العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

كلمة جلالة الملك ورسالة البحرين السامية

‮«‬نهج‭ ‬المملكة‭ ‬الأصيل‭ ‬ورسالتها‭ ‬السامية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التسامح،‭ ‬والتعايش،‭ ‬والمحبة،‭ ‬والسلام،‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬تلخص‭ ‬بشكل‭ ‬بليغ‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬ورسالتها‭ ‬الاسلامية،‭ ‬قالها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حين‭ ‬استقبل‭ ‬جلالته‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الجامع‭ ‬الأزهر‭ ‬الدكتور‭ ‬احمد‭ ‬الطيب‭.‬

البحرين‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬اطلاق‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الاسلامي‭ ‬الذي‭ ‬ينعقد‭ ‬حاليا‭. ‬البحرين‭ ‬فعلت‭ ‬هذا‭ ‬انطلاق‭ ‬مما‭ ‬اعتبره‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬سامية‮»‬‭. ‬والبحرين‭ ‬بهذا‭ ‬تقدم‭ ‬خدمة‭ ‬عظمى‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

الكلمة‭ ‬التي‭ ‬القاها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حين‭ ‬استقبل‭ ‬جلالته‭ ‬كبار‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬تعتبر‭ ‬وثيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬وهي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الوثائق‭ ‬الأساسية‭ ‬للمؤتمر‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬حدد‭ ‬بشكل‭ ‬بليغ‭ ‬وغاية‭ ‬في‭ ‬الدقة‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤالين‭ ‬كبيرين‭ ‬يتعلقان‭ ‬بمؤتمر‭ ‬الحوار‭:‬

الأول‭: ‬لماذا‭ ‬ينعقد‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر؟‭. ‬أي‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬ضرورة‭ ‬إسلامية‭ ‬ملحة؟‭.‬

والثاني‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬المؤتمر،‭ ‬ومن‭ ‬التوصيات‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬يتوصل‭ ‬اليها؟‭.‬

اما‭ ‬عن‭ ‬اسباب‭ ‬ودواعي‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭ ‬باختصار‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تمر‭ ‬بظروف‭ ‬صعبة‮»‬،‭ ‬وتواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبرى‭.‬

هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬تحتم‭ ‬في‭ ‬مواجهتها‭ ‬وكي‭ ‬تتمكن‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬‮«‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬بيننا‭ ‬تجمع‭ ‬قلوبنا‭ ‬وتوحد‭ ‬كلمتنا‭ ‬وتشد‭ ‬من‭ ‬ازرنا‭ ‬وتنبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلاف‮»‬‭.‬

باختصار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يرى‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬أمام‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الا‭ ‬الوحدة‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭. ‬وقال‭ ‬جلالته‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬الجميل‭: ‬‮«‬لا‭ ‬عز‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬ولا‭ ‬سلطان‭ ‬الا‭ ‬بوحدتها‭ ‬وتمسكها‭ ‬بدينها‮»‬‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬حتم‭ ‬عقد‭ ‬الحوار‭ ‬الاسلامي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬فقد‭ ‬حدد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬نأمل‭ ‬ان‭ ‬يحققها‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭- ‬تجديد‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭.‬

2-‭ ‬إشاعة‭ ‬الفكر‭ ‬المعتدل‭.‬

3-‭ ‬وقف‭ ‬الاستغلال‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي‭ ‬المهدد‭ ‬لاستقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬وسيادة‭ ‬الأوطان‭.‬

4-‭ ‬ترسيخ‭ ‬التضامن‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الاسلامية‭ ‬واعتبار‭ ‬الاختلاف‭ ‬بينها‭ ‬اختلاف‭ ‬تنوع‭ ‬وتكامل،‭ ‬وان‭ ‬ما‭ ‬يجمعها‭ ‬اكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يفرقها‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الحكمة‭ ‬والدقة‭ ‬حدد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الأهداف‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬نتطلع‭ ‬اليها‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭.‬

تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬يتطلب،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلالته،‭ ‬‮«‬استحداث‭ ‬آليات‭ ‬متجددة‭ ‬وجادة‭ ‬لتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬التفاهم‭ ‬والتقارب‭ ‬لتشمل‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬وبقيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬للرموز‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المدارس‭ ‬والمذاهب‭ ‬الفكرية‮»‬‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يدعو‭ ‬الى‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬دائمة‭ ‬للحوار‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬مقصورا‭ ‬على‭ ‬النخبة‭ ‬فقط،‭ ‬وانما‭ ‬يمتد‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الاسلامية‭. ‬أي‭ ‬ان‭ ‬جلالته‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬يصبح‭ ‬الحوار‭ ‬بقيمه‭ ‬وأهدافه‭ ‬قيما‭ ‬وممارسات‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬اعتبر‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ضرورة‭ ‬أساسية‭ ‬لما‭ ‬اسماه‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬التعامل‭ ‬الرشيد‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتعوق‭ ‬مسيرة‭ ‬تقدمها‮»‬‭.‬

اذن،‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬رسالتها‭ ‬السامية‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬تجمع‭ ‬على‭ ‬ارضها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬ومفكري‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الاسلامية‭ ‬تقريبا‭. ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬انجاز‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭. ‬مجرد‭ ‬ان‭ ‬يلتقي‭ ‬هؤلاء‭ ‬معا‭ ‬ويتحاورون‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬بتوحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬

التاريخ‭ ‬سوف‭ ‬يسجل‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬ولمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فضل‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬آمال‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتقريب‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬الاسلامية‭ ‬من‭ ‬حيز‭ ‬الشعارات‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا