يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
الاستراتيجية الوطنية للابتكار
هذا من أهم المشاريع والمبادرات الوطنية التي تم إعلانها في الفترة الماضية على الإطلاق. هذا المشروع له أهمية استراتيجية كبرى.
نعني إطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار (2025 – 2035) التي أعلن تفاصيلها عبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، نعلم أن عالم اليوم هو عالم العقول المبتكرة المفكرة المبدعة. معيار التقدم في عالم اليوم والمستقبل هو في المقام الأول الإبداع والابتكار والتجديد قبل أي شيء آخر. والدول الكبرى التي تتصدر العالم في مجالات التقدم لم تصل إلى هذه المكانة إلا عبر الاهتمام الاستثنائي بالبحث والابتكار والتطوير.
وهذه الاستراتيجية بالجوانب والأبعاد التي تم إعلانها تعد رائدة من شأنها أن تضع البحرين في قلب العصر وعالم المستقبل.
صحيح أن البحرين لديها بالفعل إنجازات في هذا المجال، ولا تبدأ من فراغ. لكن هذه الاستراتيجية تنطوي على جوانب لها أهمية استثنائية هي:
1 – تطرح رؤية متكاملة مدروسة بعناية لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها والتي لخصها وزير الصناعة والتجارة في «ترسيخ مكانة مملكة البحرين مركزًا إقليميًا رائدًا للابتكار في الشرق الأوسط، وتعزيز التحوّل نحو اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع، بما يعكس رؤية المملكة في دعم المبادرات النوعية وتمكين الكفاءات والمواهب الوطنية».
2 – توحيد الجهود الوطنية في هذا المجال، والتكامل بين كل الجهات والمؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص. هي تحقق التكامل بين القطاعين العام والخاص والقطاع الأكاديمي وكل الجهات والمؤسسات المعنية.
3 - إن الاستراتيجية تضع خارطة طريق للتنفيذ ومعايير محددة لقياس التقدم الذي يتم تحقيقه. أي أنها لا تترك التنفيذ للتقديرات الخاصة لأي جهة.
الاستراتيجية تقوم على أربعة محاور رئيسية هي، دعم منظومة البحث والتطوير، والتعليم وبناء المواهب، والملكية الفكرية، والابتكار الشامل والبيانات.
أهم ما في الاستراتيجية الوطنية للابتكار أنها تتضمن كما قلت خطوات وجوانب عملية محددة لمتابعة التطبيق.
في مقدمة هذه الجوانب إنها وضعت مؤشرات للأداء وقياس التقدّم، من بينها مضاعفة براءات الاختراع الوطنية بحلول 2027، وزيادة تسجيل التصاميم الصناعية والعلامات التجارية بحلول 2030، وتدريب أكثر من 6,000 بحريني في مجالات الابتكار، إلى جانب رفع حجم الاستثمار في البحث والتطوير ليصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، وتعزيز فرص العمل في القطاعات المرتبطة بالابتكار، بالمناسبة رقم 2% رقم جيد جدا حسب المعايير العالمية ويتقدم كل الدول العربية بفارق كبير. وفقًا لتقارير اليونسكو، فإن معدل الإنفاق على البحث العلمي في الدول العربية يتراوح بين 0.2% و1% من الناتج المحلي الإجمالي كحد أقصى.
كما أنه تم تشكيل فريق عمل وطني يضم ممثلين من الجهات الحكومية والأكاديمية والقطاع الخاص لمتابعة تنفيذ مبادرات الاستراتيجية ورفع تقارير دورية حول مؤشرات الأداء.
ولفت نظري أيضا جانبا مهما جدا تضمنته الاستراتيجية هو إلزام المؤسسات الوطنية بالإفصاح عن حجم استثماراتها في هذا المجال، بما يعزز الشفافية ويتيح تقييمًا مستمرًا للتقدم في التنفيذ.
نحن إذن أمام استراتيجية بحرينية طموحة تمت صياغتها بعناية كبيرة من شأن تنفيذها أن تضع البحرين في مكانة عالمية متقدمة وإحداث نقلة نوعية في مجال الابتكار والتطوير خدمة للاقتصاد الوطني واستعدادا للمستقبل.
كل ما نرجوه هو أن تتم متابعة تنفيذ الاستراتيجية بدقة بحسب الجوانب والخطوات التي تم إعلانها، وأن يتم إعلان تقارير دورية عن حجم التقدم والإنجاز في التنفيذ العملي.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك