العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٣ - الجمعة ٠٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

بايدن خذل العرب الأمريكيين ودعم إسرائيل في حربها في غزة

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

عندما‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الأمريكية‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬نهايتها،‭ ‬انبرى‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬جيك‭ ‬سوليفان،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكين،‭ ‬والسيد‭ ‬بايدن‭ ‬نفسه،‭ ‬يسعون‭ ‬جاهدين‭ ‬في‭ ‬لحظاتهم‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإضفاء‭ ‬لمسة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬أدائهم‭ ‬الكارثي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لجأ‭ ‬مساعدو‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬الإخفاقات‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬عبثية‭ ‬لتبرئة‭ ‬أنفسهم،‭ ‬راح‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬كدأبه‭ ‬دائما،‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يرسم‭ ‬صورة‭ ‬للنجاحات،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬كانت،‭ ‬وبكلمة‭ ‬واحدة،‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬صورة‭ ‬وهمية‭ ‬ولا‭ ‬تمت‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬بأي‭ ‬صلة‭.‬

لقد‭ ‬اخترت‭ ‬أن‭ ‬أخصص‭ ‬حديثي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬أداء‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدسة‭ ‬الالتزامات‭ ‬التي‭ ‬قطعتها‭ ‬تجاه‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

خلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬انتخابات‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020،‭ ‬أصدرت‭ ‬حملة‭ ‬بايدن‭ ‬وثيقة‭ ‬بعنوان‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭: ‬خطة‭ ‬للشراكة‭. ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬دائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهلها‭. ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوعود‭ ‬في‭ ‬صفحاتها‭ ‬الثلاث،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬منها‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وقعت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬خالد‭ ‬جبارة‭ ‬وهيذر‭ ‬هير‭ ‬لمنع‭ ‬الكراهية‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الكراهية‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعرق‭ ‬والإثنية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فئة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تمكين‭ ‬القيام‭ ‬بإحصاء‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬للأشخاص‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭.‬

كما‭ ‬أنهت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬حظر‭ ‬المسلمين‭ ‬ومددت‭ ‬وضع‭ ‬الحماية‭ ‬المؤقتة‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬للناس‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أثناء‭ ‬الصراعات‭ ‬المستعرة‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬الأصلية‭.‬

ولكن‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬القليلة،‭ ‬فإن‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬سردها‭ ‬تتعلق‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬بما‭ ‬لم‭ ‬تفعله‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬وظلت‭ ‬مجرد‭ ‬وعود‭ ‬انتخابية‭ ‬واهية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬وعدت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬بـإرساء‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب،‭ ‬لكن‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭. ‬فخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬لم‭ ‬يلتق‭ ‬سواء‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬نائبته‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬بزعماء‭ ‬الجالية‭ ‬العربية‭ ‬الأمريكية‭.‬

وبفضل‭ ‬جهود‭ ‬ممثلي‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬فقد‭ ‬عُقدت‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بلينكين‭ ‬والمدعي‭ ‬العام‭ ‬ميريك‭ ‬جارلاند،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يُعقد‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

وكان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الأولى،‭ ‬أدرج‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬ضمن‭ ‬فئة‭ ‬المسلمين،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬فعلياً‭ ‬إلى‭ ‬محو‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬كمجتمع‭ ‬عرقي‭ ‬متنوع‭.‬

وعندما‭ ‬أعلنت‭ ‬سلطات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬استراتيجيته‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإسلاموفوبيا،‭ ‬فقد‭ ‬تحدثت‭ ‬أساسا‭ ‬عن‭ ‬القلق‭ ‬إزاء‭ ‬التعصب‭ ‬والتمييز‭ ‬وجرائم‭ ‬الكراهية‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بالمسلمين‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يُنظر‭ ‬إليهم‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬مسلمون،‭ ‬مستشهدة‭ ‬بالعرب‭ ‬والسيخ‭ ‬كأمثلة‭.‬

كان‭ ‬لهذا‭ ‬الاستبعاد‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأكملها‭. ‬فقد‭ ‬أُجبر‭ ‬الأمريكيون‭ ‬العرب،‭ ‬الذين‭ ‬اضطروا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬إلى‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاعتراف‭ ‬بهم‭ ‬وإدماجهم،‭ ‬على‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لمجرد‭ ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وسماع‭ ‬مخاوفهم‭.‬

وهكذا،‭ ‬بدأت‭ ‬حملة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬حملتها‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬التعصب‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭ ‬استُخدم‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬لاستبعاد‭ ‬وإسكات‭ ‬وتهميش‭ ‬مجتمع‭ ‬بأكمله‭... ‬كان‭ ‬بايدن‭ ‬يدعم‭ ‬شراكة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬طريقة‭ ‬جديدة‭ ‬لاستبعاد‭ ‬وإسكات‭ ‬وتهميش‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭.‬

وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬سارعت‭ ‬إدارة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬الموثقة‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تف‭ ‬بمتطلب‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬متطلبات‭ ‬البرنامج‭ ‬ــ‭ ‬وهو‭ ‬ضمان‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬للأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭.‬

وكانت‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة،‭ ‬سواء‭ ‬منها‭ ‬الجمهورية‭ ‬أو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬قد‭ ‬رفضت‭ ‬دخول‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬الأدلة‭ ‬الموثقة‭ ‬جيداً‭ ‬بشأن‭ ‬المضايقات‭ ‬والتمييز‭ ‬ورفض‭ ‬دخول‭ ‬المواطنين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭.‬

كانت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬مستمرة‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬داست‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬مواطنيها‭ ‬والمتطلبات‭ ‬القانونية‭ ‬لقوانينها‭ ‬الخاصة‭ ‬لمنح‭ ‬إسرائيل‭ ‬هذا‭ ‬الامتياز‭ ‬غير‭ ‬المستحق‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة،‭ ‬قُتل‭ ‬أمريكيون‭ ‬عرب‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وسُرقت‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬وخُربت‭ ‬وتم‭ ‬إتلافها‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬لهذه‭ ‬الأحداث،‭ ‬هو‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬القلق‭.‬

كما‭ ‬وعدت‭ ‬حملة‭ ‬بايدن‭ ‬بإعادة‭ ‬فتح‭ ‬القنصلية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬والمكتب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تنفذ‭ ‬ذلك‭.‬

ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬إخفاقات‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬إثارة‭ ‬للغضب‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬لم‭ ‬تندلع‭ ‬بكل‭ ‬ضراوتها‭ ‬عندما‭ ‬قدمت‭ ‬حملة‭ ‬بايدن‭ ‬تعهداتها،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬وعود‭ ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬حملة‭ ‬2020‭ ‬توفر‭ ‬معيارًا‭ ‬لقياس‭ ‬أدائها‭ ‬وتقييمه‭ ‬بكل‭ ‬موضوعية‭.‬

جاء‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬التصريحات‭: ‬‮«‬يؤمن‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بقيمة‭ ‬كل‭ ‬فلسطيني‭ ‬وكل‭ ‬إسرائيلي‭. ‬وسيعمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬تمتع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬بمستويات‭ ‬متساوية‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬والديمقراطية‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬آخر‭: ‬‮«‬يعارض‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬عمليات‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬والاستيطان‭.. ‬وسيعمل‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

طوال‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬القلق‭ ‬الفارغ‭ ‬بشأن‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬قدمت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬دعماً‭ ‬مفتوحاً‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ادعائها‭ ‬الضعيف‭ ‬بأن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬محدودة،‭ ‬أرسلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬شحنات‭ ‬أسلحة‭ ‬جديدة،‭ ‬وأرسلت‭ ‬قوات‭ ‬أمريكية‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬واستخدمت‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬ضد‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وأدانت‭ ‬جهود‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬ومحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لكبح‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭.‬

وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬وبينما‭ ‬تؤكد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوضوح‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬وجود‭ ‬دائم‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ (‬وفي‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭)‬،‭ ‬وبينما‭ ‬يُحرم‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬والمأوى‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ويموتون‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬حرارة‭ ‬الجسم‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية،‭ ‬تواصل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إرسال‭ ‬شحنات‭ ‬أسلحة‭ ‬أخرى‭ ‬بقيمة‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تؤمن‭ ‬به‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬قيمة‭ ‬حياة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬الكثير‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬سوف‭ ‬يتذكرها‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬بسبب‭: ‬رفضها‭ ‬الوفاء‭ ‬بالالتزامات‭ ‬التي‭ ‬قطعتها؛‭ ‬وجهودها‭ ‬لمحو‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬وحرمان‭ ‬أعضائه‭ ‬من‭ ‬حقوقهم؛‭ ‬وتمكينها‭ ‬المتعمد‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

هذه‭ ‬الخيانة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننساها‭ ‬أو‭ ‬نغفرها‭.‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا