العدد : ١٧١٠٨ - الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٨ - الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

توقعات الأكاديميين والخبراء الغربيين للشرق الأوسط في عام 2025

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

مع‭ ‬تناول‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬للتداعيات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وإشارته‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬شهده‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬متصاعدة،‭ ‬وأزمات‭ ‬إنسانية‭ ‬حادة،‭ ‬وتحولات‭ ‬جيوسياسية‭ ‬كبرى؛‭ ‬أكدت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬في‭ ‬توقعاتها‭ ‬للمشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬لعام‭ ‬2025،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬الاضطراب‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تنحسر،‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات،‭ ‬واحتمالات‭ ‬اندلاع‭ ‬صراعات‭ ‬جديدة‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬جورجيو‭ ‬كافييرو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جلف‭ ‬ستيت‭ ‬أناليتكس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قضايا،‭ ‬مثل‭ ‬مستقبل‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬الأسد،‭ ‬وتصاعد‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة»؛‭ ‬ستلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬ملامح‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.‬

وضمن‭ ‬التحليلات‭ ‬الغربية‭ ‬للمشهد‭ ‬الأمني‭ ‬الهش‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬تبرز‭ ‬توقعات‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتنفيذ‭ ‬ضربات‭ ‬ضد‭ ‬خصومها‭ ‬الإقليميين‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬مع‭ ‬احتمالات‭ ‬تلقيها‭ ‬دعمًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬شدد‭ ‬‮«‬كافييرو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إحدى‭ ‬أكثر‭ ‬الديناميكيات‭ ‬المقلقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬احتمال‭ ‬تصاعد‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‮»‬‭.‬

وفقًا‭ ‬لـ«إروين‭ ‬فان‭ ‬فين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬كلينجينديل‮»‬،‭ ‬يدخل‭ ‬‮«‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انتشاء‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬نجاحاته‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬وإيران،‭ ‬واستهدافه‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬العسكرية‭ ‬لسوريا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬‮«‬الرغبة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬عبر‭ ‬مهاجمة‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية»؛‭ ‬فقد‭ ‬رجّح‭ ‬احتمال‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بخطوة‭ ‬كهذه‭ ‬‮«‬إبان‭ ‬أو‭ ‬عقب‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬تنصيب‭ ‬ترامب‮»‬‭. ‬لكنه‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬طهران؛‭ ‬ما‭ ‬يُنذر‭ ‬باندلاع‭ ‬‮«‬صراع‭ ‬إقليمي‭ ‬شديد‭ ‬الوطأة‮»‬‭.‬

وتظل‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬محاطًا‭ ‬بمستشاري‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬يتبنون‭ ‬مواقف‭ ‬مؤيدة‭ ‬لإسرائيل؛‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬احتمالات‭ ‬منح‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬مساحة‭ ‬أوسع‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حملاتها‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بالعنف،‭ ‬وارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬أندرياس‭ ‬كريج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬كينجز‭ ‬كوليدج‭ ‬لندن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬أي‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬تُذكر‭ ‬خلال‭ ‬رئاسة‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬متوقعًا‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لاعتداءاتها‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‮»‬‭.‬

وسجل‭ ‬‮«‬كافييرو‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬نيته‭ ‬إنهاء‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭ ‬قبل‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬يناير،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬لتنفيذ‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬ردت‭ ‬‮«‬كاتي‭ ‬ستالارد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستيتسمان‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تعهداته‭ ‬بإحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬معتبرةً‭ ‬أن‭ ‬المراقبين‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها‭ ‬سيكونون‭ ‬‮«‬مخطئين‭ ‬إذا‭ ‬صدقوا‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

ووفقًا‭ ‬لـ«كافييرو‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬متطرفة،‭ ‬وإدارة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬المؤيدة‭ ‬لها‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬سببًا‭ ‬رئيسيًا‮»‬،‭ ‬لزيادة‭ ‬‮«‬القلق‭ ‬المشروع‮»‬‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬تقديم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دعمًا‭ ‬علنيًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬بالكامل‭. ‬ووفق‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو،‭ ‬قد‭ ‬يتم‭ ‬‮«‬تطهير‮»‬‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عرقيًا‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭ ‬أو‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬تام‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي،‭ ‬ودون‭ ‬اعتبار‭ ‬للعواقب‭ ‬الكارثية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬فان‭ ‬فين‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تسريع‭ ‬إسرائيل‭ ‬لعمليات‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وضمها‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬تحفيز‭ ‬مقاومة‭ ‬محلية‭ ‬جديدة،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬اضطرابات‭ ‬اجتماعية‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الاضطرابات‭ ‬السياسية‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬سيؤدي‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬عزلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتصاعد‭ ‬الانتقادات‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬‮«‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬الاحتلال‭ ‬غير‭ ‬القانوني،‭ ‬وتجاهلها‭ ‬لجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وضوح‭ ‬أسلوب‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬الخارجية،‭ ‬فإن‭ ‬سياساته‭ ‬الدقيقة‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غامضة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭. ‬وعندما‭ ‬سُئل‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬تايم‮»‬‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬عن‭ ‬اختياره‭ ‬للسفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬هاكابي‮»‬‭ -‬وهو‭ ‬مؤيد‭ ‬قوي‭ ‬للمستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭- ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬سوى‭ ‬تأكيدات‭ ‬عامة‭ ‬بأنه‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬حيث‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬سلام‭ ‬ويتوقف‭ ‬القتل‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭ ‬أو‭ ‬ضمانات‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأراضيه‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬مليئًا‭ ‬بالأحداث‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإيران‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كافييرو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬عامًا‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬طهران‭ ‬خلاله‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮«‬خطوات‭ ‬جريئة‭ ‬وحاسمة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الدروس‭ ‬المؤلمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬وبعد‭ ‬انهيار‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬باتريشيا‭ ‬كرم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬ترك‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬ضعفًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬خائرة‭ ‬القوى‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬تأثر‭ ‬مشروع‭ ‬نفوذها‭ ‬الإقليمي‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬باتت‭ ‬‮«‬عُرضة‭ ‬بوضوح‭ ‬للهجمات‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬يأمل‭ ‬‮«‬فان‭ ‬فين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬ضبط‮»‬‭ ‬استراتيجية‭ ‬إيران‭ ‬الإقليمية‭ ‬سعيها‭ ‬لتهدئة‭ ‬خصوماتها‭ ‬القائمة،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬قنوات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجهودها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أدرك‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تقرر‭ ‬فجأة‭ ‬‮«‬الاندفاع‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنشاء‭ ‬قدرة‭ ‬ردع‭ ‬لحماية‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المباشرة‭.‬

ومع‭ ‬توقع‭ ‬استعادة‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬لسياسة‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬وتقلص‭ ‬فرص‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬واشنطن؛‭ ‬ترى‭ ‬‮«‬ستالارد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬احتمالًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أمام‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بأن‭ ‬يقرروا‭ ‬سريعًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الطريقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لضمان‭ ‬أمنهم‭ ‬هي‭ ‬تسريع‭ ‬سعيهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‮»‬‭. ‬لكن،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬رغبة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬‮«‬توجيه‭ ‬ضربة‭ ‬ساحقة‮»‬‭ ‬لإحباط‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭.‬

وسلط‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬انهيار‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬عنصرًا‭ ‬مهمًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬ملامح‭ ‬الشؤون‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كافييرو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتركيا‭ ‬‮«‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لأن‭ ‬تصبحا‭ ‬المستفيدتين‭ ‬الاستراتيجيتين‮»‬‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬إيران،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشن‭ ‬مئات‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية،‭ ‬وعمليات‭ ‬الغزو‭ ‬البري‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان،‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬إبقاء‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬ضعيفة‮»‬‭ ‬تمامًا‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬فينا‭ ‬علي‭ ‬خان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬سينتشري‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مع‭ ‬تخفيف‭ ‬قبضة‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬أصبح‭ ‬المسرح‭ ‬مهيأ‭ ‬لتركيا‭ ‬لملء‭ ‬الفراغ‭ ‬وإعادة‭ ‬تعريف‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمي‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬اعترفت‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ما‭ ‬زال‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬لأوانه‭ ‬معرفة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬المحتملة‭ ‬ستتحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

وفيما‭ ‬يتصل‭ ‬بسوريا،‭ ‬من‭ ‬الجدير‭ ‬بالملاحظة‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬سقوط‭ ‬الأسد‭ ‬مباشرة‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬‮«‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‮»‬،‭ ‬و«ليست‭ ‬صديقة‭ ‬لنا‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تتعامل‭ ‬معها‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬أنيل‭ ‬شيلين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬بقولها‭ ‬إنها‭ ‬تعكس‭ ‬‮«‬توجس‭ ‬وقلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬أعربوا‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المكلفة‭ ‬وغير‭ ‬الفعّالة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬نظام‭ ‬العقوبات‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬سوريا،‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬وتوجيه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬هناك‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬أجاثي‭ ‬ديماريس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صناع‭ ‬السياسات‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يعملوا‭ ‬معًا‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬مراحل‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وإجراء‭ ‬الانتخابات‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا؛‭ ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تمضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬أجندات‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬الخليج‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬جذب‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأجنبي‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬توقع‭ ‬مراقبين،‭ ‬مثل‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬فيتش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬متوسط‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬70‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬أشارت‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإيرادات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬قوية‮»‬‭ ‬نتيجة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا