العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٢٢ - الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ شعبان ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

إذا قال العرب: لا

تحدثت‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬الخطر‭ ‬الداهم‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬خطة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬بتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الأردن‭ ‬أو‭ ‬فلسطين‭ ‬فقط،‭ ‬وذكرت‭ ‬أنه‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬المواجهة‭ ‬العربية‭ ‬الحاسمة‭ ‬لهذه‭ ‬الخطة‭ ‬لها‭ ‬اليوم‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى‭.‬

ماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬العرب؟

الأمر‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭: ‬لا‭ ‬لهذه‭ ‬الخطة‭.. ‬أن‭ ‬يعلنوا‭ ‬الرفض‭ ‬العربي‭ ‬الجماعي‭ ‬القاطع‭ ‬لهذه‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭.‬

الاجتماع‭ ‬السداسي‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬سجل‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬أي‭ ‬رفض‭ ‬أي‭ ‬تهجير‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موقفا‭ ‬جماعيا‭ ‬عربيا‭ ‬عاما‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تفهم‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬الرفض‭ ‬ليس‭ ‬مصريا‭ ‬ولا‭ ‬أردنيا‭ ‬ولا‭ ‬فلسطينيا‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬رفض‭ ‬عربي‭ ‬عام‭.‬

المسألة‭ ‬الحاسمة‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬العربية‭ ‬لخطة‭ ‬التهجير‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نظرية‭ ‬وعملية‭.‬

مجرد‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالتعبير‭ ‬نظريا‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬الرفض‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬الكثير‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬ولا‭ ‬يمثل‭ ‬مواجهة‭ ‬عربية‭ ‬فعالة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إحباط‭ ‬الخطة‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرسالة‭ ‬العربية،‭ ‬المعلنة‭ ‬وغير‭ ‬المعلنة،‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬أحد‭ ‬الشروط‭ ‬الأساسية‭ ‬للعلاقات‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬وكيف‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

أمريكا‭ ‬لديها‭ ‬مصالح‭ ‬هائلة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وإذا‭ ‬تأكدت‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬مصالحها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬سوف‭ ‬تتضرر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬الخطة،‭ ‬فسوف‭ ‬يكون‭ ‬لهذا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬يدفعها‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬قدراتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬خطة‭ ‬التهجير‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭. ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬أمريكا،‭ ‬فالأمر‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬الدول‭ ‬إمكانياتها‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭.‬

الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالوقوف‭ ‬متفرجة‭ ‬وتتخذ‭ ‬مواقف‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬فقط‭ ‬لما‭ ‬يتم‭ ‬طرحه‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬تستهدف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمصالح‭ ‬العربية‭ ‬مثل‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير‭ ‬وغيره‭.‬

الدول‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬وأن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬عملية‭ ‬لإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬كطريق‭ ‬لحل‭ ‬الصراع‭ ‬يحظى‭ ‬بتأييد‭ ‬الغالبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وتدعمه‭ ‬بالطبع‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭. ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬أوجدت‭ ‬مناخا‭ ‬عالميا‭ ‬مناصرا‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العربية‭ ‬ومواتيا‭ ‬للدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭.‬

المفروض‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬هذا‭ ‬المناخ‭ ‬وتبدأ‭ ‬فورا‭ ‬تحركا‭ ‬عمليا‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬عربية‭ ‬لإطلاق‭ ‬عملية‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتجعل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الأولويات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

من‭ ‬شأن‭ ‬التحرك‭ ‬العملي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬مخطط‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المخططات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬كلها‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتمكين‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

المهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬العرب‭ ‬أبعاد‭ ‬الخطر‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬خطة‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وأن‭ ‬يتصرفوا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭.‬

إذا‭ ‬قال‭ ‬العرب‭: ‬لا‭ ‬بالمعنى‭ ‬الذي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنه،‭ ‬وإذا‭ ‬شرعوا‭ ‬في‭ ‬تحرك‭ ‬عملي‭ ‬مبادر‭ ‬مضاد‭ ‬نحو‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فسوف‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬مواجهة‭ ‬عربية‭ ‬ناجحة‭ ‬للمخطط‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا