العدد : ١٧١٣٨ - الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٨ - الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الدور المتنامي للسعودية كوسيط في النزاعات الدولية والإقليمية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

بعد‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وصفت‭ ‬‮«‬ألكسندرا‭ ‬شارب‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬أربع‭ ‬ساعات‭ ‬ونصف‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الدرعية‭ ‬بالرياض‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬فبراير‭ ‬2025،‭ ‬بين‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والروس،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أوسع‭ ‬اتصال‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭. ‬

ورغم‭ ‬تركيز‭ ‬التغطية‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعلاقات‭ ‬واشنطن‭ ‬بحلفائها‭ ‬الأوروبيين؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬هولي‭ ‬ويليامز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬وصفتها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مساعي‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب»؛‭ ‬‮«‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬سياسة‭ ‬واشنطن‭ ‬تجاه‭ ‬عزل‭ ‬روسيا‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬لفت‭ ‬‮«‬سيباستيان‭ ‬آشر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين،‭ ‬ركزوا‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات،‭ ‬معتبرين‭ ‬ذلك‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬دورها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬استبعاد‭ ‬قادة‭ ‬أوروبيين،‭ ‬مثل‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬والمستشار‭ ‬الألماني‭ ‬‮«‬أولاف‭ ‬شولتز‮»‬،‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬المحادثات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬لإنهاء‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض»؛‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬إينجار‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الناتو‮»‬‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬جاءت‭ ‬كمحاولة‭ ‬متعجلة‭ ‬‮«‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬أعضائه‭ ‬وواشنطن‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اعتمد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬‮«‬حليف‭ ‬قديم‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬ليكون‭ ‬وسيطًا‭ ‬لمحادثات‭ ‬السلام‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كيفن‭ ‬ليبتاك‮»‬،‭ ‬و«جيف‭ ‬زيليني‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي،‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬تتيح‭ ‬له‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬علاقاته‭ ‬القوية‭ ‬بالفعل‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬مما‭ ‬يرسخ‭ ‬الدور‭ ‬المتنامي‭ ‬للسعودية‭ ‬كمحور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬مساعي‭ ‬السلام‭ ‬الدولية‭.‬

وعند‭ ‬تحليل‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬رأى‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون،‭ ‬أن‭ ‬تنامي‭ ‬دور‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬المسارات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬عاملًا‭ ‬حاسمًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬جهود‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭. ‬

وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬فراس‭ ‬مقصد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬استمرار‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬شراكتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فقد‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬تنويع‭ ‬خياراتها‭ ‬إقليميًا‭ ‬ودوليًا‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬منحها‭ ‬قدرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬‮«‬التحلي‭ ‬بالمرونة‭ ‬والبراغماتية‭ ‬وفقًا‭ ‬للظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬كونها‭ ‬الوسيط‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬السلام‭ ‬بشأن‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬طرفًا‭ ‬محتملاً‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬تخفيف‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬وإيران؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جورجيو‭ ‬كافيرو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غلف‭ ‬ستيت‭ ‬أناليتيكس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجبهات‭ ‬‮«‬سيعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬أمين‭ ‬طرزي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬جنوب‭ ‬كاليفورنيا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬‮«‬بصمتها‭ ‬الدبلوماسية‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬مسار‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬سعيًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬دورها‭ ‬كلاعب‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭. ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية،‭ ‬سعت‭ ‬للتوسط‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬بين‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬و«موسكو‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬استضافتها‭ ‬لقمة‭ ‬دولية‭ ‬تضم‭ ‬40‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬برومبرج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‮»‬‭ - ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ - ‬بأنها‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‮»‬‭ ‬لتنصب‭ ‬نفسها‭ ‬كقوة‭ ‬رائدة‭ ‬لحركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬مما‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬انتصارًا‭ ‬جيوسياسيًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬متغير‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬طرزي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬و«واشنطن‮»‬،‭ ‬ترغبان‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبعوث‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬ويتكوف‮»‬،‭ ‬أشاد‭ ‬بالدور‭ ‬‮«‬الفعال‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المعلم‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬فوجل‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬الروسية،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يستضيف‭ ‬شريكها‭ ‬الإقليمي‭ ‬أهم‭ ‬اجتماع‭ ‬مباشر‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والروس‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

وأشار‭ ‬‮«‬ليبتاك‮»‬،‭ ‬و«زيليني‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬شهد‭ ‬قممًا‭ ‬أمريكية‭-‬روسية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬فيينا،‭ ‬وريكيافيك،‭ ‬وجنيف،‭ ‬وهلسنكي،‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬متفاوتة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اجتماعًا‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬لم‭ ‬يُعقد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬الرياض‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬ملاحظة‭ ‬أنه،‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬المحادثات‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الروسي‭ ‬برعاية‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي،‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‮»‬،‭ ‬ومستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬‮«‬مساعد‭ ‬العيبان»؛‭ ‬التقى‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكي‭ -‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬ماركو‭ ‬روبيو‮»‬،‭ ‬ومستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬والتز‮»‬‭- ‬أولًا‭ ‬بولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭.‬

وخلال‭ ‬اجتماع‭ ‬الرياض،‭ ‬اتفق‭ ‬‮«‬روبيو‮»‬،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬سيرجي‭ ‬لافروف‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تعيين‭ ‬‮«‬فرق‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‮»‬،‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭  ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬ستكون‭ ‬المكان‭ ‬المختار‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬المباشر‭ ‬المحتمل‭ ‬بين‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬و«بوتين‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬أشارت‭ ‬تعليقات‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تؤديه‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬السلام،‭ ‬والتي‭ ‬يُرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬الحل‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬لأوكرانيا‭. ‬ورغم‭ ‬إبداء‭ ‬‮«‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‮»‬،‭ ‬أسفه‭ ‬لعدم‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المحادثات،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬اعتزامه‭ ‬زيارة‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬مارس‭ ‬2025‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬تنامي‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية،‭ ‬حظيت‭ ‬الجهود‭ ‬السعودية‭ ‬المتزايدة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬باعتراف‭ ‬واسع‭. ‬وذكرت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬مستعدة‭ ‬للتوسط‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬وإيران‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأخيرة‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬مستندة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬المتحسنة‭ ‬مع‭ ‬طهران‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إدراكها‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬ميلًا‭ ‬للسعي‭ ‬وراء‭ ‬امتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬إضعاف‭ ‬وكلائها‭ ‬الإقليميين‮»‬،‭ ‬جراء‭ ‬الضربات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتكررة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كلوي‭ ‬كورنيش‮»‬،‭ ‬و«أحمد‭ ‬العمران‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتعامل‭ ‬بحذر‭ ‬مع‭ ‬احتمال‭ ‬عودة‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية،‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬الضغوط‭ ‬القصوى‮»‬،‭ ‬بعدما‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أمنًا‭ ‬أكبر‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقييم‭ ‬‮«‬مقصد‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬إبداء‭ ‬السعودية‭ ‬استعدادها‭ ‬للوساطة‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬وإيران‮»‬،‭ ‬يمنحها‭ ‬فرصة‭ ‬‮«‬للنأي‭ ‬بنفسها‭ ‬ضمنيًا‮»‬‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬الضغوط‭ ‬القصوى،‭ ‬مع‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬ودية‭ ‬مع‭ ‬طهران‭.‬

ومن‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬توظيف‭ ‬الدور‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المتنامي‭ ‬للسعودية‭ ‬لحماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬لضم‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وتهجير‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬فينا‭ ‬خان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬سنشري‭ ‬إنترناشيونال‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تسعى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬سياسات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ودفعه‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالواقع‭ ‬الإقليمي‭ ‬الجديد‭.‬

وأثارت‭ ‬تعليقات‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المعلنة‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬وإبعاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬قسراً‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الأردن،‭ ‬احتجاجات‭ ‬وإدانة‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬كافييرو‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬المؤامرة‭ ‬المجنونة‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬تمامًا»؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فرانشيسكو‭ ‬سكيافي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وخاصة‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬رفضت‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬تصعيدًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬يقوض‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‮»‬‭. ‬ورأت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الهدف‭ ‬المحتمل‮»‬‭ ‬من‭ ‬توسط‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬المحادثات‭ ‬الأمريكية‭-‬الروسية‭ ‬حول‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬هو‭ ‬تعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬‮«‬توجيه‭ ‬المفاوضات‭ ‬المستقبلية‭ ‬بشأن‭ ‬مصير‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المؤقت‭ ‬بين‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬‮«‬مرحب‭ ‬به‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يعالج‭ ‬الدوافع‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬‮«‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬السعودي‮»‬،‭ ‬لوقف‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬وضمها‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭. ‬

ومع‭ ‬عرقلة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬لتقدم‭ ‬محادثات‭ ‬السلام،‭ ‬ودعوة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬علنًا‭ ‬إلى‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين؛‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬جاد‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي،‭ ‬الذي‭ ‬حثه‭ ‬على‭ ‬المطالبة‭ ‬‮«‬بالالتزام‭ ‬بعدم‭ ‬توسع‭ ‬إسرائيل‭ ‬إقليميًا‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬احتمالات‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬والفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بشكل‭ ‬بناء‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬الحسن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السعودية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيقها‭ ‬الهدف‭ ‬المعلن‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬بإنهاء‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فإمكانها‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬‮»‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬رأب‭ ‬الصدع‭ ‬بين‭ ‬المواقف‭ ‬الأمريكية‭ ‬والعربية‭ ‬بشأن‭ ‬مصير‭ ‬غزة‮«‬‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬خان‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السعودية،‭ ‬‮«‬واضحة‭ ‬في‭ ‬عزمها‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تقبل‭ ‬المطالب‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬عبر‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬المتطرفة؛‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬آشر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬لخطة‭ ‬ترامب‭ ‬المعلنة‭ ‬حول‭ ‬غزة،‭ ‬‮«‬حفز‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬بديلة‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬كريم‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬دعوتها‭ ‬قادة‭ ‬الإمارات‭ ‬والأردن‭ ‬وقطر‭ ‬ومصر‭ ‬للاتفاق‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬موحد،‭ ‬وتقديم‭ ‬رسالة‭ ‬مشتركة‭ ‬للأمريكيين‭ ‬والإسرائيليين،‭ ‬مع‭ ‬السعي‭ ‬لحشد‭ ‬الدعم‭ ‬العربي‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬قبل‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬مارس‭ ‬2025‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ستظل‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة،‭ ‬محور‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬للسعودية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬خان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬ترامب‭ ‬لها‭ ‬كأول‭ ‬محطة‭ ‬خارجية‭ ‬له‭ ‬كرئيس‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬فقط‭ ‬دعمه‭ ‬لطموحاتها‭ ‬القيادية‭ ‬عالميًا،‭ ‬بل‭ ‬يمهد‭ ‬أيضًا‭ ‬لاجتماع‭ ‬محوري‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬بوتين‮»‬‭. ‬لكنها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أقرت‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬التقلب‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تأييدها‭ ‬لضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والإبعاد‭ ‬القسري‭ ‬لسكان‭ ‬غزة،‭ ‬يعد‭ ‬أمرًا‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومرفوضًا‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السعودية،‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يؤكد‭ ‬اختيار‭ ‬السعودية،‭ ‬كوسيط‭ ‬مفضل‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا،‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬المتنامي‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية،‭ ‬ويعكس‭ ‬نهجها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬متوازنة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬اختلاف‭ ‬أنظمتها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬ومع‭ ‬استنتاج‭ ‬‮«‬آشر‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تخفي‭ ‬طموحها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬لاعبًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬مدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬هذا‭ ‬الطموح‭ ‬إلى‭ ‬نفوذ‭ ‬دبلوماسي‭ ‬فعلي،‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬سيتضح‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬مع‭ ‬محاولتها‭ ‬توظيف‭ ‬دورها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المتنامي‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬الضم‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وترحيل‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا