العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

بقلم: د. جيمس زغبي {

الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

إذا‭ ‬ما‭ ‬تطرقنا‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬فإننا‭ ‬سنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬واقعين‭ ‬اثنين؛‭ ‬فمن‭ ‬الناحية‭ ‬الأولى‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬السذاجة‭ ‬والمخاطرة‭ ‬أن‭ ‬نثق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الحالي‭.‬

أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الثانية،‭ ‬فإن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬اللامبالاة‭ ‬والخطورة‭ - ‬فهو‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬أصيبوا‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬يشكل‭ ‬تطوراً‭ ‬وموضع‭ ‬ترحيب‭. ‬لقد‭ ‬وفر‭ ‬توقف‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬الراحة،‭ ‬وفرصة‭ ‬للحزن،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البعض،‭ ‬فرصة‭ ‬لمحاولة‭ ‬التوجه‭ ‬شمالًا،‭ ‬وتقييم‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بأحيائهم‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للقصف،‭ ‬والحفر‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬جثث‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬المفقودين‭.‬

كما‭ ‬سمح‭ ‬توقف‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بتدفق‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وإمدادات‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وبمرور‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المصابين‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبي‭ ‬اللازم‭.‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الأخبار‭ ‬الجيدة‭ ‬عن‭ ‬التوقف‭ ‬المؤقت‭ ‬للقصف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬أما‭ ‬الخبر‭ ‬السيئ‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬ضعيف،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬لتنفيذه‭. ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬الخطة‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬مع‭ ‬موافقة‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬المراحل‭ ‬الثلاث‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭.‬

وقد‭ ‬ذكرت‭ ‬تقارير‭ ‬الصحافة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬يؤكد‭ ‬لمؤيديه‭ ‬أنه‭ ‬سيحترم‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬فقط‭ ‬وسيستأنف‭ ‬القصف‭ ‬عندما‭ ‬تنتهي‭.‬

وبحسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬التقارير‭ ‬الصحفية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يسحب‭ ‬نتنياهو‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬بقيام‭ ‬أي‭ ‬حكم‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يربط‭ ‬القطاع‭ ‬سياسيا‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭.‬

لقد‭ ‬اختارت‭ ‬إدارتا‭ ‬كلٍّ‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬وخلفه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحالي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬تجاهل‭ ‬نوايا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬‮«‬نجاحهما‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬بايدن‭ ‬يقدم‭ ‬الدعم‭ ‬والغطاء‭ ‬لبنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الصراع‭. ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وحتى‭ ‬مغادرته‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬دعم‭ ‬بايدن‭ ‬وفريقه‭ ‬أهداف‭ ‬نتنياهو‭ ‬وأطلقوا‭ ‬له‭ ‬العنان‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إصرار‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬جاهداً‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مدة‭ ‬نصف‭ ‬عام،‭ ‬هناك‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إدارته‭ ‬كانت‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لن‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الادعاء‭ ‬علناً‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تدعم‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وأن‭ ‬حماس‭ ‬هي‭ ‬الطرف‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬عقبة‭ ‬رئيسية‭.‬

تستمر‭ ‬التمثيلية‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬لأنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬محدود‭ ‬المدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حقق‭ ‬‮«‬انتصار‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭.‬

وقد‭ ‬قدم‭ ‬هذا‭ ‬التوقف‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لترامب‭ - ‬وهو‭ ‬عرض‭ ‬مبكر‭ ‬لقدرته‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تطارد‭ ‬سلفه‭. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يستمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬يهم‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭.‬

ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬مهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭: ‬صورة‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬جيدة‭ ‬وتعزيز‭ ‬في‭ ‬التقييمات‭. ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يهمه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يستمر‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬المستقبل؛‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬معظم‭ ‬الأمريكيين‭ ‬قد‭ ‬نسوا‭ ‬ذلك‭ ‬بحلول‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬

من‭ ‬المحتمل‭ ‬جدًا‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬خلفائها‭ ‬المحتملين،‭ ‬ولا‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬خلفائها‭ ‬المحتملين‭ ‬أي‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬للصراع‭.‬

وعلى‭ ‬هذا،‭ ‬فحتى‭ ‬لو‭ ‬وضعنا‭ ‬مسألة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬جانباً،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬الجارية‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬لتمهيد‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬السلام،‭ ‬بدءاً‭ ‬بحكومة‭ ‬مؤقتة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فلا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬قبول‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لن‭ ‬تضغط‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائها‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بهدف‭ ‬حملهما‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لدفع‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.‬

هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬أخرى‭ ‬مثيرة‭ ‬للقلق‭ ‬بنفس‭ ‬القدر،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الحروب‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬تستمر‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬القنابل‭ ‬عن‭ ‬السقوط‭. ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬العواقب‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬كامنة‭ ‬سنوات‭ ‬مثل‭ ‬الفيروس‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬مجددا‭ ‬وتطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭.‬

ولأن‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬وداعميهم‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لم‭ ‬يفهموا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬إنسانية‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬فهم‭ ‬التأثير‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الكارثية‭ ‬وستستمر‭ ‬في‭ ‬إحداثه‭ ‬على‭ ‬الناجين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬مذهلة‭: ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬47‭.‬000‭ ‬شهيد،‭ ‬و116‭.‬000‭ ‬جريح،‭ ‬وما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬33‭.‬000‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقات‭ ‬الدائمة،‭ ‬وما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬50.000‭ ‬مفقود‭ ‬ومجهول‭ ‬المصير،‭ ‬و90‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ (‬حوالي‭ ‬1.9‭ ‬مليون‭) ‬أُجبروا‭ ‬على‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬وأصبح‭ ‬معظمهم‭ ‬الآن‭ ‬بلا‭ ‬مأوى‭ ‬بسبب‭ ‬تدمير‭ ‬مساكنهم‭ ‬السابقة،‭ ‬وتيتم‭ ‬34000‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬أسرهم‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

وقد‭ ‬قيل‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬إزالة‭ ‬الأنقاض‭ ‬والذخائر‭ ‬غير‭ ‬المنفجرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ثم‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى‭ ‬لإعادة‭ ‬البناء،‭ ‬لكن‭ ‬التئام‭ ‬جراح‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬الناجين‭ ‬سوف‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتًا‭ ‬أطول‭ ‬بكثير‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬سقوط‭ ‬القنابل،‭ ‬لكن‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬سيستمر‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬آخر‭. ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬أنواع‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬مثل‭ ‬الصدمة‭ ‬والقلق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬الشديد‭ ‬والعنف‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إيذاء‭ ‬النفس‭ ‬أو‭ ‬مهاجمة‭ ‬الآخرين‭.‬

ومما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬هذا‭ ‬الألم‭ ‬الصدمة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أنقاض‭ ‬منازلهم‭ ‬وأنقاض‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬في‭ ‬السابق‭. ‬وخلال‭ ‬العقود‭ ‬التي‭ ‬ستستغرقها‭ ‬إزالة‭ ‬الدمار‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬منازلهم‭ ‬وحياتهم،‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬سيذهب‭ ‬الفلسطينيون؟

ليس‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬بتعاطف‭ ‬إلى‭ ‬الناجين‭ ‬من‭ ‬حربها‭. ‬يخشى‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لسبب‭ ‬وجيه‭ ‬أنهم‭ ‬إذا‭ ‬تركوا‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬فإن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالعودة‭.‬

خلاصة‭ ‬الأمر،‭ ‬لا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ولا‭ ‬المسؤولون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬مستعدون‭ ‬لضمان‭ ‬تقديم‭ ‬المشورة‭ ‬والرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتضميد‭ ‬جراح‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬للضحايا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬المستقبل‭ ‬غير‭ ‬مؤكد،‭ ‬ولكنه‭ ‬يميل‭ ‬نحو‭ ‬الكآبة‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا