يوميات سياسية
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/DAYS.png)
السيـــــــد زهـــــــره
إذا قال العرب: لا
تحدثت أمس عن الخطر الداهم الذي تمثله خطة الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة على كل الدول العربية وليس على مصر أو الأردن أو فلسطين فقط، وذكرت أنه لهذا فإن المواجهة العربية الحاسمة لهذه الخطة لها اليوم أهمية استراتيجية كبرى.
ماذا يجب أن يفعل العرب؟
الأمر ببساطة أن العرب يجب أن يقولوا: لا لهذه الخطة.. أن يعلنوا الرفض العربي الجماعي القاطع لهذه الخطة من حيث المبدأ ومن دون الدخول في أي تفاصيل.
الاجتماع السداسي العربي الذي عقد في القاهرة سجل هذا الموقف، أي رفض أي تهجير للفلسطينيين بأي شكل.
لكن هذا الموقف يجب أن يكون موقفا جماعيا عربيا عاما لكل الدول العربية.
بعبارة أخرى، المفروض أن تفهم إدارة ترامب أن الرفض ليس مصريا ولا أردنيا ولا فلسطينيا فقط، وإنما رفض عربي عام.
المسألة الحاسمة هنا أن «لا العربية لخطة التهجير» يجب أن تكون نظرية وعملية.
مجرد الاكتفاء بالتعبير نظريا فقط عن الرفض لا يعني في حد ذاته الكثير وليس من شأنه أن يكون له تأثير ولا يمثل مواجهة عربية فعالة قادرة على إحباط الخطة.
يجب أن تكون الرسالة العربية، المعلنة وغير المعلنة، إلى إدارة ترامب هي أن التخلي عن هذه الخطة أحد الشروط الأساسية للعلاقات مع أمريكا وكيف ستكون في الفترة القادمة.
أمريكا لديها مصالح هائلة مع الدول العربية. وإذا تأكدت إدارة ترامب أن مصالحها مع الدول العربية سوف تتضرر في حال الإصرار على الخطة، فسوف يكون لهذا بالتأكيد تأثير كبير يدفعها إلى التراجع.
بعبارة أخرى يجب أن تستخدم الدول العربية قدراتها وإمكانياتها وعلاقاتها مع أمريكا من أجل حماية المصالح العربية في مواجهة الخطر الذي تمثله خطة التهجير بكل ما يترتب عليها. ولا يعني هذا الدخول في مواجهة مع أمريكا، فالأمر الطبيعي في العلاقات الدولية أن تستخدم الدول إمكانياتها وعلاقاتها من أجل الدفاع عن مصالحها.
الأمر المهم الآخر أن الدول العربية يجب ألا تكتفي بالوقوف متفرجة وتتخذ مواقف عبارة عن ردود فعل فقط لما يتم طرحه من مخططات تستهدف القضية الفلسطينية والمصالح العربية مثل مخطط التهجير وغيره.
الدول العربية يجب أن تأخذ زمام المبادرة وأن تعمل على إطلاق عملية لإقامة الدولة الفلسطينية.
إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كطريق لحل الصراع يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من دول العالم، وتدعمه بالطبع القرارات الدولية. وحرب إبادة غزة أوجدت مناخا عالميا مناصرا للحقوق الفلسطينية العربية ومواتيا للدفع باتجاه إقامة الدولة.
المفروض أن تستغل الدول العربية هذا المناخ وتبدأ فورا تحركا عمليا وفق خطة عربية لإطلاق عملية قيام الدولة الفلسطينية، وتجعل هذه القضية على رأس الأولويات العالمية في الفترة القادمة.
من شأن التحرك العملي العربي في هذا الاتجاه أن يقطع الطريق على مخطط تهجير الفلسطينيين وغيره من المخططات التي تستهدف كلها تصفية القضية الفلسطينية وتمكين المشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
المهم في كل الأحوال أن يدرك العرب أبعاد الخطر الاستراتيجي الذي تمثله خطة تهجير الفلسطينيين وأن يتصرفوا على هذا الأساس.
إذا قال العرب: لا بالمعنى الذي تحدثنا عنه، وإذا شرعوا في تحرك عملي مبادر مضاد نحو إقامة الدولة الفلسطينية فسوف يمثل هذا مواجهة عربية ناجحة للمخطط.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك