يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
كلمة جلالة الملك ورسالة البحرين السامية
«نهج المملكة الأصيل ورسالتها السامية تتمثل في نشر وترسيخ قيم ومبادئ الدين الإسلامي القائمة على التسامح، والتعايش، والمحبة، والسلام، واحترام الآخر، وتعزيز الأخوة الإنسانية».
هذه العبارة التي تلخص بشكل بليغ دور البحرين ورسالتها الاسلامية، قالها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حين استقبل جلالته الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور احمد الطيب.
البحرين هي صاحبة الريادة في اطلاق الحوار الإسلامي الاسلامي الذي ينعقد حاليا. البحرين فعلت هذا انطلاق مما اعتبره جلالة الملك «رسالة سامية». والبحرين بهذا تقدم خدمة عظمى للأمة الإسلامية.
الكلمة التي القاها جلالة الملك حين استقبل جلالته كبار المشاركين في الحوار تعتبر وثيقة تاريخية بكل معنى الكلمة، وهي يجب ان تكون في مقدمة الوثائق الأساسية للمؤتمر.
جلالة الملك في كلمته حدد بشكل بليغ وغاية في الدقة الإجابة عن سؤالين كبيرين يتعلقان بمؤتمر الحوار:
الأول: لماذا ينعقد هذا المؤتمر؟. أي ما هي الاعتبارات التي جعلت من عقد المؤتمر ضرورة إسلامية ملحة؟.
والثاني: ما هي الأهداف المرجوة من المؤتمر، ومن التوصيات والنتائج التي يتوصل اليها؟.
اما عن اسباب ودواعي عقد المؤتمر، فقد قال جلالته باختصار إن «الأمة الإسلامية تمر بظروف صعبة»، وتواجه تحديات كبرى.
هذه الظروف والتحديات تحتم في مواجهتها وكي تتمكن الأمة من التعامل معها «الوصول الى كلمة سواء بيننا تجمع قلوبنا وتوحد كلمتنا وتشد من ازرنا وتنبذ الفرقة والخلاف».
باختصار جلالة الملك يرى انه ليس أمام الأمة الإسلامية لمواجهة التحديات الا الوحدة ونبذ الخلافات أيا كانت. وقال جلالته هذا التعبير الجميل: «لا عز لهذه الأمة ولا سلطان الا بوحدتها وتمسكها بدينها».
إذا كان هذا هو الذي حتم عقد الحوار الاسلامي الإسلامي، فقد حدد جلالة الملك في كلمته الأهداف التي نأمل ان يحققها هذا الحوار، هي على النحو التالي:
1- تجديد الفكر الإسلامي.
2- إشاعة الفكر المعتدل.
3- وقف الاستغلال الديني والمذهبي المهدد لاستقرار المجتمعات وسيادة الأوطان.
4- ترسيخ التضامن والتقارب بين المذاهب الاسلامية واعتبار الاختلاف بينها اختلاف تنوع وتكامل، وان ما يجمعها اكثر بكثير مما يفرقها.
كما نرى، بكل هذه الحكمة والدقة حدد جلالة الملك الأهداف الكبرى التي نتطلع اليها من وراء الحوار الإسلامي الإسلامي.
تحقيق هذه الأهداف يتطلب، كما قال جلالته، «استحداث آليات متجددة وجادة لتوسيع دائرة التفاهم والتقارب لتشمل كافة مكونات مجتمعاتنا الإسلامية وبقيادة حكيمة للرموز والمرجعيات الدينية من كل المدارس والمذاهب الفكرية».
بعبارة أخرى، جلالة الملك يدعو الى الاتفاق على آلية دائمة للحوار بحيث لا يصبح مقصورا على النخبة فقط، وانما يمتد الى كل المجتمعات في الدول الاسلامية. أي ان جلالته يتطلع إلى ان يصبح الحوار بقيمه وأهدافه قيما وممارسات راسخة في المجتمعات الإسلامية.
جلالة الملك اعتبر ان كل هذا ضرورة أساسية لما اسماه جلالته «التعامل الرشيد مع التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتعوق مسيرة تقدمها».
اذن، البحرين اليوم ومن منطلق رسالتها السامية كما قال جلالة الملك، تجمع على ارضها أكثر من 400 من علماء ومفكري الأمة الإسلامية من كل المذاهب والطوائف ومن كل الدول الاسلامية تقريبا. هذا في حد ذاته انجاز كبير جدا. مجرد ان يلتقي هؤلاء معا ويتحاورون خطوة كبيرة جدا إلى الأمام نحو تحقيق الأهداف المنشودة بتوحيد الصفوف في العالم الإسلامي.
التاريخ سوف يسجل لجلالة الملك ولمملكة البحرين فضل الريادة في نقل آمال الحوار بين المذاهب والطوائف الإسلامية والتقريب بين مكونات الأمة الاسلامية من حيز الشعارات إلى حيز الواقع العملي.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك