يوميات سياسية
![](https://media.akhbar-alkhaleej.com/thumbeditor.php?img=editor/DAYS.png)
السيـــــــد زهـــــــره
ماذا ينتظر العرب؟!!
للأسف الشديد حتى الآن يبدو الموقف العربي العام في مواجهة الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير الفلسطينيين في غزة إلى مصر والأردن موقفا ضعيفا لا يرقى إلى مستوى الخطر الذي تمثله هذه الخطة.
بداية، من المفترض أن الدول العربية تدرك أبعاد الخطر الداهم الذي تمثله خطة ترامب.
وإذا كان الأمر بحاجة إلى توضيح أو تذكير، فإن ما يطالب به ترامب من تهجير لكل سكان غزة وما يمارسه من ضغوط ليس موقفا عشوائيا عابرا وإنما، وكما كشفت التقارير، خطة إسرائيلية موضوعة أصلا وتبناها البيت الأبيض وناقشها وأخذ ترامب على عاتقه مهمة الضغط من أجل تنفيذها. والهدف الرئيسي كما يعلم الجميع هو تصفية القضية الفلسطينية نهائيا والقضاء على أي حق للشعب الفلسطيني.
وهذه الخطة لتهجير الشعب الفلسطيني جزء من خطة استراتيجية اكبر وأبعد يطلقون عليها «إعادة بناء وتشكيل الشرق الأوسط»، أو «صفقة القرن»، أو «إعادة رسم خريطة المنطقة»، أو أيا كان. الكل يعلم أن هذه الخطة الاستراتيجية جوهرها تمكين إسرائيل من تنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة العربية وإخضاع الدول العربية، بما يعنيه ذلك من تقسيم لدول عربية وإغراق المنطقة كلها في الضياع.
يعني هذا أن تهديد ترامب بتهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن ليس خطرا يهدد البلدين فقط، وليس فقط خطرا بالتصفية النهائية للقضية الفلسطينية، وانما هو خطر يهدد الأمن القومي العربي برمته وكل الدول العربية بلا استثناء. ومن شأن تنفيذ هذه الخطة إذا حدث ذلك أن تكون بداية لحقبة جديدة من الفوضى والدمار والضياع العربي.
نقول هذا عن خطر ما يطرحه ترامب لأنني لاحظت أن بعض المعلقين العرب في كتابات وتعليقات يقللون من شأن ما يهدد به ترامب، ويرددون أن هذا كلام مرسل منفلت لا يمكن أن يتحقق وأنه لا يجب المبالغة في الحديث عن خطره.. وهكذا.
هذا كلام غير مسؤول وغير صحيح بالطبع، فهذا الرأي الغريب معناه أنه ليس على العرب أن يفعلوا شيئا وليست هناك مشكلة كبيرة أصلا.
يجب ألا ننسى أن الذي يوجه هذا التهديد بتهجير الفلسطينيين هو رئيس أمريكا أكبر دولة في العالم، وأن الأمر كما ذكرت لا يتعلق برأي أو اقتراح عابر أو عفوي، وإنما بخطة استراتيجية كبرى أبعادها معروفة منذ سنين طويلة. وترامب يتصور أنه بقوة بلاده وبعنجهيته قادر على أن يفعل ما يشاء وينفذ أي مخطط يريد في المنطقة والعالم عموما.
ولأنهم يعتبرون أن التهجير هو جوهر هذه الاستراتيجية ويصرون عليه، فإن كل الاحتمالات واردة فيما يتعلق بما يمكن أن تفعله أمريكا وإسرائيل من أجل تنفيذ هذا المخطط.
من الوارد مثلا بعد أن تتم صفقة الرهائن، أن تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية شاملة جديدة في غزة وبأبشع مما فعلت وارتكبت من جرائم على امتداد أكثر من 15 شهرا، ستكون هذه المرة بمشاركة أمريكية كاملة وذلك بهدف ترحيل الفلسطينيين بالقوة والإرهاب.
وعموما نحن لا نعرف ما الذي يفكر فيه ترامب مع إسرائيل وما الذي يخططون له من أجل تنفيذ هذا المخطط.
نحن إذن إزاء خطر داهم وجودي بمعنى الكلمة يهدد كل الدول العربية بلا استثناء.
لهذا يستغرب المرء: ما الذي ينتظر العرب بالضبط؟.. ماذا ينتظرون كي يتحركوا ويتخذوا موقفا جماعيا عمليا حازما واضحا في مواجهة هذا الخطر؟.
للحديث بقية بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news
![](https://akhbar-alkhaleej.com/assets/images/iconforinsta.png)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك