‭ ‬ولا‭ ‬يدعم‭ ‬إلا‭ ‬الفكر‭ ‬الواحد،‭ ‬ولا‭ ‬ينفذ‭ ‬إلا‭ ‬سياسة‭ ‬الرجل‭ ‬الأوحد‭ ‬الجالس‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬فيُحبط‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬الغريب‭ ‬والشاذ‭ ‬كل‭ ‬أبحاثهم‭ ‬ودراساتهم‭ ‬المستقلة،‭ ‬ويضع‭ ‬أمامهم‭ ‬العراقيل،‭ ‬ويمارس‭ ‬عليهم‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الضغوط‭ ‬المادية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬شغفهم‭ ‬وحبهم‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭ ‬والرقي‭ ‬بالبشرية‭ ‬جمعاء‭. ‬كما‭ ‬يعيشون‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مريضة‭ ‬مُعدية‭ ‬قد‭ ‬تنقل‭ ‬إلى‭ ‬عقولهم‭ ‬ونفوسهم‭ ‬الأوبئة‭ ‬الفكرية‭ ‬المتأخرة‭ ‬والرجعية،‭ ‬وتقتل‭ ‬جهودهم،‭ ‬وتجمد‭ ‬فكرهم‭ ‬وآراءهم،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬اضطرارا‭ ‬وليس‭ ‬رغبة‭ ‬وطواعية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬السقيمة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬ومن‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬سليمة،‭ ‬تُعيد‭ ‬إليهم‭ ‬نشاطهم،‭ ‬وتشجعهم‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬برامجهم‭ ‬البحثية‭ ‬والعلمية‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬الإعلان‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المأساوية‭ ‬للعلم‭ ‬والعلماء‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬المستقل‭ ‬والموضوعي،‭ ‬وبيان‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬علماء‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬الأكاديميات‭ ‬القومية‭ ‬للعلوم‭ ‬والهندسة‭ ‬والطب‭ ‬بنشر‭ ‬خطاب‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2025،‭ ‬وحذروا‭ ‬فيه‭ ‬قائلين‭: ‬‮«‬بأننا‭ ‬نُرسل‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬للتحذير‭ ‬بشكلٍ‭ ‬واضح‭ ‬بأنه‭ ‬يتم‭ ‬تدمير‭ ‬المشاريع‭ ‬العلمية‭ ‬للأمة‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬العلماء‭ ‬الكبار‭ ‬يعلنون‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬عقيم،‭ ‬وأن‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬تداعيات‭ ‬شاملة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬برمته‭.‬

وقد‭ ‬نُشر‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الطبيعة‮»‬‭ (‬Nature‭) ‬المعروفة‭ ‬دولياً‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬هل‭ ‬سينجو‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬الثاني‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬عرض‭ ‬البحث‭ ‬تلخيصا‭ ‬واضحا‭ ‬لأهم‭ ‬عوامل‭ ‬استياء‭ ‬العلماء‭ ‬وهروبهم‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬بلد‭ ‬جذب‭ ‬واستقطاب‭ ‬لهم‭. ‬فمن‭ ‬الأسباب‭ ‬أولا‭: ‬تهميش‭ ‬وإلغاء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوكالات‭ ‬العلمية‭ ‬والبحثية‭ ‬التابعة‭ ‬للحكومة‭ ‬الاتحادية‭ ‬تحت‭ ‬مبرر‭ ‬ترشيد‭ ‬النفقات،‭ ‬وثانيا‭: ‬إلغاء‭ ‬بعض‭ ‬البرامج‭ ‬البحثية‭ ‬التي‭ ‬توظف‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخبرة‭ ‬والعلم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية،‭ ‬وثالثا‭: ‬وقف‭ ‬المنح‭ ‬الاتحادية‭ ‬لإجراء‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬الأبحاث،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬عن‭ ‬الجامعات،‭ ‬منها‭ ‬إلغاء‭ ‬منحة‭ ‬مالية‭ ‬قدرها‭ ‬2‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لجامعة‭ ‬هارفرد‭ ‬الأعرق‭ ‬والأقدم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬ورابعاً‭: ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬خفض‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬الأبحاث‭ ‬والجامعات‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬البرامج‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬والوكالات‭ ‬الاتحادية،‭ ‬مثل‭ ‬ناسا،‭ ‬والمعاهد‭ ‬القومية‭ ‬للصحة‭. ‬وخامساً‭ ‬وأخيراً‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تقييد‭ ‬وتسييس‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬والمعاهد‭ ‬العلمية،‭ ‬وإرهاب‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬والطلبة‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء،‭ ‬إما‭ ‬بتهديدهم‭ ‬بالفصل‭ ‬من‭ ‬وظائفهم،‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬تأشيراتهم،‭ ‬أو‭ ‬طردهم‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بسياسة‭ ‬ترامب‭ ‬ومواقفه‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمعاداة‭ ‬السامية‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وقد‭ ‬قرأتْ‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬العجوز‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المريض‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬ودرست‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬معاناتهم‭ ‬الأليمة‭ ‬والصعوبات‭ ‬المالية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬عليهم‭ ‬لإجراء‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬الموضوعية‭ ‬والمستقلة‭. ‬ولذلك‭ ‬استغلت‭ ‬أوروبا،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬فرنسا‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬السياسية‭ ‬وخفض‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب،‭ ‬كما‭ ‬تبنت‭ ‬حاجة‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والأطباء‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬ناضجة،‭ ‬وتوفير‭ ‬تربة‭ ‬خصبة‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬زرع‭ ‬محاصيلهم‭ ‬وجني‭ ‬ثمراتهم‭. ‬فهذه‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تعوض‭ ‬لاستقطاب‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثين‭ ‬وتنمية‭ ‬وتعميق‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف،‭ ‬وتأخر‭ ‬مشهود‭ ‬في‭ ‬الإنجازات‭ ‬والاختراعات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬لكي‭ ‬تتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬العلمي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الريادة‭ ‬والقوة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬

وقد‭ ‬نظمت‭ ‬المفوضة‭ ‬الأوروبية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬وورش‭ ‬العمل،‭ ‬والندوات‭ ‬لإبراز‭ ‬قدرة‭ ‬وإمكانيات‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭ ‬المالية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والتقنية‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬هؤلاء‭ ‬العلماء‭ ‬الهاربين‭ ‬من‭ ‬بطش‭ ‬ترامب‭ ‬السياسي‭ ‬والمالي،‭ ‬وتسييس‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬منها‭ ‬المؤتمر‭ ‬الترويجي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬العريقة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬اختر‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العلم‮»‬‭. ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬تمويلا‭ ‬سخيا‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ ‬2025‭ ‬إلى‭ ‬2027‭ ‬لجذب‭ ‬واستقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬المتميزة‭ ‬والعالية‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬توجيهات‭ ‬ترامب‭ ‬وإملاءاته‭ ‬السياسية‭ ‬المتحيزة‭ ‬والأحادية‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬تخصيص‭ ‬حكومة‭ ‬بلاده‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬إضافية‭ ‬لتشجيع‭ ‬وتحفيز‭ ‬العقول‭ ‬العلمية‭ ‬الهاربة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬لنقل‭ ‬أبحاثهم‭ ‬ودراساتهم‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭.‬

والآن‭ ‬هل‭ ‬ستقوم‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬النادرة‭ ‬وتشجيع‭ ‬الهجرة‭ ‬العكسية‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬العلمية‭ ‬النادرة‭ ‬والمتفوقة‭ ‬والمتميزة،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وتطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬الباحثين‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي؟

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا