العدد : ١٧١٢٠ - الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٠ - الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ شعبان ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

النهوض بقطاع السياحة مهمة تشاركية

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬وحيوي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬ميزانيات‭ ‬الدول‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬ولذلك‭ ‬أصبحت‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تولي‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬السياحية‭ ‬للزوار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاعفاء‭ ‬من‭ ‬الفيزا‭ (‬التأشيرة‭) ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬إلكترونيا‭ ‬وتخصيص‭ ‬الميزانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للتسويق‭ ‬السياحي،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بمواقع‭ ‬جغرافية‭ ‬متميزة‭ ‬وبأجواء‭ ‬مناخية‭ ‬جيدة‭ ‬وشواطئ‭ ‬بحرية‭ ‬وطبيعة‭ ‬خلابة‭ ‬وتوظيفها‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة‭. ‬فقد‭ ‬شهدنا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كيف‭ ‬استفادت‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬سيناء‭ ‬وخاصة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬بعد‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬معلم‭ ‬سياحي‭ ‬يجذب‭ ‬ملايين‭ ‬السياح‭ ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬وخصوصا‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية‭ ‬وروسيا‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬مصدرا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬توفيره‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬للشباب‭ ‬المصري‭ ‬بعد‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬لتسهيل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السياح‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وخصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإتقان‭ ‬اللغات‭ ‬المختلفة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقد‭ ‬تناولنا‭ ‬مسألة‭ ‬النهوض‭ ‬بالسياحة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬وأكدنا‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬للبحرين‭ ‬وأجوائها‭ ‬وشواطئها‭ ‬لتنشيط‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬لدعم‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقطاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأفواج‭ ‬السياحية‭.‬

ولذلك‭ ‬حسنا‭ ‬فعل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬عندما‭ ‬تقدموا‭ ‬بطلب‭ ‬إجراء‭ ‬مناقشة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬التسهيلات‭ ‬والخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمسافرين‭ ‬العابرين‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬ومدى‭ ‬جاهزية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المسافرين‭ ‬العابرين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ (‬الفيزا‭) ‬ودور‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬والخطط‭ ‬المستقبلية‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬القادمين‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭.‬

لقد‭ ‬طرح‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬المهمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنشيط‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬لمناقشتها‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالسياحة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتأشيرات‭ ‬السياحية‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأيضا‭ ‬الخدمات‭ ‬السياحية‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬لتسويق‭ ‬البحرين‭ ‬سياحيا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬هي‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬تذكر‭ ‬فتشكر‭ ‬يبذلها‭ ‬شباب‭ ‬وشابات‭ ‬بحرينيون‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬يلاحظها‭ ‬الجميع‭ ‬خلال‭ ‬المعارض‭ ‬والفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬لتسويق‭ ‬البحرين‭ ‬سياحيا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الزيارات‭ ‬والمعارض‭ ‬التي‭ ‬ينظمها‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للتعريف‭ ‬بالإمكانيات‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬وحدها‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يساندها‭ ‬وتدعمها‭ ‬جهود‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وخصوصا‭ ‬قطاع‭ ‬الفندقة‭ ‬وقطاع‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة‭ ‬باعتبارها‭ ‬جهات‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬الصلة‭ ‬بالسياحة‭ ‬فأسعار‭ ‬الفنادق‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مرتفعة‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬التي‭ ‬تتنافس‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬السياح،‭ ‬مما‭ ‬يقلص‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬السياح‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط،‭ ‬فالقطاع‭ ‬الفندقي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬السياح‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬

كما‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬فنادق‭ ‬شاطئية‭ ‬ذات‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬نجوم‭ ‬لتتناسب‭ ‬وإمكانيات‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬فالفنادق‭ ‬الشاطئية‭  ‬الموجودة‭ ‬حاليا‭ ‬ذات‭ ‬5‭ ‬نجوم‭ ‬واسعارها‭ ‬مرتفعة،‭  ‬وتنظيم‭ ‬رحلات‭ (‬الجارتر‭) ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬السائح‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬الخدمات‭ ‬والأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والحمدلله،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬مناقشة‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬لتكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬بإشراك‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالسياحة‭ ‬للنهوض‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬المهم‭ ‬لتكون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬مفضلة‭ ‬لزوار‭ ‬بلادنا‭. ‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا